أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صادق البلادي - بذورالإشتراكية - البابا ينتقد الرأسمالية المتوحشة ، ويطالب بإنقاذ الأمور الجيدة في الشيو عية















المزيد.....

بذورالإشتراكية - البابا ينتقد الرأسمالية المتوحشة ، ويطالب بإنقاذ الأمور الجيدة في الشيو عية


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 22:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عند أنهيار جدار برلين ارتفعت الأصوات وتصاعد الضجيج معلنة نهاية التاريخ وأن الرأسمالية انتصرت الإنتصار الحاسم ، الظافر، وأن لابديل لإقتصاد السوق، وأن مفاهيم دولة الرفاه ، واقتصاد السوق الإجتماعي ، ودولة الخدمات قد انتهى دورها وسقطت أيضا، وأن قوانين السوق وحدها ستتحكم في تسيير الأمور ، وأن الإقتصاد الجديد الذي استولى بسرعة خارقة على العالم سيجلب رفاها لا مثيل له في العالم، كما صرح كلينتون من سياتل.
ولكن حتى في تلك الفترة ، التي شهدت نكوص عديدين عن الإشتراكية والماركسية ، وباتوا يتحاشون حتى مصطلحاتها ، ويبدلونها بأخرى ، لم يعدم العالم بعض الشخصيات التي نظرت الى الأمور من وجهة إنسانية ، رغم عدائها للشيوعية، ومن بينها البابا باول السادس، والذي نشرت الثقافة الجديدة في عددها 292 ترجمة لمقابلة صحفية معه.
صادق البلادي



بـذ و ر الإشـتر ا كـيـة
البـابـا ينتقد الرأسمالية المتوحشة ، ويطالب بإنقاذ الأمـور الجيدة في الـشـيـو عـيـة
عند سقوط جدار برلين كان رئيس جمهورية ألمانيا الغربية آنذاك ، ريشارد فون فايسآكير قد صرح أن انهيار المعسكر الاشتراكي لا يعني انتصار الرأسمالية، وأشار الى أن ما تحقق في النظام الرأسمالي من مكتسبات اجتماعية وتوسع في الحقوق الديمقراطية، تحقق بفضل الحركة العمالية ووجود المعسكر الإشتراكي في مجرى الحرب الباردة ،وبنفس الاتجاه عبر كذلك ولي العهد البريطاني وكذلك كبير أساقفة أسبانيا.
و قبل عدة أشهر أعطى البابا باول السادس مقابلة صحفية مع صحيفة أسبوعية ألمانية تحدث فيها عن الحرب في البلقان وعن حرب الخليج وعن دور الكنيسة في سقوط المعسكر الاشتراكي ، وعن الوضع في وطنه بولونيا، وعن الاشتراكية والشيوعية. وفيما يلي ترجمة بعض الأسئلة.
ث.ج.


س: اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بسؤال عن قضية دولية راهنة، عن الحرب في يوغوسلافيا السابقة.
عندما تحدثتم عن " تدخل إنساني " في البلقان تكون انطباع أنكم تحسون بتعاطف معين مع تدخل عسكري.هل كان الأمر كذلك؟

البابا: كلا.كنت أعني، أنه في عدوان ذي أهمية فائقة، ينبغي أن تؤخذ من المعتدي إمكانية إيقاع ضرر كبير.وحسب التعاليم التقليدية للكنيسة فإن الحرب عادلة فقط عندما تكون دفاعا عن النفس. يجب أن يتوفر لكل أمة حق الدفاع عن نفسها.

س : هل أعدت النظر في الفترة بين أحداث الكويت و أحداث يوغوسلافيا؟
البابا: إنني كنت دائما ضد الحرب، بالطبع ضمن الحدود التي ذكرتها. ولذلك لا يمكن الحديث عن تطور في تفكير البابا، ليس بالمعنى الذي تقصده. أتعلم أن المسألة وقت حرب الخليج كانت مغايرة بعض الشيء.وحسب رأيي صارت الحرب في مرحلتها الثانية قد تحولت من حرب دفاع عن النفس إلى
إجراءات عقابية.أما في البلقان فالوضع مختلف بعض الشيء. اننا نواجه مشكلة مأساوية إلى درجة فائقة. في يوغوسلافيا السابقة نلاحظ بعد سقوط الشيوعية صحوة جديدة للنزعات القومانية، ال تهيج الناس للقيام بأعمال العنف ، وتتسبب في بلاء كبير لأعداد كبيرة من الأبرياء.
وموقف الكرسي المقدس كان هو على الدوام، منع نشوب اقتتال الأخوة. وعندما قرر في البداية سكان
سلوفينيا والكروات وفي الأخير البوسنة أجراء استفتاء حول مسألة الاستقلال ، كانوا على حق تماما.
ولكن في ذلك الوقت توفرت دائما إمكانية إنقاذ السلام ، بواسطة محاولة التفاوض حول حل جديد-
على سبيل المثال إقامة كونفدرالية.

