أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - الثورة البرجوازية وضرورتها















المزيد.....

الثورة البرجوازية وضرورتها


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ارسل لي قارئ عزيز من الكويت رسالة جاء فيها ما يلي:
"سؤالي يدور حول الثورة البرجوازية التي يعجز رفاقي عن فهمها. لماذا يجب ان تكون هناك ثورة برجوازية قبل الثورة الاشتراكية؟ وما طبيعة التحالفات الطبقية الواجب على البروليتاريا اتخاذها في تلك المرحلة؟ وفي حال استطاعت البروليتاريا قيادة الثورة البرجوازية متى يتوجب اعلان الثورة الاشتراكية؟ اي بكلمات اخرى ما هو الدور المناط بالثورة البرجوازية كي تقوم به؟"
عزيزي القارئ تقول في رسالتك انك تقرأ كراس لينين "تكتيكان" ولا تجد فيه الجواب على سؤالك. وهذا صحيح. ان كراس تكتيكان قد يكون اهم الوثائق الماركسية التي ناقشت موضوع الثورة البرجوازية وانتقالها الى الثورة الاشتراكية. ولكن لينين دقيق في كتاباته وهو ملتزم بالبحث العلمي للقضايا. انه يناقش في هذا الكراس التكتيك الذي يجب ان يتبعه الحزب البلشفي من اجل تحقيق الثورة البرجوازية في روسيا ويقارنه بمقررات الكونفرنس المنشفيكي بهذا الخصوص. ولذلك فانه يناقش الجانب التكتيكي للموضوع وليس الجانب الاستراتيجي. وسؤالك الاول يتعلق بالجانب الاستراتيجي لنفس الموضوع. ولم يتطرق لينين في كراس تكتيكان الى هذه المسألة. فالجانب الاستراتيجي كان قد جرى بحثه وتقريره في المؤتمر الثاني للحزب الاشتراكي الديمقراطي سنة ١٩٠٣. هناك بحثوا الاهداف الاستراتيجية للحزب لدى وضع المنهاج قبل الانقسام الى بلشفيك (الاكثرية) ومنشفيك (الاقلية) ووافق المؤتمر على اقتراحات لينين بهذا الخصوص. فالموضوع الاستراتيجي كان مجمعا عليه في برنامج الحزب الاشتراكي الديمقراطي ولكن التكتيك هو الموضوع المختلف عليه بين البلشفيك والمنشفيك. وكراس لينين يعالج هذا الموضوع. ولهذا اطلق لينين على كراسه اسم تكتيكان في الثورة البرجوازية تكتيك البلاشفة وتكتيك المنشفيك وليس استراتيجي الثورة البرجوازية.
قبل ان اجيبك على سؤالك الاول اود ان اورد مثلا قد يكون قديما ولكنه مع ذلك يفسر الفرق بين الاستراتيجي والتكتيك. قبل تقدم العلوم البحرية والتكنولوجيا العالية كان الفنار هو الدليل الذي يهدي ربان السفينة الى الميناء الذي يبغي الوصول اليه. فالربان يضع نصب عينيه هذا الفنار ولا يغفل عنه لحظة. ولكنه من اجل الوصول الى الفنار عليه ان يسلك افضل طريق وان يبذل اقصى الجهود لتحاشي المطبات والمواقع الضحلة في البحر وان يدير السفينة الى المواقع السليمة لغرض الوصول الى الميناء المطلوب. ان الفنار في هذا المثل هو الاستراتيجي. فكل ربان عليه ان لا يغفل عن الاستراتيجي ولو دقيقة واحدة. وجهود الربان في قيادة السفينة الى المواقع السليمة من اجل الوصول الى الفنار او الميناء هو التكتيك. لذا فان التكتيك يكون صحيحا طالما لا يغفل الربان عن الفنار او الهدف الاستراتيجي ويكون التكتيك تخبطا في الظلام في اللحظة التي يغفل الربان عن الفنار او عن الهدف الاستراتيجي.
