أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - مشوار مع حنجرتي لطيفة التونسية وصديقة الملاية














المزيد.....

مشوار مع حنجرتي لطيفة التونسية وصديقة الملاية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


الفقراء في هذا العالم يقولون لكل هاجس ( برشه )*
أمي تقول : الذي يأتي أهلا به حتى لو كانت سكين بروتس
فالقناعة عند أمي نعناعه ..تشبه صيني يموت على أكل المسموطة* ومذياع من زمن المخترع ماركوني يطلق فوق رأسه أغنية لطيفة ( إنشا الله ..إنشا الله ) هو لا يفهمها لكن السمك المطبوخ أمامه يفهمها ، رغبة منه بعودة إلى النهر ، لكن لا عودة لمن ُيطبخ في النار ..كذلك الأشرار الكفار ..
يذكرني وجه لطيفة الأجمل من برتقالة لبست للتو خاتم الخطوبة ، بالرقة والإحساس الناعم كخد طفلة على جبين أبيها المقتول بحرب القرم ، يذكرني برؤى المحرومين بقرى الغابات الأفريقية وبنايات الصمت المعزوفة بعيون شهداء حروب وطني . من حرب سلالات سومر حتى قتلى الأمس بسوق خضار في الحلة . يذكرني صوتها يوم بلغتُ السن القانونية وتمنيت النوم مع دمية ، بالشعر ، بعارضات الأزياء ، بالخبز وبالأفلام الهندية ..بكل إشارات الود وشامات الخد وقصائد عمنا وجدنا السياب ..
يا ناس ..صوتها قيثار معلق برقبة السفينة تايتانك . كلما أتعلق بها يناديني الغرق تعال يا أبن ( ................) كن طعاما للسلاحف وتخلص من فوضى الزرقاوي ..
لهذا ..أنقاد لصوتها مثل بعير بألوان مخططة وأنزع صلاتي مثلما تنزع الفراشة ثوبها في حوض سباحة وتغازل الموجة بفم العسل فيولد للدنيا زنجي من أهل زنجبار يكبر فيبيع الفستق في الشورجة*.
هي ( أي لطيفة ) ليست ( برشة تونس ) والإرث الأحلى للراحل بورقيبة إنما هي سلة تمر أكدية ..نستها قافلة نوح الناجية من طوفان الأزل وبحثت عن أهلها في الغناء فسمعها طوارق مالي وبهرة* حضرموت وصابئة الحلفاية* وبوذي النيبال وسكان نيوزلندة الأصليين وسكان المحروسة دبي وفقراء الصين الشعبية ..
متعتهم ..أن جوازات سفرهم صارت أحلاماً بها نسوا حروب العالم والويلات..
لهذا يدرك قلبي معنى الحنجرة الجميلة
وينام على وسادة الجوع
أسعد دمعة في العالم
واسعد جيب فارغ ...

2 ـــ للعراق المشبع بالمنافي حد النخاع ، أغنيات تطلقها أسطوانات جقمقجي* فتذوب روح الله في أراوحنا ونموت من الغيرة..
لقد غنت صديقة قبل أن تشتغل متسولة قرب مبنى الإذاعة . فذاب ثلج القطب وأرسل الرب لبغداد شمسا ليحميها من الأنجماد
لكنهم تجاوزوا صوت صديقة وأرسلوا حافلة مليئة بالعتاد

3 ـــ بين صديقة الملاية وعيون لطيفة وردة تلبس ثوباً أزرقاً وشجونا اكبر من صحراء الربع الخالي ..
اجمعها بآنية عيون الراديو
فتهتف طفلتي
لا نملك تلفزيونا ولا صحنا لاقطا ولا سيارة وحقيبة ومرق فيه لحم ولا علبة لبن
ضحك التمر
وصفعها برقة
ودعاها لحفل الأوسكار بمدينة كاركاس
حيث الناس والنعاس ومواسم زوار العباس
يا أبتي قلبي ليس دولارا
أنه قصيدة تبحث عن سقف يقيها المطر
عندها سيذكرنا الله بكوب لبن
يجعلك تحفظين الدرس جيدا
كل ذكرياتي مع الغناء
انه يملئ جيوبنا بآمال وخزائن يجلبها علي بابا
ومنها أسوارة ذهب بغدادية تلبسها لطيفة
ثم تهدي ثمنها بعد نهاية حفل اليونسكو
لتغطية نفقات جنازة صديقة الملاية
هكذا هي الحياة
حنجرة تقطر ذهبا
وأخرى تقطر جوعا ونواحا صوفياً

