أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسام محمود فهمي - المدرسون المتفرغون وأساتذةُ فوق السبعين .. كلمةٌ لا مفرَ منها














المزيد.....

المدرسون المتفرغون وأساتذةُ فوق السبعين .. كلمةٌ لا مفرَ منها


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 20:25
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تُثارُ هذه الأيامَ أقوالٌ تارةً عن التخلصِ من الأساتذةِ فوق السبعين وبنبرةٍ أقوى عن إلقاءِ المدرسين "الكسالى" خارج الجامعاتِ. سأبدأ بالمدرسين "الكسالى" الذين تخطوا الستين أو اقتربوا منها ولم يحصلوا على درجةٍ جامعيةٍ أعلى. الكلامُ على عواهنِه حلو وكما العسل، لكن الواقعَ يختلفُ تمامًا عن الرغبةِ في "التصنيعِ" السريع لقانونٍ جديدٍ للجامعاتِ لأسبابٍ، كأن يكونَ بينها الاستمرارُ في منصبٍ ما، وهنا الكارثةُ، القوانينُ تأخذُ الصبغةَ العامةَ لمنفعةٍ غيرِ عامةٍ.

لن أدافعُ عن مدرسين تأخروا في الترقيةِ أو لم يُرَقوا تكاسلًا، لكن هناك نسبةً كبيرةً لم تنلْ الترقيةَ لأن المناخَ العامَ في جامعاتِ الحكومةِ غيرَ صحيٍ وفي أحيانٍ كثيرةٍ غيرَِ سَويٍ. افتعالُ الشجاعةِ بالتجني على من كبروا في السنِ وجارَ عليهم الزمنُ ليس من الأخلاقِ خاصةً في الجامعاتِ، والإصغاءُ للأصواتِ المتشنجةِ المُشَخِصةِ هنا وهناك لا يجبُ أن يؤسسَ لقوانينٍ. التسجيلُ للدراساتِ العليا في الجامعاتِ تربيطاتٌ وعلاقاتٌ عامةٌ، خاصةً التسجيلُ للمعيدين، وفي غيابِ روحِ التعاونِ والتخطيطِ في الأقسامِ العلميةِ يكونُ ضربُ الأكتافِ والزقُ و وسيلةُ الحصولِ على أكبرِ عددٍ من التسجيلاتِ، طبعًا مع الأوكازيونات، بمعنى أن ينتهي التسجيل بسرعةٍ وبدونِ عناءٍ!! لقد جاءني طالبٌ منذ أسبوعين طالبًا التسجيل معي للماجستير بشرطِ الحصول على الدرجةِ خلالَ عامٍ، رفضت، ولكن غيري سيقبلُ!! من يَفتحُ مخَه في التسجيلاتِ يقفُ الطلابُ على أبوابِه طوابيرًا. لم يستطعْ كلُ المدرسين من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ مجاراةَ هذا العطَن فابتعدوا، لا هو بيزنس ولا هو مصالحًا خاصة ولا كسلَ، إنما هو عجزٌ عن تكبيرِ المخِ والإنجرافِ لما لا يقبلون.

أيضًا، النشرُ العلمي المُوَصِلُ للترقياتِ هو حدوتة الحواديتِ. أبحاثٌ لا يمكن أن تُصَنف إلا أنها شؤونٌ اجتماعيةٌ، أسماءٌ وهميةٌ تضافُ على كلِ بحثِ، َضعْ اسمي وأضع اسمك، لدرجةِ أن هناك أبحاثًا عليها عشرةُ أسماءٍ، والتبريرُ مُعَدُ سلفًا، البحثُ العلمي عملٌ جماعيٌ، أكيد، لكن ليسَ عندنا ولا بهذا المستوى المتواضع الذي لا يتطلبُ عددًا من الأسماءِ يفتحُ عكة. أيضًا النشرُ في المجلاتِ العلميةِ المحليةِ يكونُ بترتيباتٍ، هناك من الأساتذةِ من يرون أنهم فوق مستوى التحكيمِ وأن أسماءهم توضعُ فِردةً مع أسماءِ المدرسين المتقدمين للترقيةِ، فتونة، غرور، إنفلاتُ مجتمعٍ قبل أن يكونَ عيبًا فادحًا في هيئةِ التحرير. لقد دأبَ كثيرٌ من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ على المجلاتِ المحليةِ المتواضعةِ رغم أي إدعاءٍ معاكسٍ بالعالميةِ، وعلى ودورياتٍ هندية وسيريلانكية من ماركة إدفع ننشر لك، والتي تربحُ كثيرًا من "الزبائن" المصريين. أما المؤتمراتُ السياحية المسماة مجازًا علمية فأكلُ عيشِها المصريون، طالما أن هناك من الأساتذةِ من يدافعون عنها لإثباتِ قدرتِهم على منحِ الترقياتِ للمدرسين من جامعاتِهم، ولعدم وضوحِ قواعدِ اللجانِ العلميةِ للترقياتِ بخصوص التقويمِ الدقيقِ والصحيحِ لها.

