أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - حول الجيش و الدفاع عن الوطن















المزيد.....

حول الجيش و الدفاع عن الوطن


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت ذكرى اليوم الذي جرى الأتفاق على أنه يوم تأسيس الجيش العراقي،يوم 6 كانون الثاني وكانت هذا العام ذكراه التسعون.
وإن كان من المفهوم أن الضباط الذين خدموا في الجيش العراقي، ويخدمون فيه لا يرون ، ولا يتذكرون
سوى صفحات البطولة والرجولة والشهامة ، صفحات الدفاع عن الوطن، والبذل والفداء، و يمجدون بالجيش
حارس حمى الوطن، دون أن يسألوا التاريخ إن كان حقا ما يقولون أم مجرد حكايات لا يسندها الواقع التاريخي، وأن ما يرددونه ليس سوى ثياب قيصر جديدة. وعنهم إفتخر وفيق السامرائي بأن الجيش العراقي لم يشهدفي تاريخه إمتناع ضابط عن تنفيذ أوامر، هذا يعني و لا التمرد حتى على قرار قصف حلبجة بالأسلحة الكيمياوية ، وقمع إنتفاضة آذار/ شعبان 1991 في الجنوب وفي كردستان العراق، وهكذا تصريح إن هو الا إفتخار بما هو عار.ويشابه هذا التصريح تصريح ذلك الضابط أمام عدسات التلفزيون وهو يحتج على قرار بريمر بحل
الجيش بقوله: قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق. فالرزق لا الدفاع عن الوطن هو وراء الدخول للجيش
وشعبنا الذي اكتوى بعقود من الحروب العبثية ، وبأكثر من عقد من الحصار ، سلاح الدمار الشامل، والذي آلى
على نفسه في ديباجة الدستور أن يتعظ لغده بأمسه كان على مفكريه و مثقفيه و سياسييه أن يستخلصوا العظة الحاسمة من عبثية الحرب، ويدرسوا مسألة وجود الجيش أساسا. وهذه السنوات الثمانية بعد الإحتلال بينت أن ما نحتاجه هو قوات مسلحة لحفظ الأمن الداخلي، وحماية الحدود من التهريب.و لا نحتاج للعودة لتبذير عشرات المليارات بل مئات المليارات في الوقت الذي يحتاج فيه الناس الى ماء يصلح للشرب ، والى كهرباء، والى الدواء خاصة مع تزايد الأمراض السرطانية والولادات المشوهة بسبب استخدام السلاح النووي المنضب وغيره من الأسلحة المفروض أن تكون أسلحة محرمة.
ومساهمة في إثارة نقاش حول التسلح و ضمانة سلامة سيادة وأمن العراق بعد الخلاص من الأحتلال، انشر
هذه المقالة التي نشرت عام 1988 في جريدة” عراق الغد” المعارضة التي كانت تصدر في أمريكا عن الاتحاد الديمقراطي العراقي، و سأعقبها بمقالة أخرى.


بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي نشرت “ عراق الغد” مقالا دعت فيه بحق الى “ ضرورة المزيج من العمل و النشاط في داخل
وجعله مرة أخرى جيشا وطنيا من الشعب والى الشعب يدافع عن حدوده و يحمي كرامته” ، وثمنت الدور الذي لعبه الجنود وضباط الصف و الضباط ، خاصة في ثورة 14 تموز1958 المجيدة.، والتي ستمر الذكرى الثلاثون لإنتصارها هذا العام. غير أن المقالة انطلقت في تقييمها للجيش من هذا الجانب الوحيد الطرف في تاريخ الجيش فتناست أنه كمؤسسة كان جزءا من النظام الرجعي المعادي للشعب وإنه قام بدوره عدة مرات كجهاز في ضرب الحركة الوطنية، رغم النوايا الذاتية الوطنية لدى العديد من أفراده، وبالرغم من انحداراتهم الاجتماعية. أفلم يسهم الجيش في ضرب الانتفاضات الكردية وإنتفاضات الفلاحين في الفرات الأوسط وفي الجنوب؟ أولم يسهم في ضرب الحركة الوطنية وسلبهاما حققته من بضعة إنتصارات ، وفي تصفية الحركة الديمقراطية عبر إستخدامه أداة في فرض الأحكام العرفية، وقيام المجالس العرفية العسكرية بأصدار أحكام الاعدام والسجن كما
حدث بعد وثبة كانون الثاني 1948 ضد محاولة فرض معاهدة بورتسموث العسكرية مع “ الحليفة “ بريطانيا العظمى، وضد إنتفاضة
تشرين ثاني 1952 المطالبة بإنتخابات ديمقراطية، حرة؟ نعم ان تحالف الضباط الأحرار مع جبهة الاتحاد الوطني أتاح للجيش
أن يقوم بدور رئيسي في تفجير ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ، وهذه صفحة ناصعة مجيدة في تاريخ الجيش العراقي لا تنكر.
غير أن التحديق فيها وحدها فقط يعمي النظر عن رؤية الجوانب الأخرى. فجيش تموز، وبالرغم من التنظيم الواسع للقوى الديمقراطية داخله بعد تموز ، صار الأداة الرئيسية لتثبيت الدكتاتورية العسكرية الفردية، التي أوقفت مسيرة تطور الثورة وتحولها
لصالح الجماهير، وضربت الحركة الديمقراطية، و أسهمت بسياستها في تعميق الخلافات في صفوف الحركة الوطنية، كما أسهمت بتلك السياسة في تعميق الخلاف في صفوف حركة التحرر العربي، ووجهت الجيش نفسه منذ عام 1961 في حرب ضد الشعب الكردي، تستمر مع بعض إنقطاعات الى يومنا هذا. ولقد بقيت الفترة الاستثنائية العسكرية و برمزها الحاكم العسكري العام قائمة
والذي قامت بتنفيذه وحدات من الجيش ، ومع ضباط متقاعدين من الانقلابيين ، سيطروا عليها وتمكنوا من تحريكها للاطاحة بحكم 14 تموز، وتصفية الحركة الديمقراطية في مجازر دموية ،حتى الإنقلاب الفاشي في8 شباط 1963
وبقي الجيش رغم عدم خلو صفوفه من عناصر وطنية ديمقراطية و شعبية، أداة بيد الديكتاتورية العسكرية الرجعية ضد الحركة الديمقراطية عموما، ولمواصلة شن الحرب ضد الشعب الكردي، تتخللها بعض الهدنات المؤقتة.

وأوغل العفالقة الصداميون في تطوير المؤسسة العسكرية الى قاعدة لتثبيت النظام الفاشي، فعملوا على تبعيث الجيش، وتضفية كل ، من له ميول وطنية، وحرموا على كل عسكري، حتى من كان متقاعدا العمل في صفوف القوى الوطنية.كما واشترطوا على القوى
التي دخلت معهم في الجبهة الأمتناع عن العمل في صفوف الجيش. وعملوا على عسكرة الدولة والمجتمع، وفق ما أعلنوه في تقرير المؤتمر الثامن لحزب البعث عام 1974، وشنوا الحرب مجددا على الشعب الكردي، ثم شنوا الحرب على إيران، حربا أرادوها نزهة ، وبحجة أن لا تصبح المدن العراقية هدفا للمدفعية العراقية حتى استباحت الإيرانيون أراضي عراقية، وحولت مدفعيتهم البصرة
و مدن عراقية أخرى الى خراب. ومنذ سنوات يصرون على المضي في هذه الحرب المدمرة الجنونية، رافضين إيقافها واللجوء الى
حل المشاكل بين البلدين بالطرق السلمية، والأقرار بحق الشعبين في إقامة حكم ديمقراطي بالوسائل التي يحددها الشعب نفسه دون تدخل خارجي.
أن النظر للجيش فقط من زاوية بعض الصفحات الناصعة، والنادرة، في تاريخه وحقيقة سقوط المئات من مراتبه أفرادا الى جانب
شهداء الشعب في النضال من اجل الحكم الوطني الديمقراطي و من أجل إيقاف الحرب وإسقاط الفاشية يقود الى نسيان جوهر الجيش كمؤسسة قمعية، كجزء أساسي من النظام المعادي للشعب، والوقوع في وهم أنه مؤسسة منفصلة، مستقلة عن النظام.

