أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الفرنجة قادمون














المزيد.....

الفرنجة قادمون


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعمل البعض ونحن نائمون ، ويخططون ونحن بخلافاتنا لا هون ، يبتدعون أساليب القوة ، ونحن ندفع لهم لحمايتنا ، كمن يستأجر ثعلبا لحراسة أجبانه ، أو دبا لحراسة جرة العسل ، وهذا مايفسر عدم وجود مادة الجبنة على موائدنا ، وإفتقارنا للعسل ، لأن الدب والثعلب ، تصرفا بالجبنة والعسل ، وهذه تشابيه بلاغية فقط .
آخر إبداعات الغرب الموحد ضدنا ، دعوة رئيس الموفوضية الأروروبية جان كلود يونكر ،بتأسيس جيش أوروبي مشترك ، للتصدي للإرهاب والتطرف ، يكون جاهزا للتعامل مع أي تهديد لسلام أحد أعضائه أو جيرانه ، وللدفاع عن القيم الأروبية ، في رسالة ظاهرية إلى روسيا وما تفعله في اوكرانيا ، لكن الهدف الأبعد والحقيقي هو ليس روسيا النووية ، بل نحن في الشرق ، الذين حبانا الله بكل شيء ، وحرمنا - ربما لرغبتنا – من التفكير الجمعي السليم والحفاظ على مصالحنا من خلال ردع الآخرين .
يريد الغرب أن يقول لنا أن عهد الحروب الداخلية الأوروبية ، قد ولى ولن يعود ، ويبدو أن أوروبا تريد الإنتفاض من تحت العباءة الأمريكية ، تمهيدا لنزع هذه العباءة عنها نهائيا ، لتجرب حظها في الشرق الأوسط المنهار أصلا ، والمنكوب بأهله الذين فرطوا بقيمهم ومقدراتهم وحادوا عن الطريق الصحيح ، وباتوا رهنا ل"مستعمرة " إسرائيل التي أسسها يهود بحر الخزر .
أصحاب التاريخ غير المتسق ، واللغات المختلفة والجنسيات لالمتعددة ، إتحدوا وراء مصالحهم ووحدوا مواقفهم ، وحددوا إمكانياتهم وفقا لخارطة هذه المصالح وسيصبحون موحدين عسكريا ، بعد أن توحدوا سياسيا وإقتصاديا ، فيما نحن أصحاب التاريخ المشترك أصلا واللغة الواحدة ، وأصحاب الضاد و"لا إله إلا الله ، محمدا رسول الله "، قررنا طواعية البقاء مجزأين ، إلى درجة أننا نغادر سايكس –بيكو ، إلى حالة أشد تبعثرا وأعمق فرقة ، وهي الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق.
النمسا وبريطانيا عارضتا وبشدة هذه الدعوة الأوروبية فبريطانيا وعلى ما يبدو ، لا تريد أن يشاركها أحد في "كعكة " الشرق الأوسط المعجونة بالجبن والعسل ، فيما لا ترغب النمسا ومن منطلق مبدئي ، قيام جنودها بالتورط في حروب خارجية ، كونها تتبنى سياسة الحياد ، ولا يشارك جيشها إلا في مهام حفظ السلام في العالم وفي أوروبا ، أما ألمانيا فقد رحبت بالفكرة.
كان أولى أن يتم تشكيل جيش عربي – إسلامي مشترك ، لتحرير فلسطين أولا ، والأراضي العربية المحتلة الأخرى ،وحفظ هيبتنا ولم كرامتنا المبعثرة على قارعة الطرق هنا وهناك ، وكأننا جئنا إلى هذا العام من فراغ ونعيش في فراغ ، ولضبط الأمور ومنع التسيب في الوطن العربي ، وللإسهام في التنمية وإستصلاح الأراضي والإنتاج.
نحن لا تنقصنا القوى البشرية ، فشبابنا عاطلون عن العمل في معظمهم ، رغم تخرجهم من الجامعات ، ولا أظن أننا بحاجة إلى تمويل ، بل نحن بحاجة إلى إعادة توجيه وجهة اموالنا ، فبدلا من شراء ولاءات البعض ، وشراء حماية الأجنبي عن طريق صفقات عسكرية وتسليحية مهولة ، وأغلب ظني أنها صفقات وهمية ، لأننا لم نسجل أي إنتصار على عدو ، بل قمنا بتمكين أعدائنا منا أكثر فأكثر ، بدليل أن "مستعمرة " إسرائيل ، تطورت وتمددت وتسلحت بالنووي ،وأصبحت حدودها ما بين شواطيء البحر الأبيض المتوسط الشرقية ، حتى شواطيء بحر قزوين الغربية ، بدلا من الفرات إلى النيل ، لذلك أقول أن علينا الإستثمار في هكذا مشاريع
بدلا من إثبات أننا سفهاء أمام الآخر المتربص بنا ، وسنكون نحن الرابحين بكل تأكيد.
