أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - تجنيد إلزامي في مفوضية للإعمار














المزيد.....

تجنيد إلزامي في مفوضية للإعمار


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالة نشرتها في الثقافة الجديدة عدد 266 / ت1- ت2 عام 1995 دعوت الى تحويل الجيش الى مؤسسة لإعمار الوطن ، فمجلس الأمن كان قد أصدر عدة قرارت وفق الفصل السابع تخص تدمير أسلحة التدمير الشامل ، تشكل خطوات نحو إنشاء منطقة في الشرق الأوسط خالية من هذه الأسلحة، مقررا مواصلة التأكد من النوايا السلمية للعراق. وعند صياغة الدستور جرى التأكيد على سعي العراق لحل النزاعات بالوسائل السلمية و احترامه لإلتزاماته الدولية ، ومنها منع انتشار وتطوير وإنتاج واستخدام الاسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية. إلا أنه لم يتبنى الدرس العميق من تجربة الحروب وما جرته عبر الجيش الذي قام بها سوى الدمار والخراب، وأن إلتزامه الحقيقي بالحلول السلمية، سيجعله في غنى عن الجيش، الذي سيكون بقاؤه وسيلة لتعطيل الطاقات عن البناء، وإهدار ثروات العراق على حديد يُبدل قبل أن يستخدم، وقبل أن يصدأ. لكن الدستور ، وفيه ما فيه من التناقضات، نص في المادة 9 ثانياً :ـ تنظم خدمة العلم بقانون. فهل العراق بوجود الأمم المتحدة، والقطب الواحد ، المهيمن عسكريا يحتاج حقا الى جيش قتالي تهدر عليه المليارات من الدولارات التي يحتاجها الناس لتوفير أبسط الخدمات.؟ أن كانت ثمة مؤسسات في الجيش يحتاجها العراق المفروض عليه أن يكون مسالما وفق قرارات مجلس الأمن الصادرة بحكم الفصل السابع، وألا يشكل تهديدا لجيرانه ، فهي فقط تلك المؤسسات التي لها علاقة بالشؤون المدنية وتحقيق الأمن الداخلي ومراقبة التهريب. ولهذا فتوجد حاجة للمنشآت الطبية العسكرية تُلحق بوزارة الصحة، وصنف الأمور الهندسية يلحق بمفوضية للأعمار، ودوائر التجنيد تلحق بمفوضية الأعمار فتقوم بسوق "المجندين" للخدمة المدنية الإلزامية في مفوضية الأعمار الوطني. وبهذا توفر وتكثف الجهود والقدرات من اجل الأعمار ولا تبذر الأموال على حديد يصدأ أو يصهر قبل أدائه مهمته أو يؤدي مهمته في قتل أبناء الوطن كما جرى في كردستان، وحلجبة شاهد يجب إلا ينسى، وكما جرى أثناء انتفاضة آذار/ شعبان 1991 وفيما بعد في الاهوار.
صعب طرح مثل هذا الرأي وركام القرون الخوالي كله ينيخ على كواهلنا ويقيد تفكيرنا ويجبرنا على تصديق فرية ضرورة وجود جيش من اجل الوطن، وكذلك واقع "النظام العالمي الجديد" ذي القطب الواحد الذي يدين للقوة العسكرية لا للحق. ورغم هذا لابد من الجهر بأن من غير الممكن إعادة تعمير العراق وإعادة بناء الجيش في آن واحد. فلا يمكن مسك رمانتين موقوتتين في يد مشلولة. أن تحقيق ضرورة حل الجيش العسكري وإقامة مفوضية أعمار الوطن على أساس الخدمة المدنية الإلزامية تحتاج إلى توافر جهود كل الحريصين على مستقبل الوطن من مفكرين وسياسيين وعسكريين أيضا ، من الذين يضعون فعلا مصلحة العراق فوق المصلحة الشخصية. أما مسألة حماية امن العراق من عدوان خارجي فينبغي العمل من اجل أن تكون ضمن نظام امن شرق أوسطي وخليجي ويتكفل مجلس الأمن الذي فرض القيود على عراق الغد ضمانه. أن العراق بحاجة ماسة الى توفير الخدمات الأساسية للملايين، المحتاجين الى التمتع بحصتهم من النفط ، ثروة الشعب، لا ملك الساسة والعسكر، أفليس من الكفر والحرام ترك فرد جائع واحد يموت لتخصيص ما يكفي قوته يصرف على عتاد عسكري ليصدأ ويستبدل بأحدث منه بعد حين.
لنتذكر رائعة السياب" الأسلحة والأطفال" فهو لم يخصص الأسلحة الامبريالية والرجعية فقط، بل الأسلحة عموماً:
لمن المدافع والرصاص
وبأي قلب في غد
ستغوص أطراف الرماح
أَلِأَجْلِنا
إنا نطالب بالسلام .

