النسخ في الكتاب المقدس بين العلل والعقل !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 12:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

إله الكتاب المقدس عندما كان يقوم بنسخ أحكامه السابقة وتبديلها بأخرى لا ينطلق من منطلقات عقلانية تتفق ومقام كل حكم قام بنسخه أو تبديله أو تغييره !! ، أو حتى من باب التدرج في الأحكام تخفيفا لأتباعه وتدرجا عبرها ، كما يفعل الطبيب الماهر مع المدمن عندما يبدأ معه رحلة العلاج بتقليل جرعات ما كان مدمنا عليه من مخدرات رويدا رويدا حتى يصل لمرحلة قطعه عنه دون صدمة أو مضاعفات تفضي لنقض ما فعله أو مخافة ضعفه فيرجع لإدمانه ، فنحن والحالة هذه وبشكل عقلاني تبعا لما نشاهده على أرض الواقع نقبل مثل هذا التدرج ، بل وفعل حكيم ينم عن فطنة وحكمة مثل هذا الطبيب الماهر ؛
لكن في الكتاب المقدس نسخ الأحكام وتغييرها واستبدالها بأخرى مناقضة وللأسف تعود لأسباب مرتبطة بذات إله الكتاب المقدس ، وهذه الأسباب تبعا لنصوص الكتاب المقدس تظهر نقائص ونواقص متعلقة بهذا الإله ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعود لجهل إله الكتاب المقدس أو ضعفه أو ندمه أو لأنه ينسى ويتأسف !! كما زعم مؤلفو الكتاب المقدس ، ولعل تلك النواقص والنقائص بحق إله الكتاب المقدس تتضح جليا في سفر التكوين كما في الإصحاح 6 و 9 وسفر الخروج اصحاح 32 وسفر يونان 5 وسفر العدد اصحاح 14 وسفر صموئيل الأول اصحاح 15 وسفر صموئيل الثاني اصحاح 24 !! ، ولعل أغربها ما ورد في سفر الملوك الثاني اصحاح 21 !! ، وأيضا سفر عاموس اصحاح 7 وسفر إرميا اصحاح 15 وهذا من أوضحها فالرب ندم من ملله !! ، ولعلك صديقي القارئ الكريم والعزيز لاحظت أنني تعمدت ذكر اسم السفر ورقم الاصحاح دون ذكر رقم العدد !! ، لكي أدفعك برحلة بحث يسيرة وقصيرة بين جنابات وثنايا وصفحات الإصحاحات فستجد ما لا أتجرأ حتى بالإشارة إليه !! أو التلميح عنه لفظاعة ما فيه من نقائص بحق إله الكتاب المقدس !! ناهيك عن الأعداد التي تمت الإشارة لمضمونها تصريحا ، والأغرب أن تبديل عقوبات الرب أمر مألوف أيضا في الكتاب المقدس !! لكنها عقوبة طهي الكعك على خراء الإنسان إلى طهيه على روث البقر !! ، وهذه عقوبة طالت النبي حزقيال !! راجع سفره 4 : 12 ،
والإله في الكتاب المقدس كما يزعم أحد مؤلفيه عندما يبدو للرب أمر مخالفا أو غير متوقع أو لم يعلم به مسبقا !! بل بعد حدوثه حينها يعتريه الحزن والندم والتأسف !! وبخبث وسوء نية نسأل وليس ببراءة : -
هل إثارة موضوع النسخ في الإسلام ينم عن جهل بما قلناه بشأنه ؟! أو بالكتاب المقدس ؟! أم هروبا مما قلناه آنفا !! أم تورية وسترا لموبقاتها ؟! أم خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ؟! أم رمتني بدائها وأنسلت ؟!! أم هي جميعها ؟!! ،
وحتى لا أتشعب سأبدأ بذكر أمثلة عن نسخ الأحكام من الكتاب المقدس وهي من الكثرة بمكان يصعب مجرد الإشارة إليها ومن العهدين ، سفر التكوين وحكم الزواج بالأخت ونسخه ، حكم الجمع بين الإختين لزوج واحد ، ونسخ حكم الزواج بالعمة راجع سفر الخروج 6 : 20 ، لكن ماذا عن العهد الجديد ؟! ،
الحقيقة أن عجب العجاب واقعا هو في العهد الجديد ، فتبديل شريعة موسى أو الناموس تمت على يد يسوع !! والأغرب أن شاؤول الطرطوسي بعدما زعم ظهور يسوع له وإيمانه وأنه غدى رسول يسوع فعل أكثر من يسوع نفسه بالتبديل والتغيير في الأحكام !! ، بل وخالف يسوع في أمور أخرى !! ، كما في ختان الذكور ، وإباحة كل ما كان محرما ومحظورا ونجسا في العهد القديم مما لم ينقضه يسوع نفسه !! بل وعطل الناموس برمته وأحكامه وأسقطه بالضربة القاضية ودون هوادة !! ، وحتى أختم : يسوع نفسه تخبط بين الأناجيل تبعا لشهاداتها !! بين كرازة بالإنجيل حصرا بين خراف بني إسرائيل الضالة !! وبين كرازة به للأمم كلها ،
وأما بولس الرسول فسنقف معه مجددا لاحقا لنسلط الضوء على حقيقته تبعا لرسائله المتناقضة .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل