أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد صموئيل فارس - الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 8 ( اللغه )















المزيد.....


الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 8 ( اللغه )


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 02:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يقول كونفوشيوس حكيم الصين فى القرن السادس ق.م. " يدرس الناس الماضى والتاريخ منذ قديم الزمن بهدف تطوير أنفسهم " ... ولأن تاريخ البشر وماوقع فيه من أحداث يمثل خلاصة تجارب الإنسانية ، فسوف نجد فيه حكمة الزمن وهداية العظة والعبرة ، وقالوا قديما : السعيد من يتعظ بغيره والشقى من يتعظ بنفسه . وإن كان التاريخ يعيد نفسه كما يقول الناس ، فإنه لايعيد نفسه بنفس السياق ، فلا يصح أن نهمله كما لايصح أن يكون عاملا يجذبنا إلى الوراء . ولا شك أن درجة الوعى السياسى والإجتماعى والثقافى تتحدد عند الفرد بقدر إلمامه بالتاريخ ، فهو يمثل أحد الأركان الرئيسية فى بلورة ثقافة الشعوب وترسيخ كياناتها ....

اللغة القبطية هي لغة البلاد المصرية في عهدها الأول، أيام كان أهلها يحكمون أنفسهم ولا تداخل لأجنبي فيما بينهم، وكان يتكلم بها الحاكم والمحكوم والعالم والتاجر والفلاح. تُلقى بها المحاضرات في الأندية العامة والخاصة، وتُصْدَر بها الأوامر فيتلقاها الكبير والصغير ويفهمون معانيها. إنها استمرت أكثر من سبعين قرنًا. ولم تزل إلى الآن معروفة، لم تَمُت كما ماتت غيرها من اللغات التي لم يُبْقِي الدهر إلا بعض آثارها.

ولقد قام العلاّمة توت (الذي ألَّهَهُ المصريين، وعرفه اليونان بـ"هرمس"، واليهود بـ"أخنوخ"، والعرب بـ"إدريس")، بوضع علامات خاصة لمعانٍ، فنشأ الخط الذي نكتبه الآن. واهتم خلفاؤه الكهنة بالأمر كثيرًا، فكتبوا على الآثار بخط سُمّيَ فيما بعد بـ"الخط الهيروغليفي"، وهو خط يُكْتَب بطرق تصويرية ويسمى الخط المقدس، وكانوا يكتبون به على الأحجار والخشب والمعادن. ثم رأى الكهنة -وهم الطبقة الراقية- أنه يصعب عليهم إتقان الرسوم على القرطاس عندما يريدون كتابة شيء بسرعة، فاتخذوا خطًا لا يختلف عن الهيروغليفي إلا في أنه غير متقن كثيرًا، ودعوه الخط الهيراطيقي (أي الخط الكهنوتي). غير أن العامة لم يمكنهم تعلم هذين الخطين بسهولة، فاتخذوا لهم خطًا خاصًا بهم عرف بـ"الديموطيقي"، وبهذا الخط الأخير كانت تكتب الصكوك وغيرها.

واستمر المصريون يستعملون هذه الخطوط الثلاثة إلى أن أُبْدِلَت بالخط المعروف بالقبطي في القرن الثاني المسيحي في مدرسة الإسكندرية.

ومع أن المحاولات الأولى للكتابة بالحروف القبطية، وكذلك الوثائق المعروفة باسم النصوص القبطية القديمة، قد تمت كلها بمعرفة الجماعات الوثنية بمصر إلا أن الفضل في تثبيت الألف باء القبطية في الوضع الذي تُعْرَف به حاليًا، وتطبيع نظام هجاء الكلمات، وتطويع القواعد والأساليب، لابد أن يعزى إلى الكنيسة القبطية في مصر، كجزء من برنامجها التبشيري في حبرية البابا ديمتريوس الإسكندرى (المعروف بالكرام) البطريرك الثاني عشر (189- 232م) وخلفائه.

وقبل القرن الحادي عشر عندما رأى الأقباط أن استعمال لغتهم وتداولها ابتدأ في الاضمحلال وأشرف على الزوال، أسرعوا في كتابتها وتداولها في بطون المجلدات، وألَّفوا لها معاجم أطلقوا عليها اسم "المقدمات"، وألَّفوا لها قواعد نحو وأطلقوا عليها اسم "السلالم".