4 ـــ الاشتياق هاجس يصنعه تخيل العناق
المتصوفة رأوا هذا في عينيك وكتبوه
دمعتي حفظت ذلك ورددته على بيوت الزقاق كله
وحين سمع عبد الوهاب ذلك غنى لأجلك حكيم عيون *

5 ــ عندما اسمع صوت صديقة الملاية بأغنيتها الماركسية
( الله يخلي صبري ..صندوق أمين البصرة )*
انشق لنصفين
نصف لمنطقة الكاظمية
وآخر لمنطقة الأعظمية
من ذا يريد أن يقسم البلد؟

6 ــ كتب أبن العربي بفرنسية أقاح
مر ديغول من هنا وصنع من قبعته جامعا
لطيفة غنت
فرقصت تونس وحدها
ولأنانيتها هذه
صفعها أهل بعقوبة
لقد كان أفلاطون يقول:
في جمهورتي الغناء لغة كل البشر

7 ـــ من هكذا شجن .
صنعت قصيدتي
وحين مللتها
ركبتها وترا لقيثار قلبي الذي حطمته القنابل
بين وجه لطيفة وصديقة الملاية
غابة ورد وسرب أيائل


أشارات :ــ
* صديقة الملاية : مطربة عراقية شهيرة غنت منذ ثلاثينيات القرن الماضي وماتت وهي في حطام الحياة إذ كانت تجلس متسولة قرب مبنى الإذاعة .
* برشه : اعتقد إنها مفردة مغاربية تعني طيب وجميل وأحسن .
* المسموطة : أكلة عراقية تعمل من السمك المجفف .
* الشورجة : أشهر أسواق بغداد التجارية . منذ السقوط وحد اليوم أحرق مرتين .
* البهرة : طائفة من طوائف المسلمين الشيعة يعيشون في الهند وباكستان واليمن ويتركز إيمانهم على طاعة وتقديس أكثر للأئمة ع الذين ماتوا مقتولين دفاعا عن المذهب .
* الصابئة : ديانة توحيدية قديمة من ديانات وادي الرافدين ولازالت وقد ذكروا في القرآن الكريم مرارا وكانوا من أصحاب الجزية شأنهم شان اليهود والنصارى .
* الحلفاية : ناحية من نواحي مدينة العمارة العراقية ويكثر فيها سكن الصابئة المندائيين .
* جمقجي : أشهر شركة أسطوانات عملت في العراق منذ عشرينيات القرن الماضي وسجلت اسطواناتها لأشهر مطربي العراق آنذاك ومنهم القبنجي وداخل حسن وحضيري وصديقة الملاية وغيرهم .
* حكيم عيون : أغنية شهيرة لمطرب محمد عبد الوهاب.
* الله يخلي صبري ..صندوق أمين البصرة : مقطع من أغنية الأفندي وهي أشهر أغاني المطربة الراحلة صديقة الملاية .
* الكاظمية والأعظمية : من أشهر وأقدم أحياء بغداد . في الأولى مرقدي الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد (عليهما السلام ) والثانية فيها مرقدي الأمام أبي حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر الكيلاني ( رض ).

أور السومرية في الأول من تشرين الأول 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر والأقتراب من ذاكرة السياب وأنشودة المطر
- خيمياء الكلمة شيدت للعشق كوخا ياصديقي
- الأحتفاء بعينيك وبالقرية والشعر
- أبو معيشي ذاكرة النخل والماء والقصيدة
- قصيدة بومضة.ومضة برمش عين.رمش عين بنور كلمة
- أيها الناس هذا وطن وليس بطيخة
- الكوري عندما ينوح كأمراة من أجل الحياة
- لوركا يشرب القهوة في أور
- نسمة طاردة ..نسمة جاذبة ..تلك هي قصيدتي
- بين الجواهري والجعفري
- الأحتفاء بالشعر على الطريقة البوذية..(خدك جرح وقصيدتي خنجر ) ...
- الموسيقى بين روح الأنثى ومنى الرجل .. قراءة فلسفية
- فلسفة لولادة حصان
- حوار مع الشاعر العراقي كمال سبتي..قصيدتي قصيدة معنى ..والأنا ...
- المندائية :المقدس وهو يتدفئ بمعطف النور
- الثقافة العراقية العربية بين عولمة الدستور وحلم المتنبي
- قصائد لحلمة النهد فقط
- حوار مع الشاعرة اللبنانية جمانة حداد...أنا أتحدى أي سلطة ولي ...
- كائنات حية تعمل وتفكر وتشتغل بالسياسة
- الجوع عندما يكون قاسياً كالنساء ..(.........)


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - مشوار مع حنجرتي لطيفة التونسية وصديقة الملاية