نعمة العقل وامانة المنبر

ماجد ساوي
شاعر وكاتب
(Majed Sawi)

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 22:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

العاقل في خطاب المنبر يقوم دوما بالتنعم بحصيلة الفكر أعني هنا الرأي , حيث الكلمة العالية النبرة.يصبح العقل هنا رافدا ً مهما لهذا البنيان الفكري , هذا البنيان الذي ينهمر كل دقيقة ولا يتوقف .

نحن لا نعرف كيف يتكون الرأي الذاتي , لكنه بلا ريب نتاج عمليات طويلة ومعقدة . الدراسة ليست الا جزءا بسيطا , الحوار ايضا ينمي هذا الرأي . كذلك التفكير وأعني به تقليب الأمور و طحن الأفكار للوصول الى نتائج سليمة في الظاهر حسنة في الرونق , وبكل تأكيد ذات منفعة ومردود مميز.

رأي الجماعة هو حصول ٌ لأقوى رأي بين أفرادها, بالغلبة يتكون رأي الجماعة - عادة في الحال غير الصحية طبعا ً- وبالقوة يهيمن وبعد ذلك يتجمد ويصبح منقولا ً إجتماعيا ًلا أكثر وفي أحيايين كثيرة موروثا ً عقديا ً.

المنبر لأنه هو المعبر عن رأي الجماعة هو في ذات الوقت رأي لفرد واحد , وكلما كان رأي المنبر مطابقا لأغلب أراء الجماعة كان المنبر حقيقيا ً لا وهميا ً. في الرأي الذي يحمله كل الأفراد ويخرج من المنبر بنبرة عالية , يكون راي الجماعة واقعيا ً وصحيحا ً , وليس بالضرورة كذلك انه الأصوب,لكنه الأصدق.

العقل كمميز قادرعلى التعرف على الأشياء هو وحده القادر على جعل الرأي الأجدى في المكان الأنسب , وكلما منحنا العقل مساحة من الحركة , كان بالإمكان معرفة الأصوب بين الأراء والأحسن من بين الأفكار.

كلما صعد المنبر عاقل , علينا أن ننتظر صوت العقل . علينا في كل مرة أن نكون مع الجماعة التي تسير في الطريق الصحيح , حتى لو كان المنبر يعبر عن رأينا الخاطيء. على الأقل لن نخسر نعمة العقل ولا نهتك أمانة المنبر.

#ماجد_ساوي (هاشتاغ)       Majed_Sawi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل