أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - جواب الى قارئ كويتي















المزيد.....

جواب الى قارئ كويتي


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


جواب الى قارئ كويتي
كتب لي قارئ كويتي عزيز رسالة جاءت فيها التساؤلات التالية:
"ما الدور السلبي الذي يلعبه الاستعمار في إعاقة تطور المستعمرات الإقتصادي و الإجتماعي؟ و ما نتيجة فشل المستعمرات في تحقيق التحرر الوطني و التخلص من التبعية للمستعمر؟ وكيف يمكن مقاومة الإستعمار في الوقت الحالي دون وجود داعم مثل الإتحاد السوفييتي السابق؟ و تحديداً ما الوسائل المناسبة للنضال في بلدان مرفهة مثل الكويت؟"
ان الطرق التي استخدمتها الدول الراسمالية في استغلال مستعمراتها لم تكن ثابتة. فظاهرة الاستغلال ككل ظاهرة اخرى ليست ظاهرة ثابتة منفصلة عن الظواهر المحيطة بها بل هي مرتبطة بها ومتغيرة حسب تغير الظروف المحيطة بها. بدأت حركة استعمار اوروبا لبلدان اسيا وافريقيا منذ بداية نشوء الراسمالية في اوروبا. وقد اتخذ استعمار هذه البلدان هو الاخر صورا مختلفة. فالاستعمار بالاحتلال العسكري كان واضحا في الهند وجزر الهند الشرقية مثلا. واتخذ الاستعمار في افريقيا الوسطى صورة الاستكشاف. فكان المستكشفون يكتشفون اراض جديدة تصبح فوريا مستعمرات للدولة التي ينتمي اليها المستكشف. وحين نقول اراض جديدة لا نقصد اراض نشأت لتوها لم تكن على وجه الارض بل يقصد بالاراضي الجديدة اراض لم تكن الدول الاوروبية تعرفها او قد استعمرتها من قبل. وقد نجمت عن الاستعمار في تلك الفترة من حياة المجتمع الراسمالي اضرار هائلة لشعوب البلدان المستعمرة. كانت وسيلة الاستغلال انذاك هي النهب والسلب. كان المستعمرون ينهبون ويسلبون ثروات هذه البلدان لينقلوها الى بلدانهم ويتاجرون بها. كانت التوابل والبن والذهب والفضة وغيرها من منتجات وثروات هذه الدول التي لم تعرفها اوروبا سلعا ينهبها الراسماليون من هذه البلدان ليبيعوها في اوروبا باسعار باهظة. وقد رافق استكشاف الاراضي الجديدة نهب ثرواتها من الذهب والفضة ومن كل شيء حتى عن طريق ابادة شعوب وحضارات عريقة كما حدث في اميركا واستراليا ونيوزيلندا وغيرها. بل ان سرقة الثروات شملت حتى الانسان. كان الراسماليون يصطادون البشر في افريقيا بنفس الطرق التي يصطادون بها الحيوانات ليتاجروا بالبشر ببيعهم عبيدا في بلادهم. فكانت تجارة العبيد والقرصنة من اهم وسائل الاستعمار في تلك الفترة.
ولكن الراسمالية الاوروبية لم تبق في نفس وضعها السابق بل كانت تتقدم صناعيا بفعل القوانين الطبيعية المحركة للمجتمع الراسمالي. فجاءت الثورة الصناعية. كانت الثورة الصناعية نقلة نوعية في طريقة استغلال المستعمرات. فمن ناحية كانت الصناعة المتطورة بحاجة الى مواد اولية كثيرة غير متوفرة في بلادهم كان الراسماليون يحصلون عليها من مستعمراتهم. وكان انتاج الصناعات المتطورة وافرا لا تجد الراسمالية له الاسواق الكافية في بلادها فتصدره الى المستعمرات. من المعروف ان صناعة النسيج البريطانية مثلا دمرت صناعات النسيج الحرفية في الهند الى درجة ان ماركس قال ان صناعة النسيج البريطانية بيضت ارض الهند بعظام النساجين الهنود.
كانت احدى اهم الطرق التي تستخدمها الدول الراسمالية لضمان السيطرة على مستعمراتها جعل كل مستعمرة تعتمد على انتاج واحد يكون مصدر حياتها. وتحتكر الدولة الراسمالية شراء هذا المنتج. فاذا نشأ خلاف بين الدولة الاستعمارية والمستعمرة تخلت الدولة الراسمالية عن شراء المنتج الحيوي لهذه المستعمرة بحيث تعرضها الى الافلاس والفقر والمجاعة والدمار. نذكر على سبيل المثال ان مصر كانت تنتج القطن والبرازيل البن وكوبا السكر والعراق التمر وهكذا.
