أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - تأشيرة زيارة من البصرة الى بغداد














المزيد.....

تأشيرة زيارة من البصرة الى بغداد


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 4766 - 2015 / 4 / 2 - 09:39
المحور: كتابات ساخرة
    


أستعد ابو الطيب للذهاب الى سفارة بغداد الوقعةعلى ضفاف شط العرب بالبصرة ليجرب حظه للمرة العاشرة في الحصول على (فيزا) لزيارة بغداد وتمنى وهو يتأكد من الاوراق المطلوبة الا يجد طابورا طويلا من المراجعين يقفون امام بوابة سفارة بغداد بانتظار الحصول على تأشيرة زيارة.
وجد طابورا طويلا هو نفس طابور امس وقبله ومع هذا وقف فيه بانتظار الفرج,كانت الشمس اللاهبة ترمي حرارتها على رؤوس المراجعين الا صاحب صاحب الحمار الذي يقوده وهو يدفع فوقه برميل ماء يدعي انه مثلج ليبيعه على طابور المراجعين.
وحين همّ ان يطلب كوبا من الماء طلع عليهم احد الموظفين من كوة صغيرة وصاح بهم تعالوا بكرى اليوم القنصل ماموجود،وماتنسون تلزمون سرة مثل الاوادم ترى والله العظيم اللي مايلزم سرة بالطابور ينحرم من التأشيرة سنة كاملة.
زفر ابو الطيب وعدّل من كوفيته ونظر الى القوم مليا وعاد ادراجه الى البيت.
في الطريق حاول ان يتذكر عدد السنوات التي لم ير فيها بغداد،اوه،كان ذلك منذ زمن بعيد يوم كانت بغداد عاصمة لبلد اسمه العراق كان يستقل القطار الصاعد ليصل اليها فجرا واول ماكان يفعله يهرول نحو بائع (الكيمر مع الكاهي)،مايزال يتذكر ذلك الطعم رغم مرور هذه السنوات الطويلة.
ويتلقفه بعد ذلك شارع الرشيد ليشتري من هناك قميصا جديدا ويغيّر قميصه ويطلب من صاحب المحل الاحتفاظ به الى حين عودته مرة اخرى.
ثم يعرج على سينما اطلس ودون ان يتفحص الافلام المعروضة يدخل الى قاعة السينما ويجلس على اقرب كرسي هناك.
وما أن يبدأ عرض الفيلم حتى يغط في نوم عميق.
يستيقظ فجأة على اصوات وهي تصيح (اعور،اعور) ويسأل احد الجالسين بقربه:منو هذا الاعور،فيجيبه الجار ساخرا:لازم اول مرة تجي على السينما ومع هذا سأقول لك،عارض الافلام ينسى ان يضع البكرة الثانية من الفيلم وربما يذهب لشرب الشاي ولهذا يطلقون عليه الاعور لأنه لم ينظر الى البكرة الثانية من الفيلم.
ويعود ابو الطيب الى اغفائته بعد ان هدأت الاصوات ولكنه يستيقظ بعد اقل من نصف ساعة ليرى نفسه وحيدا في القاعة ويحس بالضيق لأنه سيغادر هذا المكان المكيف الى حيث الهواء اللاذع ،يتمشى الى حيث الباب الشرقي،ومن سوق البالة هناك يعبر الى شارع ابو نؤاس،وكالعادة يقف دقائق امام تمثال ابو نؤاس ثم يقفز بخفة الى حضنه ويجلس مرتاحا وسط دهشة المارين.
وكانت اروع رغبة له في ذلك الوقت مراقبة دجلة وهو يحضن سفينة سياحية صغيرة تقل ركابا من مختلف الاعمار ثم يدير رأسه الى الجهة المقابلة ليعد عدد الكازينوهات التي حملت اسماء الالوان فقط،فاهي الكازينو الصفراء تقدم بيرة فريدة وتلك الكازينو الحمراء التي تقدم اللاكر ،اوه هاهو بار آسيا يعج بالقوم كالعادة ولكن ليس مثل ازدحام بار ماري في نهاية شارع الوطن في البصرة.
في كل مرة يحسب عدد البارات في شارع ابي نؤاس ليجد انه نفس العدد:360 بارا وبعدد ايام السنة تبدأ من اول الباب الشرقي حتى نهاية الجسر المعلق.
ينظر الى ساعته ليجد ان وقت العودة بالقطار النازل الى البصرة قد حان،وكالعادة ينسى ان يتناول عشائه عند الحاتي.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الولد ما (مربى)
- لاتأكلوا البيتزا انها حرام يارجالة
- اليهود طلعوا شيعة واحنا ماندري
- الناعور
- اسمك علي،عمر انت ارهابي
- هل صحيح لدينا هيئة نزاهة؟
- بعد خراب البصرة ياشريف
- حياكم الله ياشباب
- حكاية قالب الثلج المغمور
- كم عدد الآلهة في هذا العالم
- ولكم موكافي عاد
- يضحكون وهم يقسمون على الدستور
- الله،من مال الله
- عن سيد دخيل والعبادي واللصوص مرة اخرى
- هالله..هالله بعمال سيد دخيل
- أرجوكم ممنوع الضحك،اللكامة غادروا مكة
- الى المتروجين العراقيين،اهجروا مضاجع زوجاتكم
- أبوي مايكدر الا على أمي
- ياعيبك ياعبعوب
- وينك ياحضيري ابو عزيز


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - تأشيرة زيارة من البصرة الى بغداد