أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الهادي قادم - الحياة رائحة تربة ونقش كلمات














المزيد.....

الحياة رائحة تربة ونقش كلمات


الهادي قادم

الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 12:56
المحور: الادب والفن
    


اجرجر احلامي للغد نازل من عليا الرمل
لم اخلف ورائي حبل لأطل بها على محاري و كهفي هناك
اتجه صوب المستنقعات جنوبا بحثا عن خبايا الليالي البائدة
من الم ومجد مما تركه الاجداد تحت الثراء
اتوغل للبدء في عمق الحمى المولعة بروائح الازهار المثقلة بالظلام
لم اشعر مع ثقل الهواء اميت انا ام ما زلت ممسك بصلب الحياة
غابت عن رؤياي الشمس ولونها المرصع على ورقة الصحراء كحبيبات النجوم
ولم احس في النفس الا بطعم حرارة شمس الوجود وابخرة الوحدة وغليان العناصر في فوهة القلب
هي فعل الذكريات المدونة على لوائح المخ, ان كانت هناك جدوى للنزول اكثر
فكيف يكون الرجوع للبداية صاعدا كالنسر بلا حبل ولا جناح
هناك ضوء يخترقني من الخلف مشبع بغبار الفشل الحار وهمهمات الاله المتربع على عظام اشباه الموتى
قد انفى الى قبر ما في أي وقت , لعلة اصابت عرش ملك متخم بحفظ ماء وجه الله
امامي هنا حياة موحشة لا أم و لا رفيق فيها و لا ذكريات
هكذا كنت احملق في حلمي بين الماضي والمستقبل بعيدا عن حاضري
الممتع بوجع الحبيبة ومزاق البن بعبق القرنفل واوراق الياسمين
بتمتمات من الذكرى والامل المجعد برتابة المجهول فينا
اقف على صخرة مكعبة الحواف وحقيبة احلامي معلقة على واحة عقلي المخضر
التفت شرقا الى هضاب ومرتفعات الوادي الخسيف وكلي روحا للحياة
اقول لنفسي لا يأس ولا عطب يوقفني هنا
سأمضي قدما متغير مع نبضات الحياة
فهناك حتما شيء في اعماقي ولي معنى التفرد في ان اعيشه
لربما يتحول العالم مروج للورد بأغنية تعزف بحرارة الدم المتمور في الشريان
ولربما قطرة من دمي توقظ احلام الفقراء المتدثرة بالغياب
وانسان عقلهم المقيد بسلاسل العادات هنا وهناك لربما
وقد يجف الدم قبل السقوط على ملاءة الارض المبلل بدمع الكلمات
ولكن للجفاف رماد وللرماد جمر يفتح اعتى البوابات
هنا اقابل جمع من الاسترالوبتيكس المتكئين على حائط الزمان
يحدثني احدهم من على بعد ملايين من الاعوام, عبر فوهة بركان راسخ القدم
قائل لي بان روح اجدادي هنا فيا وهناك في الاخرين مهما تملكتهم الخرافة
فالتمشي على الارض باذر في عقل كل حر حيا امل لليوم
بأن الحياة في هذا التراب , ولا مثيل لها في السماء هناك
فللسماء حياة لا نبتة لها هنا وللأرض حياة لا نبتة لها في السماء هناك
فالحياة على الارض هنا فكرة من عمق الماء والتراب وخليط من الحكايات
تنام برحة لينعم البعض منا بروائح العشب والهواء وتدوين الذكريات
ويصغي البعض للغيب دهرا بعيدا عن سحر الانهار والجبال والاشجار والفراشات
محلقين على اجنحة السراب
فالتكن هاديا اذا للأرض انسان بالحب قويا وبالوجع اليفا وبالخوف عن المجهول ساهيا
عش حياتك كالوردة الان , واترك للغد عطر وذكرى
للقادمين من الارحام الحاملين معهم للحياة ضحكة و حسن الفال
عش ولا تفكر بالقيامة فإنك قائم في الارض فكرة وشخصية مبتكرة لا خيال
عش انسان بالطبيعة فغدا ستكون للطبيعة بذرة ووعد صالح وحياة متعدد ومتفرد كما في الامس وما ستكونه دوما
كن للأرض مألوفا كقوس قزح متعانق بحب دافئ ووعد صادق بجمال الالوان في الوحدة , فالتكن قوس قزح يا انسان
وغاب عني بهمساته مع الابخرة هناك في منبع النيل وهنا في عروق الاشجار ولم يبقى لي ولكم منه الا الكلمات المنحوتة على الحجار
على خطى احلامي اجوب الارض باذر فيها اغنياتي ولا ابالي
لا الصحراء من العشق تصمت لغيابي ولا البحر من فرط الهيام تهدئ لوجودي
كل حي ينشد ما يعيشه وكل عائش مغرم بغناء محبوبه
وانا لا اتذكر مع معمعة صليل الحياة الا ما قاله لي لأقوله للصديق والحبيب:
اذا ذهبت ولم اعد كما كنت بين يديكم
فأنظروا بعد الغروب صوب فينوس الذكية
او قبل الشروق حيث تكون الزهراء كاشفة خمارها الابيض في الاعالي البعيد
فالتبتسموا في وجهها فانا ايضا انظر اليكم فيها من مكان ما هنا و هناك
سوى كنت سائر على الطريق مع اناس ما او وردة كنت على رصيف وحقل ما
فعلى هذه الارض لا يبقى منا ولنا الا ما دون من كلمات
ولا يبقى من الكلمات طويلا الا ما كان مبددا احزان الفؤاد
2015.04.15



#الهادي_قادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي أحيى فيك
- هل لي برشفة حرية
- لحظة طفو على بحر اليباس
- مراقد الرماد
- ليتني كنت
- إنتظار
- إعتراف عاشق
- نشيد أمي
- إمرأة الحقيقة
- ماذا بعد صمت الشرود
- ما تبقى من رسائلي


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الهادي قادم - الحياة رائحة تربة ونقش كلمات