أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - شكر و امتنان














المزيد.....

شكر و امتنان


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مع العمر، ومافيه من هم وغم ، يجعلك تتجرع علقم ألأسى على ما يحيط بك، رغم خلاصك الشخصي غالبا أنت منه ، يحيطك هذا الأسى فيلفك ويغمرك، ينضاف له عدم العرفان والوفاء ممن يُفترض أن يكون هذا خصلة فيهم ، فترى ضعف الإنصاف يتطاير ويتحكم بالفضاء الذي تتنفسه وتعيشه. مع العمر هذا لا بد أن تتلف أعضاء في البدن ، مهما لُذت برياضة النفس كي تتحكم برد الفعل فلا يكون ميكانيكيا وعشوائيا، فما أنت بحجر بل بشر ترى أن الإنسانية أُفق تسعى اليه ، أفق هو المبتغى والمرتجى ، وليس زخرف بردعة على ظهر حمار، مهما وكيفما تجلت البرادع في مظاهر شتى من مال أو جاه.. ليس الكثير منا مثل الشاعر شيللر يُحقِق الجسمَ الذي تريده الروحُ. ومع كل ما مر بي ، ماكان البدن يؤلمني، ويوجعني بل عذابات الناس في الرأسمالية ، التي أوجز تشبيهها الكاتب ، الساخر برناردشو،الذي كان اصلع الرأس كثيف اللحية ، طويلها : " الرأسمالية مابين رأسي ولحيتي : فيض في الإنتاج وسوء في التوزيع". ولك أن تتخيل، ولكن لن تدرك الواقع أبدا، كيف اشتد هذا التناقض ، واتسع البون بعد أكثر من قرن، خاصة و أن البديل المرتجى ، حاله الآن رماد نار، فليس واقعيا أن ترى الرأسمالية " المتوحشة " اليوم بين رأس و لحية برناردشو، بل عليك أن تراها في حالة التناقض الفاحش فيما بين يخت يملكه السعودي الوليد بن طلال ، يتبختر فيه بين المحيطات ويزور حيفا وتل أبيب ،و بين قوارب بها عطب تنقل أفارقة ، تهريبا ، للوصول جثثا الى ساحل لامبيدوزا في جنوب إيطاليا، يكتفي البابا فرانسيس بأن يواسي الباقين ممن ما زال فيهم رمق بمسح دموع المآقي لا تطهير القيح الذي في القلب. وحتى هذا هو أفضل وأشرف من صمت المتأسلمين من ملوك وأمراء و شيوخ ورؤساء وزارات وحوزات و مراجع في دول تفيض بل تغرق بالنفط والثراء وما يقبض من خمس و زكاة.
نعم مع ألعمرومافيه، وعبر الفحوصات المتواصلة ، التي يجريها لي منذ سنين صديق أخصائي في القلب تعرفت عليه يوم بدأت حياة المنفى طبيبا في ألمانيا الديمقراطية ، وكان هذا الصديق يومها عضوا في الحزب ألإشتراكي الألماني الموحد ، وكثيرا ما كان يقول : كم أنا سعيد ومرتاح أن جدي الشيوعي لم يطل به العمر ويرى ما غدت عليه الإشتراكية: اسما بلا مسمى ، رغم ما حققت من حياة آمنة للناس و لكن على حساب الحرية. فترات الفحوصات باتت تقصر آمادها. التشخيص ألخير أكد أن الصمام الأبهر قد أشتد تلفه، ولم يبق من سبيل غير استبداله لتحاشي عواقبه المميتة بغتةً. وهكذا تحدد موعد إجراء عملية، ذهبتُ إذ حان الموعد الى المستشفى دونما حاجة لسيارة اسعاف . فأجريت العملية بيد جراح من بيترسبورغ، لينينغراد سابقا، ورقم غرفتين رقدت فيهما كان هو رقم 13، رقم شؤم ونحس يحسبه كثيرون، لكنه دليل سعد بالنسبة لي.
كتبت في سجل الردهة ، عند المغادرة الى دار النقاهة : " لقد لقيت أثناء ألإقامة في المستشفى من الجميع عناية و رعاية غوتوية
goetheliche ( نسبة الى غوته ) ، وليست رعاية إلاهية göttliche . فقد رأيت كم هو غوته ، الذي قضى شطرا من حياته في لايبزغ، مُحق في تعبيره : "نبيل هو الإنسان ، كثير العَون وطَيٌب ".
ما كنت أود أن يَقلق أحد بدخولي المستشفى فما اخبرت غير شريكة العمر و أحد أشقائي، غير أن شقيقا آخر طَشٌ الخبر عندما سمعه ، ونشرته منظمة ألمانيا ، ونشر في صفحة الحزب الشيوعي فصارت التلفونات و الموبايلا ت ترن ولا تهدأ، مستفسرة ،متسائلة ، قلقة على ما حل بي من " محنة " .عاتبني بعد الخروج كثيرون، و منهم مؤمنون واسلاميون لا يتابعون صحافة الشيوعيين، عاتبوني لأنهم لم يسمعوا بالخبر فحُرموا من الدعاء لي بالشفاء . وأرسل كثيرون رسائل إيميل .
ويوم الجمعة الماضية أقام الملتقى العراقي/ لايبزغ حفلا للتهنئة بمناسبة الشفاء ، شفائي وشفاء الأخ د. جوهر شاويس وشفاء الأخ رحيم الحداد، تليت فيه برقية هيئة الدفاع عن أتباع الديات و المذاهب في العراق، ارسلتها الأخت الكاتبة راهبة الخميسي، كما تليت رسالة من الأخ الصديق د. كاظم حبيب.وأود هنا تقديم الشكر والإمتنان لجميع من سأل عني تلفونيا وعبر الإيميل خاصة د. صالح حسن رئيس هيئة تحرير الثقافة الجديدة ، والى هيئة الدفاع عن أتباع الديانات و المذاهب، والملتقى العراقي /لايبزغ ،والأخ د.كاظم حبيب والأخت راهبة الخميسي, و بالطبع لا يمكن أن أنسَ ذكر شريكة العمر سلمى والإبن الحبيب ياسر.
وختاما أتمنى للجميع وافر الصحة و العافية و طول العمر.



