أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحنفي - الدساتير العربية و تكريس الطائفية....4














المزيد.....

الدساتير العربية و تكريس الطائفية....4


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1334 - 2005 / 10 / 1 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


4) و إذا تم اعتماد الأسس العقائدية، و العشائرية و الحزبوية في تكريس النكهة الطائفية في الدساتير العربية، ألا يمكن اعتبار دسترة الأديان في الدساتير العربية إيذانا بتأسيس الأحزاب السياسية و النقابات و الجمعيات على أساس ديني ؟ أو ما هي النتيجة التي تؤدي إليها الدساتير العربية ذات النكهة الطائفية ؟
إن أي مدخل للطائفية القائمة على أساس عقائدي، ليس إلا اعتماد دين معين، أو مذهب ديني معين دينا رسميا أو مذهبا رسميا للدولة من خلال دستور معين في بلد معين. لأن الدولة عندما تدستر دينا معينا تعمل على أدلجته، أي تعمل على جعله يخدم مصالح الطبقة الحاكمة، أو العشيرة، أو الأسرة، أو الحزب الديني الحاكم ... و هو ما يعطي الحق لجميع الناس من اجل العمل على تأويل نقيض للدين، يجعل الناس الذين يعانون من القهر ينساقون وراءه، فيعمل المسؤولون الجدد على تنظيم أنفسهم لخوض الصراع ضد الطبقة أو ضد العشيرة أو الأسرة المدسترة للدين، الأمر الذي يؤدي إلى ضرورة الاعتراف بالتنظيمات المؤدلجة للدين و المنبثقة عن دسترة الدين في نفس الوقت. و هذا ما يعني في نهاية المطاف قيام الطوائف الدينية على أرض الواقع، و أن كل طائفة من هذه الطوائف لها تأويلها. و أن هذا التأويل يعتبر ذريعة للقول بالنيابة عن الله في الأرض، أي القول بالوصاية على الدين، أي دين ما دام مدسترا.
و بذلك يتبين أن دسترة الدين، أي دين، تعتبر فعلا، إيذانا بإعطاء الشرعية للأحزاب التي تقوم على أساس ديني، أو على أساس مذهب ديني ، كما يتبين أن إعطاء الشرعية للأحزاب الدينية أو القائمة على مذهب ديني إيذانا بشرعنة الطائفية، لأن ذلك سيكون مبررا لإعطاء الشرعية القائمة على أساس لغوي أو عرقي، لتتسع بذلك دائرة الطائفية، فتصير المطالبة بدسترة كل ذلك تبعا لدسترة دين معين، أو لغة معينة ليسود صراع غير شرعي من الناحية العلمية، و لكنه يصير شرعيا من الناحية الدستورية. لأن الدساتير القائمة على هوى الطبقات أو العشائر أو الأسر أو الأحزاب الدينية الحاكمة لا يمكن أن يؤدي إلى ذلك. و بناء عليه :
5) ألا يعتبر السماح باستنبات الأحزاب الدينية أو العرقية أو اللغوية إيذانا بترسيخ المجتمع الطائفي؟
إن أي استغلال للدين إيديولوجيا و سياسيا من قبل الطبقة الحاكمة في أي بلد عربي، أو غير عربي، من اجل اكتساب شرعية التسلط على رقاب البشر بالاستناد إلى فرض الشرعية الدينية التي لا وجود لها إلا في أذهان مستغلي الدين. لابد أن ينتج من يلجأ بدوره إلى توظيف الدين من أجل مقاومة الحكام فتظهر بذلك فرق دينية لا حدود لها، لكل منها تأويلها الخاص و إيديولوجيتها الدينية الخاصة، و موقفها السياسي الديني الخاص، و لها الحق في ذلك، لأن الطبقة الحاكمة في كل بلد تستغل الدين و تؤوله على هواها، بل و تدستره ليصير دينا رسميا للدولة. فكأن الدولة كشخصية معنوية تؤمن و تكفر، و هو ما يعني أن استغلال الدين من قبل الحكام و دسترته لا تعني منطقيا إلا السماح بتأسيس أحزاب و جمعيات و نقابات على أساس ديني. و هو ما نستنتج منه أن جميع المجتمعات في البلاد العربية و في غيرها من البلدان المدسترة للدين لا يمكن التعامل معها إلا على أنها مجتمعات طائفية، بل إن الدولة التي تشعر بخطورة ذلك على مستقبل الحاكمين فيها، تحاول أن ترفض تأسيس أحزاب و جمعيات على أساس ديني تجد مواجهة عنيفة من قبل الراغبين في ذلك. بل إن الجمعيات الحقوقية التي تستند في برامجها و مواقفها إلى مرجعية المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان العامة و الخاصة، تصير من متناقضة مع مرجعيتها عندما تطالب بالسماح بتأسيس أحزاب و جمعيات على أساس ديني، أو عرقي أو لغوي. ليصير قيام أحزاب و جمعيات و نقابات على أساس ديني ترسيخا للطائفية في المجتمع العربي لتصير بذلك ملازمة له، و جزءا منه، و ليس في العراق وحده. و من الطبيعي جدا أن يكون المجتمع العربي متخلفا، لأنه يحافظ بكل ما لديه من إمكانيات مادية و معنوية على مظاهر التخلف في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية. و يكفينا الرجوع إلى البرامج الدراسية لنقف على الفقرات المعتمدة في تلك البرامج و التي لا يمكن أن تخرج إلا أجيالا متخلفة. و يكفينا أيضا أن نقف على حجم التخلف القائم في مجتمعنا. و لذلك لا نستغرب أن تسود العقلية الطائفية، و الفكر الطائفي، و الممارسة الطائفية في الواقع العربي، و ما العراق إلا نموذج لما يمكن أن يصير إليه الأمر في كل بلد عربي على حدة و لذلك نضطر إلى طرح السؤال :




#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....3
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....2
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....1
- ضرورة الحذر من ممارسات البورجوازية الصغرى ...
- هل تنخرط أحزاب البورجوازية الصغرى في العمل على قلب ميزان الق ...
- الشروط اللازمة لاحترام إرادة الشعب المغربي...
- هل احترام إرادة الشعب المغربي حق إنساني؟ أم تاريخي؟ أم موضوع ...
- الانتخابات الجماعية و توفير الإرادة السياسية
- هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 2/2
- هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 1/2
- هل من مصلحة الرؤساء الجماعيين خدمة الشعب المغربي ؟!.
- ضرورة إنضاج الشروط المزيلة للحيف الجماعي في حق الشعب المغربي
- مناهضة المغاربة لاستغباء الرؤساء الجماعيين الأغبياء ...! ! !
- على هامش ما وقع في شفا عمرو:الإرهاب الصهيوني و الإرهاب الظلا ...
- على هامش ما وقع في شفا عمرو:الإرهاب الصهيووني و الإر هاب الظ ...
- حرية المرأة بين الواقع المستلب و الواقع المأمول....2 / 2
- حرية المرأة بين الواقع المستلب والحلم المأمول... 1/2
- الدين / الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من أجل مجتمع بلا إر ...
- الدين / الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو افق بلا ارها ...
- هل يعلم رؤساء الجماعات المحلية أن حبل الكذب قصير ... ؟!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحنفي - الدساتير العربية و تكريس الطائفية....4