أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - غزة ومهمة حصان طروادة















المزيد.....

غزة ومهمة حصان طروادة


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يدور الحديث هذه الايام وبقوة عن افكار مختلفة حول المستقبل السياسي او الاداري لقطاع غزة وبات الحديث العلني هو السمة لعامة عن ادارة ذاتية او ادراة جماعية وكذلك الحديث عن تشكيل ادارة عليا لقطاع غزة تشارك بها الفصائل فان ذلك يعني بداية الطلاق الابدي بين القطاع والضفة الغربية بعد ان انهبت اوسلو طلاقا بين الاراضي المحتلة عام 1967 والاراضي المحتلة عام 1948 وباتت اسرائيل اليهودية الحقيقة الوحيدة الثابتة على الارض الفلسطينية.
ايا كانت الدوافع المعلنة وايا كانت المبررات الحقيقية فان الواقع يقول ان خطوة كهذه ستعني بالنتيجة تكريس غزة كدولة فلسطينية كاملة الاستقلال بسبب عدم وجود قوات الاحتلال بداخلها والابقاء على الضفة الغربية تحت الاحتلال وقد تكون الخطوة القادمة ادارة ذاتية للضفة الغربية ستسعد ادارة قطاع غزة بوجود دور ما لها بهذه الادارة ولو مؤقتا لذر الرماد بالعيون على الطريقة الاسرائيلية, ومما لا شك فيه ان اسرائيل معنية وبكل قوة بالوصول الى هذه النتيجة وبالتالي فان تحقيقها شاء دعاتها ام ابو فهم سيحققون في الواقع رغبة اسرائيلية معلنة ومنذ امد بعيد واحد لم ينس بعد صراخ رابين عن امنيته بان يبتلع البحر غزة.
نقلت وكلة زمن برس عن إسلام شهوان الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة سابقًا ما كتبه على صفحته على فيسبوك إنه " بناء على تخلي رئيس الوزراء رامي الحمد لله وتنصل الرئيس عباس لقضايا قطاع غزة وعدم قيام وزراء حكومة التوافق بالمهام المتفق عليها فصائليًا تجاه اعادة اعمار القطاع وحل قضية الموظفين والرواتب ستشهد الايام المقبلة الاعلان عن ادارة عليا لادارة شئون قطاع غزة تشارك فيها الفصائل الفلسطينية" وهذا يعني البحث عن مبررات فلا يمكن لاي شعب ان يجد في تقسيم بلاده حلا لاية ازمات داخلية مهما كانت هذه الازمات كما ان لدى رام الله ما تقوله بهذا الشان وابدا لن يصل شعبنا الى الحقيقة ما دام كل طرف يقرا المشهد على طريقته وحسبما يستهويه الامر فالنتيجة مرة اخرى واحدة وهي تكريس الانقسام واضاعة القضية والى الابد على قاعدة العداء الصراع الداخلي لا اكثر ولا اقل.
ونقلت القدس دوت كوم عن محمود الزهار قوله "ان اقامة سلطة وطنية أو حكم ذاتي أو إدارة مدنية في قطاع غزة لا يعني التنازل عن أي ذرة تراب واحدة من كل فلسطين" فكيف يكون ذلك ونحن ندرك ان اسرائيل تسعى لتحقيق ذلك باقصى ما تملك وماذا سيكون لو وصلنا الى حال قبلت فيه الامم المتحدة بدولة فلسطينية في قطاع غزة واصبحت بذلك عضوا كامل العضوية في الامم المتحدة ووجدت ممرا لها الى الخارج عبر البحر والجميع يذكر ان دولة الاحتلال عاشت لعقود طويلة وهي لا تملك سوى ممرها البحري بحرا وجوا نحو العالم الخارجي.
