|
هل يحقُّ لنا ذلك ؟
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 14:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هل يحقُّ لنا ذلك ؟
هل يحقُّ لنا ذلك ؟ هل يحقُّ لنا أن نُبدي رأياً ، قد لايشبهُ رأيكم أيها السادة .. في بعضٍ من هذا الذي يحدثُ في " بلدنا " الآن ؟ هل يحقُّ لنا ذلك .. دون ان يتم اتهامنا من قبل بعض أحفادنا ، وأبناءنا ، وأخوتنا وأخواتنا الصغيرات ، وأصدقاءنا ، وزملاءنا ، و مفكّرينا وحكماءنا و زعماءنا و " قادتنا " الجُدد ، وآباءنا الذين تزوّجوا أمّهاتنا رغماً عنّا .. بأنّنا : طائفيّون . مناطقيّون . مُصابون بالخَرَف . موتورون . أيتام أنظمةٍ سابقة . شوفينيّون . مرتزقة . زنادقة . فاسقون . متصابون . صهاينة . عثمانيّون حداثويّون . شيوعيّون متديّنون . وأخيراً .. داعشيّون ، حتّى وإن لم ننتمِ ؟ . هل يحقُّ لنا ذلك .. نحنُ الذين فتحنا اعيننا على عبد الكريم قاسم .. ونوشكُ أن نغلقها على فؤاد معصوم ؟ . هل يحقُّ لنا ذلك .. نحنُ الذين لم نستفِدْ من هذا العراق كما استفاد الآخرون . لم يرسلنا حزبٌ أو " رفيق " أو عشيرة لندرس في الخارج . نحنُ الذين لم نوفَد ، ولم ننل منصباً ، ولا " تكريماً " ، ولا وظيفةً بسيطةً أو مرموقةً في دوائر " الديوان " القديم ، أو في " مكاتب " الدواوين الجديدة . نحنُ الذين لم نر ( قبل العام 2003 ) لا مطار بغداد الدولي الباذخ ، ولا طريق " طريبيل " المُغبرّة .. إلاّ في الحُلم . هل يحقُّ لنا ذلك .. نحنُ الذين لانملكُ شبراً من أرض ، ولا فلساً في بنك ، ولا ديناراً تحت الوسادة . نحنُ الذين أفنينا أعمارنا ونحنُ نخوضُ حروب المراحل الممتدّة من 1958 إلى 2015 .. ونجوبُ أرض السوادِ طولاً وعَرضاً ، جنوداً مُكلّفين وأحتياط . نحنُ الذين أنفقنا عقوداً عديدةً من أعمارنا في خدمة " الحكومة " ( وليس النظام ، أو الحزب ، أو الثورة ) . نحنُ الذين بلغنا من العمر أرذله ، و بعضنا لايملكُ إلى الآن بيتاً ، أو حصّةً في دارٍ ، ويسكنُ بالأيجار إلى هذه اللحظة . ومن امتلكَ هذه الأشياء منّا ، فقد امتلكها بشقّ الأنفُس ، بعد أعوامٍ طويلةٍ من الكدّ والكدح ، وحفر الصخر بالأصابع منذ الطفولة .. وبالدم والدمع ، أو بتعبِ الآباء الذي لاتشوبهه شائبة . نحنُ الذين كنّا نتقاضى ( مع شهادة الدكتوراه فلسفة في جميع الأختصاصات ) راتباً قدرهُ الفي دينار ، يوم كانت " طبقة " البيض بثلاثة الآف دينار . نحنُ الذين التصقنا بكليّاتنا ، وألقينا محاضراتنا على طلبتنا في التسعينيّات .. كلّ ساعةٍ بمائة دينار ، يوم كان الدولار الأمريكي ، الواحد الأحد ، يعادل ثلاثة آلاف دينار . إنْ كنتم تعتقدون انّ هذا يحقّ لنا ، وتتفضلون علينا بذلك .. وتقولون : ومن يمنعكم ، أو منعكم من ذلك .. فعذراً لكم . فأنتم لاتسمحون لنا بممارسة هذا الحقّ ، إلاّ من أجل أن نمنحكم الفرصة لتوجيه الشتائم لنا . والمبرر لمسحنا بالسباب الصفيق . والأستخفاف بما تبقى لنا من قوة العقل . وإذلال " شيبتنا " . والحطّ من شأننا ، والتشكيك بقدرتنا على فعل شيء ، أو قول شيء .. أو حتّى " فهم " شيء .. أيّ شيء . لقد تحوّل البعض منكم إلى آلهة . أو ، على الأقل ، إلى ملائكة . أو ، على الأكثر ، إلى أنبياء . فاذا كنتم تعتقدون أنّ وجودنا يزعجكم ، وحضورنا في أيّ مكانٍ ، لايليقُ بمقامكم الكريم .. فما عليكم سوى نبذنا .. كطاعون . هذا الأمرُ بسيط .. والوسائلُ متاحة . يكفي أن يتّفق آلهة الخارج مع آلهة الداخل على ذلك . يتم رصف اسماءنا في قائمةٍ تختارون لها لونكم المفضّل .. وتتخلّصون من هراءنا إلى الأبد . وللتذكير فقط .. فنحنُ لانزالُ هنا . على هذه الأرض الملعونة . لا نزالُ نقرأُ ونكتبُ ، ونُعلّمُ طلبتنا ، ونُدرّبُ الكثير من الناس على أفضل ما يوجد في هذا العالم . لا نزالُ نأكلُ من رزقها الحلال .. ونسعى في مناكبها .. ولم يعُد بوسعنا الهرب . لقد قُضي الأمرُ بالنسبة لنا . ورُفعتْ الأقلام . وجفّت الصحف . الشيءُ الوحيدُ الذي نتحايلُ عليه الان هو " النزوح " . لذا فنحنُ نحاولُ أن نعمل بما تبقّى من طاقتنا ، قبل أن تباغتنا موجتهُ القادمة . هل يحقُّ لنا ذلك ؟ . هل تسمحون لنا بذلك ؟ . لا أستطيعُ أن أجزم بذلك . ولكنّني لا أجدُ في كتاباتكم ، و سلوككم .. تلك الروح الصديقة . ولا في أعينكم ذلك الضوء الذي يحتوي الجميع .. ويقبل بالجميع .. ويسمحُ لهم بالمرور الأمن .. إلى الحقيقة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيدُ الخليقة .. وأحزانُ نهاية الكون
-
أصدقائي الذين هناك
-
لحظة الصيد .. وتاريخ العصافير
-
سندريلاّ
-
أخبارٌ غيرُ سارّة
-
الأشياءُ تخذلني .. والبلدانُ التي لا تغنّي
-
على حافّة الجُرف
-
في ايام الحصار المدهشة
-
كلاسيكو
-
لم يكن أحدٌ منّا هناك
-
أخبار سارّة
-
الشباب في العراق : إشكالية الدور في اطار عملية التنمية البشر
...
-
حتّى الليل .. حتّى الليل
-
اذا تريد تطلع منها سالم .. ذِبهه براس عالِم
-
لا شيء .. لا شيء .. لا شيء .
-
هذه الكلمات لكم
-
لماذا تفعلُ هذا بنا يا أبي ؟
-
الشهر 40 يوم
-
شيءٌ من الأسى .. في الركضِ وراء لُقمة الحُلم
-
حُمى - الضَنْك - في البرازيل واستراليا .. و حُمّى - الضَنَك
...
المزيد.....
-
لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به
...
-
لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
-
ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
-
البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد-
...
-
لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي
...
-
لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
-
الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين
...
-
استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا
...
-
حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
-
لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا
...
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|