هذا مقطع من مقالة نشرتها في الثقافة الجديدة عام 1995، وحال العراق في العام العاشر بعد الإحتلال وانهيار النظام البعثــفاشي
يؤكد ما ذهبت اليه. ملاحظة إن ما نسبته من الذاكرة يومذاك الى المبدع السياب ليس صحيحا، فابيات لمن المدافع ....الى ستغوص
أطراف الرماح هي للشاعر حسين مردان، بينما " ألأجلنا إنا نطالب بالسلام " من قصيدة للشاعر علي جليل الوردي
ألقاها عام 1954.
و ما أروع لو عاد إعمار العراق بعد أن صار كله بصرة الخراب ، ويصير سلاحه كما وصف الحريري أهل البصرة:
" سلاح الناس كلهم الحديد، وسلاحكم، ياأهل البصرة، الأدعية والتوحيد" ، و الأدق تنوع الفكر ووحدة العمل.



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس الحكم في الإسلام عقيدة شرعية
- إنعقاد المؤتمر ألأول للتجمع العربي لنصرة الشعب الكردي
- في ذكرى وثبة كانون المجيدة
- في ذكرى ثورة أكتوبر
- القرار 688 وربيع العالم العربي
- ثانية حول موقف فهد من الصهيونية
- آينشتاين يفضح فاشية حزب بيغن الصهيوني
- في الذكرى الثامنة لسقوط نظام البعث الفاشي
- فهد والقضية الفلسطينية
- دعو ة لإنتخابات جديدة لمجلس النواب
- الغضبة الشعبية ضد الفساد
- هلهولة للبعث الفاشي/ -قوانين- مجلس قيادة الثورة سارية المفعو ...
- مناشدة د.كاظم حبيب سحب استقالته
- لا للعنف سلمية...سلمية
- الجيش من فرية الدفاع عن الوطن إلى هيئة إعمار الوطن
- - مصرُ البهيّةُ ، أُمُّنا ، جاءتْ إلى الساحةْ - *
- حول الجيش و الدفاع عن الوطن
- هلهوله للبعث الفاشي !! المطلق أول الغيث ؟؟
- الشيوعيون وعلي الوردي
- غطرسة إسرائيل إلى متى ؟


المزيد.....




- صاحب متجر المثلجات الوحيد الحائز على نجمة -ميشلان- يريد صنع ...
- تداول فيديو لـ-طابور سير الصاعقة المصرية في شوارع رفح-.. هذا ...
- -قولوا لنا كيف مات-.. صلاح يُحرج -يويفا- ومنشوره عن -بيليه ف ...
- الشرق الأوسط قد يكون ساحة لحرب نووية - الغارديان
- 100 يوم من حكومة ميرتس.. هل -عادت ألمانيا-؟
- لبنان امام اختبار حصر السلاح بيد الدولة
- العراق: تسرب غاز كلور في كربلاء يصيب أكثر من 600 زائر شيعي ...
- اجتماع عربي لبحث التصدي لقرار إسرائيل احتلال غزة
- مظاهرة في ماليزيا تطالب بوقف الجرائم الإسرائيلية في غزة
- الحياة تعود تدريجيا في بعض أحياء الخرطوم بعد سيطرة الجيش علي ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - تجنيد إلزامي في مفوضية للإعمار