أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - سر المجد ..قراءة في سيرة وشخصية طلال أبو غزالة















المزيد.....

سر المجد ..قراءة في سيرة وشخصية طلال أبو غزالة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام صدر كتاب يتحدث عن سيرة ومسيرة اليافاوي المعروف د.طلال أبو غزالة ، من إعداد وتقديم ليلى الرفاعي ، تضمن العديد من جوانب حياة هذا الرجل الذي بدأ حياته لا جئا في لبنان ، وها هو أمد الله في عمره ، يتحول بجده وإجتهاده وصدقه إلى مواطن عالمي يحمل الجنسية العالمية ، ونحن بالتأكيد لا نتحدث عن لاجيء سياسي إرتبط بدولة ما نظير خدمات تجسسية على بلده ،فكوفيء بالإقامة في هذا البلد أو ذاك ، بل نحن أمام رجل علامة أولا ، ومنتج ثانيا ، ومنفتح ثالثا وخبير رابعا وصاحب أفق خامسا والقائمة تطول.
أي أن هذا الرجل هبة من الله لكل بلد يحل فيه ضيفا أو صديقا أو شريكا منتجا لبرنامج معرفي جديد ، فهو قيمة مضافة ربما أغلى من الذهب أو البلاتين ، لأن قيمة المعرفة غير قابلة للتحديد ، فما بالك إن كنا نمتلك المعرفة ومن ينتجها ، إنه الكنز الثمين الذي يتجسد في شخصية وعقلية هذا الرجل المعرفي العصامي الذي خدم الحظ بدلا من أن يخدمه الحظ.
إستعرضت معدة الكتاب الذي حمل عنوان "رجل من بلدي ..سيرة حياة سعادة الدكتور طلال أبو غزالة "، كافة مراحل حياة العلامة أبو غزالة ذلك اللاجيء الفلسطيني إبن الجندي في الجيش التركي الذي نصحه بالعمل في التجارة لأنها ثلثا الإمارة ،ولكنه جسد هذه النصيحة الأبوية إلى تجارة تختلف عن البيع والشراء الماديين ، تجارة في المعرفة وإنتاجها ، ولذلك وضع نفسه في خانة التميز مبكرا ، وحجز له مقعدا متقدما وتذكرة في الصف الأول في نادي المبدعين الذين تفخر الإنسانية بهم.
لم يتجه طلال أبو غزالة إلى التجارة المادية حيث العقود والعروض والصفقات التي تحقق ربحا وفيرا ، خاصة إذا ما كانت ضمن التجارات المحرمة كتجارة السلاح وغيره ، والتي كانت مصدر ثراء العديد من الأثرياء العرب ، بل عمد إلى التخصص في المكلية الفكرية ،ولا أظن أن ذلك جاء هكذا ،وربما لسوء إختيار أو بمحض الصدفة .
كما هو معروف فإن طلال أبو غزالة كان لاجئا فلسطينيا ، والتهجير بطبيعة الحال هو غياب الجسد عن المكان ، وكثيرا ما يضطر العاشق إلى هجرة معشوقه جسدا ، لكنه ومهما كانت قسوة الأسباب التي أدت إلى الإبتعاد والهجرة ، فإن القلوب لن تهدأ في نبضاتها ، بل ستزيد من النبضات دون إذن من أصحابها ، في حال ورد خيال المعشوق في ذهن العاشق دون موعد لأنه لا مواعيد محددة لذلك ،فطيف المحبوب يكون حاضرا دوما في ذهن المحب، ،وهذه هي الملكية الفكرية التي برز في تجارتها طلال أبو غزالة ، بمعنى أن أحدا لا يستطيع الحجر على الفكر بعكس الجسد الذي يمكن إبعاده عن محبوبه.
أراد طلال أبو غزالة إثبات أن الشعب الفلسطيني لن ينسى وطنه فلسطين ،حتى لو أنهم نجحوا في إبعاده عنها ، ومنعه من العودة إليها ، فعقول وقلوب أبناء الشعب الفلسطيني معلقة بفلسطين على الدوام ، وهذه هي الملكية الفكرية التي أبدع فيها العلامة المعرفي طلال أبو غزالة.
لا أريد أن أقدم قراة أدبية لهذا الكتاب خشية تقديم الرجل بغير مسار حياته ،علما انه فاز بجائزة الجامعة العربية في أولى سني حياته بمبلغ 500 جنيه مصري عن قصة أدبية كتبها، بل سأقدم قراءة متواضعة لسيرة ومسيرة هذا الرجل الذي أبى إلا أن يكون متميزا وعلما وصاحب فكر وموقف ورؤية ، شعاره "إن كل ما أفعله هو من أجل فلسطين"، فنعم الشعار وصاحبه ونعم الهدف والطريقة التي تحقق فيها.
