الهجوم الغير مبرر للسعودية

عباس طريم
كاتب - وشاعر
(Abbas Trim)

الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الهجوم السعودي الغير مبرر
__________________
عباس طريم
_
183 طائرة حربية تشن هجوما على المواقع اليمنية , العسكرية والاقتصادية , بحجة الحفاظ على الامن القومي , والمخاوف من سيطرة الحوثيين على باب المندب الذي تمر به البواخر المحملة بالبترول , مما يخلق حالة عدم استقرار ومخاوف من ارتفاع اسعار البترول , وخلق ازمة عالمية لا احد يدرك نتائجها .
ومن المضحك المبكي , ان تنفذ تلك الطلعات قبل اجتماع شرم الشيخ , ودون ان يكون هناك اي غطاء قانوني ,
لتلك الطلعات , او اي نوع من القبول الدولي . فقد صرح الامين العام للامم المتحدة , بعدم معرفته المسبقة
لذالك الهجوم .. واشار , الى ان التوافق السياسي , وجلوس الفرقاء الى طاولة المفاوضات , هما الحل الوحيد للازمة في اليمن . وان الخارجية الروسية , اعتبرته هجوما غير مبررا , ونصحت الاطراف الى الجلوس الى طاولة المفاوضات وحل النزاع بالطرق السلمية . وكذالك الخارجية الصينية التي عدت الهجوم تسرعا يزيد من تدهور الامور , ولا يمكن له ان يحل الاشكال . وان الحل الوحيد هو : التفاهم لحل المشكلة .ان الدول العربية العشرة التي اجتمعة في شرم الشيخ , لم تحرك ساكنا عندما
قصفت الطائرات الصهيونية , الشعب الفلسطيني في غزة , وقتلت الاطفال والشيوخ والنساء , ولم يحركوا ساكنا عندما دخلت عصابات داعش الى العراق وعاشت في فسادا وتخريبا , ولم نسمع من القادة حديثا عن
القاعدة , لكنهم يحاكمون الشعب اليمني على نواياه , وليس على افعاله . واذا استمر ذالك الهجوم بتلك الشراسة , سيخلق جوا ملائما لانعاش القاعدة وتثبيت اقدامها في اليمن , وان هذه الحرب العبثية .. لا
احد يرغب فيها غير السعودية , والدول التي استلمت المقسوم لتشارك في تلك [ المجزرة ] وخاصة مصر والسودان .وان العدو الصهيوني , هو المستفيد الاخر من حرب الاخوة . وان الجامعة العربية . التي لم نسمع صوتها في كل اعتداء على الامة العربية , وكان الصمت سمتها التي غلبت عليها في جميع الاحداث التي هزت الضمير العربي , تشمر اليوم عن ساعدها , وتنادي اصحاب الشهامة والرجولة .. كي يصولوا على ارض اليمن وان يقتلوا الاطفال والنساء والشيوخ , ليحافظوا على الامن القومي الذي اخترقوه الحوثيون .. وهددوا مصر والسودان والامارات العربية وبقية الدول الخائفة من ذالك التهديد .. الذي اعد له السناريو في المملكة العربية السعودية , وقام بادواره احرار الامة الخانعون .. منكسي الرؤوس .. الذين يجدون في شجاعة الحوثيين , ما يذكرهم بجبنهم وخنوعهم . ويصور لهم الوهم من ينادي خلفهم [ جبناء جبناء جبناء ]
وقد اهتمت الصحف البريطانية والامريكية الصادرة اليوم بتسارع تطورات الازمة اليمنية . فقد نشرت صحيفة غارديان . ان الولايات المتحدة الامريكية اعلنت مشاركتها لدعم العملية العسكرية بتقديم مساعدة لوجستية واستخارية . وتصر على ان هذا العمل هو رد طبيعي ومشروع على التقدم الذي احرزه الحوثيين في اليمن . اما صحيفة نيويورك تايمز . فقد كتبت , ان اليمن كان مسرحا مهما لمعركة امريكا ضد القاعدة , وان انهيارها المحتمل يمثل تحديا لادارة الرئيس باراك اوباما الساعي الى معالجة عدم الاستقرار والتطرف في الشرق الاوسط . وهذا ما جعل امريكا تشارك في الحملة ضد الحوثيين من خلال مساعدتها اللوجستية والاستخباراتية . ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال . ان قرار السعودية في التدخل العسكري يزيد من مخاطر تنافسها مع ايران ذات الغالبية الشيعية الذي احتدم في سوريا والعراق
وفي اماكن اخرى . وان الغارات التي تشنها تجازف ايضا بزيادة اشعال التوترات الطائفية التي تتاهب القاعدة والجماعات الجهادية لاستغلالها .
واشارت مجلة فورين بوليس . الى ان الضربات الجوية التي تشنها السعودية في اليمن لصد تقدم الحوثيين . وعلى السعودية ان تجيب على عدة اسئلة : منها الى اي مدى ستستمر في حربها ؟, وهل ستقتصر ضرباتها على الجو ؟, ام هناك نوايا للهجوم البري ؟.

#عباس_طريم (هاشتاغ)       Abbas_Trim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل