أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كهلان القيسي - هكذا تسحق الدبابات الإرهابية الأمريكية رؤوس الأطفال العراقيين















المزيد.....

هكذا تسحق الدبابات الإرهابية الأمريكية رؤوس الأطفال العراقيين


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 10:55
المحور: حقوق الانسان
    



ترجمة: كهلان القيسي

أمريكا سوف لن تحقق نصرا ،،مادام أطفال العراق يقتلون بهذا الشكل

في زاوية من الشارع المجاور هناك, حطام سيارة مفخَّخة قتلت سبعة أمريكان. وبالقرب منها دكان للهواتف النقالة مغلق لان صاحبه قتل قبل 3 أيام- مع اثنين آخرين معه- كونه كان يضع صورا" لصدام حسين وهو يركب حمارا" على شاشات تلك الهواتف.وفي حي الجامعة, كانت هناك عجلة أمريكية تزمجر في الشارع، لذا تراجعنا بحذر وسلكنا طريقاً فرعياً. في هذا الجزء من بغداد إن كنت محظوظا عليك أن تتجنب الأمريكان والمسلحين معا.
الموت سحقا بدبابة
في الرابع عشر من تموز من هذا العام كان طالب المدرسة الثانوية ياسين ألشمري قد ذهب لقضّاء ليلته الأخيرة مع أصدقائه, كانوا مستلقين على الأرض في حديقة المنزل الأمامية, وهذا شيء عادي يحصل في مدينة بدون كهرباءِ في الشهرِ الأحرِّ مِنْ السَنَةِ. لندعْ أبّاه المُحَطّمَ –سليم- ذي ال65 عاما يتلوا علينا القصّةِ، وهو الوحيد الذي ما زالَ غير مصدق بان إبنُه قد مات- وغير مصدق بما اخبره الأمريكان بعد ذلك.
(( كانت الساعة الثالثة والنصف فجرا حين كان ياسين وأصدقائه فهد و وليد خالد نائمين في الحديقة, وكانت هناك دورية أمريكية تمر بالجوار وفجأة اقتحمت دبابة أمريكية من نوع برادلي واجهة المنزل لتستقر فوق راس ياسين " هل تعلم كم هي ثقيلة هذه المجنزة"" لقد توفي ياسين في الحال. بقى جسد ياسين تحت الدبابة حوالي سبع عشرة دقيقة و الأمريكان لا يزالون لا يعرفون ما الذي فعلوه, , وأم صديقه خالد تصرخ وتتكلم بالعربية " ألا ترون إن هناك شاب تحت الدبابة ", وكان أول رد من الأمريكان عليها هو أن وضعوا القيود في يدي الشابين الآخرين" فهد و وليد", بعدها جاءت المترجمة ألبنانية التي كانت برفقة الدورية لتشرح إلى العائلة بان هذا كان خطأ غير متعمدا,قالت" نحن ليس لدينا شيئا ضدكم ")). ثم قام الأمريكان بإخراج ورقة صغيرة من كتيب يحمل في الجيب اسمه " شكاوى العراقيين" مكتوبة باللغة العربية والإنكليزية التي تدلهم على كيفية تقديم شكوى. تم تسجيل فيها اسم الوحدة التي دبابتها سحقت ياسين وهي256 BCT A/156 AR Mortars ".و تحت باب "نوع الحادثةِ"، كَتبَ الأمريكي: " هجوم تحطّمَ فيه المدخل والأبواب." لم تخبر هذه العائلة بان هناك هجوما!!
ولكن ليس في مكان – ولا أي مكان – في هذه الورقة سجل بان هذا الهجوم قد أنهى حياة شاب محب لكرة القدم اسمه ياسين ألشمري.

يوم أمس في بيتِ ياسين، كان أباه سليم يَهزُّ رأسه بغضبِ وبعد ذلك يَبْكي بهدوء، ويَمْسحُ دموعه. ويقول" بالتأكيد هو في الجنة، ويجاوبه "أحد أبنائِه السبعة الباقين على قيد الحياةِ. والرجل العجوز يَنْظرُ إلي ويَقُولُ: " لقد كان يحَبَّ السِباحَة أيضا"ً. سليم ألشمري المدير الفني السابق في كليَّة الآداب –جامعة بغداد- بدا ألان وكأنه شبح مكوم في مقعدِه، وجهه شاّحبُ ووجنتاه متعبتان,,,,هذا هو حال عائلة سنيّة في منطقة سنيّة.
هذه "بلاد مقاومة " للأمريكان، لهذا السبب هم يَقتحّمونَ هذه الشوارعِ الضيّقةِ في الليل. وقبل بضعة أيام دلهم عميل َ متعاونَ معهم على موقعَ لمجموعة من الفدائيين السنّةِ وقامت القوات الأمريكيةِ بمحاصرة البيتَ.واستمرت المعركة حوالي ساعتين ثم جاءت أباتشي مزمجرة في هذا ألليل وألقت قنبلة وقتلت كل من كان في البناية .
هناك كلام تذمر في الغرفةِ ضد الأمريكان والغربِ وأنا استطعت إدراكه بسرعة وأَقُولَ: كم كنت أَنا ممتنا لهم لأنهم سمحوا لغربي يَجيءُ إلى بيتِهم بعد الذي حَدث لهم. سليم يَدُورُ ويَهْزُّ يدي مصافحا بحرارة "مرحبا بكم هنا، "يَقُولُ. "رجاءً أخبرْ العالم كله بالذي حصل لنا هنا." في الخارج، كان سائقي يُراقبُ الطريقَ؛ فان أية سيارة في داخلها ثلاثة رجال أو رجل واحد مع تلفون نقال يعني "" انزل من السيارة"" الشمس هنا ترسل لهيبا يشوي الأرض, وهؤلاء البشر لا يعملون يوم الجمعة لأنها عطلتهم, والسائق يظهر عليه ثقة بالنفس.
يتابع السيد سليم ألشمري قصته: " بعد يومين عادَ الأمريكان مع ضابطِهم. وقد عَرضوا علينا تعويضَا وقد رَفضتُه.لقد فَقدتُ إبنَي، أخبرتُ الضابطَ. أنا لا أُريدُ المالَ - أنا لا أعتقد إن المال سَيُعيدُ لي إبنَي. هذا الذي أخبرتُ الأمريكي به." ثم ساد صمت طويل في الغرفةِ. لكن سليم، الذي ما زالَ يَبْكي، يَصرُّ على الكَلام ثانيةً. ويقول "أخبرتُ الضابطَ الأمريكيَ: إنكم قَتلتَم شخصا بريئا ومثل هذه الأفعال ِ سَتَقُودُ الناسَ لتَحْطيمكم والناسِ سَيَجْعلونها َ ثورة ضدّكم.. قُلتَم بأنّكم جِئتَم لتَحريرنا مِنْ النظامِ السابقِ. لَكنَّكم تُحطّمُون حياتنا, حيطانَنا,وأبوابَنا.