وتحولت الراسمالية من فترة المنافسة الحرة الى فترة الاحتكارات الامبريالية. وتم في تلك الفترة تقسيم العالم كله الى مستعمرات تسيطر عليها الراسمالية الاوروبية وخصوصا بريطانيا وفرنسا. واصبحت الراسمالية المالية هي الفئة الراسمالية المسيطرة على الانتاج الراسمالي. ومن صفات الراسمالية المالية تصدير رؤوس الاموال الى جانب تصدير البضائع. وتصدير رؤوس الاموال يعني انشاء مشاريع راسمالية في المستعمرات طلبا لزيادة الارباح باستغلال الايدي العاملة الرخيصة والمواد الخام الوافرة في المستعمرات. وبهذا تغير شكل الاستغلال من نهب الثروات ونقلها الى البلدان الراسمالية الى نهب ثروات البلاد في المستعمرات ذاتها وجني الارباح ونقلها نقودا الى قوارين المال الاوروبيين والاميركيين.
وجاءت الان فترة العولمة والسيطرة العالمية. في هذه الفترة اصبحت سيطرة الدولة الكبرى الوحيدة في العالم، الولايات المتحدة، على الاقتصاد العالمي كله الظاهرة السائدة في ايامنا. والولايات المتحدة تحقق هذه السيطرة بقوة السلاح باحتلال جميع بلدان العالم اما احتلالا عسكريا او احتلالا اقتصاديا بتولية عملائها من حكام المستعمرات وكلاء لها في تحقيق الاستغلال او بمزيج من النوعين. ولم تقتصر ظاهرة العولمة على استغلال البلدان المستعمرة وانما شملت كذلك البلدان الراسمالية الاخرى. ان الولايات المتحدة تستولي من ناحية على مستعمرات حليفاتها وعلى نفوذها الاقتصادي في هذه المستعمرات وتستولي من الناحية الثانية على اقتصاد حليفاتها الداخلي بنفس الطريقة التي تستولي بها على اقتصاد مستعمراتها. فالولايات المتحدة تحتفظ اليوم بقوى وقواعد عسكرية في جميع البلدان الحليفة لها كبريطانيا وفرنسا والمانيا وجميع دول حلف الاطلسي (ناتو) واغلب الدول التي خرجت من الاتحاد السوفييتي بعد انهياره. والراسمال الاميركي قد استولى في هذه البلدان الحليفة على اغلب الصناعات فيها. وقد استخدمت الولايات المتحدة وسيلة الخصخصة للاستيلاء على ما تبقى من اقتصاد الدول الحليفة والدول المستعمرة على حد سواء. فالخصخصة تعني تحويل ملكية الدولة او ما يسمى القطاع العام الى مشاريع خاصة تباع للمشترين الراسماليين. وبهذه الطريقة سيطرت الولايات المتحدة على الكثير من مشاريع الدول الحليفة لها وهي مستمرة في تحقيق ذلك رغم ما تلاقيه من معارضة حليفاتها الامبريالية التي تريد مثلها زيادة حصتها من ارباح استغلال العالم اقتصاديا وزيادة مناطق نفوذها.
نرى من هذا ان طرق استغلال المستعمرات او ما تسميه عزيزي القارئ "الدور السلبي الذي يلعبه الاستعمار في إعاقة تطور المستعمرات الإقتصادي و الإجتماعي" تغير ويتغير وفقا لظروف تطور النظام الراسمالي ذاته.
ليس فيما جاء اعلاه من جديد فيما يتعلق بطرق استغلال المستعمرات. ووجدت ان ابدأ ببحث تطور طرق استغلال المستعمرات بحثا سريعا موجزا لكي اجيب على سؤالك الاول. فالدول الاستعمارية لا تريد تطوير مستعمراتها اقتصاديا او اجتماعيا او ثقافيا. ولكن الامور لا تجري بالطريقة التي تريدها الدول الاستعمارية. لان سياساتها بالذات تؤدي الى عكس ما تريده. لنأخذ على سبيل المثال سياسة اضطرار احد المستعمرات على انتاج بضاعة واحدة. ولنقل انها تجبر مصر على الاختصاص بانتاج القطن. فما الذي يحدث في دولة مثل مصر عند انتاج القطن انتاجا رئيسيا؟ قبل استعمار مصر مثلا كانت زراعة القطن انتاجا يجري وفق علاقات الانتاج الاقطاعية وبعد استغلال القطن من قبل الدول الاستعمارية اصبح انتاج القطن مرتبطا بالسوق العالمية ويجري على اساس علاقات الانتاج الراسمالية. ثم ان استغلال القطن المصري يحتم على المستعمرين انشاء وسائل النقل المناسبة لضمان وصول القطن الى مراكز تصديره فيقوم الاستعمار لاغراضه العسكرية والتجارية بتعبيد الطرق وانشاء السكك الحديدية وغير ذلك. وبذلك يتطور الاقتصاد المصري خطوة الى امام بتحول انتاجه من انتاج اقطاعي الى انتاج راسمالي مرتبط بالسوق العالمية.
