أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الحرب على الإرهاب ..أسيرون في ما نطرح لا أصيلون















المزيد.....

الحرب على الإرهاب ..أسيرون في ما نطرح لا أصيلون


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ها هم ينجحون وبإمتياز ، بحرفنا عن جادة الصواب ، وعن الهدف الحقيقي لتحقيق كرامتنا المهدورة ، ويجرفوننا إلى مواقعهم ومواقفهم ،تماما كما يفعل شلال الماء الجارف المنحدر من القمة إلى القاع عاموديا.
الغريب في الأمر أننا نسير معهم ونحن مصدقين لدعواتهم ، وننسق ونتحالف معهم ، ونحقق أمانيهم ورغباتهم ، ولا نحس بسكاكينهم المثلومة وهي تجز رقابنا الواحد تلو الآخر.
ما أعنيه هو أنهم ضحكوا علينا ، وأوهمونا – ونحن راضون بطبيعة الحال – بأن هناك إرهابا إسلاميا عربيا ، يجب القضاء عليه ، ولم يذكر فينا أحد ما قاله الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون أنه لم ير أعدل من الفاتحين العرب.
وهام هم يجيشون الجيوش الغربية ومعها بعض العرب ، وضرورة أن يكون التمويل طبعا عربيا ، وذلك لإثبات مقولة الثعلب اليهودي الألماني الأمريكي الماكر "العزيز "هنري كيسنجر ، الذي قال يوما أن الرب وضع ثروته في أيدي من لا يستحقونها ، وهم نحن العرب بطبيعة الحال.
ها نحن الآن ، وبإرادتنا قبلنا التعايش مع "مستعمرة " إسرائيل الإرهابية بإمتياز ، وقد جنحنا ل "الإستسلام "معها ، ووقعنا المعاهدات والإتفاقيات سرا وعلانية ، ورقصنا معها تحت الطاولة قبل أن نرقص علانية فوق الطاولة، ونقوم بالتطبيع السياسي والثقافي والإقتصادي معها ، وآخر مهزلة قيام غزة التي تحولت إلى ركام بسبب العدوانات الإسرائيلية المستمرة عليها ،بتصدير الخضار والفواكه لها ، بمناسبة أعيادها التي لا يزرعون فيها رغبة منهم في منح الأرض راحة ، وكذلك الأردن، علما أن هناك جهات غربية في إزدياد ومعهم بعض يهود ، يدعون لمقاطعة إسرائيل أكاديميا وإقتصاديا وثقافيا ، إحتجاجا على إرهابها المتأجج ضد الشعب الفلسطيني.
هذا هو الإنحراف الطوعي الكامل عن جادة الصواب ، وعليه فإن التهمة الموجهة لهؤلاء المنحرفين ، ليست جزافا ولا تحتاج لبطون كتب في القانون الدولي ، ولا حتى محامين جهابذة وقضاة عتل ، بل يحسمها محام متدرب مبدئي وقاض شجاع غير مرتش منذ الجلسة الأولى.
ها نحن الآن عرب عاربة ومستعربة ، نكرس كل مقدراتنا وطاقاتنا للحرب على ما أنجبوه لنا سفاحا وأطلقوا عليه لقب الإرهاب ، دون أن نكلف أنفسنا عناء السؤال : ما هذا الإرهاب الذي جررنا إليه بعد جريمة إنهيار البرجين والغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق؟ حتى أننا لم نصدق وعي الشعب الأمريكي الذي إستيقظ على حقيقة ما جرى في ذلك اليوم ، بعد طول صدمة أريد له أن يعاني منها لتمرير الأجندة الصهيوينة.
لقد إكتشف الشعب الأمريكي بعد أن دفع الثمن ، أن الصهاينة واليمين الأمريكي هم الذين نفذوا تلك الجريمة الإرهابية ، لتحقيق حزمة أهداف من ضمنها إجبار أمريكا على الإبتعاد عن ممارسة الضغوط على إسرائيل ، لإيجاد حل ما للقضية الفلسطينية ، وتعميق الخلاف بين العرب والمسلمين وبين أمريكا .
لو أننا أعملنا العقل قليلا ، لحسمنا أمورنا منذ البداية ،وحددنا طريقنا وأجبرنا الآخر على تعريف الإرهاب على الأقل ، وواجهناه بممارسات ربيبته "مستعمرة "إسرائيل الإسبرطية ، لا الإنجرار إلى رغباتهم وتحقيق أهدافهم عن طريق خراب بيوتنا بأيدينا.
لم يعد لدينا مقومات النهوض لمعرفة الحقائق ، فلا المثقفون عندنا باتوا مثقفين ، يكرسون أنفسهم من أجل شعوبهم وأوطانهم ، ولا العلماء نذروا أنفسهم لله ودينه الحنيف ، ولا حتى الحكام يعرفون معنى :كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ناهيك عن تاريخنا الذي لم يعد لنا علاقة به ، ولا علاقة له بنا ،لأن من كتبه هم مؤرخو السلاطين ، كما أن إعلامنا لم يعد حرا ، بل أصبح موجها بتعليمات مركز الضغط اليهودي الموسادي في واشنطن "ميمري "، الذي يهدد الدول العربية بقطع المساعدات الأمريكية عنها في حال لم تردع الأحرار والشرفاء فيها.
