أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الصفدي - إلى كارهي العلمانية: دعكم منها وعليكم بالمعاصرة














المزيد.....

إلى كارهي العلمانية: دعكم منها وعليكم بالمعاصرة


حسن الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 17:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ تم قطع سعي شعبنا الديمقراطي بأول انقلاب، عمّ استخدام المفردات في غير معانيها. بدأ ذلك منذ الهزيمة المدوية في فلسطين - لثمانية جيوش - ولم يقبل أحد لا من الحكومات ولا من الجيوش ولا من الأحزاب وبالتالي المجتمعات العربية الاعتراف بالهزيمة والالتفات إلى تحليل الأسباب الكامنة وراء تلك الهزيمة العيانية لمعالجتها، بل كانت الهرولة الجماعية، بدعم من إرثنا في التفكير والتعامل مع الأحداث، إلى المشجب الجاهز للإعلان عن مؤامرة كبرى حيكت لنا - على الرغم من قوتنا الموهومة - فكانت النكبة!!!... وما عتمت بعد عقدين أن لحقت بها النكسة. من يومها صار التحويل بين المفردات سمة شائعة، ناهيك عن إعتام المصطلحات والمفاهيم. وسأكتفي بمثال واحد لتوضيح الفكرة: المناداة ومن ثم تشريع تطبيق الإصلاح الزراعي على أنه من مقومات الثورة الاشتراكية. فتصور أن يكون الإصلاح الزراعي - أي تفتيت ملكية الأراضي الزراعية - الذي سبق أن نصحت به الولايات المتحدة شاه إيران، أيام بدء المناداة بفكرة تأميم المنشآت النفطية، عملاً ثورياً.

أعود لأقول لكارهي العلمانية: دعكم منها وعليكم بتناول المعاصرة بالقدح والذم، فهي التي كانت الهدف منذ البدء، إذ أن العَلمانية ما كانت تعني في أي فترة تاريخية الإلحاد ولا نقض الدين ولا محاربته، بدليل: كون المجالس الملّية المعنية بالاهتمام بشؤون الجماعة في الأسقفيات المسيحية تضم رجال دين - رجال كهنوت يرتدون زيهم التقليدي - ورجالاً عاديين يجري اختيارهم من أبناء الطائفة يرتدون ملابس حديثة، لذلك أسموا {العَلمانيين}. وإذا فالعلماني، الذي ليس برجل دين، يمكن، أن يكون في خدمة أغراض الدين، الإنسانية طبعاً. وعليه فالعلمانيون منهم المؤمنون ومنهم غير المؤمنين. بالمناسبة: مفردة "الإلحاد" الملتبسة لا تعني نقيض الإيمان، وهذا موضوع آخر...

فيما بعد، في الدولة العصرية عمد مفكرون معاصرون من العَلمانيين وغير العلمانيين إلى التأكيد على أن لا يتحكم الدين بمؤسسات الدولة، ولا أن تتدخل الدولة بشؤون الدين، فما بال جماعاتنا الكارهة للعلمانية مع دولتين، تسميان إسلاميتين، يحكم كلاً منهما مذهب واحد بعينه، هل تصح دعوتهما إسلاميتين، وفق المفهوم الذي ينادون من خلاله؟؟

كما يعني هذا أن من حق أي دولة تُعلن نفسها إسلامية أن تختار لدولتها مذهباً بعينه! فأين نحن من الدين كله؟ الأمر الذي أربكني وأربك المقال أن المعاصرة جعلتني أنسى مسألة الدين الصحيح الذي ستعمد إلى فرضه الفرقة الناجية حين تحوز السلطة بالانتخاب أو بالسيف لا فرق...

يبقى أن النسبة العظمى - نسبتنا الانتخابية - من الوسائل والأدوات والتجهيزات والآلات التي ستستخدمها فرقتنا الناجية للإمساك بالسلطة وإدارة مؤسسات الدولة من إنتاج دول معاصرة تركت الدين لأهله - المجتمع - وترانا ندعو عليها بالتشتت والهلاك كل أسبوع. فمن أين لنا، إذا ما حدث ذلك، بالأقمار والخليوي والأنترنت فقط لاغير.......



#حسن_الصفدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ماهية النظرة الشعبية إلى -داعش-
- علاقة المثقفين السوريين بالجمهور.. السينما نموذجاً
- تحصيل الحاصل في السياسة
- هل كان هناك عصر نهضة حقاً؟!
- الغول والعنقاء والخل الوفي بين ظهرانينا
- هل الدولة ضد الأمة؟
- المرأة في الشرق الأدنى عبر العصور
- مرجعية البُنى الفوقية
- هل هي إرهاصات لمقدمات الثورة العالمية؟ أم مجرد انتفاضات كساب ...
- تلمس بعض أسباب ضعف وتشتت قوى التقدم وغياب العلمانية والديمقر ...


المزيد.....




- “ثبتها على جهازك خلال ثواني” تردد قناة طيور الجنة 2025 الجدي ...
- كيف ضخّم كتاب -مدينة القدس زمن الحروب الصليبية- الوجود اليهو ...
- الجهاد الإسلامي: إبادة غزة لن تمر دون انعكاسات على المنطقة ا ...
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...
- التصوف بالحبشة.. جذور روحية نسجت هوية الإسلام في إثيوبيا
- ماليزيون يطالبون حكومتهم بعدم قبول سفير أميركي يهاجم الإسلام ...
- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟
- نتنياهو أبلغ بابا الفاتيكان بقرب التوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الصفدي - إلى كارهي العلمانية: دعكم منها وعليكم بالمعاصرة