أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - ثورة الرابع عشر من تموز ثمرة النضال الوطني الديمقراطي















المزيد.....

ثورة الرابع عشر من تموز ثمرة النضال الوطني الديمقراطي


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 7304 - 2022 / 7 / 9 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة الرابع عشر من تموز ثمرة النضال الوطني الديمقراطي
2012 / 7 / 13

منذ أربعة وخمسين عاما يحتفل الديمقراطيون بذكرى ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة. أذكر أنه في أليوم الأول من الثورة، تموز 1958، إصطدمنا ولآول مرة مع البعثيين العرب، إذ أنهم في ذلك اليوم نفسه، أفصحوا عن وجههم الشوفيني، القوماني، البغيض بالتهجم على الحركة القومية الكردية وإعتبارها إسرائيل ثانية. قبل ذلك كنا في تحالف معهم، ونشترك سوية في نشاط رابطة الطلبة العرب في ماينز، وفي إتحاد الطلاب العرب في ألمانيا، الذي تأسس بجهودنا ، نحن الديمقراطيين العرب. في ذلك اليوم ، وأتذكره دقيقفة، دقيقة، رغم مرور السنين وتقدم العمر وما زلت أعتبره أسعد يوم في حياتي فقد صارت الدنيا لنا جديدة وسعيدة مثلما وصفها الشاعر الراحل زاهد محمد زاهد بصدق ،في تلك الأيام:
كل شئ بعد تموز جديد السنا والفجر و الطفل الوليد.
تلك اللحظات ما زالت حية تشعر بكل نبضاتها وكأنها في ساعة سماع أنبائها وليست هي ذكراها الرابعة والخمسين. رغم الشيب يتذكر المرء التفاصيل الدقيقة لتلك الأيام أيام العيد، فالثورة حقا هي عيد الكادحين،والمنحازين الى جانبهم، تشعر فيها كما لو أن المرء يصل الى واحة غناء بعد عناء التيه في لظى الصحراء. وصفتها ذاك اليوم أنها أفضل هدية يقدمها الشعب العراقي الى ذكرى الثورة الفرنسية التي رفعت شعارات الحرية والإخاء و المساواة، فصار العراقي يحس بالحرية، والحرية هي التي تمنح المرء كرامته.
ومنذ سنوات يعكر صفو فرحتنا ارتفاع بعض الأصوات النشاز، من بعض او نفس الأشخاص بتوجيه التهم ونشر الأباطيل عن " الإنقلاب الدموي" ، الذي
"يجب ان يتطهر العراقيون منه ويغسلون ذنوبهم المتراكمة لا ان يتم الاحتفال به" ، يقولون مثل هذا الكلام وهم يجب أن يعرفوا من تجربتهم وإطلاعهم على تاريخ العراق، المفترض أنهم يعرفونه حتى يجوز لهم إطلاق الأحكام على ثورة تموز، ومناصريها، أن الديمقراطيين من العراقيين، والمنصفين فقط هم الذين يحتفلون بثورة تموز وليس كل العراقيين، ففي الوقت الذي ظل المتضررون من ثورة تموز، خاصة الإقطاعيون والرجعيون والظلاميون ومن ثم البعثيون يحاربون 14 تموز وسعوا الى محو ذكراها، بقي الديمقراطيون يحتفلون بذكراها عاما بعد عام، والذي لا يضير الكثير منهم أنه قد تجاوز الستين من العمر ونيف، لكنه يتقد فتوة وحيوية عندما يعيش تلك الأيام ثانية. لأنها كانت أيام عرس حقيقي لمن بذل جهدا، مهما ضؤل للخلاص من التبعية للإستعمار، وحكم الإقطاع والرجعية، الذي كان ينتهك حقوق الإنسان، فخاف حتى من فوز بضعة نواب ديمقراطيين الى البرلمان الذي يزيفون نتائجه.فحلوا البرلمان وأصدروا قوانين " وما شابه
ذلك " لتجريم المنظمات الديمقراطية، وسدوا الطريق أمام إمكانية تعزيز النظام
الديمقراطي سلميا.
نعم بدأت الثورة بانقلاب عسكري، كاد أن يكون سلميا تماما لولا المذبحة التي أودت بأفراد العائلة المالكة، و ثبت أنها ليست من قرارات الثورة. الإنجازات التي تحققت في تلك الفترة القصيرة من عمر تموز،4 سنوات ونصف السنة، إنجازات كبيرة وضعت العراق والمنطقة على مسار نحو مستقبل عظيم. وغيرت ميزان القوى العالمي. لذلك بدأ ألأمريكان على حبك المؤامرات واحدة تلو الأخرى لنحر الثورة، فنجحوا بعد أقل من خمس سنين في إنقلاب شباط الفاشي البعثي عام 1963، والذي شاركتهم فيه القوى الرجعية والظلامية ، وتتالت بعده الإنقلابات حتى عودتهم في تموز 1968 ،فخيم حكم الفاشية حتى إنهيارها على أيدي الأمريكان الإنهيار السريع في التاسع من نيسان 2003، لأن ما من أحد كان يريد أن يدافع عنها.
منطق الذين يضعون على ثورة تموز جريرة ما حدث منذ نحرها، يكشف عن جهلهم بتاريخ الثورات، التي حققت كل منها بعض النجاحات، يوصلهم الى جعل النبي محمد مسؤولا عن إعتيال خلفائه وكل المذابح التي حصلت في تاريخ الخلافات المتتالية من راشدية فأموية وعباسية حتى الخلافة العثمانية، وعما يحصل اليوم في البلدان الإسلامية يوصلهم الى هذا الإستنتاج إن كانوا صادقين مع أنفسهم. فأي منطق مفلوج مثل هذا المنطق. ليس بقدرة التشويهات والأباطيل لتي نشرها الرجعيون والبعثيون والإستعمار عن ثورة تموز أن تصير حقيقة..
و البعض يظن أنه يحاكم الأمورمن موقف حيادي وموضوعي تجاه الأحداث فينزلق الى المساواة بين الشيوعيين والبعثيين ، دون أن ينتبه الى ما في هذا الموقف من ظلم وتجن ، وبالتالي يجد نفسه في صف القتلة. فأي منطق يقبل المساواة بين الحزب الشيوعي والبعث ، أليس في موقف كهذا الكثير من التجني وعدم الإنصاف. فالحزب الذي يدعو للديمقراطية والإعتماد على الجماهير من الناس ليس كحزب يدعو للفاشية وسبيله الإنقلاب العسكري كإنقلاب 8 شباط. ليس من الموضوعية ولا نبذ التعصب الحزبي الوقوف على بعد واحد من القاتل والقتيل، من الجلاد والضحية.
ومن هذا البعض من يؤاخذنا على استخدامنا لمصطلحات البعث والرجعية والأمبريالية الأميركية و الظلاميين ،الذين يتخذون الدين ستارا يتاجرون به لكسب الثروة والسلطة. فما الخطأ في هذا، هل علينا أن لا نتحدث عن قيم الخير و الحق والجمال لمجرد كونها مصطلحات قديمة، وهل يجعلها القدم مصطلحات بالية ؟.
إن تبني رأي معين يتطلب كي يكون دافعا للحوارمن أجل التوصل الى الحقيقة، يتطلب أن يكون مبنيا على معرفة بظروف الحدث ، والإنطلاق من الظروف التاريخية ومكانها،التي حصل فيها الحدث.ليكون الحكم منصفا وبعيدا عن التجني.
فمثلما تغيرت ظروف النقل والمواصلات تغيرا خياليا اليوم عما كانت عليه في الخمسينات، والأحكام المنصفة تأخذ الأمور بظروفها الزمانية و المكانية، فإلى أواخر الستينات من القرن الماضي لم يكن سبيلا للتحرر غير الربط بين النضال الديمقراطي الوطني السلمي مع الأساليب العنفية ، ولكن منذ السبعينات إنتهى دور الكلاشنكوف، وكتبت في رسالة العراق عدة مقالات عن نهاية الكفاح المسلح، حصلت على نقد من ورائها.
وتبقى ثورة تموز الثمرة اليانعة لنضالات وانتفاضات الشعب العراقي المتواصلة منذ ثورة العشرين ، النضالات الجماهيرية الديمقراطية ، دون أن يعني هذا أنها كانت ثورة بدون سلبيات ، وأية ثورة خلت من سلبيات و نواقص.
أن يستمر أعداء تموز في تشويها و محاربتها فأمر معروف ،إذ أنهم لا يرغبون
في دولة كدولة تموز، متخلصة من أخطائها وسلبياته ، خاصة التأخر في إقامة الانتخابات وتسليم السلطة سلميا الى حكومة تفرزها صناديق الإنتخاب وتنهي الدكتاتورية الفردية ، و لذلك على من يوجه التهم وينشرالأباطيل عن ثورة تموز
ويحسب نفسه على الديمقراطيين أن يتفحص موقع قدميه فيتأكد هل هو حقا، لا قولا ، ما يزال في صفوف الديمقراطيين، أم تركها فعلا ولكن يريد ان يُحسب على الديمقراطيين.



