عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 12:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما من كتلة سياسية عراقية , وخاصة ( الكبيرة ) منها , إلاّ وهي توالي جهةً خارجية وبات كل حراكها السياسي , منشطراً على نوعين لا ثالث له , الأول , السعي المحموم لتحقيق المكاسب الشخصية لهذه الكتل , والثاني مرتبط بالأول , هو كسب رضا الجهة الخارجية التي لا تخجل من التصريح الذي يبلغ حدّ الوقاحة السياسية المذمومة في إعلانها الولاء لها .. وفي كلا الحالين , فإنّ المستفيد من كل ذلك , هما الكتلة السياسية والجهة التي تواليها , التابع والمتبوع , العبد والسيد , ( إنْ كان ثمة سيّد بالمعنى الحقيقي ) , كل هذا التلازم , بين هاتين الجهتين , يأتي عبر شعارات زائفة تتخذ لنفسها صوراً توحي وتدّعي , زوراً وبهتانا , كذباً ودجلاً , ونفاقاً سياسياً مقيتاً , أنهما يعملان ذلك , لأجل جماهيرها العريضة التي تمّثلها .. في حين أنّ كلّ معطيات الواقع الفعلي , أثبتتْ وتثبت عكس ذلك تماماً .. فالخاسر الأول , والمتضرر الأول , هو الجمهور الذي يدعون بأنهم يمثّلونه , فهذه الشرائح الكبيرة , تعيش واقعاً بائساً جداً , حقوقها مهضومة ومُستلبة , محرومة من فرص العمل , محرومة من أبسط الخدمات الأساسية , محرومة من بيوت ولو بأمتار محدودة تأويهم وعوائلهم , وتشعرهم بأنّ لهم وطن صغير داخل وطنهم الكبير , محرومة من كل شيء , اللهم سوى من تجرّع مرَّ العيش والعوز , في وقت , يتنعم رجالات هذه الكتل , بكل الإمتيازات التي تصل حدّ الترف الإسطوري الذي لم تبلغ مستواه حتى ليالي الرشيد العباسي الحمراء , من الڨ-;-لل والقصور الفارهة , والأرصدة الخيالية , وغيرها ممّا لا تستطيع تصوّراتنا البسيطة المتواضعة من تكوين صورة عنها .. ويبقى السؤال الذي يبحث عن الإجابة , وسط هذا الكم من المفارقات المجحفة , والمعادلات القائمة على خلاف المنطق الإنساني والعقلاني والوطني , الى متى يبقى هذا الحال الذي تتسع فيه فجوة الغنى الفاحش لهذه الحيتان في قبال تزايد العوز والفاقة والحرمان وفقدان الأمان لدى السواد الأعظم ؟
الإجابة الحقيقية والحاسمة عن هذا السؤال , هي بيد هذا الكم المليوني من السواد الأعظم من العراقيين , فمتى تحلّ لحظة الحسم للإجابة الشافية ؟؟ .
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