أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - نص سردي ..لنص شعري/رؤية محايثة














المزيد.....

نص سردي ..لنص شعري/رؤية محايثة


قاسم العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 19:54
المحور: الادب والفن
    





النص الشعري:
للايجار


شفيق المهدي
الى عبد الرحيم ياسر
شيبتك الطفولة ومازلت طفلا...

كنـا صبية
و كان لنا بيت على الشط
ولنا جيران
يا الهي ما اجمل هذي الدار
ثلاثة غرف للنوم
و000 اخرى (للخطار)
حمام ومطبخ وايوان
كنا تسعة انفار
لكن الوالد يشتكي
هذا البيت ليست لنا
هذا البيت بالايجار
الام تراقب
الاخ الاكبر يرد : لكن لنا وطنا
ولنا جيران اخيار
يا ابي 0 من مثلنا له هذا الجار؟؟
و
يموت الاب
يموت ومازلنا في بيت بالايجار

* * *





واليوم
انا ابنه الحالم
املك بيتاً بخمس غرف
ثلاثة حمامات
مطبخ ايطالي
وحديقة
لكن اولادي يصرخون بوجهي :
ليس لنا جيران
ما هذي الدار
نريد الهجرة ؟؟

* * *

في الليل احلم ، ارى نفسي :
وانا ابحث عن قبر
للايجـــــار ..!
النص النثري/ رؤية قصصية محايثة للنص الشعري اعلاه.