القصة ليست أوروبية بحتة ، فقد كشف الأمريكيون قبل مدة ليست بالطويلة ، عن رغبتهم بتشكيل جيش أمريكي – أوروبي مشترك لمحاربة الإرهاب والتطرف ، ولأننا الموصمون بالإرهاب والتطرف ، فإننا نحن الهدف .
هذه الخطوة ذات التوقيت المناسب والظروف الناضجة ستحقق الهدف الغربي المبيت للسيطرة على المنطقة ، وللإنتقام منا نحن الذين أخرجناهم من القدس بفعل تخطيط البطل صلاح الدين الأيوبي ، وكان المسلمون قد أخرجوا الرومان من أرضنا إبان الفتوحات الإسلامية ، وهذا ما دعا القائد الفرنسي غورو أن يدخل مرقد البطل صلاح الدين في دمشق ويهزه ويقول :"يا صلاح الدين ها نحن عدنا".
لن ينسى الغرب ما تتمتع به منطقتنا من نعم وأجواء تشتمل على الفصول الأربعة ، وما لها وفيها من خاصيات إستراتيجية وجغرافية ، وما فيها من ثروات وتنوع بيئي غير موجود لدى الغرب رغم وسعه وإتساعه ، ناهيك عن موضوع القيم وغير ذلك.
لن يجد هذا الجيش من يقاومه في منطقتنا ، لأن شعوبنا إستنزفت وإستنهكت قواها في مواجهة العبث الداخلي ، ولا أبالغ إن قلت أن الجيش الغربي قد وصلت طلائعه مع تنظيم الخوارج الجدد داعش الذي يعيث في المنطقة فسادا وإفسادا ويمهد الطريق لغزو الفرنجة المقبل ، لذلك لن تجد الهجمة الغربية المقبلة من يقف في وجها بل ستجد الجميع يرحب بها ليعقد معها صفقات حماية ، لأننا في طور العودة لمرحلة حكم الطوائف .
التسطيح الأهبل الذي إتصل بفكرة تشكيل الجيش الأوروبي المشترك كان تصريحا لعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية اللواء أحمد عبد الحليم الذي قال لا فض فوه أن الأوروبيين بدعوتهم تلك ، سرقوا الفكرة من السيسي الذي دعا إلى تشكيل جيش عربي مشترك.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة كارولين ماضي تستعد لإطلاق ألبومها الصوفي الأول - الح ...
- خلال حفل التوقيع الذي أقيم في رابطة الكتاب الأردنيين أسعد ال ...
- -حوار الأديان- المدخل الخاطيء للتقرب من -مستعمرة -إسرائيل
- مجموعة طلال أبوغزاله تستضيف المنتدى الثاني لنظام النطاقات في ...
- التقرير السادس الذي أعده فريق الأزمات العربي في مركز دراسات ...
- أهالي -لفتا -في الأردن يحتجون على قرار إسرائيلي بتهويد بلدته ...
- لبنان الذي غدرناه
- الإنتفاضة الثورة ..الطريق إلى الدولة غير سالك ..جديد الباحث ...
- لقاء في منتدى الفكر العربي يناقش كتاب د. باسل البستاني نحو ر ...
- حركة الحيوانات أسهل من حركة المواطنين في العراق
- ندوة بمقر حزب الوحدة الشعبية في الزرقاء بعنوان: -المستجدات ا ...
- سر المجد ..قراءة في سيرة وشخصية طلال أبو غزالة
- الدولة اللبنانية معطلة
- يسعدك يا هند
- على ضفاف نهر الأردن ...حزن على حزن
- د. الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي يتحدث عن ...
- الأخوة الأقباط ..عظم الله أجركم
- عذرا يا عراق ..أضاعوك
- قراءة متحفظة لرواية جريئة كتبها فيصل الشبول
- أمريكا تعمل على توريط الأردن ..إستشهاد الطيار الأردني نموذجا


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يشن غارات على أهداف لحزب الله في 6 مناطق جن ...
- قطر تدعو لتحرك دولي لمنع وقوع إبادة جماعية في رفح
- وجبة من لحم الخنزير وفطيرة توت ورقصة تقليدية.. ماكرون يصطحب ...
- مسابقة الأغنية الأوروبية -يوروفيجن- 2024 - سياسية رغما عنها! ...
- ملك تايلاند يهنئ بوتين بولايته الجديدة
- الجيش البولندي: أطلقنا طائراتنا بسبب -نشاط روسي-
- -اشتر نجما في السماء!-.. فلكيون يحذرون من -تجارة الوهم-
- الإمارات.. وفاة طفل بعد نسيانه داخل سيارة لنقل التلاميذ
- -القسام- تعلن عن خوض معارك ضارية شرق رفح
- الجزائر.. البطل الذي رفض أن يرمي بعلم الاستقلال ومات دونه!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الفرنجة قادمون