أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كهلان القيسي - معايير مزدوجة في العراق















المزيد.....

معايير مزدوجة في العراق


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1329 - 2005 / 9 / 26 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم الإثنين الماضي كَانَ أحد تلك الأيامِ الغريبة النادرةِ. في تزامن الأحداثِ التي عرّضَت المعايير الغربيةَ المزدوجةَ على نحو كبير وكشفت بوضوح أكثر من أي وقت مضى زيف الادعاءات الغبيّةِ بان الحكومة العراقية ذات سيادةِ
إن أي متابع لبرنامجِ Hardtalk في ألبي بي سي منتصف اليَومِ كان يُمكنُ أنْ يُشاهد دمية العراق المتحركةِ السمينةِ الرئيس جلال الطالباني، التي يحركها بوش تحت قدميه. في البرنامج كَانَ يَمرن تكشيرتَه الدائمة التي حاول بها الالتفاف حول أسئلةِ ستيفن ساسكور, عن العراق الديمقراطي -أو هكذا يسمى- وحول الدستور وتوقيعه على إعدام صدام.
عندما واجه السياسي الكردي – الذي كان سلوكه كتاجر سجاد يَنْفخُ في اركيله وليس كزعيم -- إستفسارا عن شرعيةِ حكومتِه في نفس الوقت كان الجنود الأجانبِ ما زالوا يَدُوسونَ في جميع أنحاء أرضَه، هو نَظرَ للوراء إلى يونيو/حزيرانِ 2004 عندما أعادَ المحتلين السيادةً إلى العراقيين.ليقول أعتقد بأنّه كَانَ يوم عظيم.
الطالباني كان يتوجب عليه أَنْ يَكُونَ أحد من القلائل.أن يأخذ موضوع تسليم السيادة بجدية، إن أي عاقل يمكنه أن يكتشف بسرعة إنها كذبة جديدة من سلسلة الأكاذيب من إنتاج البنتاغون والتي ابتدأت منذ دحرجة تمثال صدام, ومنها عملية أنفاذ جيسكا لانش وكذبة "انتهاء المهمة" لبوش
لكن انتظر لحظةَ! ربما أَنا كنت قاسيةُ جداً على حصانِ الحرب القديمِ. فان زميله حازم الشعلان، الذي كَانَ وزيرَ دفاع إياد علاوي، إعتقدَ أيضا إن العراق كَانَ ذو سيادةَ، حيث زعم بأنه اختلس ( حرفيا شفط) مليار دولار مِنْ ميزانيته العراقية، في الحقيقة إن أي وطني عليه أن يَتذكّرُ كيف إن بول بريمر أيضا ( شفط) 9 مليار دولار و رَحلَ دون محاسبة!!
لذا دعنا نَفترضُ بأننا ّ- المسمرين أمام الشاشات- وبعد البرنامجِ تُرِكنَا بالعيون الحالمةِ تحبو بمَنْبع الإمتنانِ نحو زعيمِ أمريكا المحافظ العطوف, للتَحرير الفقراء، والمضطهدين، العراقيون الذين عانون لمدة طويلة، الذين يشكرونه، الذين ينتظرهم مستقبل مجيد ولكنه في المخزنِ ألان, المستقبل المنتظر لأولئك الذين لَمْ يُحْمَلُوا بعد على أيادي الرجال بالأكفان البيضاء. أما بقية المشاهدين فربما كان هذا البرنامج بالنسبة لهم مجرد قضية وقت وربما انبهروا بتصريحات طالباني الوردية. ثم تواترت علينا الأنباء
طبقاً للبي بي سي، لَبسَ الجنديين البريطانيينَ مثل الشيعة المحليّينِ وواجهوا نقطةِ تفتيش عراقية راجلة قُرْب البصرة. هم كَانوا يَقُودونَ على ما يبدو سيارة مدنية قديمة وعندما تَحدّوا السيطرة فَتحوا النار وأدت إلى وفاة شرطي عراقيِ. أي متابع ل ألبي بي سي يمكنه أن يرى إنها كانت تحاول من أن تفهم الحادثةَ وَكأنها مظلمة .
طبيعياً، كان هذين الرجلين يحاولان تقليد مُحَاكاة فاشلة للورنس العرب, بأسلحتهم وبتجهيزات الاتصال المتطورة -- لكن الحشد تَجمّعَ و الإضطراباتِ أصبحت اعنف نتيجة قتلهم الشرطي.
أخبرتْ شرطةَ البصرة الجيش البريطاني بأنّ هؤلاء الجنود يجب أن يُنتظر في أمرهم من قبل محكمةِ عراقيةِ، التي تَبْدو معقولة لي. ألَمْ يكن هذه بالضبط ما يجب أن يحْدثُ في أيّ ما تسمّى بالبلادِ المُتَحضّرةِ حيث َنطبقُ حكم القانونِ ؟
لكن هذا الإجراء لم يلق بجرذان الصحراء البريطانيين ضيوف العراق الجدد, لكن رغم ذلك يزعمون بالسيادة التي تركوها ساسة العراق سائبة في الشارع وهم يتصافحون بحرارة في لندن ووزرائهم يجبرون الشرطة على إطلاق صراح هؤلاء الشبان.
ليلة أمس، قامتْ قواتَ بريطانيةَ قوامها عشر دباباتِ مدعومة من قبل المروحياتِ بتَحْطيم جدران السجنِ وتُحرّرُ الجنديان البريطانيان، "كما جاء في الاندبندنت" "حولي 150 سجينِ قيلَ بأنهم هَربوا أثناء الهجومِ، الذي أدانه محافظ البصرة محمد العويلي ووصفه بالوحشي والبربري و ألا مسئول.
ثمّ بعد هذا الهجوم ذو الطرازِ هوليود -- يُعْتَقَد بأنَّه قد أضعفتْ بشكل كبير الثقة التي كانت هناك بين قوّاتِ الاحتلال في الجنوبِ والشرطةِ العراقيةِ.
إشكرْ الربَ لان البريطانيين وصلوا بيتَهم بأمان وبالرغم من أنَّ دبابة بريطانية هوجمت بالبنزينِ وخرج جنودها مِنْ المهمة بجروح طفيفةِ. لا يهم لان الذي فَقدَ حياته هم ثلاثة عراقيون أثناء تلك الحوادثِ أَو الخمسة عشر الذين جُرِحَ في ديمقراطيتِهم ذات السيادة!!!
الجيش البريطاني في العراق يَجِبُ أَنْ يستعر مِنْ نفسه منتسبيه تَصرّفوا مثل عصابة المجرمين في جمهوريات الموز, لكن بطريقة ما هم أحسنوا إلينا والى العراقيين.
نحن مجبرُين بالتأكيد لنَزْع الغشاوة عن عيوننا ونواجهُ الحقيقةً. وهي أن العراق ما زالَ محتلا وحكومته تتُكَوّنُ من مجموعة مستخدمين في إدارة بوشِ، وطالباني يقول إن المحتلين مرحب بهم ويبقون مدى ما أرادوا. لماذا لا ولا تزال هناك عقود أعمار كثيرة لم توزع بعد و مصادر ثروات العراق الطبيعة لم تقسم, وبناء أربعة قواعد عسكرية أمريكية,وان لا ننسى إن هناك المرتزقة والمتعاقدين الأجانب من لندن ولوس انجلوس الذين يحاولون الاستفادة قدر المستطاع من هذا الوضع. وبوش في خطابه الأخير يقول نحن باقين هناك حتى إنجاز المهمة, وكنت أتمنى أن يعرف الطالباني ما هي هذه المهمة