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعيون من بيوتات و عوائل دينية
- الشيوعيون من تجمع في تأبينية الى تجمع للعمل؟
- آزاد أحمد ... شهيد في إجازة قطع القتلة إجازته
- كامل شياع.. بقلم كامل شياع
- من جريمة القنبلة الذرية الى احتلال العراق
- الإتفاقية الستراتيجية و الثلاثون من حزيران 1920
- نداء و مناشدة لجمع رسائل الشهيد كامل شياع
- القرضاوي و زيارة كردستان العراق
- من ايام وثبة كانون اينعت ثمار 14 تموز
- دعوة المالكي لإنتخابات مبكرة
- عامل شيوعي يعلق بيانات ليلة عيد الميلاد
- بإتحاد الجماهير الوطنية يتحقق الإستقلال و التقدم
- وثبة كانون الثاني 65 عاما على انتفاضة شعبية أحبطت معاهدة ا ...
- الذكرى الرابعة لإغتيال كامل شياع
- إهدار الأموال على طائرات بدل توفير الخدمات
- ثورة الرابع عشر من تموز ثمرة النضال الوطني الديمقراطي
- التيار الديمقراطي ومقترحات للعمل
- في كشف الدمة رد للتهمة
- تجنيد إلزامي في مفوضية للإعمار
- ليس الحكم في الإسلام عقيدة شرعية


المزيد.....




- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...
- سحب عشرات الطائرات العسكرية من قاعدة أميركية في قطر
- صفارات الإنذار تدوي بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجو ...
- مستشار وزير الخارجية الإيراني يكشف عن فشل -مؤامرة إسرائيلية ...
- صحافية أمريكية: استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإ ...
- -الخلايا النائمة- المرتبطة بـ-حزب الله- والمدعومة من إيران ت ...
- مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في علاج المشاكل النفسية ...
- سحب مكملات فيتامين شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب خطر يهدد ...
- اكتشاف آلية جينية تساعد على استعادة الأطراف المفقودة بالكامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - شكر و امتنان