واذا اخذنا على سبيل المثال شكلا اخر من الاستغلال، الاستغلال عن طريق تصدير رؤوس الاموال الى المستعمرات. فاذا انشأ الامبرياليون مشروعا صناعيا او انشائيا في بلد مثل الهند او الصين او العراق او كوريا فانهم يحتاجون الى عمال يستخدمونهم في المشروع وبذلك يسرعون في خلق الطبقة العاملة في هذه البلدان وهذا يعني تقدم هذا البلد خطوة في التطور الاقتصادي بنشوء الطبقة العاملة وظهور النظام الانتاجي الراسمالي في بلد متأخر اقتصاديا. كما ان المشاريع الراسمالية المنشأة في البلدان المستعمرة تتطلب ليس فقط عمالا بل موظفين ومحاسبين ومهندسين وغيرهم ولا يمكن جلب جميع هؤلاء من الدول الراسمالية لان ذلك يزيد من تكاليف المشاريع ويقلل من ارباحها لذا يجد الراسماليون انفسهم مضطرين ان يستعينوا باكبر عدد ممكن من المثقفين المحليين وهذا يعني رفع المستوى الثقافي في هذا البلد. نرى ان الامور تجري في الواقع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية على عكس ما تريده الدول الامبريالية رغما عنها. فمن ناحية تدعو مصلحتها الى بقاء شعوب الدول المستعمرة متخلفة اقتصاديا وثقافيا ولكن تتطلب مصالحها الاقتصادية في الوقت ذاته تطوير شعوب المستعمرات اقتصاديا وثقافيا. في هذا المجال ايضا تجري الامور لدى الراسماليين بصورة متناقضة. فاستمرار استغلال المستعمرات يتطلب بقاء المستعمرات متأخرة اقتصاديا وثقافيا ولكن ممارسة الراسماليين في المستعمرات تضطرهم الى تطوير المستعمرات اقتصاديا وثقافيا والى خلق القوى الوحيدة القادرة على تحرير المستعمرة منهم. لذلك فان الدور السلبي الذي يؤديه المستعمرون في مستعمراتهم هو نهب ثروات هذه المستعمرات وتحويلها الى ارباح لقوارين المال واستعباد شعوب المستعمرات ولكنهم لا يستطيعون انجاز ذلك الا عن طريق تطوير شعوب هذه البلدان اقتصاديا وثقافيا.
فالجواب على سؤالك الاول هو ان الدور السلبي الذي تقوم به الدول الاستعمارية في المستعمرات هو نهب ثرواتها وافقارها واستعبادها بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة عن طريق اسناد حكومات تقوم عنها بتحقيق ذلك او بالطريقتين معا. ولكن الدور السلبي لا يمكن ان يتحقق بمنع التطوير الاقتصادي والثقافي في هذه البلدان لان استغلال هذه البلدان يؤدي بحد ذاته الى تطوير المجتمع في الدول المستعمرة الى مستوى اعلى.
وسؤالك الثاني هو "وما نتيجة فشل المستعمرات في تحقيق التحرر الوطني و التخلص من التبعية للمستعمر؟" طبيعي ان نتيجة عدم تحقيق التحرر الوطني من الاستعمار هو استمرار الاستعمار واستمرار نزيف ثروات المستعمرات واستعباد شعوبها. وما نراه يحدث اليوم في ارجاء العالم ليس مجرد عدم تحرير المستعمرات بل تحويل المستعمرات التي تحررت جزئيا بالقضاء على الاستعمار المباشر بعد الحرب العالمية الثانية في الكثير من المستعمرات الى استعمار مباشر جديد للولايات المتحدة وهو ما يجري تحت شعار العولمة والنظام العالمي الجديد ومحاربة الارهاب والقضاء على اسلحة الدمار الشامل وازالة دول الشر وغير ذلك. وقد شاهدنا ذلك واضحا في احتلال افغانستان والعراق والحبل على الجرار.