ان من اهم واجبات الانسان الماركسي وكذلك الحزب الماركسي ان يحدد الاستراتيجي للمرحلة الاجتماعية التي يمر بها بلده. وتحديد الاستراتيجي للمرحلة يتطلب دراسة التركيب الطبقي للبلد المعني دراسة علمية دقيقة ومن ثم تحديد الشعار الاستراتيجي الملائم لتلك المرحلة. ففي البيان الشيوعي مثلا حدد كارل ماركس وانجلز الشعار الاستراتيجي للمرحلة التي كانا يبحثانها في البيان الشيوعي، اي المرحلة التي تمر بها الدول الراسمالية القائمة في حينه وحددا المرحلة بانها الثورة البروليتارية اي الثورة الاشتراكية. ولكنهما حين بحثا الشعار الاستراتيجي للمرحلة التي تمر بها المانيا حددا الشعار الاستراتيجي بانه الثورة البرجوازية لان الثورة البرجوازية لم تكن قد جرت في المانيا كما هو الحال في بريطانيا وفرنسا مثلا.
في بلدان اسيا وافريقيا واميركا الجنوبية في فترة ما بين الحربين العالميتين كانت السلطة الحاكمة هي اما القوات الاجنبية الاستعمارية مباشرة واما الطبقات الاقطاعية وبعض الراسماليين الموالين للاستعمار والذي جرت العادة تسميتهم بالكومبرادورية. ونتيجة للمشاريع الراسمالية الاستثمارية التي انشأها الاستعمار في جميع هذه البلدان كالمناجم والسكك الحديد والتنقيب عن النفط ومناجم الذهب والالماس وغيرها من المشاريع التي كان على الاستعمار ان ينشئها لاغراض استغلاله لتلك البلدان نشأت طبقة عاملة واسعة فيها. اضافة الى ذلك نشأت برجوازيات محلية لمشاريع اخرى قد تكون لخدمة السلطة الاستعمارية او لخدمة الطبقات الحاكمة الاقطاعية او حتى لمشاريع راسمالية محلية ونشأت معها طبقة عاملة غير مرتبطة مباشرة بالاستعمار بل مرتبطة بهذه البرجوازية المحلية كشركات البناء وبعض معامل النسيح الصغيرة ومعامل الخياطة وغيرها.
كان من نتيجة هذا التطور وجود طبقة عاملة اوسع من الطبقات العاملة التي تنشأ بصورة طبيعية مع نشوء البرجوازية. ففي العراق مثلا كانت هناك طبقة عاملة واسعة في السكك الحديد والميناء في البصرة وعمال النفط في كركوك وغيرها من مواقع ضخ النفط ومد الانابيب وضخها. وهذا اضافة الى العمال الذين نشأوا مع نشوء البرجوازية المحلية كعمال النسيج والبناء والخياطة وغيرها. وهذه الظاهرة جعلت دور الطبقة العاملة حتى في ظل الاستعمار المباشر وغير المباشر اكثر اهمية من دور الطبقة العاملة التي تنشأ بصورة طبيعية مع نشوء البرجوازية.
كان على الماركسيين والاحزاب الماركسية في هذه البلدان المستعمرة او شبه المستعمرة ان تحدد الاستراتيجي بناء على مثل هذا التحليل الطبقي للمجتمع. ان الهدف الطبيعي للطبقة العاملة هو القضاء على الاستغلال الطبقي نهائيا اي تحقيق المجتمع الاشتراكي الخالي من الاستغلال. ولكن الى جانب الطبقة العاملة توجد برجوازية محلية لها مصلحة في القضاء على السيطرة الاستعمارية والاقطاعية التي تعيق تقدمها وتطورها اي تعيق حريتها في استغلال الطبقة العاملة في بلادها. لذلك كان من مصلحة البرجوازية القضاء على السيطرة الاستعمارية والاقطاعية في بلادها.
