بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4791 - 2015 / 4 / 29 - 23:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ظل تفاقم المأساة الإنسانية وحجم دمار الأوطان والحضارات وإزدياد آهات البشر ، تزداد القناعة أن التاريخ يركب من جديد عجلة المأساة نظرا لتوحش الأنظمة الرأسمالية وتغولها على حساب مصير البشر ، هو تغول تحول إلى إقامة مقاولات للدم من خلال الإرهاب الدولي الذي تغذي روحه العولمة التي رسخت عدم التوازن وغيبت العدل .يصبح البشر في عالمين منفصمين أحدهما يلهث وراء الثاني تحت نير وإغراء الرخاء والثروة ، الهجرة غير الشرعية والحروب الأهلية وأسواق نخاسة يباع فيها البشر وكل الأمم في جمعية الأمم تشاهد وتصادق وتبارك دونما فعل.المهم هو أن الحركة الدائرية للتاريخ لا شك جوهرها إجتماعي وإقتصادي يعني علاقات قائمة على التبادل السلعي اللامتكافئ وتزيد من تأجيج مشاعر الحقد والجشع وتعميم الجهل ، لا بد أن تنقلب هذه التجارة إلى دمار يضر كل الأمم ما لم ينتبه المتدخلون على جسامة الموقف ، لنتذكر أن الفكر الفاشي جاء من رماد الدمار والحروب وليس صدفة ، الإبادات الجماعية لجيش الرب الأوغندي ،الإقتتال العنصري في جنوب إفريقيا ... علينا أن نوقف هذه الرعونة المفاهيمية التي ألبست للتاريخ على شكل مسلمات .صحيح أن كل البشر ينبذون التفرقة وينخرطون في تنميط مفاهيمي لكن عمق التطرف والعنصرية هو اللاتكافئ ، الديمقراطيات الكبرى عليها أن تقوم بنقدها الذاتي لتجربتها التي بدأت منذ نهاية القرن الثامن عشر بإلتواءاتها وتغيراتها وإفرازاتها لما نجم منها من إنحرافات ، صحيح أن العالم أوحادي القطبية قد أبعد شبح الحرب النووية المهددة لمصير البشر لكن لم يوقف أوجاع الجائعين والمشردين والذين هضمت حقوقهم في الأوطان ، هذه الفوضى التي تتقاطع فيها مصالح القوى الكبرى وأجهزة محهابراتها المسيرة للعالم لن تدعى فرصة تفريخ فكر أكثر بشاعة من الإبادة والقتل والعنصرية هو فكر الجهل الأعمى وتهتيك الأوطان وتراثها ولن يدعى إمكانية لتناقح فكري حضاري وقتها لن نتقدم خطوة إلى الأمام في إنتظار نفق مظلم بعده الهاوية المظلمة من اللاكرامة والعبودية .
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