أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام روناسى - طفولة HAYA والكتاب














المزيد.....

طفولة HAYA والكتاب


حسام روناسى

الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 15:56
المحور: الادب والفن
    


طفولة HAYA والكتاب ...
يوم أمس اتصلت بشقيقتي التي تعيش في ألمانيا لسؤالها عن الحال والاحوال، وبعد أن استمر الاتصال عبر الشبكة المباركة فايبر بضعة دقائق طلبت مني شقيقتي أن أشاهد ابنتها وهي بأحلى حُلة وأبهى منظر، ووسط رفيقاتها من العرب وغير العرب، شاهدتها كي أبارك لها بعيد ميلادها التاسع.
في الحقيقة شعرت بسعادة كبيرة بيوم ميلاد HAYA وفي الوقت نفسه شعرت بالحزن والاسى أن هذه الطفلة بعيدة عني وعن خالها الاخر وبعيدة عن عمها وعمتها وجدها وجدتها، والسبب يعود طبعاً للهجرات القسرية الجماعية التي طالت أغلب العوائل العراقية إبّان الاحداث التي ألمت بالعراق بعد سقوط بغداد.
وما أن شاهدت HAYA وشاهدتني، حتى بادرت هي بالسلام وبلغتها العربية المميزة باللكنة الاوروبية، فباركت لها بعيد ميلادها وتمنيت لها عمراً مديداً وميلاداً جديداً، يتجدد كل عام وهي وسط أمها وأبيها وأخواتها وأخيها. فرحت الطفلة كثيراً بالاتصال وبالكلمات، وكالعادة كان عليّ أن أشتري لها هدية بهذه المناسبة، ولأنها بعيدة عني، سألتها أن تختار هديتها لكي أبعثها عن طريق البريد، أو أن أحتفظ بها لحين سفرها وأهلها إلي خلال العطلة الصيفية.
بعدما طلبتُ من HAYA أن تختار هديتها، بقيت صامتة لحظات لا تتكلم، لهذا قلت لها: سوف أشتري لك دمية جميلة جداً، ضحكت وقالت: لا شكراً، أنا لم أعد ألعب بالدمى. قلت لها: إذن سوف أشتري لك لعبة ميكانو، رفضت أيضاً، قلت لها: هل أشتري لك ثوباً جميلاً، قالت عندي منه الكثير، سألتها: وماذا تتمنين إذن؟ قالت بدون خجل: أطلب منك يا خالي أن تشتري لي كتاباً.
كتاباً !! تعجبت كثيراً من طفلة بعمر 9 سنوات تطلب أن تكون هدية عيد ميلادها، كتاباً، بدوري وبدون تردد قلت لها: حسناً يا عزيزتي سوف أشتري لك الكتاب. فرحت الطفلة كثيراً وشكرتني، لكنها أضافت طلباً آخر وقالت: ليتك يا خالي أن تختار لي رواية جميلة وباللغة الالمانية. في الحقيقة زادت دهشتي، لكني وعدتها أن أشتري لها الرواية بكل تأكيد. بعد أن أغلقت الهاتف، الموبايل، وانتهى الاتصال، رحت أتذكر طفولة أبناء العراق وأبناء الدول العربية الاخرى، وكيف يقضون أيامهم وسنينهم.
تذكرت أن بعضهم لا يزال يبحث في النفايات يجمع العلب الفارغة لبيعها، بينما الحكومة منشغلة بالمطاردات السياسية المخجلة والمعيبة، وبعضهم لا يزال يلعب بالطين في الاوحال التي تملأ الطرقات والاحياء، خاصة أيام الشتاء، بينما انقضى على سقوط بغداد أكثر من 12 عام ولا تزال الحكومة تخادع شعبها بالمشاريع تلو المشاريع، والشعب المسكين عليه أن يصدق ويصفق فقط!! وبعضهم لا يزال حافي القدمين أينما يذهب، حتى عندما يتجول في المدينة، بينما أولاد الوزراء يقيمون حفلاتهم في لندن وبيروت وباريس، وبعضهم صار يتيماً والبعض صار مشوهاً والبعض صار مشرداً، وذلك كله بسبب حملات الامريكان العسكرية التي اجتاحت العراق، بل هناك منهم من امتهن مهنة الباعة المتجولين على الارصفة وفي الطرقات وفي الشوارع، أو صاروا عمالاً صغار السن لدى أصحاب الاعمال والمهن الحرة، والأخطر من هذا وذاك، صار البعض من هؤلاء الاطفال المساكين يمتهن مهنة التسول، بينما العراق يطفو على بحيرة من النفط من شماله الى جنوبه.
بعد هذه النبذة المختصرة عن أطفال العراق .. هل نتوقع أن يحتفل بعضهم على الاقل بعيد ميلاده؟ وهل نتوقع من بعضهم على الاقل إن أقيم له عيد ميلاد أن يطالب بأن تكون هديته كتاباً؟ متنازلاً عن الالعاب النارية والمسدسات البلاستيكية التي تملأ الاسواق الح لية؟ هل نتوقع منه أن يطلب أن تكون هديته لعيد ميلاده كتاباً، وهو محاط ليل نهار بعادات وتقاليد مقيتة موروثة، لا تحترم الاراء ولا تحترم الافكار ولا تحترم التجديد ولا تحترم التنوير. فشتان بين أطفال أوروبا وأطفال العراق، وشتان بين أطفال اوروبا وأطفال سوريا ومصر ولبنان والسودان وغيرها من الدول العربية.
حسام روناسى
[email protected]



#حسام_روناسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تبقى الدول المتخلفة .. دولاً متخلفة؟
- لماذا الصين افضل من باكستان
- في بلادي: السجين ممنوع ضربه أحيانا ولكن .... مسموح !!
- ماذا لو أصبحنا كلنا أصدقاء
- صروح


المزيد.....




- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام روناسى - طفولة HAYA والكتاب