ان من يضع الشعار الاستراتيجي لمرحلة معينة عليه ان يأخذ جميع الظروف المساعدة على تحقيق الثورة بنظر الاعتبار. لذا كان على من يضع الشعار الاستراتيجي لبلد شبه استعماري شبه اقطاعي مثل العراق ان يحدد جميع الطبقات والمراتب الاجتماعية التي يمكن جرها الى الثورة. وبما ان البرجوازية المحلية لها مصلحة في القضاء على الاستعمار والاقطاع فمن الواضح ان لها شحنة ثورية تجعل من مصلحتها قيام ثورة تقضي على النفوذ الاستعماري والسيطرة الاقطاعية. كذلك على من يريد ان يضع الشعار الاستراتيجي للمرحلة ان يدرس موقف الطبقات والمراتب الاخرى عدا الطبقة العاملة والبرجوازية من الثورة. فهناك طبقة تشكل اغلبية السكان في مثل هذه البلدان هي طبقة الفلاحين. وطبقة الفلاحين لم تعد طبقة منسجمة في هذه المرحلة من مراحل تقدم المجتمع بل انها تفككت الى مراتب اجتماعية تختلف مصالح بعضها عن بعض. فهناك عمال زراعيون هم جزء لا يتجزأ من الطبقة العاملة وهناك فقراء الفلاحين الذين يحلمون بالحصول على قطعة ارض يزرعونها وهناك الفلاحون المتوسطون الذي يمتلكون بعض الارض وبعض الدواب ولكن السلطة الاقطاعية تضيق الخناق عليهم وتجعل عيشتهم اقرب الى الفقر منها الى الرفاه. وهناك اغنياء الفلاحين الذين يشكلون جزءا لا يتجزأ من الطبقة البرجوازية المحلية في المدن. وعلى من يريد ان يضع الشعار الاستراتيجي لمثل هذا البلد الذي اتخذ العراق مثلا عليه ان يحدد موقف كل من هذه المراتب الفلاحية من الثورة. كذلك توجد في المدينة مراتب بتي برجوازية كالحرفيين واصحاب الحوانيت والمثقفين والطلاب والمحامين والاطباء والصحفيين وغيرهم من المراتب البتي برجوازية المدنية. وعلى من يريد ان يحدد الشعار الاستراتيجي للمرحلة ان يدرس موقف كل من هذه المراتب البتي برجوازية التي قد يكون بعضها مرتبطا ارتباطا عضويا مع الكومبرادورية او حتى مع السلطة الاقطاعية والاستعمارية ويكون بعضها فقيرا مسحوقا بحيث يكون حليفا طبيعيا مع البروليتاريا او حليفا للبرجوازية المحلية. بعد دراسة كل هذه التحليلات الطبقية التي قد لا تكون متشابهة بين بلد واخر يستطيع الماركسي او الحزب الماركسي ان يحدد الشعار الاستراتيجي للمرحلة التي يمر بها بلده.
ان الهدف الاساسي لكل ماركسي وكل حزب ماركسي هو القضاء على جميع انواع الاستغلال وبناء مجتمع خال من اي استغلال. هذا المجتمع هو المجتمع الاشتراكي والوصول اليه يبدأ بالثورة الاشتراكية واستيلاء الطبقة العاملة بالتحالف مع فقراء الفلاحين على السلطة السياسية. فبدون الحصول على السلطة السياسية لا تستطيع الطبقة العاملة بالتحالف مع الفلاحين البدء في بناء مجتمع اشتراكي خال من الاستغلال. وهذا يعني ان الهدف الاساسي لكل ماركسي ولكل حزب ماركسي هو الثورة الاشتراكية التي تنال الطبقة العاملة فيها السلطة السياسية.
ولكن وجود طبقة اخرى ومراتب طبقية اخرى من مصلحتها تقدم المجتمع والقضاء على النظام شبه الاقطاعي شبه الاستعماري يجب ان يدخل في حسبان الماركسي والحزب الماركسي عند تحديد الشعار الاستراتيجي للمرحلة. وفي حالة وجود المجتمع في مثل المرحلة التي جاء وصفها اعلاه تكون للبرجوازية وجميع مراتب الفلاحين وكذلك الفئات البتي برجوازية في المدن مصلحة في القضاء على السيطرة الاستعمارية الاقطاعية في البلاد. ولكي تضمن الطبقة العاملة تأييد ومساندة جميع القوى التي لها مصلحة في القضاء على السيطرة الاقطاعية الاستعمارية عليها ان تقوم بحركة يمكن ضم جميع هذه المراتب اليها وفي هذه الحالة الى الثورة البرجوازية.