غير أن وجودها للآن حية بلا فائدة لأصحابها، فلم يعودوا يعرفوها بعد، على عكس الأجانب الذين تعلّموها لكي يترجموا ما يجدونه من الكتب الثمينة القديمة المكتوبة بها، وهذا يجعلنا في خجل عظيم لعدم تفوقنا عليهم بالاهتمام التام بأمرها والعمل على استمرارها حية. والناظِر إليها والمُدَقِّق فيها يجدها لغة مَبنية على قواعد صحيحة. وفي الحقيقة هي لغة التمدين القديم، وبها تكلمت أعظم أمة وأقدم شعب شهد التاريخ بتمدينه قبل غيره، إذ كانت الأمة المصرية من أرقى الأمم في العلم وعنها اقتبس غيرها من الأمم المعارِف، حتى موسى النبي قد ارتوى من مناهِل علومها؛ فقد شهد الكتاب المقدس عنه، قائلًا: "أنه تهذب بكل حِكمة المصريين" (أع 7: 22)، نظرًا لتربيته في بيت فرعون.



اللغة القبطية هى المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية التى تكلم بها و كتبها قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة ، و الرأي السائد لدى العلماء أنها تنحدر من اللغة المصرية المتأخرة Late Egyptian مباشرة ، حسبما كانوا يتحدثونها فى القرن السادس عشر قبل الميلاد مع بداية الدولة الحديثة .

و لكن العلامة شيّن M. Chaine يسجل رأيا جديدا فى مقال له عن اللغة الوطنية الشعبية لمصر القديمة ( نُشر فى المجلد الثالث عشر لمجلة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ،صفحات 179– 190)
و يؤكد فيه على أن اللغة المصرية و اللغة القبطية كانتا متعاصرتين و موجودتين معا منذ أقدم العصور ، و يقدم دراسة مستفيضة لقواعد اللغتين يستخلص منها أن اللغة المصرية لم تكن لغة تخاطب ، و أنما هى مأخوذة عن القبطية – باعتبار القبطية هى الأصل – و قد صيغت بحيث يقتصر استخدامها من جانب الكهنة و الكتبة فى الكتابة فقط أي أن اللغة المصرية لغة صاغها بعض المصريين الناطقين بالقبطية لهدف الكتابة بها فقط ، و ظلت معرفتها محصورة فى دائرة الكتبة وحدهم دون عامة الشعب .
خطوط الكتابة المصرية

المعروف أن الكتابة المصرية القديمة كتابة تصويرية بدأت بالخط الهيروغليفي ( أي النقش المقدس ) مع عصر الأسرة الأولى ( 3110 – 2884 ق.م )، أو قبلها ببضع مئات من السنين .
و قد استخدم الخط الهيروغليفي للنقش على حوائط المعابد و المقابر و النصب الحجرية ، و للكتابة به على أوراق البردي و بتبسيطه اشتق منه الخط الهيراطيقي ( أي الكهنوتي ) ، و قد استخدمه الكهنة للكتابة به على أوراق البردي .

ثم ظهر الخط الديموطيقى ( أي الشعبي ) فى زمن الأسرة الخامسة و العشرين ، و هى الأسرة الكوشية أي الإثيوبية ( 736 – 657 ق.م )، و هو كتابة سريعة مختصرة من الخط الهيراطيقي ، وأصبح خلال عصور البطالمة و الرومان هو الخط المعتاد لاستخدامات الحياة اليومية .
و آخر ما لدينا من النصوص الهيروغليفية وُجد في جزيرة فيلة بأسوان، و يرجع إلى سنة 394 م. بينما ان أخر ما لدينا من النصوص الديموطيقية يرجع الى سنة 452 أو 470 م ، و بدخول اليونانيين البطالمة الى مصر ظهرت الكتابة القبطية باستخدام الأبجدية اليونانية ، مع إضافة سبعة أحرف من الديموطيقية لتمثيل الأصوات القبطية التى لا يوجد ما يمثلها فى الحروف اليونانية .

و فى البداية كانت الرموز الديموطيقية المستعارة فى الكتابة القبطية أكثر من الحروف السبعة التى استقرت فيما بعد فى آخر الأبجدية القبطية و هى : شاي ، فاي ، خاي ، هورى ، جنجا ، شيما، دى .
أما اللغة القبطية الحالية فهي تعتبر اللهجة العامية للغة المصرية القديمة و قد كتبت هذه اللغة بعدة خطوط مصرية و مرت بمراحل مختلفة كان الخط القبطي هو آخر مرحلة مر بها .
الخطوط المصرية

1. الخط الهيروغليفي : كان مقدسا عند المصريين و كانوا يستعملونه أمام معبوداتهم.
2. الخط الهيراطيقي : و هو أسهل من سابقه و قد استعمله الكهنة فى كتاباتهم .

