أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - ...إنتظار














المزيد.....

...إنتظار


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


تساءل عما يحصل حوله، قد يتبادر إلى ذهنه أنه مستهدف من قوة لامرئية تحاول إضعافه و إرجاعه إلى الخلف و
القضاء عليه نهائيا ! اليوم ليس ككل الأيام يجب أن يطرد هذه الأفكار الغريبة من رأسه...

كانت الساعة تشير إلى الواحدة عندما جلس فوق كرسي في ركن معزول من المقهى، يريد دائما تجنب التكلم معهم ! يفضل الوحدة لقد ألفها حتى صار يستغرب بل قديصل الأمر إلى التوتر إن صادف و جلس مع العائلة أو الأصدقاء. ربما هو موقف إتخذه من هذا العالم الذي لم ير فيه السعادة أبدا، أو ربما تشبه بالفلاسفة و الأدباء الذين فظلوا الإنقطاع عن الناس ليقظوا حياتهم في أبراجهم العاجية. أولعله يخاف من الإغتيال أو ببساطة ربما يفضل الوحدة و هذا الركن المنعزل دون أسباب !
اللعنة ! لست بحال جيدة و لست مستعدا للقائها

مرت ساعة...

نظرات صاحب المقهى تزعجه، صوت التلفاز يشوش أفكاره و أصوات الكؤوس والأطباق لا تطاق؛ لكنه يتحمل لكي يراها، الصبر هو الحل فقد مر زمن وهو يحاول مقابلتها. مازالت نصف ساعة، لست مستعدا بعد، ماذا سأقول إن سألتني عن عملي ؟ أأخبرها بالحقيقة ؟ ماذا لو سألتني عن لوني المفضل أو نوع سيارتي أو الموسيقى التي أسمعها ؟ إنها أسئلة كلاسيكية و تافهة ولكنه لايعثر لها على أجوبة !
سحقا ! رأسي سينفجر، لم أعد أطيق الإنتظار...

علبة السجائر فارغة، هو يعلم أنها ستصل في أي لحظة و لكنه سيخاطر و يخرج لشراء السجائر. إنه يكره المخاطرة لو كان ممن يحبون المغامرة لوجدها كل صباح بجانبه وكان تجنب كل هذه المدة من الإنتظار ! خارج المقهى، قطع عليه رنين هاتفه الجوال حبل أحلامه :
ـــ ألو أنتظرك منذ ساعة يارجل، أين أنت !؟
كان الصوت مألوفا و لكنه لم يتعرف على صاحبه
ــ من يتكلم ؟
ـــ ما هذا السؤال ! أنا صديقك و طبيبك يا رجل !

ظل يتحدث مع هذا الرجل الذي يدعي أنه صديقه و طبيبه، ومع نهاية المكالمة تغيرت ملامح وجهه و نسي السجائر و موعده ! كان يسير بخطى ثقيلة غير مبال بنظرات المتعجبين من هذا الرجل الذي يقطع الطريق غير مبال بالسيارات و لا بشتائم السائقين.وصل أمام باب عمارة كبير، إستوقفته لافتة عليها إسم صديقه كتب عليها دكتور متخصص في الأمراض النفسية و العصبية صعد السلم، وهو لا يكاد يصدق. عند مدخل العيادة رحبت به سيدة لطيفة و أجلسته كأنه طفل صغير، بعدها خرج البيب و رحب به، بادله التحية و به أمل أن يستقظ من هذا الكابوس. أغلق الطبيب الباب وسأله مباشرة : أين إخترت أن تنتظرها اليوم ؟



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة تأكل أولادها -حول القمع الذي تمارسه دولة البوليس-
- رواية شرق الوادي لتركي الحمد
- تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [ 2 ]
- تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [1]
- حول الثورة الثقافية و محاكمة الفكر في تونس ( جابر الماجري نم ...
- المس و السحر في الإسلام بين الخوارق و الموضوعية
- تونس تصدر المجاهدين... و المجاهدات ؟
- عندما يكبلك اللامرئي ( خواطر من منبع اليأس )


المزيد.....




- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما
- 7مقاطع هايكو للفنان والكاتب (محمدعقدة) مصر


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - ...إنتظار