من جانبها سعت حكومة الحمد الله الى تقديم مبررات لحماس لاية خطوات من جانب واحد بعد ان اعلنت من جانبها عن تشكيل لجان غزة كلجنة استلام المعابر واللجنة الادارية القانونية لدراسة القضايا المدنية والمشاكل الإدارية الناجمة عن الانقسام، والتي تشمل تعيينات الموظفين وترقياتهم والفصل ووقف الراتب والتنقلات في المؤسسات والإدارات الحكومية والمراسيم والقرارات الرئاسية والحكومية المختلف عليها، واقتراح سبل معالجتها وتقديم نتائج أعمالها للجهات التنفيذية المختصة خلال ثلاثة أشهر وحكومة الحمد الله تعلم ان مثل هذه اللجان جرى التوافق على تشكيلها عبر اتفاق القاهرة الذي ينص على ان تشكيل هذه اللجنة يجب ان يتم بالتوافق لا بالتفرد.
أيا كانت الضغوط الواقعية التي قد تسوقها حماس لتبرير ما تسعى إليه لإقامة كيان ما في قطاع غزة حتى لو كانت هذه المبررات تقصير حقيقي مقصود أو غير مقصود من قبل حكومة التوافق تجاه قطاع غزة فان الحقيقة تقول أن ذلك سيقود إلى تكريس دائم للانقسام وسيؤسس لإقامة دويلة فلسطينية ستركن إليها إسرائيل بموضوعة الاستقلال الفلسطيني وان الدولة الفلسطينية الحقيقة قائمة منذ أمد وسيضعف ذلك من قدرة الفلسطينيين بكل مكوناتهم من الوقوف موقفا موحدا أمام العالم أكان ذلك في الأمم المتحدة او في منظماتها وفي المقدمة محكمة الجنايات الدولية.
سيناريوهات خطيرة جدا قد تأتي إلينا بسبب من سعي حماس لإقامة حكم مستقل في غزة عن الضفة وأول هذه السيناريوهات أن نجد الولايات المتحدة جادة في استصدار قرار أممي بإقامة دولة فلسطينية لتجد إسرائيل بذلك ضالتها فالدولة قائمة في غزة وهي ستكون أول المعترفين بها وفي حال حصل أي فراغ دستوري في الضفة الغربية بغياب الرئيس عباس فان البديل قطعا سيكون في قطاع غزة.
وجود إدارة ذاتية مستقلة في غزة سيدفع في البعض كقطر وتركيا إلى تقديم يد العون لحكومة غزة مما يساهم في تكريس الانقسام أبدا وستجد هذه الجهات لنفسها عديد المبررات للقيام بذلك وفي المقدمة الحالة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة منذ الحرب الأخيرة.
أوضاع المهجرين والناس في مراكز الإيواء والموظفين الموقوفين عن العمل بدون رواتب يزيد من استعداد البعض للقبول بأي حل مهما كان خروجا من أزمتهم الإنسانية وعلى ذلك ستعتمد حماس في وجود قاعدة شعبية قابلة بأي حل سيخلصهم من وضعهم الكارثي.
قد تجد حماس شركاء لها في مسعاها هذا أكان ذلك من بعض التنظيمات الجديدة التي ظهرت في قطاع غزة أو من بعض المسميات الكرتونية لبعض الفصائل القائمة وحتى من بعض أجنحة فتح والتي لا يستهان بها فقد قدمت الشهور الماضية نموذجا لتعاون حقيقي بين حماس وعدوها اللدود محمد دحلان في قطاع غزة على قاعدة عدو عدوي صديقي ما دام الصراع لم يخمد بعد بين دحلان وقيادة الرئيس عباس وما دام دحلان يشكل سلم النجاة لحماس بوجود شريك يحمل اسم فتح مما يقوي من موقفها الدولي خصوصا وان دحلان يحظى بدعم بعض الدول الإقليمية والناشطة في المنطقة.
على حماس أن تلتفت من حولها لترى ما الذي حصل مع زميلاتها من أجنحة الإخوان المسلمين في عديد من دول المنطقة ففي العراق وسوريا وليبيا شكل الإخوان المسلمين غطاء استراتيجيا لأجنحة وفصائل اسلاموية جديدة لا يعرف لها أصل ولا فصل والتي استبعدت كليا أي دور فاعل للإخوان المسلمين وباتت هي البديل الحقيقي لهم ولم يعد لهم أي سلطة على مثل هذه الفصائل التي استأثرت بالقرار على الأرض بالدم والنار.