3. الخط الديموطيقي : و هو الذي استخدمه الشعب المصري فى العصور المتأخرة و يعنى باليونانية الخاص بالشعب ، و ظهر فى الأسرة ال 25 من سنة 715 الى 666 قبل الميلاد .
4. الخط القبطي : فى القرن الثاني الميلادي قام القديس بنتينوس مدير مدرسة الاسكندرية اللاهوتية بترجمة قبطية للكتاب المقدس .

و يجدر بنا أن نلاحظ أن الكتابة القبطية هى الوحيدة بين صور الكتابة المصرية التى تسجل الحروف المتحركة ، فتعطينا فكرة دقيقة عن طبيعة نطق الكلمات المصرية ، و بالتالي فإنها تُظهر أيضا اختلاف نطق اللغة من منطقة إلى اخرى ، فتتضح فى الكتابة القبطية فوارق اللهجات .
و لهذا نستطيع من قراءة الوثائق القبطية أن نحدد اللهجة المكتوبة بها ، هل هي بحيرية أو صعيدية أو فيومية أو بهنساوية أو أسيوطية أو اخميمية ، أو واحدة من اللهجات الفرعية الموجودة فى نقاط التلاقي بين المناطق الناطقة باللهجات الرئيسية .
المحاولات الأولى للكتابة القبطية :

إن أقدم وثيقة موجودة إلى ألان تسجل واحدة من المحاولات الأولى لكتابة لغة التخاطب المصرية بالحروف اليونانية Proto-Coptic ) ) هى بردية هايدلبرج 414 التى ترجع إلى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد ، و تشتمل على قائمة لمفردات قبطية بحروف يونانية مع ما يقابلها فى المعنى من الكلمات اليونانية ، و هى مكتوبة بواسطة شخص يوناني ،و ربما سبقت هذه الوثيقة محاولات أخرى لم تصل إلينا .

و المرحلة التالية فى العصر الروماني و هى المعروفة بالكتابة القبطية القديمة Old Coptic ، و ترجع وثائقها إلى المصريين الوثنيين الذين عاشوا فى القرنين الثاني و الثالث للميلاد ، وهى وثائق لا علاقة لها بالمسيحيين ، لأنها تتصل بالسحر و التنجيم ، بالإضافة الى لافتات المومياءات و ما شابه ذلك .

المؤثرات اليونانية فى اللغة القبطية :
بدأ تأثير المفردات اليونانية فى اللغة القبطية مع فتح الإسكندر الكبر لمصر( 332ق . م ) عندما تبنت الإدارات الحكومية استخدام المصطلحات اليونانية ، فتعلم موظفو الحكومة المصريون اللغة اليونانية ، كما تعلمها أهل الإسكندرية بمختلف طبقاتهم ، و امتد انتشار اليونانية ليشمل المدن الكبرى و بخاصة فى الدلتا ، و فى نفس الوقت تعلم اللغة المصرية عدد قليل من اليونانيين .

فمن الطبيعي أن تدخل بعض المفردات اليونانية الى اللغة المصرية و تظهر فى النصوص الديموطيقية ، و قد زادت حصيلة الكلمات الدخيلة مع الزمن ، فوجدنا فى اللغة القبطية كثيرا من المفردات اليونانية ،و قد تطبعت بالطابع القبطي ، و كانت تستخدم جنبا إلى جنب مع حصيلة مفردات التراث القبطي الأصيل داخل إطار قواعد اللغة القبطية, التى لا علاقة لها بقواعد اللغة اليونانية .

لماذا استخدمت الحروف اليونانية دون غيرها في كتابة القبطية :

1. لأنها لغة المحتل ( كانت مصر تحت الحكم الإغريقي) و حتى يمكن التفاهم معه .
2. جذور اللغة اليونانية القديمة و القبطية متقاربتين.
3. استقبلت مصر كاروز الديار المصرية مار مرقص البشير و كانت لغته الأصلية اليونانية ، و ترك لنا أنجيله باللغة اليونانية .
4. اهتمام بطليموس 332 ق . م بنشر اللغة اليونانية و الثقافة الهيلينية من اجل سهوله فرض سيطرته على البلاد .
5. كانت اللغة اليونانية اللغة الرسمية فى الدواوين و المؤسسات الادارية مثل مدرسة الإسكندرية و المكتبة و المتحف .
6. كانت اللغة اليونانية شائعة فى الإمبراطورية الشرقية ، و كانت تحمل الأدب اليوناني و الفلسفة الهيلينية و حاملة التراث الأغريقي , فضلا عن كونها لغة التحدث و التخاطب .
تاريخ الترجمة القبطية للأسفار الإلهية :

