|
ما أبشع طعم الديمقراطية في بلادنا المغرب !! ما يقع تحت قبة البرلمان نموذجا ؟
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 19:36
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
ما أبشع طعم الديمقراطية في بلادنا المغرب !! ما يقع تحت قبة البرلمان نموذجا ؟ يتيه المواطن البسيط ، في بحار العجب والعجاب من فوضى الأجواء السياسية غير الواضحة التي تعيشها بلادنا اليوم ، ويقف مستغربا مما يقع تحت قبة البرلمان حيث اختلط الحابل بالنابل ، ويكاد هذا المواطن المسكين ، لا يصدق ما يسمع وما يرى وما يشاهد من فوضى صارخ ، أبطالها أولئك الذين انتخبهم ليدافعوا عن مصالحه ويكذب نفسه فيما إذا كانت هته أخلاق وسلوكيات البرلمانيين عامة ، وذوي التوجه الإسلامي منهم على وجه الخصوص ، الذين لا يتوقفون عن ترديد بعض تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، التي هم أول المخالفين لمضامينها ، وخاصة منها ما تعلق بسلوكيات أداء الوجبات والوفاء بالعهود التي رفعوا شعاراتها خلال الانتخابات ، وإنجاز الوعود التي اقطعُوها على نفوسهم أيام المعارضة، والتي أمر الله بأدائها كاملة .. الوضع الذي يدفع بالمواطن للتساؤل - وذاك من حقه -عن مآل الظروف المعيشية المزرية ، التي يكابد سعارها في ظل تدهور الوضع الخدمي المعيشي والتنموي والاجتماعي والاقتصادي ، وفي انتظاره الحار ، لمعرفة تاريخ محدد أو حتى متوقع ، لانتهاء معاناته مع مآسيه وهمومه اليومية ، التي يعيشها منذ أعوام ، وموعد مضبوط أو تقريبي لتوقف حالات التشرذم والانقسامات والمهاترات والاتهامات التي لا تجدي نفعاَ بين من يتولون شأنه العام . ورغم إدراك المواطن المغربي بأن مهمة الحكومة ليست بالهينة ، وإدراكه أيضا بأنها في موقف لا تحسد عليه ، إلا أنه لا يريد من حكومته وجميع المكونات المشاركة فيها والتي يطلقون عليها "حكومة التوافق الوطني" ، إلا أن تنجز ما تعهدت به ، أمام مسمع ومرأى من الجميع سواء داخل الوطن أو خارجه خلال الانتخابات ، وتفي بوعود السيطرة على الأزمات ، والارتقاء بالمجالات الخدماتية والتنموية والتأهيلية والاقتصادية ، لتحسين الظروف المعيشية ، وتثبيت الأمن وتحقيق الأمان والازدهار والنماء ، والأولويات التي يعتقد المواطن بأنها أمور هينة التطبيق ، سهلة الإنجاز ، وتستطيع أي حكومة جادة - أسلامية كانت أو حتى لا دينية - من إنجاز الكثير منها ، إن هي رغبة في ذلك ، أو حتى إن هي نويت على ذلك .. الأمر الذي لم يتم ، مع الأسف ، ولم ير منه المواطن الصبور ، حتى اليوم ، أي مؤشر يطمئنه على أن الاتجاه العام للحكومة يسير نحو تحقيق ما وضعت على نفسها من التزامات و تعهداتها ، والتي هو في أشد الحاجة إلى رؤية لو بصيص ضوء منها في نهاية النفق الذي يعيش فيه ، كما يقولون ، وذلك لأن حكومة بلادنا الموقرة بدلا من أن تضع المواطن المغبون نصب أعينها وفي حدقاتها ، وتعمل على خدمته وتحقيق رفاهيته ، وتعويضه عما لحق به من ظلم واستبداد تحت رحمه الفقر وشظف العيش والبطالة ، خلال عقود من الزمن ، بحياة كريمة وتشريع قوانين قادرة على أن ترفع من مستواه المعيشي ، وتقلص من كل ما يرهق ويستنزف ميزانية الدولة ، ويحرم المواطن من ابسط حقوقه في جميع المجالات ويوقف ويعثر كثير من المشاريع الخدمية والاقتصادية والصحية والتنموية ، من مصروفات فرعونية تهدر على السفارات والقناصل وسفريات المسؤولين والوزراء ، ورواتب خيالية ومخصصات وامتيازات لا حصر لها ، تصرف دون طائل ، وفضلت ممارسة ما يسمونه باللعبة السياسية بين لاعبين سياسيين بعيدين كل البعد عن الآلام عموم الشعب ، واستمرأت التمادي فيه -لغاية في نفس يعقوب- في ظروف بالغة الخطورة والحساسية والعصيبة يعيشها الوطن والمواطن اليوم ، وتحتم على عقلاء القوم وكبار القادة السياسيين والوطنيين المعبرين بحق عن الضمير الوطني العام بكل تنوعاته ، وتفرض على الشخصيات المجتمعية الحرة والمستنيرة التي تستطيع أن تقول للفاسد أنت فاسد وللمرتشي أنت مرتش وللظالم أنت ظالم ، دون انحاز إلى تيار على حساب تيار آخر ، ودون خشية من بطش أحد ، وتلزم كل هذه القيادات الوطنية التي لها تأثير كبير على الشارع ، والذين لا يخشون في الحق لومة لائم ، شد عزمهم وحزمهم ، لإجراء عملية قيصرية سريعة لتعديل كفة الميزان ، خدمة للوطن والمواطن ، وتغليب المصلحة العامة على الخاصة ، بما يملكون من أساليب الدبلوماسية المتحضرة في فض النزاع ورأب الصدع ، ودرء الفتنة ، ووأد نار الانقسام ، وتقريب وجهات النظر والوصول لنقاط تسوية ، تخمد نار الحقد والكراهية والعداء ، التي شبت بدوافع وهمية ونفاقية وفتنة بين من يسمون أنفسهم سياسيين .. حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعوب أصبحت لا تقرأ مثلنا !!
-
المكتبات المدرسة
-
تنقية الدين
-
دنيا الاحفاد ..
-
وداعا -إزم-
-
التحدي المصري الجديد !!
-
من ذكريات الطفولة
-
الرجل المناسب في المكان المناسب
-
عيد المرأة بنكهة جديدة
-
أتهنئة أقدم للمرأة في يومها العالمي ، أم تعزية ؟؟؟
-
التغيير ضرورة وليست ترفا ..
-
يوم عالمي جديد للمرأة
-
ضرورة تغيير آليات التحاور؟؟
-
التطرف يفسد العلاقة بين الناس
-
الخطاب السياسي المستحدث ..
-
عيد الحب .
-
الخطاب السياسي لرجال الدولة !!
-
عبارات حمالة للأوجه والمعاني
-
-اعطيني صاكي- ، والرأي العام !!
-
نعم نحن مع بناء مؤسسة برلمانية قوية ، ولكن !!
المزيد.....
-
الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء.
...
-
الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية
...
-
-نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
-
غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح
...
-
تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح
...
-
أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا
...
-
واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا
...
-
واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب
...
-
بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال
...
-
مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|