عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 23:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عُرِفَ الشيخ نمر النمر , وهو من مواليد العوامية , إحدى محافظات القطيف في المنطقة الشرقية من المملكة السعودية , بخطاباته السلمية الخالية من العنف . لكن السلطات السعودية المهزوزة , قامتْ في مرات عديدة بإعتقال الشيخ نمر النمر , كان آخرها في تموز من عام 2012, حيث أُلقي القبض عليه في بلدته " العوّامية " , بعد إصابته من قبل السلطات , بعدة إطلاقات نارية . الحكومة السعودية , ترى في خطابات الشيخ النمر , زوراً وبهتاناً , بأنها مثيرة للفتنة وتدعو للعنف لمواجهة رجال الإمن وتحرّض على المظاهرات لزعزعة الوحدة الوطنية . وقد حوكم لمرات عديدة كان آخرها في الإسبوع الحالي , حيث صدر بحقه حكما بالإعدام " تعزيزاً " . ويبدو أنّ مصطلح " تعزيز " , أو الإعدام " تعزيزاً " , كما يقول المطّلعون على القضاء السعودي , يأتي في حال , عدم تمكن القضاء من الوصول الى أدلة ناهضة وواضحة في قضية معينة , فيلجأ في هذه الحال الى مصطلح " تعزيز " . وبما أن المحاكم السعودية لم يقع بين أيديها إدلة واضحة وتهم ثابتة قانونياً بحق الشيخ نمر النمر , لجأتْ في قرارها الى هذا المصطلح وأصدرتْ قراراً بإعدام الشيخ النمر بالإعدام تعزيزاً . وفي هذا الإتجاه نفسه ,كان من جملة ما أثار حنق وغضب السلطات السعودية على الشيخ النمر , هو دعمه السلمي للثورة البحرينية , وبما أن هذه التهمة , هي الإخرى , تفتقر الى النصوص القانونية في القضاء السعودي , كان دافعاً آخر للتخلص من الشيخ النمر عبر الحكم بالإعدام " تعزيزاً " . عائلة الشيخ النمر , وصفتْ في بيان لها , هذا الحكم , بأنه حكم " سياسي بإمتياز " .ويُشارُ الى أن هذا الحكم ليس نهائياً قبل إستئنافه ومصادقة الملك السعودي عبدالله عليه .بعض المراقبين , يرون أنّ الحكومة السعودية , إذا طاش سهم عقلها , ونفذتْ الإعدام , وهو مستبعدٌ في الظروف الراهنة , فإنها سوف تفتح أبواب نيران على مصارعها , وقد لا تنطفيء دون ما يقابلها من ثمن باهض تدفعه السياسة السعودية الطائفية , فضلاً عن التداعيات المحتملة , داخلياً وخارجياً .الشيخ نمر النمر , وبحسب الأنباء , لم يأبه لقرار المحكمة هذا , وليس غريباً أن يكون الشيخ بهذه الشجاعة وهو الذي صرح في مقابلة مع الـ بي . بي . سي , " أنّ زئير الكلمة , أقوى في مواجهة أزيز الرصاص " .
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