كما قلت ها نحن نقح ونسعل ونعطس ونتثاءب وننام ونحلم بالإرهاب الذي فصلوه على مقاس عقولنا الطيعة ، وأمانينا الضيقة وأهدافنا العرجاء ، لأننا لم نقف أمام الآخر وقفة رجل واحد ، بل كرسنا نهج ومنهج ملوك الطوائف ، الذين يستنجد الواحد فيهم بالأجنبي ضد أخيه .
وها نحن نشهد أحلافا عربية ودولا عربية رسمت نفسها :جنديا للإيجار ، ضد دول عربية أخرى ،علما أن أصحاب الأحلاف والقوات الخاصة لم يصمدوا في وجه "مستعمرة "إسرائيل ، بل سلموا الأرض تسليما ، وأن هؤلاء المتحالفين على الضلال ، سلموا بيوضهم لإسرائيل ، ظنا منهم أنها طريق الرضا لواشنطن التي تثبت وتزيل الحكام.
ما نراه اليوم هو أن نبوءات تحققت ، وقيلت على ألسنة أمريكيين أنهم سيخلقون لنا إسلاما جديدا ، وسيجعلوننا نقتل أنفسنا بأنفسنا ، وأطلقوا على ذلك "الفوضى الخلاقة "، مع ان ما يجري هو "العمى الخلاق "،وذلك بعد أن فشلت أمريكا في تقسيم الشرق الأوسط بعد إحتلالها للعراق ، على إثر إنطلاقة المقاومة العراقية المفاجئة والسريعة وغير المتوفعة حسب تقارير المخابرات الأمريكية.
الإرهاب أصله صهيو – أمريكي، بدأ في أفغانستان بتحالف الإسلام السياسي مع الإمبريالية الأمريكية ،ضد الإتحاد السوفييتي "الشيوعي الملحد "، حيث قام المال العربي المطعم بالفكر الإسلامي المفصل حسب القصة الأمريكية ، بتأسيس تنظيم القاعدة الذي شكل ضربة قاصمة لنا ، وكانت أشد أثرا وتأثيرا من الحرب العراقية – الإيرانية التي تمنينا لو أنها لم تقع .
كانت القاعدة هي حصان طروادة الذي دخلت أمريكا إلينا رسميا من خلاله ، وكانت فاتحة أبواب الدول العربية والإسلامية وحتى بعض المساحات الإفريقية أمام التدخل الأمريكي- الغربي ، وها نحن نعيش مرحلة أشد قتامة من مرحلة القاعدة الأمريكية المنشأ والأهداف .
هذه المرحلة هي مرحلة كسر العظم ، وهي مرحلة الخوارج الجدد الذين يطلق عليهم داعش ، الذي يشكل الطبعة الصهيو أمريكية – غربية للإسلام الجديد الذي توعدونا به ، لإدخالنا في مرحلة الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد ، لا فرق .
من ينظر إلى تداعيات ظهور داعش وطريقة تمدده وبؤس أدائه ، يجد أن الصهيونية والغرب وجدوا أنفسهم في مأزق ، لأن المشروع الصهيوين بدأ يحتضر ، وسيضطر الغرب من جديد إلى قبول يهود الفاسدين المفسدين .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات الجدر
- الفرنجة قادمون
- الفنانة كارولين ماضي تستعد لإطلاق ألبومها الصوفي الأول - الح ...
- خلال حفل التوقيع الذي أقيم في رابطة الكتاب الأردنيين أسعد ال ...
- -حوار الأديان- المدخل الخاطيء للتقرب من -مستعمرة -إسرائيل
- مجموعة طلال أبوغزاله تستضيف المنتدى الثاني لنظام النطاقات في ...
- التقرير السادس الذي أعده فريق الأزمات العربي في مركز دراسات ...
- أهالي -لفتا -في الأردن يحتجون على قرار إسرائيلي بتهويد بلدته ...
- لبنان الذي غدرناه
- الإنتفاضة الثورة ..الطريق إلى الدولة غير سالك ..جديد الباحث ...
- لقاء في منتدى الفكر العربي يناقش كتاب د. باسل البستاني نحو ر ...
- حركة الحيوانات أسهل من حركة المواطنين في العراق
- ندوة بمقر حزب الوحدة الشعبية في الزرقاء بعنوان: -المستجدات ا ...
- سر المجد ..قراءة في سيرة وشخصية طلال أبو غزالة
- الدولة اللبنانية معطلة
- يسعدك يا هند
- على ضفاف نهر الأردن ...حزن على حزن
- د. الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي يتحدث عن ...
- الأخوة الأقباط ..عظم الله أجركم
- عذرا يا عراق ..أضاعوك


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الحرب على الإرهاب ..أسيرون في ما نطرح لا أصيلون