هنا يأتي سؤالك الثالث "وكيف يمكن مقاومة الإستعمار في الوقت الحالي دون وجود داعم مثل الإتحاد السوفييتي السابق؟" كان الاتحاد السوفييتي في فترة وجود نظام اشتراكي حقيقي اي حتى سنة ١٩٥٣ سندا هاما للحركات التحررية والثورية في العالم. ولكن هذا الدور كان دورا معنويا. اي لم يكن الاتحاد السوفييتي يتدخل مباشرة لمساعدة دولة على التحرر من الاستعمار اذ ان المبدأ الماركسي هو عدم امكان تصدير الثورة. ولكن هذا السند زال منذ ١٩٥٣ واصبح دور الاتحاد السوفييتي في فترة حكم الخروشوفيين اشد اضرارا بالحركات الثورية وحركات التحرر الوطني من دور الدول الاستعمارية الاخرى اذ كان هذا الدور السلبي يجري تحت شعارات تضليلية من الماركسية والاشتراكية والسلام ونزع السلاح والتعايش السلمي والمنافسة بين الاشتراكية والراسمالية وصداقة الشعوب.
ان تحرر الشعوب من الاستعمار هو مهمة داخلية في كل بلد. فقوى الشعوب هي القوى الوحيدة القادرة على تحقيق التحرر من الاستعمار سواء حين كان الاتحاد السوفييتي سندا لهذه الشعوب ام حين اصبح الاتحاد السوفييتي مثبطا للحركات التحررية ام بعد ان زال الاتحاد السوفييتي من الوجود. كل شعب من شعوب المستعمرات مسؤول عن تحرره من الاستعمار. وظروف محاربة الاستعمار ذاتها تطورت تطورا هائلا في العقود الاخيرة. فتطور وسائل الاعلام ودخول التلفزة والانترنت الى هذا الميدان وتطور الاسلحة الحديثة كالصواريخ والطائرات المقاتلة والمروحيات العسكرية واسلحة الدمار الشامل كالطاقة الذرية وقنابل النابالم واليورانيوم المنضب والقنابل الذكية وغيرها جعلت بامكان الدول الاستعمارية القضاء على الحركات الثورية بوسائل جديدة شديدة الفتك والتدمير كما نشاهده اليوم في العراق من تدمير مدن كاملة بحجة وجود ارهابيين فيها. من الناحية الثانية فان نفس التطورات اثرت على امكانيات الحركات الثورية تأثيرا ايجابيا. في الثلاثينات كان الحصول على مطبعة رونيو او مطبعة بدائية عملية صعبة وخطرة بينما اصبح اليوم في كل بيت كومبيوتر ومطبعة واصبح بامكان الحركة ان توزع تعليماتها خلال دقائق عن طريق الانترنت والى اخر ذلك من التطورات الحديثة. ان هذه التغيرات لابد ان تغير من تكتيك الحركات الثورية في مجابهة المستعمرين وعملائهم. ولكن المبدأ الاساسي لم يتغير فهو توحيد الشعب ودفعه في النضال ضد المستعمرين. فالشعب هو السلاح الوحيد الذي يقف امام جبروت المستعمرين. وتوحيد الشعوب يتطلب قيادة جريئة حكيمة قادرة على جر الشعوب تحت قيادتها للنضال من اجل التحرر. وسلاح الحركات التحررية الوحيد هو التنظيم ثم التنظيم، التنظيم الحديدي الذي تميز به حزب لينين وستالين البلشفي. ان سلاح تنظيم القياديين وتنظيم الجمهور هو السلاح الذي لا تستطيع جميع قوى الاستعمار التغلب عليه.
ان النضال ضد الاستعمار ليس محدودا في بلد او اثنين بل هو يشمل جميع الشعوب المناضلة من اجل التحرر. وهذا يعني ان هذه الشعوب يساند بعضها البعض وتتعاون بخبراتها في النضال ويجعل المستعمرين يوزعون قواهم على شتى بلدان العالم وهو ما يحد من قدراتهم على نشر قواتهم العسكرية لمقاومة الحركات التحررية في ارجاء العالم نظرا الى ان قواهم مهما تعاظمت فهي محدودة اذ لا يستطيعون ان يجندوا كل الملايين من شعوبهم لهذا الغرض. ونظرا الى ان شعوب الدول الامبريالية ذاتها تناضل من اجل التخلص من حكوماتها الرجعية وتقاوم الحروب الاستعمارية التي تشنها دولها. ان النضال ضد الاستعمار والراسمالية نضال عالمي يساند بعضه البعض بحكم الضرورة. ان عدم وجود الاتحاد السوفييتي او اي نظام اشتراكي حقيقي مساند لا ينفي النضال التحرري. فطالما توجد الدول الامبريالية توجد شعوب تناضل ضدها وان مسار التاريخ يسير في اتجاه تحرير المستعمرات والقضاء على الراسمالية مهما ابدى الامبرياليون من مقاومة لذلك.