في مصر تمكن الإخوان من قيادة الكفاح الشعبي للإطاحة بنظام مبارك وبعد أمد قليل وجدوا أنفسهم ضحية لهبة عسكرية شعبية أطاحت بحكمهم وتراجع دورهم كليا هناك وأخذت الفصائل القريبة من القاعدة وداعش مكانهم بينما طارت السلطة الأهم في العالم الإسلامي من بين أيديهم.
في تونس أيضا تسربت السلطة من بين أيديهم إلى الليبراليين بهدوء وعبر صناديق الاقتراع وكذا انجرفت الأحداث في اليمن من صراع سياسي إلى صراع طائفي وأمسكت السعودية ومصر بزمام القيادة في المنطقة وتراجع دور الإخوان بعيدا بعد أن خسروا حلفاء لهم في عديد المواقع كسوريا وإيران وحزب الله وباتت قطر وتركيا ملاذهم الوحيد.
إن الحذر الذي على حماس أن تنتهجه يأتي من هناك حيث قاموا بدور حصان طروادة لتمرير أهداف وبرامج ومخططات غيرهم على ظهورهم وهم لن يأمنوا جانب احد متى تمكنوا من تثبيت غزة ككيان سياسي فلسطيني مستقل من أن يجري الانقلاب عليهم وسرقة ما قد يعتقدون انه انجاز لهم وتحويل غزة إلى الدولة الفلسطينية البديل لكل القضية الفلسطينية ويلغي الأحلام التي ظلت لما يقرب القرن من الزمان هدف الكل الفلسطيني.
إن لم تحذر حماس فسيكون أمامنا ضحيتان لفكرة تأسيس كيان غزي مستقل وهما القضية برمتها وحماس نفسها التي ستخدم غيرها على حساب وجودها وستقدم بذلك الشعرة التي تقصم ظهر البعير بعد أن ظلت لعقود الرافعة الأولى للإخوان المسلمين في المنطقة والعالم وبذا فان على حماس أن تنتبه لوجودها نفسها إن هي اعتقدت أن استقلال غزة عن الوطن هو في مصلحتها بل سيكون المسمار الأخير في نعشين معا نعش القضية الفلسطينية برمتها ونعش حماس والإخوان المسلمين من خلفها بعد أن كانت حجر سنمار في مجمل بنيان حركة الإخوان العالمية.
مرة اخرى فان على حماس ان تحذر كل الحذر مما يحاك لها في الظلام وللقضية من خلالها لافراغها كليا من دورها الكفاحي الذي تميزت به على مدى عقود والذي اعطاها واعطى الاخوان المسلمين من خلفها مكانة غير عادية ودورا مهما في العالم وبالتالي فان اغراق حماس في وهم السلطة لن يقود الى اضاعتها والاساءة لها وللاخوان المسلمين من خلفها بل والى اضاعة القضية برمتها.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى فلسطين موحدة وواحدة
- وحل اليمن
- دور المجتمع المدني الفلسطيني في حماية التاريخ العربي في فلسط ...
- على ارض فلسطين التاريخية وليس فيها
- جدلية الفكر والفعل
- الفكر العربي حقيقة ام وهم
- من اوراق الشهداء
- غزة على أطراف السكاكين
- أن نحترم نصرنا وعقولنا
- مصيدة المقاومة القاتلة
- صاروخ الشعب الذي لا يقهر ... عودة 9م
- أرض واحدة امة واحدة
- من قتل ياسر عرفات ... اي سؤال هذا
- خيارات وخيارات الا المفاوضات
- مقدمات للبيان القومي العربي الأخير
- العودة إلى الأصل فلسطين التاريخية كونفدرالية أو موحدة
- استحقاق أيلول والمخاطر المحدقة
- رسائل فلسطيني الى امراة نائية
- إنهاء الاحتلال المشروع الوطني الفلسطيني الوحيد
- الحداثة في التفكير السياسي الفلسطيني


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - غزة ومهمة حصان طروادة