أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - مقامة الذي مات ولم يمت(الى روح مدني صالح)














المزيد.....

مقامة الذي مات ولم يمت(الى روح مدني صالح)


قاسم العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


مقامة الذي مات ولم يمت
الى روح مدني صالح.

قلت: مات مدني صالح.
جاوبني الصدى: وأغلب الظن ،بل بكل تأكيد ،أن صدى الصوت لم يكن سوى صوته هو – صوت الذي مات ولم يمت قال:الوجود في العدم موجود ،وإلاّ كيف يكون العدم من غيرالوجود مثلما العدم في الوجود موجود..؟! الوجود في العدم والعدم في الوجود..!
ترى ماالذي يخلفه الوجود سوى العدم ..؟!قلت: المادة لاتفنى ولاتستحدث من العدم ،قال: في الفيزياء نعم ،ولكن في الفلسفة نعم ولا وأنا مع النعم في الفلسفة ..! وفي الميتافيزقيا يقولون لا وانا أقول نعم ولا.
وإلاّ كيف تكون فكرة الوجود المطلق بغير ديالكتيكية العدم ..؟! تأملت ماقاله وسرحت في عالم الوجود طارحاً فكرة العدم بعيداً ، بيد اني اصطدمت بالعدم، وإلا كيف صار( مدني صالح) عدماً وشطب من لائحة الموجودات والتي كانت متداولة في سوق الفكر والثقافة والفن والشعر والفلسفة والمعارك الثقافية والتي بدون سيوف وخناجر وبنادق ومدافع وهاونات ، بل بدون أحزمة ناسفة ولا مفخخات وتطاير اشلاء الناس ممن ليسوا لهم همّ في الثقافة والكتاب...؟! ومعارك إحتلت صفحات الصحف والمجلات ردحاً من الزمن بين الذي مات ولم يمت وبين اسماء مازالت تسبح في الوجود ، واذكر منهم الدكتور الفاضل (مالك المطلبي ) أطال الله عمره ، كان يصرّ الذي مات ولم يمت على ( فرحانة دواليب العيد) والآخر يردّ عليه بقوة بل( فرحة دواليب العيد) ..! والقاريء المسكين لم يزل موزعاً بين فرحانة وفرحة والجبة والحبة حتى انتفض ( الحلاج) وخلع جبته ومزقها إربا إربا ، ورمى حبات مسبحته وغاص في زحام المدينة المتلألئة الانوار ..جاوبني صوت الذي مات ولم يمت :
- بل فرحانة دواليب العيد..!
أرجعتني صرخته هذه الى أيام الثمانينيات ومقالاته الفلسفيّة في جريدة الجمهورية وهو يشاكس باسلوب يجمع الجد والهزل والتكرار بالجمل وقلبها بحلاوات فلسفيّة لاذعة حينا وهازئة حينا آخر فيما يكتب بكل جديّة كتابه (هذا هو السياب) عكس ماجاء بمقالاته ومطولاته الفلسفية .
قلت لصوت مدني صالح : أتؤمن (بالرجعة) بعد الموت ؟ قال:أو تريدني كما قال ( أبو حنيفة النعمان ) لصديقه (مؤمن الطاق) حين سأله : هل تقول بالرجعة ، فأجاب بنعم ولا..فقال النعمان ( أقرضني من كيسك هذا خمسة مائة دينار ،..فاذا عدت انا وانت ردتتها اليك ..فقال (مؤمن الطاق) في الحال : أريد ضميناً يضمن لي أنك ستعود إنسانا فاني أخاف أن تعود قرداً..!
وإستطرد مدني صالح : نعم أقول بالرجعة ، ولكن ليس على هيئة قرد ، بل مدني صالح فقط..!
قلت مازحا: بعد عمر مديد.
قال: إسمع الخلود مانعنيه بالحكمة والاثر المنقول والمدوّن على الشفاه والالسن ، وعلى الكتب والمخطوطات على اقراص مضغوطة بحجم سكارتي هذه ، وعلى رقيقة بسمك شعرة حاجبي المتهدل ..! وإلاّ لما راح كلكامش يجوب البراري والبحار ، باحثا عن عشبة الخلود ..؟ مات كلكامش ومازالت ملحمته تدور قبل 2000 سنة قبل الميلاد يضاف لها 2000 سنة بعد الميلاد .. والملحمة ارادت أن تقول : لاخلود لبشرولا دابة تدبّ على الارض ولاشجر ولا طير ، ومازال كلكامش وانكيدو وعشتار وصاحبة الحانة وحسناء الغابة وخمبابا تدور على الالسن والكتب والمخطوطات االرقم الطينية والتابلوات والمضغوطات الالكترونية ....هو ذا الخلود أرأيت كيف قلت بالرجعة..؟
قلت : هي ذي الرجعة ‘إذن ..؟

قال : وكيف اذكر كلكامش وانكيدو وخمبابا وعشتار وحسناء الغابة خاوية أنكيدو ..وو ..وو..وو..
قلت مرورا مع صوته : والرازي وابن طفيل وافلاطون وارسطو والبياتي ونازك الملائكة والمتنبي والحلاج وعلي بن ابي طالب والحسين الشهيد وماركس وكزار حنتوش وجان دمو وحسين مردان وبتهوفن وجايكوفسكي وجواد سليم وتشخوف ولينين وفهد وناظم الغزالي وموسى كريدي وفائق حسن وبابلوف وجنكيز اتماتوف وتلستوي ووووووووووووووووو .....................وووووو.
ومدني صالح طبعا.
قال: ولِمَ أنا في آخر القائمة ..؟!
قلت مازحا: أوَلم يقولوا التالي ربه عالي..!
قال : أردت أن اكون اولهم لابصرهم واحدا واحدا وادردشهم من عليين والله لقادر أن اغلبهم جميعا ، وأسبل جفنيه زمّ فمه وراح في صمت مطبق..
صحت: مدني صالح قد مات..!
قال: وكيف تكتب الان، مقامة الذي مات ولم يمت..؟؟!!



#قاسم_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماتيسر له من الهذيان (الى على السوداني في هذيانه)
- ومضات بمقاربات سوريالية
- قصتان قصيرتان جدا
- ثلاثة عيون ولحية فوضوية (الى الفنان عمر مصلح........ ...
- مجسات العتمة....................قصة قصيرة
- يا..أنايَ
- نوافذ الغربة/مرشحات الذاكرة /) صبيح كلش يفتح نوافذ الغربة
- سنا السين....
- نص نثري..لنص شعري/ جولة محايثة لديوان سطر الشارع / للشاعر فل ...
- طيفكِ خمرتي ونديمي
- عويل الحقائب....قصة قصيرة
- استلهام القصيدة قصصياً/ تجوال قصصي داخل قصيدة لسيدة بن علي.. ...
- عطش....ايروتيكا....!
- إفتراض....!
- انكسار الصوت...!
- المهرج والبالون................!
- سنابل الروح.....!
- الرؤيا.....
- ربما ..حلم
- تأهيل الفراغ


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - مقامة الذي مات ولم يمت(الى روح مدني صالح)