هناك..،والنوارس تخفق الاجنحة صوب مويجات النهر المتراقصة وهي تزف زوراق صيادي السمك (البني والشبوط والبز..)وهم يرددون :
(يا صياد السمك صد لي بنيّة ..)فيما انطلقت من فوق زورق اخر ..(على شواطي دجله مر ..يامنيتي باحلى العمر...)والصيادون يسحبون شباكهم بحصادها الوفير والفرحة تطرز وجوهم الموشحة بالطيبة والكرم..،وتسعة انفار من الصبية والصبيات يلوحون للصيادين بسعف النخل يشاركهم صبية وصبيات الجيران (بدشاديشهم المقلمة بخطوط عمودية ،زرقاء وحمراء وخضراء والاسود غادرها تماما ، قماشها من (البازة )..ياه ماأجمل الوانها ..! اين هي الان، لقد اختفت ولانكاد نراها حتى في القرى الريفية المتخامة لمدينتنا ..؟ّ!
الصبيّة ،يواصلون متعتهم على رمل الشاطيء يتربعون ، حلقات حلقات ،يتربعون، يبتنون بيوتا من الرمل يؤثثوها بأرائك من الرمل ، وثلاث غرف للنوم ،واخرى للخطار ،حمام ومطبخ وإيوان ، وبصوت واحد يرددون :ياالهي ما اجمل هذه الدار..؟!!
ومن هناك ، من شرفة البيت المطلّ على النهر الذي ما ملّ من جريانه وانسيابه ، صباح مساء ، كان صوت الاب تردده مويجات النهر ومسامع الصبية :
هذا البيت ليس لنا، هذا البيت بالايجار..!
والام تراقب وقع كلام زوجها على الصبية ، نظراتها موزعة بين الاب الشاكي وبين اولادها المتربعون على الرمل ، دمعة حرى اندلقت من عينها وجرفت معها كحل العين ..!
لكن ابنها الاكبر رفع رأسه الاشعث صوب الشرفة حيث ابيه وردد معترضا :
لكن لنا وطنا،ولنا جيران اخيار
يا ابي ..من مثلنا له هذا الجار..؟!!
وبصوت واحد رددوا جميعا ،اولاده واولاد الجيران والنهر ردد معهم ايضا:
لكن لنا وطناً
ولنا جيران اخيار
من مثلنا له هذا الجار..؟!
وما اجمل هذه الدار....!
وبدون ان تدري ، كانت الام الطيبة تشارك اولادها وصبية الجيران ، وتردد معهم والدموع تنساح من عينيها الكحلاويين ، دموع مزيج من الفرح والأ سى ،دموع الشفقة ودموع الاعتزاز ،شفقة على زوجها الذي انحى ظهره ومازال لايمتلك شبرا من الارض ولو بحجم لحد قبر، وبأعتزاز على الالفة الحميمية بين اولادها والجيران ، وبينها وبين نسوة الحي اللواتي ماتخلين عنها ابدا ، صحبة جميلة ، عوضتها عن بعد اخواتها المنتشرات بين محافظات وطنها الكبير المرتفع دائما كنخلة سامقة ..
في ليلة – اغلب الظن_- كان القمر فيها آفلاً والنجوم بالكاد تنوس بخجل ، كان رجال الحي يتبادلون على حمل التابوت الاحدب صوب مقبرة الحي ، تتبعهم النسوة باكيات نائحات ..
فلقد مات الاب..،وترك تسعة انفار وبيت بالايجار..!
وبعد رحيل الاب ، بسنوات تفرّق الاولاد والبنات ، منهم من اشترى دارا ومنهم بالايجار ، بعد ان تزوجوا والبنات تزوجنّ ، الحالم، الابن الاكبر مازال صوت ابيه يدور في ذاكرته المثقلة بالاحلام والاماني ،وكيف مات كمدا ، مات يحلم ببيت يمتلكه ..!
واليوم ابنه الحالم،يمتلك بيتا بخمس غرف ،ثلاثة حمامات ومطبخ ايطالي وحديقة بوسع الاحلام..!لكن اولاده يصرخون بوجهه :
ماهذه الدار..؟!
ليس لنا جيران ، فمن اين تتشكل ذاكرتنا ، ونحن بلا جار ولا صبية يشاركونا احلامنا ..؟! لاادري لِمَ خطر ببالي السيد –باشلر- وجمالية مكانه ، وظاهريته المكانية ، ولاادري لماذا استرجعت مقولته ( ذاكرة الطفولة والحنين لبيت الطفولة قناديل لاتنطفيء ..) ومكان الطفولة مرتبط بمن يؤهل هذا المكان، اولاد الجيران ، الصحبة ، موجوداته وهكذا..، حقا من اين لهم ولذاكرتهم ان تتشكل وهي بمعزل عن هذا ..؟!
وتكرر صراخ الابناء بوجه ابيهم :
ليس لنا جيران ..،
ماهذه الدار..؟
يا ابتي نريد الهجره،
نريد الهجرة ..
ن..ر...ي...د
ا..ال...ه...ج..رررررررررررررررررررررة...!
حينها راح الاب يسترجع وجوه جيرانه حين كان صبيا ، وجه علي وعمر ..وجه عائشة ووجه زينب..استرجع وجوه كل اصدقاء الصبا
، وهم يبتسمون له بحنان : اين انت يا صديقنا فلقد اشتقنا لك وطفح الحنين لرؤيتك جارنا الجميل..!
ومن الليل حتى قبيل انبلاج الفجر ، راح يحلم ويبحث
عن قبر للايجار...!!
(قاسم العزاوي)
النص السردي مستوحى من قصيدة الشاعر شفيق المهدي – للايجار)




#قاسم_العزاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الذي مات ولم يمت(الى روح مدني صالح)
- ماتيسر له من الهذيان (الى على السوداني في هذيانه)
- ومضات بمقاربات سوريالية
- قصتان قصيرتان جدا
- ثلاثة عيون ولحية فوضوية (الى الفنان عمر مصلح........ ...
- مجسات العتمة....................قصة قصيرة
- يا..أنايَ
- نوافذ الغربة/مرشحات الذاكرة /) صبيح كلش يفتح نوافذ الغربة
- سنا السين....
- نص نثري..لنص شعري/ جولة محايثة لديوان سطر الشارع / للشاعر فل ...
- طيفكِ خمرتي ونديمي
- عويل الحقائب....قصة قصيرة
- استلهام القصيدة قصصياً/ تجوال قصصي داخل قصيدة لسيدة بن علي.. ...
- عطش....ايروتيكا....!
- إفتراض....!
- انكسار الصوت...!
- المهرج والبالون................!
- سنابل الروح.....!
- الرؤيا.....
- ربما ..حلم


المزيد.....




- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...
- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - نص سردي ..لنص شعري/رؤية محايثة