أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - التعَسفُ في التمكينِ وخيلُ الحكومةِ ...














المزيد.....

التعَسفُ في التمكينِ وخيلُ الحكومةِ ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 21:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خيرُ الأمورِ أوسطُها، والاعتدالُ من التعقلِ والاتزانِ، نهجٌ سليمٌ قويمٌ مع الأسفِ لا محلَ له عندنا. الإتكاءُ على شعارٍ هو صكُ الصلاحيةِ، تُبَدَلُ الشعاراتُ وتُكَرَرُ حتى المللِ مثل لبانةٍ مُرةٍ ومع ذلك لا يلفُظَها الفمُ. لبانةُ هذه الأيامِ هي تمكينُ الشبابِ، حتى العجائزُ يلوكونَها من بابِ المودرنيزم، مثل صباغةِ الشعرِ ودَهنِه جل. أيامُ ما قبل 25 يناير ظَهَرَ شعارُ تمكينِ الشبابِ لتأهيلِ الجو العامِ في البلدِ لتقبلِ فكرةِ وريثِ الحكمِ، وبالفعلِ عُيِّنَ من شبابِ الأربعيناتِ عددٌ لا بأسَ به في مواقعٍ مرتباتُها ما شاءَ الله. والآن الشعارُ يتكررُ، كما هو، بهدفٍ مختلفٍ، إعطاءُ الشبابِ ثمنِ ما بعد 25 يناير، إسكاتُهم.

فيما قبل 25 يناير هيمَنَ على الدولةِ لعقودٍ من كانوا في أوسطِ العمرِ وهَرِموا في مواقعِهم، اِستَولوا على كلِ المفاتيحِ وأضاعوا أجيالًا بعدَهم لم تأخذْ فرصتَها بعد أن حجَبَها هؤلاء المؤبدون المستديمون؛ أُزيحَ السياسيون منهم بعد 25 يناير وبَقى غيرُ السياسيين ولجانُ المجلسِ الأعلى للجامعاتِ شاهدةٌ على استمرارِ هيمنتِهم على الجامعاتِ، حكوميةً وخاصةً، بأدمغةِ تسلطِ طولِ البقاءِ وتحكماتِه. من طُلِبَ منهم الظهورُ كشبابٍ قاموا بأدوارِهم وقبضوا الثمنَ من مرتباتٍ وأضواءٍ، لكن الحكمَ كانَ للمؤبدين المستديمين.

والآن، بعد 25 يناير، وُضِعَ أربعينيون على كراسي هنا وهناك، في الجامعاتِ والمحلياتِ والوزاراتِ، استيفاءً لشكلٍ ومراضاةً قبلَ الاقتناعِ والملاءمةِ، لم يكنْ لهم في 25 يناير ولا في 35 ولا حتى95، استفادوا لأن الرزقَ من الله، ولأن الفرصَ بالمعرفةِ والزقِ والحشرِ؛ وزراءٌ ومحافظون أُجلِسوا وانكَشَفَ سوءُ الاختيارِ وضَعفُ حُجَتِه. إذا كان تمكينُ الشبابِ ضرورةً في كلِ موقعٍ بغضِ النظرِ عن الصوابِ، هل يُمْكِنُ أن يتولى وزارتي الدفاعِ والداخليةِ روادٌ أو نقباءٌ؟ الإجابةُ واضحةٌ؛ الملاءمةُ لا تقتصرُ على الجيش والداخلية، هناك مواقعٌ كثيرةٌ، وعلى رأسِها الجامعاتِ، أُغفِلَ منها وجوبُ تسلسلِ الأجيالِ وتعايُشِها وحُجِبَت أجيالٌ أقدمُ من أجلِ شعارِ تمكينِ الشبابِ ولو كان أجوفَ المضمونِ، غيرَ مُتسقٍ مع أخلاقياتٍ جامعيةٍ وعلمٍ، خاصةً مع تلهفٍ متأصلٍ على السلطةِ والمناصبِ.

التعسُفُ في شعارِ تمكينِ الشبابِ ظَلَمَ من هم أكبرَ منهم ليس سنًا فقط، ولكن أيضًا كفاءةً، وكأن ما قبل 25 يناير وبعدَه سواءٌ، هما على حسابِ جيلٍ من كبارٍ طَمسَهم أكبرُ منهم، ثم جيلٍ آخرٍ من كبارٍ طواهم أصغرُ منهم؛ كبارٌ هم خَيلُ الحكومةِ غصبًا عنهم، رغم قدرتِهم وأحقيتِهم، ليموتوا بحسرتِهم ولتستمرَ الدولةُ للخلفِ دُر.

مازالَ النفاقُ والارتزاقُ واستغلالُ اللحظةِ، فقط صَغُرَ سنُهم. لم تُبنْ دولةٌ باللبانِ، العزاءُ الوحيدُ لخيلِ الحكومةِ، وحدِهم، وعجبي،،

مدونتي: ع البحري albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسون المتفرغون وأساتذةُ فوق السبعين .. كلمةٌ لا مفرَ منه ...
- حي مدينة نصر شرق .. تصالح للقتل الجماعي والبلطجة؟!!
- كلنا ولاد تسعة ...
- هل تُحَولُ كلية الهندسة آلى كلية نظرية أدبية فنكوشية؟
- محاكمُ تفتيشٍ تُحَولُ كلياتِ الهندسةِ إلى كلياتٍ نظريةٍ؟!
- في اللجان العلمية للترقيات .. مين يحاسبنا مين مين؟!!
- حتى يكونُ عيدًا للعلم على مسمى ...
- هل تستأهلُ صحفُ الحكومةِ دعمًا؟
- ليس في قتلِ القططِ جريمةٌ ...
- وكأنك يا أبو زيد ...
- عندما تَعِزُ الكتابةُ ...
- طباخو السمِ ...
- حوادث المرور ... فيلم أبيض وأسود
- الحربُ لا بد أن تكونَ إلكترونيةً بحقٍ...
- صحفُ الحكومةِ لمن؟
- عيني عليكي يا اسكندرية ...
- المياه ليست مقطوعة عن مدينة نصر ...
- الفتاة التي تلعب كاراتيه لا تنجب أبدًا ...
- بدائيةُ الصنعِ ...
- من وحي وزارة المعارف العمومية .. إقفلوا الحنفية


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - التعَسفُ في التمكينِ وخيلُ الحكومةِ ...