س: كيف تفسر النجاح الذي حققته الشيوعية في التاريخ، وكيف تفسر واقع أنها ما تزال تشكل قوة، على الغرب أن يحسب لها حسابا؟ وفي بلدان مثل ليتوانيا وبولندا عاد الشيوعيون للسلطة عن طريق الانتخابات؟

البابا: حققت الشيوعية نجاحها كردة فعل على رأسمالية معينة، متوحشة ، منفلتة. ينبغي فقط العودة لقراءة الموسوعات الاجتماعية، خاصة الموسوعة الأولى ، التي يصف فيها البابا ليو الثالث عشر
ظروف حياة العمال. ,ايضا قام ماركس بوصفها على طريقته الخاصة. وقد كان الوضع الاجتماعي فعلا و
بلا ريب كما وصف. ولقد نشأ رد فعل على ذاك الواقع، رد فعل اكتسب قوة ومساندة الناس - ليس
فقط في صفوف الطبقة العاملة . وانما في صفوف المثقفين كذلك. كثير منهم اعتقد أن الشيوعية يمكن
ان تحسن نوعية الحياة. وعلى هذا الأساس قبل كثير من المثقفين العمل مع الإدارات الشيوعية.ولكن
فيما بعد، وعند نقطة معينة، أدركوا أن الواقع كان غير ذلك، الذي تصوروه. البعض منهم، الأشد حبا للحقيقة، أخذوا بالابتعاد عن النخبة الحاكمة وانتقلوا إلى المعارضة.

س: وعودة الشيوعيين إلى السلطة في بعض البلدان الشيوعية السابقة، كيف تفسر هذا؟
البابا: من الضروري هنا التذكير ببعض الفروق. المسألة هنا هي ليست عودة الشيوعيين كشيوعيين للسلطة، إنما هي ردة فعل على عجز الحكومات الجديدة - وليس هذا بالأمر المفاجئ ، طوال خمسين عاما
كانت توجد طبقة سياسية واحدة، وهذه كانت الطبقة السياسية الشيوعية. هي التي كانت تعرف تسيير
السياسة، وكيف يعمل البرلمان. أما الآخرون ، الذين يوصفون اليوم بـ " الوسط" و " اليمين " فلم
يكونون مهيئين للسلطة ، إذ لم تتوفر لهم هذه الإمكانية من قبل. في المعارضة كانوا موحدين وأقوياء،
مثل التضامن في بولندا ، أما اليوم فهم ممزقون. إلى حد ما هذه خصلة بولندية، نوع من الشر الموروث ،
نزعة فردانية مبالغ بها، توصل إلى حد التمزق والتجزؤ والانقسام داخل اللوحة الاجتماعية- السياسية.
قوتها تكمن في المعارضة وليس في الاقتراحات البناءة ، التي تجعل الحكومة حكومة ناجحة .

س: لقد كافحت وبحماس طويلا ضد الشيوعية.لكن اليوم ينتشر انحلال خلقي في البلدان التي تحررت من الشيوعية. فتناول المخدرات منتشر انتشارا واسعا ، والبغاء آخذ في التزايد. في يوغوسلافيا السابقة
تنشب حرب تهزأ بكل قيم الحضارة. هل تساءلت ولو لحظة فيما إذا كان النضال ضد الشيوعية حقا ذا جدوى.؟