وهنا نأتي الى سؤالك الرابع " و تحديداً ما الوسائل المناسبة للنضال في بلدان مرفهة مثل الكويت؟" حين نتحدث عن بلدان مرفهة نقصد رفاه طبقة معينة تحكم تلك البلدان. ورفاه هذه الطبقات لا يمكن تحقيقها الا عن طريق استغلال شعوبها بالذات. لذلك لا يمكن التحدث عن بلدان مرفهة بصورة عامة. والذي نشاهده في ارجاء العالم ان الطبقات الحاكمة المرفهة تحكم شعوبا جائعة عاطلة مستعبدة.
هل تشكل الكويت استثناءا من هذه الصورة؟ ليست لدي معلومات واسعة عن الكويت والتكوين الطبقي فيها. التقيت في السجن في اوائل الستينات اشخاصا كانوا يعملون في الكويت لعدة سنوات. وكانوا يصفون لي شروط العمل في الكويت. كان السكان الكويتيون قليلي العدد لذلك كان اكثر العاملين فيها اجانب من مختلف البلدان. ولم يكن يسمح للاجانب غير الحاملين للجنسية الكويتية ان يمارسوا اعمالهم باسمائهم مباشرة انما كان يطلب من كل من يريد انشاء اي مشروع ان يسجله باسم شخص كويتي ولا تدفع الحكومة نقودا الى المقاولين الاجانب وانما تدفعها الى شركائهم الكويتيين. فالمقاول الاجنبي يقوم بكل الاعمال المطلوبة منه ولكنه يضطر الى قبض اثمانها عن طريق الشريك الكويتي. بهذه الطريقة يستطيع كل كويتي بمجرد حمله الجنسية الكويتية ان يسجل عدة مشاريع باسمه ولا يقوم باي عمل سوى انه يقبض الاثمان ويدفعها الى المقاول او صاحب المشروع الاجنبي بعد اقتطاع حصته المتفق عليها او يقاسم صاحب الحانوت بالارباح.
اذا صح هذا الوضع الذي وصفه لي السجناء وما زال قائما في الكويت فان الوضع في الكويت هو وضع شاذ حقا. فرغم وجود طبقة حاكمة هي عائلة واحدة فان سائر الكويتيين القليلي العدد مرفهين بحكم مثل هذه القوانين ويكون الكادحون في الكويت كلهم من الاجانب. وعلى قيادة اي حركة تحررية في بلد كهذا ان تأخذ هذه الظاهرة بنظر الاعتبار وتقرر كيفية قيادة النضال في مثل هذا الوضع وكيفية جر هذه العناصر الاجنبية الى النضال التحرري.
مع تحياتي
حسقيل قوجمان



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصناعة الاشتراكية
- ذكرى ثورة 14 تموز
- رسالة تهنئة الى الاخ نجم الدليمي
- ظروف اليهود العراقيين في اسرائيل
- ملكية العمال الاشتراكية وراسمالية الدولة
- الدعوة الى الحوار لحل الازمة العراقية
- الماركسية نظرية للطبقة العاملة
- هل الماركسية تمر في ازمة ام المنظمات التي تبنتها
- الهجوم على ستالين هجوم على الماركسية
- البحث عن الطبقة الوسطى
- هل تستطيع الطبقة العاملة قيادة الحركات الثورية؟
- عيد العمال العالمي
- حول مقولة لينين -الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية-.
- أزمة اليسار- التكوين الطبقي لحزب الطبقة العاملة.
- أزمة اليسار (من هو الشعب؟) الجزء الثاني
- أزمة اليسار (من هو الشعب ) في جزأين
- الاخ العزيز سلامه كيله
- ازمة اليسار - صنعة ماركسية عربية
- أزمة اليسار - تعاريف
- جواب سريع الى الاخ سلامة كيله


المزيد.....




- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - جواب الى قارئ كويتي