ان كون هدف الطبقة العاملة الاساسي هو الثورة الاشتراكية واستلاء الطبقة العاملة بالتحالف مع الفلاحين على السلطة السياسية هدف لا يمكن التخلي عنه ولا التغاضي عنه ولو دقيقة واحدة من قبل الماركسي والحزب الماركسي. ان الثورة الاشتراكية هي الفنار الذي يجب ان لا يغيب عن نظر الربان ولو دقيقة واحدة. ولكن رفع شعار الثورة الاشتراكية في بلد شبه استعماري شبه اقطاعي مثل العراق بين الحربين العالميتين يؤدي حتما الى دفع هذه القوى التي لها مصلحة في القضاء على السلطة الاقطاعية الاستعمارية الى معسكر الاقطاع والاستعمار والى معاداة معسكر الطبقة العاملة والفلاحين في هذه المرحلة. وعلى من يضع الشعار الاستراتيجي لاية مرحلة ان يأخذ في الحسبان جذب جميع القوى التي لها مصلحة في قيام الثورة الى جانب الطبقة العاملة. وعليه لا يستطيع الماركسي او الحزب الماركسي في مثل هذه المرحلة ان يرفع شعار الثورة الاشتراكية او العمل من اجلها. لذا كان على الماركسي في مثل هذه الحالة ان يتبنى مرحلة بينية، مرحلة الثورة البرجوازية، كمقدمة للثورة الاشتراكية. في الثورة البرجوازية يكون للطبقة العاملة حلفاء من البرجوازية وجميع مراتب الفلاحين والمراتب البتي برجوازية في المدن بدلا من دفعهم الى معسكر الاستعمار والاقطاعية في الثورة. وهذا هو الاساس في ضرورة وجود مرحلة الثورة البرجوازية قبل مرحلة الثورة الاشتراكية. ان رفع شعار الثورة الاشتراكية في بلد كهذا معناه تحطيم الثورة الاشتراكية.
ان الفنار الذي يهدي الماركسي والحزب الماركسي هو الثورة الاشتراكية. ولكن ظروف المجتمع في بلد شبه استعماري شبه اقطاعي مثل العراق بين الحربين العالميتين يتطلب من الحزب ان يتخذ شعارا استراتيجيا اخر هو شعار الثورة البرجوازية. هل يعني هذا ان الماركسي او الحزب الماركسي تخلى او صرف النظر عن شعار الثورة الاشتراكية اثناء العمل من اجل تحقيق الثورة البرجوازية؟ بالطبع لا. ان الماركسي او الحزب الماركسي حين يتخذ شعارا استراتيجيا اخر غير شعار الثورة الاشتراكية فانه يتخذه كوسيلة لايصاله الى شعاره الاساسي، شعار الثورة الاشتراكية. ان تحقيق شعار الثورة البرجوازية ولو انه شعار استراتيجي الا انه بالنسبة لشعار الثورة الاشتراكية ليس سوى شعار تكتيكي. فالثورة الاشتراكية بالنسبة للماركسي والحزب الماركسي هي خطوة لا بد منها للتقرب الى الهدف الاساسي، الثورة الاشتراكية. ان رفع شعار الثورة البرجوازية وتحقيقها هو ضرورة لا يستطيع الماركسي ان يتجنبها من اجل الانتقال الى شعاره الاساسي، الثورة الاشتراكية. لذلك فان عمل الماركسي والحزب الماركسي من اجل الثورة البرجوازية وتحقيقها لا يحيده لحظة عن شعاره الاستراتيجي الاساسي، الثورة الاشتراكية. لذا يمكن اعتبار الثورة البرجوازية بالنسبة للماركسي او الحزب الماركسي في بلد مثل العراق فيما بين الحربين العالميتين مرحلة تكتيكية تقرب الماركسي والحزب الماركسي الى شعار الثورة الاشتراكية. ان تخلي الماركسي او الحزب الماركسي عن شعار الثورة الاشتراكية لحظة واحد عند العمل على تحقيق الثورة البرجوازية يؤدي الى تخبطه في الظلام مثل الربان الذي يبتعد في نظره عن الفنار. لذا نجد ان قائد الحزب الشيوعي العراقي فهد يؤكد دائما على الثورة الاشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا رغم ان المرحلة الاولى التي يدعو اليها هي الثورة البرجوازية. والماركسي او الحزب الماركسي بناء على ذلك يرفع شعار الثورة الاشتراكية في اللحظة التي تتحقق فيها الثورة البرجوازية بصرف النظر عن الطبقة التي تتسلم السلطة السياسية في هذه الثورة.
في الخمسينات من القرن الماضي حين اعتلت على قيادة الحزب الشيوعي العراقي قيادة غير ماركسية نرى ان قائد الطبقة البرجوازية العراقية، كامل الجادرجي، اشترط على الحزب الشيوعي قبل كل شيء ان يتخلى عن شعارات المراحل التاريخية اي التخلي عن الشعارين الاستراتيجيين للحزب، شعار الثورة البرجوازية وشعار الثورة الاشتراكية. وهدف البرجوازية متمثلة بقائدها كامل الجادرجي من هذا الشرط هو حرف الحزب الشيوعي عن النظر الى الفنار، الى شعار الثورة الاشتراكية حتى لدى العمل على تحقيق الثورة البرجوازية. وقد تحقق للبرجوازية هذا الهدف اذ تخلى الحزب الشيوعي سنة ١٩٥٦ عن ذكر مرحلتي الثورة في برنامجه. وهذا يعني ان الحزب الشيوعي العراقي قد غفل عن مناره، هدف الثورة الاشتراكية، اثناء العمل على تحقيق الثورة البرجوازية. ولهذا كان الحزب منذ ١٩٥٦ يتخبط في الظلام لعدم اهتدائه بفناره الاساسي، هدف الثورة الاشتراكية.
