أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - العجوز والموظف














المزيد.....

العجوز والموظف


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 20:34
المحور: الادب والفن
    



هي عجوز طاعنة في التجارب تلج ادارة عامة على كرسيها المتحرك الاسود القديم تدفع مقوده الداءري تارة الى الخلف و اخرى الى الامام .. ..وتنتصب وراءها صبية في عمري المدرسة والزهور كانت في غاية الحزن و الاسى ..لا تتوقف على تصفح وجوه الناس الذين ينتظرون بصبر في شكل طابور طويل في ذلك المكتب الذي يجمع الرجال مع النساء .. ..صاحت العجوز وهي تنظر الى الموظف (.. اسمحوا لي ياسادة ..انها حفيدتي اريد تسجيلها في كناش الحالة المدنية )..لكن الموظف كان مشغولا بتسطير سجل عريض دفتيه سوداوين ( لماذا السواد يسود الادارة هذا الصباح .. امر لا شك فظيع .. ) ..يتغافل عن الطابور والعجوز معا ...بصدد هذا الموظف الذي يرتدي لدوره بدلة سوداء ويضع نظارات سوداء .. فمن الموءكد انه يعرف جيدا كل سكان المقاطعة بل يجمع الكثير من البيانات عن الناس وعن هذه العجوز بالذات فهي كثيرا ما كانت تتردد على مكتب المقاطعة للحصول على شهاءة الحياة للصبية التي وراءها لكنه يشك في كونها حفيدتها او ابنتها بالتبني ..منذ مدة تصاحبها في الازقة والطرقات يبحتن معا عن صدقة نقذية او عينية من بعض رحماء الناس في المدينة ..يقفان معا على ابواب المساجد الفارغة ايام الجمعة وامام الحانات والمواخير العامرة في ليالي السبت و باقي الايام موزعة في واجهات الابناك والمقاهي ومحلات الاكلات السريعة والخفيفة وهذه الاخيرة الكل يعرف انها انتشرت كالدود في الاحياء الراقية ..بل كذلك في الاحياء الفقيرة .. فلا احد في المدينة سيموت يوما جوعا او عطشا لا قدر الله ...و الفضل ىعود في الاول والاخير الى رعاية صاحب الجلالة للفقراء من الشعب ... هذه العجوز ..تعلم جيدا انها لا بد لها من ادخال الصبية الى المدرسة فبذلك نصحها القايد ( وهو كما تعرفون يمثل الملك ) ذات سبت امام الماخور حين منحها ورقة بنية من فئة 100 درهم وربت بيديه على راس الصبية وهو يترنح سكرا ...عند انتهاء الموظف من رسم اخر سطر في ذلك السجل الاسود تناول من العجوز ورقتين الاولى ترخيص قديم بالولادة من المشفى... والثانية شهادة سكنى بخط يد مقدم الحي ..وبداء في تحرير شهادة الحياة ..بقلم صيني اسود (اسود مرة اخرة ) ..كان الموظف كاللص يسرق النظر للعجور من حين لاخر ..وهي لا تفارقه بعيونها السوداء الضيقتين ..حين اقتربت من وجهه نفخت و همست له : ( هل نسيت احبابك .يا غبي..؟)
لم يجب الموظق فهو لا يريد ان تورطه العجوز في محادثة تكشف بها عن اسراره الدفينة..لكنها استمرت تهمس اليه ..(نسيت رفيقتك الشهياء ..التي كانت تصاحبك الى تلك الحانة الجميلة في اخر المدينة .. عرفت انها اصبحت سكريتيرة للقايد في مكتبه ..و عرفت انها فارقتك لطيشك منذ مدة ..)
وهو لا يزال صامتا مضطربا ويتظاهر بانه هادءى ليعطي الانطباع للطابور الجاثم هناك ان العجوز تخرف فحسب ..)
ناولها السجل وهو يرتجف لتوقعه..فبصمت بسبابتها الرقيقة الطويلة ..ووضعت عليه ورقة نقدية من فئة 20 درهما ..
وقالت بصوت مزعج: (.. عشرة للرسم الاداري ..و عشرة قهوة لك ايها الغبي ...)
حينها صاح الموظف : (احتفظي بنقودك ياسيدة ..فنحن لا نقبل الهدايا من امثالك..! . ( هل كان يقصد الفقراء أمثالها ..... ؟)..)
حدجته العجوز وهي تغادر المكتب وعيون الطابور تتبعها محملقة فيها تنتظر ردة فعلها .. لكنها كانت باردة كالصقيع تدفع كرسيها المتحركة ببطء دفعتين الى الوراء لا جل دفعة الى الامام ..والصبية تلتفت الى الوراء تحف نظراتها كل الاشياء الجامدة والمتحركة في فضاء الادارة العمومية كانها تريد ان تقول شيءا مهما ..لكنها لم تقله ...من المستحيل على المرء ان يدرك ما يدور في خلد الاخرين وخاصة الصفار منهم ..
عندما وصلت العجوز الى باب الادارة ..قذفت الموظف بكلام سوقي قبيح.. قبيح جدا .... لم يفهم منه الا كلمتين خثمت بهما : ( وعااااش الملك ) ....



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطب وراسمالية الوحوش
- خلف النوافذ (5)
- االانسان هذا السر العظيم
- لم يعد احدا يفكر في الغاء عقوبة الاعدام ...
- سيل النفاق التربوي ..هل يتوقف يوما عن الانجراف ...؟
- طفل قال ماهو القطار
- خلف النوافذ (4)
- (1965) مابين الماء والدماء
- عودة زنوبا( أوجاع قريتي 13)
- اوجاع قريتي --12
- تملق سلفي على أعتاب المخزن....
- التشرميل...إ ستثناء مغربي .
- خلف النوافذ (3)
- يوم الارض ...ذكرى طواها النسيان
- خلف النوافذ (2)
- قطاع الرؤوس...
- أوجاع قريتي...11( اهل الحال ..متى يصفى الحال ..)
- همسات ....قلم
- عزوف المواطن عن السياسة / اولاد عبد الواحد كاع واحد...
- أوجاع قريتي ...10(.. لمن تحكي زابورك يادتوود ...)


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - العجوز والموظف