البابا: من الطبيعي أن النضال كان مشروعا، النضال ضد النظام الشمولي، الظالم ، النظام الذي وصف نفسه اشتراكيا أو شيوعيا. ولكن صحيح أيضا ما قاله البابا ليو الثالث عشر، من وجود بعض " بذور الحقيقة " في البرامج الاشتراكية. ومن الجلي أن ليس من الجائز تدمير هذه البذور، من أجل ألا تضيع. اننا اليوم بحاجة إلى مجابهات موضوعية، ترافقها عين فاحصة ،حادة. حماة الرأسمالية بأشكالها المتطرفة يميلون إلى تجاهل الأمور الجيدة التي حققتها الشيوعية : الجهود للتغلب على البطالة، المشاركة بمصائر الفقراء…نظام رعاية الدولة المبالغ به في نظام الاشتراكية القائمة قاد إلى بعض النتائج السلبية. فاختفت المبادرة الفردية، واتسع الخمول والسلبية. واليوم، في نظام متغير، تنقص الناس كل تجربة، تنقصهم القدرة على عمل شئ لأنفسهم، لم يتعودوا على المسئولية الشخصية. في نفس الوقت برز أناس أظهروا منذ البداية روح المبادرة الاقتصادية، عرفوا كيف يمكن استغلال الفوضى الأولى لصالحهم، ليغتنوا، وفعلوا ذلك بطريقة لم تكن على الدوام شريفة ومباحة. بين هؤلاء الناس كان كثير _ للأسباب التي ذكرتها آنفا_ من الكوادر القديمة. وكما ترى فإن الانتقال من نظام إلى آخر صعب جدا. وكذلك كلفته عالية جدا: تزايد البطالة، والفقر والتعاسة الإنسانية.

س: في ريغا أثناء زيارتك لبلدان البلطيق قلت أنه توجد " نواة حقيقة " في الماركسية أو الاشتراكية، أو بأي اسم يراد تسميتها. ملاحظتك هذه أثارت دهشة الكثيرين.

البابا: لكن ليس جديدا في هذا القول.هذا هو على الدوام جزء من التعاليم الاجتماعية للكنيسة. فليو
الثالث عشر قال نفس القول، ونحن نستطيع أن نؤكد هذا. إضافة لهذا فإن الناس البسطاء يفكرون نفس الشئ. ففي الشيوعية كان هناك اهتمام بالجماعة، بينما الرأسمالية فردانية. إلا أن الاهتمام بالجماعة في بلدان الاشتراكية القائمة كان باهض الثمن.

س: أيها الأب المقدس مع كل الخضوع : عندما أسمعك تتحدث هكذا ، أبدأ اتساءل فيما لو أن رفضك للرأسمالية أشد من رفضك للشيوعية.

البابا : أود أن أعيد قول ما قلته، والذي يمكن تلخيصه ببيت شعر للشاعر البولوني ميكييفتش :
" لا تعاقب السيف الأعمى، بل اليد، التي تحمله."بعبارة أخرى علينا أن نبحث عن أسباب الظواهر، التي نحن شهود عليها.وبالنسبة لي فإن أشكال مظاهر الرأسمالية المشوهة تقع في جذور الكثير من المشاكل الاجتماعية والبشرية القاسية. التي تنهك أوربا والعالم اليوم.
من الطبيعي أن رأسمالية اليوم ليست الرأسمالية زمن ليو الثالث عشر. رأسمالية اليوم تغيرت ، والفضل في هذا يعود إلى حد كبير إلى تأثير التفكير الاشتراكي. رأسمالية اليوم مختلفة، إنها أدخلت الأمان الاجتماعي، بفضل الحركات النقابية، كما طبقت سياسة اجتماعية، وتتم مراقبتها من قبل الحكومة والنقابات. غير أنها قد بقيت في عدد من البلدان في حالتها الوحشية، تقريبا مثلما كانت قبل قرن من الزمان.



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الإنقلاب الأسود
- - يوم عراقي لحقوق الإنسان -
- انجلس وعرابي باشا و التحرر الوطني
- الصليب المعقوف يصبح نجمة داود
- العراق يفوزمجددا في عهد المالكي بذهبية اللجوءياد الدولي
- ثمانون ثمانون عاما من النضال في سبيل التحرر القومي العربي
- تحية ليوم الأول من أيار ، يوم التضامن العالمي
- شكر و امتنان
- شيوعيون من بيوتات و عوائل دينية
- الشيوعيون من تجمع في تأبينية الى تجمع للعمل؟
- آزاد أحمد ... شهيد في إجازة قطع القتلة إجازته
- كامل شياع.. بقلم كامل شياع
- من جريمة القنبلة الذرية الى احتلال العراق
- الإتفاقية الستراتيجية و الثلاثون من حزيران 1920
- نداء و مناشدة لجمع رسائل الشهيد كامل شياع
- القرضاوي و زيارة كردستان العراق
- من ايام وثبة كانون اينعت ثمار 14 تموز
- دعوة المالكي لإنتخابات مبكرة
- عامل شيوعي يعلق بيانات ليلة عيد الميلاد
- بإتحاد الجماهير الوطنية يتحقق الإستقلال و التقدم


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صادق البلادي - بذورالإشتراكية - البابا ينتقد الرأسمالية المتوحشة ، ويطالب بإنقاذ الأمور الجيدة في الشيو عية