أول ما يمكن أن يقال بحق العلامة طلال أبو غزالة هو أنه أريد له ولشعبه أن يكونوا مهاجرين ،وأن من قام بتهجيرهم أراد شطبهم من قائمة الحياة في نهاية المطاف ، لكن العلامة طلال أبو غزالة ، بجده وإجتهاده ، حول المسيرة إلى مسار معاكس ، إذ ثبت نفسه ليس على خارطة فلسطين فحسب ، بل وضع بصمته النافرة على الخارطة العالمية بكل فخر وإعتزاز، وأخذ يعمل على شطب عدوه بطريقة لم تخطر على بال الأعداء ، وهي العلم والمعرفة ، وهذان هما السلاحان المحرمان على النزع .
وها هو يعمل جادا مجتهدا على شطب عدوه ، لأنه أثبت أن الشعب الفلسطيني ليس عددا من الرعاة والأميين والمتخلفين ، بل هم طاقة فعالة منتجة ، تكتسب المعرفة بسهولة وتعمل على إنتاجها أيضا لتكسبها للآخرين، وهذه هي سيرورة الحياة التي يتصف بها أي شعب متحضر .
معروف أن أعداء الشعب الفلسطيني القريبين والبعيدين ، كانوا حريصين على نزع سلاح المقاومة الفلسطينية ،وحرمان الشعب الفلسطيني من شرف الثورة والتحرير ، وقد أريقت الدماء الفلسطينية البريئة هنا وهناك إرضاء للعدو الصهيوني، لكن أحدا لن يستطيع نزع علم ومعرفة الفلسطيني خاصة إذا ما كان على شاكلة العلامة المعرفي طلال أبو غزالة.
وحتى لا نبتعد كثيرا عن لب الموضوع ، فإن طلال أبو غزالة ليس رجلا معرفيا منتجا مبدعا فقط ، بل هناك حزمة صفات عز نظيرها هذه الأيام عند الكثيرين ،وأهم هذه الصفات التسامح الذي تحلى به الرجل ، وقابل من أساء إليه بالإحسان ،وبالمال الذي يعادل الروح، وبذلك يكون قد ضرب لنا مثلا في التعامل الإنساني الذي يجب أن يكون لا ما هو كائن حيث الحقد والحرمان.
أولى بصمات التسامح التي وضعها العلامة المعرفي طلال أبو غزالة هي موقفه من لبنان كبلد إحتضنه وعائلته ، ومن الجامعة الأمريكية في بيروت التي ضيقت عليه بسبب نشاطاته المؤيدة للوحدة بين لبنان وسوريا إنطلاقا من إنتمائه لحركة القوميين العرب ، وقد هددته إدارة الجامعة بالفصل إن إستمر في هذه النشاطات، وقد تبرع أبو غزالة لهذه الجامعة بعشرة ملايين دولار ضمن عقد يسمح له بإستخدام مبنى قديم في الجامعة للتدريب وضعت الجامعة وتكريما له إسمه عليه وذلك للمرة الأولى التي يتم فيها تكريم أحد الطلاب في هذه الجامعة وذلك في العام 1978.
والغريب في الأمر أن طلال أبو غزالة وبعد إنتهاء العقد الذي كانت مدته عشرسنوات ، تنازل عن هذا التكريم لصالح صديقه الراحل رفيق الحريري ،الأمر الذي أدهش القريب والبعيد ، إذ كيف يتنازل رجل لآخر عن مثل هذا المجد؟إنه الإيثار وهو من شيم الرجال الرجال.
أما شرفية التسامح الثانية فكانت في الأردن حيث أصبح طلال أبو غزالة من حملة الجنسية الأردنية ومن المقربين والمؤثرين ، وقد تعرض لموقف يصعب وصفه وتبريره ،وهو أن أمانة عمان حاولت الإستيلاء على ممتلكاته في الشميساني بحجة التوسيع والتطوير ، وقد رفع قضية وكسبها ، وها نحن نرى آثاره في كل أنحاء العاصمة عمان .
لم ينفر طلال أبو غزالة ويحمل أوراقه وأرصدته ويهاجر من الأردن ، وهو يعلم أن كل الدنيا ترحب برجل علامة معرفي منتج مثله ، بل صمم على البقاء ولم يغير من نهجه ، وقال "لقد وجدت في الأردن الحضن والهوية والإنتماء " ، وهذا هو قمة الوفاء والتعالي على الجروح ،وقد كافأه الله بأن سهل له من الأردن الإنطلاق إلى العالمية.
يمتلك طلال أبو غزالة رؤية سياسية ثاقبة ،ولديه روح إتسمت بالتصدي والصمود المدروس ، والمبدئية العالية ، فهو ورغم ما حققه من نجاحات عالمية لم يترك نفسه في مفي رياح الأعداء المتواجدين والمتنفذين في كل أرجاء الدنيا بل لاحقهم وزاحمهم وتحداهم وحقق نجاحات كبيرة .
ومن جوانب الرؤية الثاقبة عنده وصفه لرئيس وزراء "مستعمرة " إسرائيل أفيغدور ليبرمان بأنه بدأ حياته حارس بارات يتولى حماية بائعات الهوى ، وبالتالي لا يجوز التفاوض معه ، وينسحب ذلك على كافة بلطجية هذه المستعمرة الذين تربوا على اللصوصية والتزوير والكذب ، بمعن أنه لا يجوز التفاوض معهم لطبيعتهم.
ومن أقوال طلال أبو غزالة أيضا بخصوص المنتمين ل"مستعمرة "إسرائيل ": نستطيع تأمين تذاكر سفر وفرص عمل لليهود في بلدانهم في حال غادروا فلسطين.
ويقول أيضا" إن فلسطين باقية وموجودة على الخريطة ،ولا يمكن أن يمحى التاريخ ولو بمئة قرار وإتفاقية ، وأقول للمشككين –ولو بعد قرون – هناك واقع تاريخي وجغرافي واخلاقي ولآن مرحلة لبداية الخير المبشر بالعودة."
وهو هنا لا يؤمن بمفاوضات السلام ، ولو كان أحد غيره لعمل على التشبيك مع من يزحفون لتوقيع معاهدات الصلح مع "مستعمرة " إسرائيل عل وعسى أن يناله من الحب جانب ، ويصبح شريكا لأبنائهم الناهبين للوكالات الأجنبية .
الجرأة والشجاعة ديدن هذا الرجل ن فقد رد على الغربان والبوم الناعقين بالخراب والفرقة عندما حاولوا الإيقاع بينه وبين الرئيس الراحل أبو عمار الذي إستقر به المطاف في رام الله بعد اوسلو ، ووصفوه بالمقصر لأنه لم يذهب إلى رام الله لتهنئة أبو عمار ،وكان رده رجوليا مخز لهم وجاء فيه:" إن طلال لن يدخل فلسطين إلا عندما يعلو العلم الفلسطيني على فلسطين
، وعندما يصدر تأشيرة الدخول فلسطيني ،إن دوره خارج إطار المنظمة يفيدها اكثر من داخلها."
ويصف طلا أبو غزالة "مستعمرة "إسرائيل بأنها أضعف دولة في المنطقة ويؤكد أن القوة في الإقتصاد وليس في القوة العسكرية ، ويقول أيضا أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعيش عالة عليه.
ويشبه أبو غزالة "مستعمرة "إسرائيل ،بالمريض في المستشفى المتصل بأنابيب التغذية "مصل "، وإذا ما فصلت هذه الأنابيب عنه فقد الحياة ومات ، فإسرائيل دولة ضعيفة ومتكئة على المساعدات الأمريكية والأوروبية وهي لا تملك مواصفات الدولة ،فدولة تحيط نفسها بسور لا يمكن ان تعيش كما لا يوجد لها مكان ولا حدود على الخريطة ولا وجود لها تاريخيا ولا جغرافيا.
كما وصف أبو غزالة المستعمرين اليهود بأنهم جبناء مشردون لا يجمعهم شيء سوى كراهيتهم للعرب والرغبة على الإستيلاء على ما ليس لهم ، وأن إسرائيل مشروع منتهي الصلاحية.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة اللبنانية معطلة
- يسعدك يا هند
- على ضفاف نهر الأردن ...حزن على حزن
- د. الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي يتحدث عن ...
- الأخوة الأقباط ..عظم الله أجركم
- عذرا يا عراق ..أضاعوك
- قراءة متحفظة لرواية جريئة كتبها فيصل الشبول
- أمريكا تعمل على توريط الأردن ..إستشهاد الطيار الأردني نموذجا
- سؤال يبحث عن إجابة مقنعة ومنطقية
- -الله أرسل داعش لحماية يهود-
- صحوة الضمير الغربي..الألماني - نموذجا ... في وقتها
- ميسر السعدي -أم محمد - ..فاضلة بحجم الوطن
- يهود يعارضون الصهيوينة))) -دموع التماسيح - ..ماركة يهودية –ص ...
- نتنياهو يتخبط إنتخابيا في الجهات الأربع
- العزوني وكلانسي ..ضحايا لوبيات الضغط اليهودي في واشنطن
- تقدير موقف صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حول ...
- الغريب للغريب ...نسيب
- ميراكل ..أولاند..والبابا ...عندما تتحدث العقلانية
- الخنازير البرية والأفاعي والفئران البيضاء والنار ..أسلحة -إس ...
- الإرهاب في أوروبا... الهدف الثالث


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - سر المجد ..قراءة في سيرة وشخصية طلال أبو غزالة