أنا اَعْرفُ كلّ شيء عن الحجج التي تُدافعُ عن تواجدِ جيشِ الحلفاء هناك، يُحذرون بنحو مُظلم عن الحرب الأهلية التي يحاولون تغذيتها. لكن، من الناحية الأخرى، المُدن والشوارع العراقية هي مصبوغة بالدماء، ولسوء الحظ، يصر البريطانيين على تنكير أنفسهم كعرب ويشاركون في عمليات إطلاق النارِ ثم ببساطة الادعاء بان المسلحين هم من فعلها وهذه هي الإستراتيجية التي يعمل عليها الحلفاءِ َ فرّق تسد .
هناك إجماع أكثر فأكثر في إن جيوشنا لَمْ تَعُدْ جزءَ الحَلِّ لكن جزء من المشكلةَ. لذا فقد أظهرت الدِراساتَ بأنّ العراقيين العاديينِ غير قادرين على تَحَمُّل الرعبِ في أبو غريب، أو تدمير الفلوجة و التهدئة الوحشية في تل أعفر لذلك فهم يَنضمّونِ إلى المقاومةِ.
انظر ببساطة، إلى المعايير المزدوجة التي نفرضها ونقررها. ما ذا لو إقتحمَ العراقيين أبو غريب لإطْلاق سراح السجناءِ هناك مِنْ الإعتداء الجنسي والتعذيبِ و الإهانة و الاعتداءات على معتقداتهم الدينية؟ إذا دمروا جدران ذلك السجنِ وحرروا أبناء جلدتهم ، هَلْ إن سلاحِ الفرسان البريطاني كَانَ سيقول إنها عملية" إنقاذ" أَو إنها عمليات "إرهابية"؟ نحن نَعْرفُ بالطبع الجوابَ على ذلك أليس كذلك؟
إنّ جنود الحلفاءَ أبطالَ بشرفَ عندما يُسقطونَ القنابلَ، وقذائف المدفعية المزودة باليورانيوم ِ المنضّبِ، ويسقطون قذائفَ النبالم والعنقودية على المناطقِ المأهولة بالسكانِ، ثم ويجبرونُ الرجال على القفز إلى الأنهارِ وهم لا يَستطيعونَ السِباحَة. لكن أيّ عراقي الذي يَتجاسرُ ويَنتقمُ فانه إرهابي !! حتى ذلك الشرطي العراقي الذي كان في نقطة التفتيش, اعتبروه مذنب لأنه قام باعتقال أشباحَ أجنبيةَ تخفي نفسها بثياب الممثلين؟الم تدربونه على ذلك؟؟
LINDA S. HEARD
www.counterpunch.org