تحققت الثورة البرجوازية في العراق في ١٤ تموز ١٩٥٨ على شكل انقلاب عسكري واستولت البرجوازية على السلطة السياسية بدون اشتراك الحزب الشيوعي رغم وجوده في جبهة مع الاحزاب البرجوازية. ولكن تخلي الحزب الشيوعي عن النظر الى فناره الاساسي، الثورة الاشتراكية ادى الى انه لم يدرك معنى تحقق الثورة البرجوازية. بقي الحزب الشيوعي يجتر شعاراته القديمة كأنما لم يتغير شيء لدى تحقيق الثورة البرجوازية رغم اعترافه بان ما حدث في ١٤ تموز كان ثورة وليس مجرد انقلاب عسكري كالانقلابات العسكرية السابقة. لذلك لم يفهم الحزب الشيوعي العراقي وما زال جاهلا حتى اليوم معنى ثورة ١٤ تموز. بقي حتى اليوم يجهل ان هذه الثورة كانت تحتم على الماركسي والحزب الماركسي ان يعتبر ان شعار المرحلة الاولى، مرحلة الثورة البرجوازية، قد انتهى وحان الوقت لرفع شعار الثورة الاشتراكية. لم يدرك ان البرجوازية اصبحت طبقة حاكمة واصبح واجب الثورة الاطاحة بها من اجل تحقيق المرحلة الثانية من الثورة، مرحلة الثورة الاشتراكية. وهذا ادى الى تخبط الحزب الشيوعي في ظلام دامس والى تعاونه مع مختلف السلطات التي جاءت الى الحكم بعد هذه الثورة من حكومة عبد الكريم قاسم الى حكومة عارف والى حكومة صدام حسين واخيرا مع حكومة الاحتلال الاميركية الحالية المسيطرة على العراق.
ليس بامكاني ان احدد طبيعة الثورة والحركة الثورية في الكويت لاني لست ملما بالوضع الطبقي فيها خصوصا وان الاغلبية الساحقة من سكان الكويت هم الاجانب من مختلف بلدان العالم وان سكان الكويت الاصليين هم اقلية فيها. ان واجب الماركسي او الحزب الماركسي في الكويت ان يدرس بامعان التركيب الطبقي في الكويت والموقف من العاملين الاجانب فيها لكي يتوصل الى الشعار الاستراتيجي للمرحلة الحالية في الكويت بدون ان يغيب عن نظره الشعار الاساسي، شعار الثورة الاشتراكية، ولو لحظة واحدة.
ارجو ان اكون في هذا البحث قد اجبت على سؤالك الاول، ضرورة الثورة البرجوازية قبل الثورة الاشتراكية بما يفيدك ويفيد رفاقك لفهم هذا الموضوع الحيوي. واعدك باني ساجيب على اسئلتك الاخرى في مناسبة قادمة.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الاجور في الدولة الاشتراكية
- باسل ديوب-كلمة شكر
- من وحي كتاب سفر ومحطات. عبادة الحزب
- جعفر ابو العيس
- خواطر يهودي عراقي سابق
- من مرحلة اعداد مسودة الدستور الى مرحلة الاستفتاء عليها
- مفهوم الربح في الراسمالية وفي الاشتراكية
- مهزلة الدستور
- جواب الى قارئ اخر
- جواب الى قارئ كويتي
- الصناعة الاشتراكية
- ذكرى ثورة 14 تموز
- رسالة تهنئة الى الاخ نجم الدليمي
- ظروف اليهود العراقيين في اسرائيل
- ملكية العمال الاشتراكية وراسمالية الدولة
- الدعوة الى الحوار لحل الازمة العراقية
- الماركسية نظرية للطبقة العاملة
- هل الماركسية تمر في ازمة ام المنظمات التي تبنتها
- الهجوم على ستالين هجوم على الماركسية
- البحث عن الطبقة الوسطى


المزيد.....




- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - الثورة البرجوازية وضرورتها