أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن الصفدي - مرجعية البُنى الفوقية














المزيد.....

مرجعية البُنى الفوقية


حسن الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 23:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كما في كل شؤون الحياة يتلبس المرء الصفات التي تسم حرفته ومهنته، كذلك الأمر في شؤون الثقافة والسياسة. غير أن المسألة هنا تكتسي طابعاً مختلفاً. ففي المهن والحرف تتراكم المعارف والخبرات مع مرور الزمن حتى يغدو المرء ماهراً في مجاله ويُشهّد له. والمهرة البارعون في المهن التقليدية والحرة يغدون مستشارين لزملائهم ونظرائهم. أما في الحالة الثقافية والسياسية، فعلى الرغم من أن الخبرة فيها كغيرها تراكمية، إلا أنها لا تسم أصحابها بالبراعة بالضرورة، إذ هنا يختلف الأمر، فلابد من لمحة أو حركة أو قولة أو فعل تفصح عن جوهر المرء، أو فلتكن "اتخاذ موقف".
وهذا ما يدعو، عبر توارد الخواطر، إلى تمني أن يعفّ الجنرال السيسي عن كرسي رئاسة مصر العظيمة، ليرسخ اسمه في الذاكرة الجمعية على أنه منجد ثورة الشعب المصري والمدافع النبيل عن أهدافها. أما إذا استكان إلى دغدغة المُعجبين والمحفّزين وغدا رئيساً للدولة فهذا لا يحبط وإنما يدفع إلى مراجعة ما قيل عن دور الفرد في المجتمع. ويقرأ المرء، فيما بعد، اسما في سجل رؤساء مروا....
كثيراً ما دار سؤال: هل الهند هي التي صنعت غاندي أم غاندي هو الذي صنع الهند؟! وبعيداً عن الحديث في العلاقة الجدلية، يكفي استعراض أمثلة من التاريخ.
هل نبقت فكرة النازية في ذهن هتلر وحده منفرداً، ومن ثم فرضها بالقوة على الشعب الألماني، وهل كانت الحشود في ساحة مغديبورغ في برلين لتستمع إلى خطاب هتلر وتهلل له، غير آبهة بالنزعة التي يدعو إليها، ولا تحوم في لاوعي معظم المحتشدين؟! لقد نجح التنظيم الإيماني بهتلر ونزعته في انتخابات ديمقراطية، وكان ما كان مما هو معلوم.
إنما في النهاية ليس من الواقعي ولا البراغماتي لوم جماعات على أحلامها وثقتها بزعمائها، فلتُحّلّ المسألة بالطريقة الهينة بتلبيس التهمة لواحد أو حزب أو فلسفة أو إيديولوجيا (وكُفي المتلاومون شرّ الجدال). غير أن الشعب الألماني دفع الكثير.. الكثير من دماء أبنائه ونتاج منجزاته ودمار مدنه وأريافه، غير أنه سبر ماهية غواية الإيديولوجيا، ووعى أنها مُضَلّلة (على حد قول ماركس) فاكتفى بالديمقراطية منهجاً، وبالإنسانية أفقاً.
وعندما تداعى الشعب الروسي خلف ستالين للدفاع عن موسكو والروسيا، هل فعل ذلك لولعه بالبلشفية، ومعاداته النازية؟ أم لأن ستالين ناداه مناشداً: فلندافع جميعاً عن أمنا الروسيا المقدسة.
أمثلة تبيّن أن الفرد الموقف، وإن شئت الفرد الزعيم، ما هو إلا تكثيف ما يخامر جموعاً من ناسه، إذا لم نقل معظمهم، ما أسرع أن تغدو حشوداً قابلة للتنظيم الصارم. وبالاستناد إلى هذا يتعذر تصوّر أن يتسنّم منصب الرئاسة أو القيادة أو الزعامة امرؤ لا تتجسد في دواخل أفكاره النزعات العميقة في البنية الفكرية لتشكيلته الاجتماعية، مهما كان حولها من خلافات واختلافات يُخال أنها جوهرية.
وعليه، إذا نظر أحدنا في المرآة ولم يعجبه ما يراه، فلا يلومنّ المرآة، والأمر نفسه في النظر إلى البُنى الفوقية، أرضانا ذلك أم لم يُرضِنا.......



#حسن_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي إرهاصات لمقدمات الثورة العالمية؟ أم مجرد انتفاضات كساب ...
- تلمس بعض أسباب ضعف وتشتت قوى التقدم وغياب العلمانية والديمقر ...


المزيد.....




- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن الصفدي - مرجعية البُنى الفوقية