وإن دخول الحرب عامها الثامن، واستمرار الفاشية البدوية متحكمة في أقدار العراق من جهة، ومن جهة أخرى إصرار الفاشية المعممة في إيران على مواصلة الحرب واحتلال أراضي عراقية يجعل البعض ومنهم م.ر. في “ وجهة نظر”ــــه. حول الحرب العراقية – الإيرانية ، في نفس العدد من “عراق الغد” يقعون في مثل هذا الوهم، فينظرون للجيش وكأنه ليس جزءا من النظام الفاشي المعادي للشعب والسلام ، والذي فرط باستقلال الوطن، وتنازل للرجعيات المحيطة بالوطن عن أراضي عراقية وتسبب
بالحرب واحتلال أيران للأراضي العراقية، وحقق بالحرب ما حققته كامب ديفيد من إضعاف حركة التحرر العربي فاستباحت إسرائيل أراضي لبنان ، و ضربت المفاعل النووي العراقي ، وقصفت منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، ومن هذا الوهم
يطلبون “ تقديم الإسناد المعنوي الكامل للديش العراقي في أداء واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن”، كما يدعو ر. م. ، والى بذل
الدماء بالتحالف مع هذا الجيش في الحرب الوطنية التحررية كما يطلب آخرون. هل سيصل الأمر بالبعض الى اعتبار قيام الجيش العراقي باستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد المناطق الكردية جزءا من “ المهمات النبيلة و الجليلة للجيش العراقي الباسل
في الدفاع عن الوطن” و “ ضد تقسيم العراق على أساس طائفي و عنصري “؟

إن الدعوات للوقوف الى جانب النظام باسم الدفاع عن الوطن لا تعني سوى التخلي عن تعبئة القوى من أجل إيقاف الحرب و
إسقاط الفاشية، وما يعنيه ذلك من إطالة أمد الحرب فمضاعفة الدمار و الخراب لشعبنا بشريا و ماديا، وتزايد ديون العراق بمواصلة
الإمدادات و التجهيزات العسكرية، فتعميق التبعية للإمبريالية و للرجعية العربية، وفتح باب جديد لتعميق الخلاف والإنقسام في
صفوف المعارضة العراقية، واستمرار إضعاف حركة التحرر العربية وانتفاع إسرائيل من دوام الحرب، وتزايد خطرإتساع حرب الخليج بما يعنيه ذلك من خطر كبيرعلى بداية الانعطاف الدولي بأتجاه خطرحلول يوم القيامة الذرية.

وان العوة للنظر للجيش بمعزل عن النظام السابق في النظر الى ماكانت تقوم به اجهزة الامن والمخابرات والتنظيمات البعثية الحزبية ضد القوى الوطنية والديمقراطية ايام الجبهة مع البعث بمعزل عن النظام وفيادته. ومعرفة النتائج الكارثية التي ساهمت فيها النظرة الى اجزاء متقطعة عن الكل, النظرة المبتعدة عن المادية التي ترى ان التهويل في جانب واحد من اية مسألة وتضخيم هذا يوصل الى التقديس والتألية والانعزال عن الواقع ـ



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلهوله للبعث الفاشي !! المطلق أول الغيث ؟؟
- الشيوعيون وعلي الوردي
- غطرسة إسرائيل إلى متى ؟
- مجلس النواب وحملة تعديلات قانون الانتخابات
- في الذكرى السبعين لميلاد الفقيد سعود الناصري
- الشيخ جلال الدين وحملة تحريم الخمور
- في خمسينية أول تنظيم للجالية العراقيىة في ألمانيا
- هوية العراق بين الدستور والمالكي
- النائب حميد موسى رئيس مجلس النواب بدون محاصصة
- كامل شياع النزيه الباسم ، داحر المرارة واليأس
- نداء للدفاع عن مثقفي العراق
- في عيد الصحافة الشيوعية أداة للتنويروتعميق الوعي ولتعبئة الر ...
- يكفي ان الاتفاقية مع امريكا لترفض
- تصخاب الصولة وكتمان مفاوضات اتفاقية الاحتلال
- امنيات لعام 2008
- طوبى لمن سار في هدى أكتوبر المجيد !
- مام جلال والتحفظ لصالح العسكر
- مشروع الحزب الشيوعي مشروع ضد ثالوث الدمار
- امريكا من هيروشيما الى حصار العراق
- فريق واحد و شعب واحد


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - حول الجيش و الدفاع عن الوطن