|
حجم الأنفاق ، وجدوى الأنفاق ، في الموازنة العامة للدولة . قطاع الأمن والدفاع أنموذجاً 2006 – 2015
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 19:24
المحور:
الادارة و الاقتصاد
حجم الأنفاق ، وجدوى الأنفاق ، في الموازنة العامة للدولة . قطاع الأمن والدفاع أنموذجاً 2006 – 2015
باستثناء تضحيات قواتنا المسلحة ، والعاملين في مؤسسات قطاع الأمن والدفاع كافة ، والتي لا تقدّر بثمن ، ولا يمكن التعبير عنها من خلال مؤشرات كميّة " قياسية " أو بيانات ماليّة .. فأنّ " كفاءة " الأداء العام لهذا القطاع ( كمعطيات أمنية ودفاعية ملموسة ، ومحسوسة ) ، لا يبدو انها تتناسب مع " حجم " التخصيصات / النفقات ، المرصودة له في الموازنات العامة للدولة للسنوات العشر الأخيرة . إنّ كفاءة أداء هذا القطاع هي العنصر الحاسم في النمو والأستقرار الأقتصادي ، والسلم الأهلي - المجتمعي ، والتنمية الأقتصادية الشاملة والمستدامة . أنّ مؤشرات " نوعيّة الحياة " في العراق تبيّنُ بوضوح أنّ الأنفاق على قطاعٍ ما ، شيء ، وأنّ " جدوى " هذا الأنفاق ، هي شيء آخر . إنّ الأسلوب الحالي لأعداد الموازنة العامة في العراق لا يستطيع أن يعكس " جدوى" النفقات ، وإنّما يعكس " حجمها " فقط . وبهذا النمط من الموازنات يتم التركيز من قبل جميع المعنيين بهذا الموضوع ( بما في ذلك الجهات الرقابية المختلفة ) على ما تمّ " إنفاقه " – فقط – من تخصيصات الموازنة العامة ، وليس على " كفاءة " هذا الأنفاق أو " جدواه " الأقتصادية والأجتماعية . إنّ التحقّق من " مردود " النفقة العامة ، وإيقاف أوجه الهدر والتبديد وسوء التصرف والتخصيص للمال العام ، والحد من كافة أشكال الفساد المرتبطة بهذه العملية ، يتطلّب الأسراع في تطبيق اسلوب بديل لأعداد الموازنة العامة ، بدلاً من الأسلوب البائس والمتخلّف المعمول به الآن . ولأيضاح ذلك ، يمكن إجراء مقارنة بين حجم التخصيصات المرصودة و / أو ( المُنفقة فعلاً ) من واقع البيانات المالية لقطاع الأمن والدفاع في الموازنة العامة ، والحسابات الختامية التي تمت مراجعتها والمصادقة عليها من قبل ديوان الرقابة المالية ( كمقدمات منطقية لدراسة وتحليل هذا الموضوع ) .. وبين كفاءة الأداء الحاليّة لهذا القطاع ( كنتائج منطقية لتلك المقدمات ) . إنّ هذه المقارنة ، أو " المُقاربَة " ستسمح ، وتُحفّز الباحثين على إعداد دراسات رصينة ، واستخدام " مؤشرات " دقيقة ومنطقية ، لقياس جدوى الأنفاق ( وليس مُطاردة حجم الأنفاق ) في جميع القطاعات " الخدمية " الأساسية التي تقوم الدولة بتمويلها مركزياً .. ( وبالذات في قطاع النفط والطاقة / وخاصة في قطاع الكهرباء ) ، وليس في قطاع الأمن والدفاع وحده . أهم المؤشرات والبيانات المالية لقطاع الأمن والدفاع في الموازنة العامة . • إنّ تخصيصات ( نفقات ) قطاع الأمن والدفاع في الموازنة العامة للدولة للسنوات 2006 – 2015 هي 151.92 ترليون دينار ( 126.600 مليار دولار تقريباً ) . وتشكّل هذه التخصيصات مانسبته %15.32 من إجمالي نفقات الموازنة العامة للدولة ( كمعدّل / متوسط ) للسنوات المذكورة . • إنّ تخصيصات هذا القطاع في الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2015 فقط هي 23.833 ترليون دينار ( 19.861 مليار دولا تقريباً ) . وتشكّل ما نسبته 20 % من أجمالي تخصيصات الموازنة العامة للعام المذكور . • ان تخصيصات وزارات ومؤسسات هذا القطاع ( وزارات الداخلية ، والدفاع ، والأمن الوطني ، وجهاز المخابرات الوطني ، ومديرية نزع السلاح ودمج المليشيات ) ، هي أكثر من التخصيصات الأجمالية المقررة لـ 12 وزارة في الموازنة العامة للدولة لسنة 2015 .. هي : ( العمل والشؤون الأجتماعية ، الصحة ، التربية ، التعليم العالي ، البلديات والأشغال العامة ، الأعمار والأسكان ، النقل ، الزراعة ، الصناعة والمعادن ، الأتصالات ، البيئة ، المهجرين والمهاجرين ) . حيث يبلغ اجمالي تخصيصات هذه الوزارات مجتمعةً 23.760 ترليون دينار . • إنّ عدد القوى العاملة في هذا القطاع هو 1. 051622 مليون . ويشكّل هذا العدد ما نسبته 34.74 % من اجمالي القوى العاملة في الموازنة العامة للسنة المالية 2015 . أي أكثر من ثلث العدد الأجمالي للقوى العاملة في الوزارات والدوائر المموّلة مركزياً لعام 2015 . • ان عدد القوى العاملة في هذا القطاع ، هو أكثر من عدد القوى العاملة في عشر وزارات هي : ( الصحة ، التربية ، التعليم العالي ، البلديات والأشغال العامة ، الأعمار والأسكان ، النقل ، النفط ، الأتصالات ، البيئة ، التخطيط ) ، والتي يبلغ عدد القوى العاملة فيها مجتمعةً 1.050881 مليون . هل تناسب هذه المؤشرات ، والبيانات المالية " الكميّة " ، مع كفاءة الأداء " و " نوعيته " لقطاع الأمن والدفاع على أرض الواقع ؟ إنّ هذه الورقة غير مؤهلّة للأجابة على هذا السؤال . إنّ الأجابة تحتاج إلى دراسة معمّقة ورصينة تاخذ بنظر الأعتبار جميع العوامل والمتغيرات ، المتعددة والمعقدّة والمُتفاعِلَة ، ذات الصلة بعمل هذا القطاع . وتقوم بهذه الدراسة أكثر من جهة إختصاص، تتمتع بمهنيّة وحرفية عاليتين ، وتعمل باستقلالية حقيقية ذات طابع سيادي – وطني ، ولا تخضع لأيّة اشتراطات أو إملاءات من أية جهة كانت . ويمكن لجهات الأختصاص هذه أن تشكّل " خلية " بحث وتحليل واستقصاء ، للخروج بنتائج محدّدة وواضحة ودقيقة حول اوضاع هذا القطاع ، وسبل إصلاحه ، واعادة هيكلته ، ورفع كفاءة أداءه ، وتقديمها لصنّاع القرار في هذا البلد . واستناداً إلى النتائج والخلاصات " المهنية " التي سيتم التوصل اليها يمكن وضع تصورات ، ورسِم سياسات ، وبناء استراتيجيات .. تضعُ حدّاً لنمط الأنفاق العام الذي تعوّدنا عليه .. وتمنعُ تكرار الأخطاء الجسيمة ( التي تحدثُ ، ويتكرّرُ حدوثها باستمرار ) ، وتضعُ لنا " خارطة طريق " لأنقاذنا مما نحن فيه . إنّ هذه " المنهجيّة " أو " المقاربة " في الدراسة والتحليل والمتابعة والتقييم ، لاينبغي ان تتوقف على قطاع الأمن والدفاع وحده .. وانما تشملُ كافة القطاعات الخدمية الأساسية التي أولتها الدولة اهتماماً استثنائيا ، ورصدتْ لها أموال هائلة في موازناتها العامة للسنوات العشر الأخيرة ، ومنها ، وأولّها ، قطاع النفط والطاقة .. والكهرباء . [ المصدر : البيانات المالية الواردة في قوانين الموازنة العامة الأتحادية للسنوات المالية 2006 – 2015 ، والمنشورة في جريدة الوقائع العراقية ( ماعدا بيانات السنة المالية 2014 ، التي تم اعتماد بياناتها من مسودّة قانون الموازنة للعام المذكور ، المنشور في وسائل الأعلام ، والذي لم يُشرّع ، حتّى لحظة كتابة هذه الورقة ) ] . ( ملاحظة : لم تنشر في كلّ قوانين الموازنة العامة البيانات التفصيلية الخاصة بمؤسسات قطاع الأمن والدفاع المختلفة ، واقتصر ذكر قطاع الأمن والدفاع على قوانين الموازنة لسنوات معينة ( وبالذات الأخيرة منها ) . لذا تم اعتماد البيانات الخاصة بوزارتي الدفاع والداخلية ، فقط ، لهذا الغرض . مما يعني ان الأرقام والبيانات المذكورة في هذه الورقة ، هي اقل من البيانات والأرقام الفعلية ، وان لم يكن ذلك بمقدار كبير جدا ، وذلك بسبب صغر حجم تلك المؤسسات مقارنة بوزارتي الدفاع والداخلية ) .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صباحوووو
-
بسمارك
-
فتى الأبتدائيّة الوسيم
-
ريال مدريد و برشلونة .. والطائفيّون في الوطن الجميل
-
عندما يعودُ الجنودُ إلى البحيرة
-
من سبيٍ .. إلى سبي
-
الدم العراقيّ .. الذي يشبه الماء
-
عن أحوال العراق .. واحوال دوري ابطال اندية اوروبا
-
العراقيون .. الذين يفطرون القلب
-
مثل عصفورٍ قديم
-
هل يحقُّ لنا ذلك ؟
-
عيدُ الخليقة .. وأحزانُ نهاية الكون
-
أصدقائي الذين هناك
-
لحظة الصيد .. وتاريخ العصافير
-
سندريلاّ
-
أخبارٌ غيرُ سارّة
-
الأشياءُ تخذلني .. والبلدانُ التي لا تغنّي
-
على حافّة الجُرف
-
في ايام الحصار المدهشة
-
كلاسيكو
المزيد.....
-
النفط يرتفع بعد هبوط مفاجئ لمخزونات الخام الأميركية
-
كوريا الشمالية ترسل وفدا اقتصاديا إلى إيران
-
النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية
...
-
“حتتوظف انهاردة” وظائف شاغرة هيئة الزكاة والضريبة والجمارك ل
...
-
أردوغان في أربيل.. النفط وقضايا أخرى
-
اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد
...
-
أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
-
النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية
...
-
بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
-
بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية
...
المزيد.....
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
-
جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال
...
/ الهادي هبَّاني
-
الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
/ دلير زنكنة
-
تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى
...
/ سناء عبد القادر مصطفى
-
اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك
/ الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
المزيد.....
|