أُدركُت فجأة بأنّ سليم ألشمري اعتدّلَ فوق كرسيه و ارتفع صوتِه بقوّةِ. وقال"هَلْ تَعْرفُ ما قاله الأمريكي لي؟ قالَ، هذا قدر ُ. نَظرتُ إليه و قُلتُ، أَنا موقن جدا بقدر الله - لكن لَيسَ في القدر ِ الذي تَتكلّمُ. عنه أنت "

ثمّ قال احد إخوةِ ياسين بأنّه التقط صورة لأخيه بواسطة هاتفه لحظة مقتله وهو ممدّدَ على الأرض, وقد قام بطبعها، وعندما عاد الأمريكان في اليومِ التاليِ طَلبوا منه رُؤية الصورة. وسألوني " لماذا أَخذتُ الصورةَ و قِلتُ لهم لكي ادع جميع الناسَ يتفرجوا على ما فعله الأمريكان بأَخِّي. ثم طلبوا مني استعارة الصورة على أن يعيدونها مؤخرا لكنهم لم يعيدوها لَكنِّي ما زِلتُ أَحتفظ بالصورةَ في هاتفي وأنا قادر على طِباعَتها مرة أخرى." وفجأة وقعت الصورة في يدي، يا ألاهي إنها لقطةَ فظيعةَ لرأسِ ياسين سحق كما لو أنَّ فيلا وَقفَ فوقه، الدمِّ يتدفق مِنْ رأسه....... ويوضح الأخ "لذا انك الآن، تَرى، و الناس يُمْكِنُهم أَنْ يَرونَ ما فعل الأمريكان بنا.

في هذه الحرارةِ، تسللنا خارج حي الجامعة أمس، مكان المقاومين والأمريكان والحزنِ والانتقام. يَقُولُ سائقي "عندما إنفجرتْ السيارة المفخَّخة هناك، إستمرّتَ الهامفي الأمريكية بالإحتِراق لثلاث ساعاتِ وجثث الجنود ما زالت هناك. احتاج الأمريكان ثلاث ساعاتِ لإخلائهم ، ثم تجمع الناس وراقبوا." ونظرت إلى السيارة المتفحمة التي لم تزل على قارعة الطريق , وأدركت إنها أصبحت ألان رمزا صغيرا معبرا للمقاومة , فسالت نفسي هل يمكن للأمريكان أن يحققوا نصراَ أبداً؟؟

روبرت فيسك في الاندبندنت






#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى الله كلم موسى.... فلماذا لا يتكلم البعض
- إسبوع آخر في حديقةِ الموتِ,,, سجن الصحافة
- تبرعات منافقة
- أمريكا صدام جديد في العراق
- في الانبار بدأت حرب استنزاف عراقية تشبه حرب فيتنام
- كراج النهضة....وحرب أمريكا ضد الإرهاب,, على ارض العراق
- كشف العالم الخفي لمعسكراتِ التعذيبِ العراقيةِ الجديدةِ-ج 1
- ذبابة أنثوية سمراء في الحويجة تثير رعب الجنود الأمريكان
- لَمحَ الرعب مِنْ داخل عجلة الهمفي في العراق
- حقيقة ما جرى في كلية الصيدلة
- لا تنخدع باختلاق الكذب في العراق
- دعْهم يَأْكلونَ القنابلَ- لأطفال العراق
- الغوص في الفلوجة – الجزء الثاني
- الغوص في الفلوجة – الجزء الأول
- صرخة عراقية ضد الأمر رقم 17
- الثوّار ُيقتلون امرأة عراقية كونها خائنة للإسلامِ
- اقتل أولاً ثم ادفع لاحقا -2500 دولار ثمنك يا عراقي
- هذا أنا , جندي المارينز ، قاتل المدنيون ”- رعاة بقر من الجحي ...
- إلى حزب التحرير: نعم كانت دولة الخلافة في بغداد ولكن ليست إر ...
- فيلق بدر يد إيران أم يد أمريكا الضاربة في العراق


المزيد.....




- حراك الجامعات الأميركية يتواصل رغم الاعتقالات ويصل كندا
- انتقاد أميركي للعراق بسبب قانون يجرم العلاقات المثلية
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- لازاريني: المساعي لحل -الأونروا- لها دوافع سياسية وهي تقوض ق ...
- تظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة لتبادل الأس ...
- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كهلان القيسي - هكذا تسحق الدبابات الإرهابية الأمريكية رؤوس الأطفال العراقيين