ترجمة: كهلان القيسي



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق القاعدةِ الإستعماريةِ – حكم الشعوب
- هل انتهت هدنة لندن السيساتنية,,, بتعنت أمريكي
- يتباكون على مليار واحد ؟ويتناسون 22 مليار؟؟
- لماذا نريد حرب اهلية في العراق؟؟
- جئنا لندمر أسلحتهم,,, ونصادر أرواحهم بالتأكيد!!
- هكذا تسحق الدبابات الإرهابية الأمريكية رؤوس الأطفال العراقيي ...
- حتى الله كلم موسى.... فلماذا لا يتكلم البعض
- إسبوع آخر في حديقةِ الموتِ,,, سجن الصحافة
- تبرعات منافقة
- أمريكا صدام جديد في العراق
- في الانبار بدأت حرب استنزاف عراقية تشبه حرب فيتنام
- كراج النهضة....وحرب أمريكا ضد الإرهاب,, على ارض العراق
- كشف العالم الخفي لمعسكراتِ التعذيبِ العراقيةِ الجديدةِ-ج 1
- ذبابة أنثوية سمراء في الحويجة تثير رعب الجنود الأمريكان
- لَمحَ الرعب مِنْ داخل عجلة الهمفي في العراق
- حقيقة ما جرى في كلية الصيدلة
- لا تنخدع باختلاق الكذب في العراق
- دعْهم يَأْكلونَ القنابلَ- لأطفال العراق
- الغوص في الفلوجة – الجزء الثاني
- الغوص في الفلوجة – الجزء الأول


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كهلان القيسي - معايير مزدوجة في العراق