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الديمقراطي ومقترحات للعمل
- في كشف الدمة رد للتهمة
- تجنيد إلزامي في مفوضية للإعمار
- ليس الحكم في الإسلام عقيدة شرعية
- إنعقاد المؤتمر ألأول للتجمع العربي لنصرة الشعب الكردي
- في ذكرى وثبة كانون المجيدة
- في ذكرى ثورة أكتوبر
- القرار 688 وربيع العالم العربي
- ثانية حول موقف فهد من الصهيونية
- آينشتاين يفضح فاشية حزب بيغن الصهيوني
- في الذكرى الثامنة لسقوط نظام البعث الفاشي
- فهد والقضية الفلسطينية
- دعو ة لإنتخابات جديدة لمجلس النواب
- الغضبة الشعبية ضد الفساد
- هلهولة للبعث الفاشي/ -قوانين- مجلس قيادة الثورة سارية المفعو ...
- مناشدة د.كاظم حبيب سحب استقالته
- لا للعنف سلمية...سلمية
- الجيش من فرية الدفاع عن الوطن إلى هيئة إعمار الوطن
- - مصرُ البهيّةُ ، أُمُّنا ، جاءتْ إلى الساحةْ - *
- حول الجيش و الدفاع عن الوطن


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البلادي - ثورة الرابع عشر من تموز ثمرة النضال الوطني الديمقراطي