يُرجح أن ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة القبطية بدأت فى النصف الأول من القرن الثالث الميلادي ، فقد تمت ترجمة الأناجيل إلى القبطية قبل سنة 270 م ، لأنه فى نحو تلك السنة تأثر القديس أنطونيوس – الذى لم يكن يعرف اليونانية – بقراءة الإنجيل أثنا العبادة فى الكنيسة ، فبعدما سمع فصل الإنجيل الذى يقول فيه الرب للغنى " إن أردت أن تكون كاملا فاذهب و بع أملاكك و أعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء و تعال اتبعني " ( مت 19 :21 ) خرج من الكنيسة ووزع ممتلكاته على القرويين ، فلابد أنه سمع الإنجيل يُقرأ باللغة القبطية .

كذلك فإن أقدم ما لدينا من المخطوطات الكتابية بالقبطية يرجع إلى القرن الثالث الميلادي ، كما أن قوانين القديس باخوميوس ( حوالي سنة 321 م ) تقضى بأن يقرأ الرهبان الكتب المقدسة بالقبطية.
و لئن كانت ترجمة بعض الأسفار الإلهية بدأت فى القرن الثالث ، كما أسلفنا القول ، إلا أن الترجمة الرسمية لمعظم الأسفار لم تكتمل إلا فى القرن الرابع ، و كانت باكورة الأسفار المترجمة إلى القبطية نقلا عن اليونانية هى على الأرجح البشائر و المزامير ، و استمر نشاط ترجمة الكتب الكنسية من اليونانية إلى القبطية إلى زمان مجمع خلقيدونية سنة 451 م ، الذى أدت أحداثه المريرة إلى انصراف القبط تدريجيا عن التراث المكتوب باليونانية و فقدان كل اهتمام بمواصلة ترجمته الى القبطية

اضمحلال اللغة القبطية
العصر العربي: استمرت مصر تتكلم القبطية منذ عصر الفراعنة حتى وقت دخول العرب إليها فى القرن السابع الميلادي ، كذلك كانت اللغة اليونانية منتشرة فى الإسكندرية و بعض المراكز الثقافية فى المدن الكبرى و الإدارات الحكومية إلى جوار القبطية ، خلال حكم البطالمة و الرومان .
و بدخول العرب بدأ استخدام اللغة العربية فى الظهور و الانتشار بين المصريين بصورة تدريجية و ما أن حل القرن الثاني عشر حتى كانت معظم بلاد الوجه البحري و كثير من بلاد الوجه القبلي تتحدث اللغة العربية .

و عندما جاء القرن الثالث عشر وضع علماء القبط مؤلفاتهم اللاهوتية باللغة العربية ، مما يؤكد سعة انتشار اللغة العربية بين القبط في ذلك الوقت ، و لكن اللغة القبطية ظلت لغة التخاطب في الحياة اليومية في بعض مناطق الوجه القبلي حتى القرن السادس عشر و أوائل القرن السابع عشر ، و اذا كانت قد استمرت بعد ذلك فبصورة فردية ، أو كبقايا تراث منعزل فى بعض الأماكن النائية ، هذا بخلاف محاولات الغيورين على إحياء التحدث بها خصوصا خلال القرنين التاسع عشر و العشرين .

العوامل التي أدت الى اندثار اللغة القبطية من كُتاب مصر في عهد الولاة للدكتور سيدة إسماعيل الكاشف :

1. اللغة القبطية هي اللهجة الدارجة للغة المصرية القديمة في آخر مراحلها ( الديموطيقية ) مكتوبة بحروف يونانية بعد إضافة سبعة حروف ( آخر الأبجدية القبطية ) تمثل الأصوات التى ليس لها مقابل في اللغة اليوناني .
2. في خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي ( 705 م ) أعلنت اللغة العربية لغة رسمية في القطر المصري بدلا من اللغة القبطية ، و عمل على نزع الكتابة من أيدي الأقباط العاملين فى الدواوين الحكومية تحت رئاسة قبطي يدعي أنثاس و كان قبلها أمينا على بيت المال ( وزير المالية ).
3. لما رأى الأقباط أن هذا التغير سيفقدهم وظائفهم عولوا على تعلم اللغة العربية فظهر ما يعرف باسم السلالم ( كتاب الكلمات العربية بأحرف قبطية ) و هو عكس ما هو معمول به فى الخولاجى مثلا .