لنقفْ بصراحةٍ، كم من المسؤولين بالجامعاتِ وعلى مستوى الدولةِ حصلوا على الأستاذيةِ في ميعادِها أو شبه ميعادِها؟ كم منهم وصل للأستاذيةِ بعد عشرين عامًا من الحصولِ على الدكتوراة ومع ذلك قُبِلَ تصديه للعملِ الجامعي الإداري والقيادي على مستوى الدولةِ؟ كيف ولمن تُمنَحُ الجوائزَ في الدولةِ وجامعاتِها؟ وكم تبلغُ نسبةُ التربيطاتِ والعلاقاتُ العامةِ وخفةُ الدمِ في منحِها؟ ألم يُعزلُ منذ أسابيعٍ قائمٌ بأعمالِ عميدٍ لعدمِ أمانتِه العلميةِ؟ أيهما أفضل، مدرسٌ فاتته الترقيةُ لأنه لم يركبْ موجةً كما فَعَلَ غيرُه أم أستاذٌ بطول النفسِ والأونطةِ والألبنضةِ مكنته الأيامُ والظروفُ من صنعِ القرارِ والكلامِ عن الغشِ العلمي والإلتزامِ؟

أما التخلصُ من الأساتذةِ فوق السبعين فهو قضاءُ دولةٍ ونظامٍ عن أخلاقِها وعقلِها، على بلاطةٍ وبدون مواربةٍ، لا أكثر ولا أقل. لقد جاءَ وزيرٌ في عهدِ مبارك وألقى بالأساتذةِ فوق السبعين خارج الجامعةِ، لم تزلْ هذه الوصمةُ تطاردُه حتى الآن ولا تزالُ كنيةُ "المبيدُ" لصيقةٌ به قبل إسمِه. كراهيةُ النظامِ للجامعاتِ ولعقولِها تشينُه ولا يُقبلُ الْيَوْمَ أن تعودَ خطايا ماض جَلَبَ مآسٍ كثيرةٍ. ثم هل قلة ذات اليدِ وراء نغماتٍ نشاذٍ بإلقاءِ هذا وذاك؟!! هل خرَجَ المدرسون "الكسالى" وأساتذة فوق السبعين في إعاراتٍ على كلِ شكلِ ونوعِ تحسُبًا ليومٍ يخضعون فيه لتحكماتِ من عاشوا في الجامعاتِ طولًا وعرضًا، ما بين تسجيلاتٍ اجتماعيةٍ وإعاراتٍ رسميةٍ بالورقِ وإعاراتٍ ولا مؤاخذة عرفيةٍ، يعني موجودين ومش موجودين؟!!

يستحيلُ الكلامُ عن إصلاحِ قضاء أو جيش أو شرطة، أو زمالك وأهلي؛ أما عن الجامعاتِ، حاجة ببلاش كده، سبوبةٍ سهلةٍ لمن هم خارج الجامعاتِ ويادوب أمسكوا قلمًا أو ميكروفونًا، ولمن هم على كراسي من داخلِ الجامعاتِ وخارجها.

أكتبُ بأسىً، بلا أي مصلحةٍ، ولا للدفاعِ عن من أخطأوا وأهملوا، لكن كادر الصورة أوسع بكثيرٍ مما يُرادُ له. دولةٌ بلا جامعاتٍ لا وجودَ لها، الجامعاتُ أخلاقٌ أخلاقٌ أخلاقٌ،،

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي مدينة نصر شرق .. تصالح للقتل الجماعي والبلطجة؟!!
- كلنا ولاد تسعة ...
- هل تُحَولُ كلية الهندسة آلى كلية نظرية أدبية فنكوشية؟
- محاكمُ تفتيشٍ تُحَولُ كلياتِ الهندسةِ إلى كلياتٍ نظريةٍ؟!
- في اللجان العلمية للترقيات .. مين يحاسبنا مين مين؟!!
- حتى يكونُ عيدًا للعلم على مسمى ...
- هل تستأهلُ صحفُ الحكومةِ دعمًا؟
- ليس في قتلِ القططِ جريمةٌ ...
- وكأنك يا أبو زيد ...
- عندما تَعِزُ الكتابةُ ...
- طباخو السمِ ...
- حوادث المرور ... فيلم أبيض وأسود
- الحربُ لا بد أن تكونَ إلكترونيةً بحقٍ...
- صحفُ الحكومةِ لمن؟
- عيني عليكي يا اسكندرية ...
- المياه ليست مقطوعة عن مدينة نصر ...
- الفتاة التي تلعب كاراتيه لا تنجب أبدًا ...
- بدائيةُ الصنعِ ...
- من وحي وزارة المعارف العمومية .. إقفلوا الحنفية
- إنقطاعُ اسمها إيه الكهرباءِ ... خيبةٌ قويةٌ وإجرامٌ أعمى


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسام محمود فهمي - المدرسون المتفرغون وأساتذةُ فوق السبعين .. كلمةٌ لا مفرَ منها