4. أمر الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان بتعريب الكتاب المقدس و هى الترجمة العربية الموجودة بين أيدينا حتى الآن ، و كذلك الكتب المسيحية .
5. ما لبث اللغة القبطية أن تلقت الضربة القاسمة على يد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ( 996 – 1021 م ) الذى اصدر أوامر مشددة بإبطال استخدام اللغة القبطية تماما فى البيوت و الطرقات و المدارس ، و معاقبة كل من يستعملها بقطع لسانه كما أمر بقطع لسان كل أم تستخدم تلك اللغة مع أولادها فى المنزل ، و قد كان ينزل بنفسه إلى الشوارع و يتجسس على أبواب البيوت ليرى ما إذا كان هناك أحد يستخدم اللغة القبطية .

6. كان البطريرك غبريال بن ترك ( 1131 – 1146 م ) أول من صرح بقراءة الأناجيل و العظة و ما إلى ذلك باللغة العربية فى الكنائس ، يليها قراءتها باللغة القبطية كما هو الوضع قائم حتى اليوم.
7. ببلوغ القرن الثالث عشر كانت اللغة السائدة هى اللغة العربية و أخذ علماء الأقباط يصيغون مؤلفاتهم باللغة العربية مثل أولاد العسال – جرجس بن العميد – أبو شاكر بن الراهب – القس بطرس السدمنتى . و لقد كان أول من ألف كتابا مسيحيا باللغة العربية هو الأسقف ساويرس بن المقفع .
8. يقول العلامة ماسبيرو فى محاضرة له ألقاها سنة 1908 م " من المؤكد أن سكان صعيد مصر كانوا يتكلمون و يكتبون اللغة القبطية فى السنيين الأولى من القرن السادس عشر ، فى أوائل حكم الأتراك "
.
9. يقول المقريزي المؤرخ العربي المعروف فى القرن الخامس عشر " و الأغلب على نصارى هذه الأديرة معرفة القبطي الصعيدي ..و نصارى الصعيد و أولادهم لا يكادون يتكلمون إلا القبطية الصعيدية " .
10. و فى القرن الثامن عشر ظهرت اللغة القبطية المكتوبة بحروف عربية كما هو الحال قائم إلى الآن لما قاربت على الزوال

تقول د. سيدة الكاشف في كتابها "مصر في عصر الولاة": "بدأ العرب بعد فتح مصر بأقل من نصف قرن يتجهون إلى تعريب البلاد وإلى جعل اللغة العربية لغة رسمية وذلك لعدم معرفتهم باللغة القبطية.. كما تم ترجمة الإنجيل وعدة كتب دينية مسيحية أخرى إلى اللغة العربية وذلك ليعرف المسلمون إذا كان في هذه الكتب ما يمس الدين الإسلامي بسوء.. وقد ساعد التعريب على شيوع اللغة العربية وإنتشارها بين الموالي والأقباط، فأصبحت اللغة العربية لغة الدواوين، كما بدأت تظهر طبقة الكتَّاب، كذلك أصبحت اللغة العربية لغة الإدارة، فضلاً عن أنها لغة الثقافة، بالإضافة إلى كونها لغة السياسة والدين".

المخطوطات القبطية تصل إلي الغرب

إجتذبت اللغة القبطية إنتباه علماء الدراسات الشرقية الغربيين وإستولت على إهتمامهم فانكبوا على دراستها، يحفزهم إلي ذلك تزايد مجموعات المخطوطات القبطية التي بدأت تصل إلي الغرب يحملها الرواد الأوائل من السياح المثقفين الذين بدأوا يتوافدون على مصر بأعداد تزايدت عبر السنين.
و كان من أوائل هؤلاء واحد من النبلاء الرومان يدعى بيترو ديلافال Pietro della Valle (1586 – 1652م) عاد من مصر إلي أوربا بمجموعة من المخطوطات القبطية، من بينها خمسة كتب للقواعد (مقدمات) وإثنان من المعاجم القبطية المعروفة بالسلالم.

وخلال القرن السابع عشر كانت المكتبات الأوربية توفد مندوبين في مهمة لإقتناء المخطوطات القبطية لحسابها بهدف إثراء تلك المكتبات بنوادر المقتنيات، فإقتنى "فانسليب" (Vansleb Wansleben ) خلال إقامته بمصر سنتي 1672– 1673م مجموعة كبيرة من المخطوطات من بينها رقوق من دير القديس "الأنبا شنودة" المعروف بالدير الأبيض بجبل أدريبه بالقرب من سوهاج، و هي تشكل جزءًا من المجموعة القديمة من مقتنيات المكتبة الوطنية بباريس التي أثريت فيما بعد من نفس المصدر بمكتشفات جاستون ماسبرو سنة 1883 م، والإخوة السمعانيين The Assemani brothers و هم من عائلة السرياني الموارنة بسوريا الذين تخرجوا من الكلية المارونية بروما، إقتنوا في العقد الأول من القرن الثامن عشر المجموعة الكبرى من المخطوطات القبطية البحيرية التي يوجد معظمها الآن في مكتبة الفاتيكان، وإقتنوا أيضًا مجموعة المخطوطات السريانية الهامة التي كانت محفوظة في دير السريان بوادي النطرون بمصر.


الدارس الأوربي، والمطبعة القبطية الأولى..
كان المستشرق المتخصص في الدراسات العربية توماس أوبيسيني Thomas Obicini (توماس دي نوفارا Thomaso di Novara) هو أول من خطا الخطوة الأولى نحو تفهم اللغة القبطية ، وإنتاج أول حروف طباعة قبطية في العالم في سنة 1628م. ولكن وفاته المفاجئة في سنة 1632م عطلت نشر كتب القواعد التي كان بيترو ديلافال قد أحضرها إلى الغرب (نفس المرجع).
- أول كتاب مطبوع عن اللغة القبطية في القرن السابع عشر الميلادي..
و بعد أربع سنوات أي في سنة 1636م أخذت الدراسات القبطية مكانها وتثبتت مكانتها في الغرب عندما نشر الراهب اليسوعي العلامة أثناسيوس كيرشر Athanasius Kircher مؤلفه بعنوان :
Prodromus Coptus sive Aegyptiacus, romae 1636.
و فيه يقرر أن اللغة القبطية هي السلالة المباشرة للكلام في العصور الفرعونية.
كما طبع كيرشر أول أجرومية قبطية ومعجم قبطي بلسان أوربي في روما سنة 1643 – 1644م بعنوان :
Kircher, A., Lingua aegyptiaca restituta, romae 1643
و يحتوي هذا الكتاب على مقدمة السمنودي ومقدمة ابن كاتب قيصر، و السلم الكبير لأبي البركات شمس الرئاسة، و السلم المقفى لأبي إسحق بن العسال.

تظل اللغه القبطيه هي امتداد حي للسان المصري القديم والجسر الرابط بين مصر القديمه والحديثه ويعود الفضل الي الكنيسه القبطيه التي احتفظت بين جدرانها بتاريخ مصر الناطق والعازف باجمل واعزب الالحان ...

مراجع
اللغه القبطيه المفتري عليها ( لطيف شاكر )
لغتنا وسيلة ( محمد البدري )
مصر في عهد الولاة ( سيدة إسماعيل الكاشف)
مصر الخالده ( مكتبة الاسكندريه )
حضارة مصر في العصر القبطي ( مراد كامل )



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 7 ( الصناعه )
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 6 ( اوروبا )
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 5 ( الحياه اليوميه و ...
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 4 ( الفن القبطي )
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 3 ( الموسيقي )
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 2 (الفلك )
- هل اعتنق الريحاني الاسلام قبل رحيله ؟!!
- الاذرع الايرانيه في المنطقه !
- لماذا تغير موقف البابا من رهبان وادي الريان ؟!
- القمه الاقتصاديه في شرم الشيخ أمال وتحديات
- خطورة تفريغ الشرق الاوسط من المسيحيين ؟!
- من قتل الاقباط في ليبيا مصريين ؟!!
- طرطشة دماء مصريه ؟!!
- سيناء والارهاب !
- في ذكري ثورة يناير براءة ماضي وسجن مستقبل !!
- غلابة الاقباط في اسر داعش !
- رؤيه تحليليه لزيارة السيسي للكاتدرائيه
- تفجير كنيسة القديسين جريمة دوله !
- صلاحيات البرلمان القادم مرعبه للرئيس الحالي !
- هل رئاسة البرلمان القادمه للفريق احمد شفيق ؟!


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد صموئيل فارس - الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 8 ( اللغه )