مؤتمر شرم الشيخ ومخطط أردوغان الشيطاني ببلدان حوض النيل ..

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

=مع طرح كل مشروع خيري أو فكرة يراد به على الأقل بصيص من المنفعة و شيء من الكرامة لشعوب المنطقة الا و ينتاب قادة تركيا هاجس السعار والشكوك والخوف على مكانتهم كورثة شرعييين لامبراطوية محنطة نافقة لم تجلب سوى الأذى والجهل لمحيطها و جيرانها عبر التاريخ (...) وللتاريخ هاكم شيء من نوباتهم الهستيرية، ففي عهد جمال عبدالناصر و غداة الوحدة السورية المصرية وجه قادة تركيا و على رأسهم "محمود جلال بايار" كبيرهم وقتذاك سيلا من الشتائم والسباب لمصر عن قيام هذا المشروع وتم تهديد عبدالناصر علانية ان هو لم يحد من طموحاته الاقليمية والدولية ومشاريعه الإنمائية في التصنيع والزراعة في ظل تواجد تركيا القائدة الرائدة وريثة المجد الامبراطوري السلطاني التليد ( ولو أن المشروع السوري المصري كان فاشلا منذ البداية ) ..


= منذ البدء في الاعداد و التحضير للمؤتمر الاقتصادي "مصر المستقبل" الذي ابتدأت أشغاله البارحة بشرم الشيخ المصرية بدأ اردوغان في حياكة مخطط شيطاني عنصري شرير فريد من نوعه ، فقبل انعقاد هذا المؤتمر الاقتصادي الذي عرف مشاركة مكثفة وحضور بارز لقادة و حكام وممثلي شركات كبرى من مختلف العالم عقد الرئيس التركي أردوغان على وجه السرعة اجتماعات متواصلة مع طاقم خارجيته و خبراء في السياسة المائية والأمن الغذائي ومدير بنك " اكزيم بنك " التركي و ارسلت رسائل هامة وخطيرة وعاجلة لكل من سفراء تركيا بأثيوبيا و اريتريا و السودان شمال جنوب وأوغندا و كينيا وتنزانيا والكونغو الديمقراطية للبدء في عرض مشروع تعاون و شراكات مع هذا البلدان ووضع خبرة الفنيين والخبراء الأتراك في السياسة المائية والأمن الغذائي رهن هذه البلدان وهي بلدان حوض النيل .....!!؟؟؟ يا لطيبوبة طيب أردوغان !!! ؟؟؟ كما لم يفوت الأتراك فرصة تسريب مخططهم الشرير هذا لوكر المخابرات القطرية بأنقرة للقيام باللازم والواجب الذي تقتضيه أواصر ووشائج الأخوة التي تربط السلاجقة الترك ببدو قطر الخبثاء ..ومنها ارسال هدايا عينية ونقدية لمسؤولين بهذه البلدان يتم انتقائهم بعناية فائقة تدفع من حر مال قطر(...) صحيح أن القطريين سجلوا حضورهم كمؤتمرين بشرم الشيخ الى جانب وزير الخارجية الأمريكية لكنه حضور ضروري للوقوف عن قرب ومعاينة حدث بالغ الأهمية يجب ملامسة أجوائه بغية التموقع واتخاذ القرارات سواء على المدى القصير أو المتوسط ...على هذا المضمار يسير المخروم المشروم أردوغان وفيا لنهج أسلافه الغر الميامين ممن سبقوه ...وعلى هذا المضمار يسير كل قادة تركيا اليوم وما تصريح "نجدت أوزال" عضو مجلس الأمن القومي التركي بخصوص سياسة بلاده المائية الا دليلا قاطعا على عدوانيتهم و حماقتهم وخبثهم ..فقد صرح "نجدت أوزال " على هامش اجتماع للمجلس ترأسه "رجب طيب أردوغان" في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة في شهر فبراير الماضي قائلا " لقد حبا الله وطننا تركيا ماء زلالا لا ينضب وعما قريب سيعطش جيراننا العرب، لن يجدوا ماء للشرب و الاستحمام والطهي ولن يجد أمرائهم ماء ليسقوا به حدائق قصورهم ومنتجعاتهم و شوراعهم و ساحاتهم الرئيسية ،حتما سيقدمون لنا برميل نفط مقابل سطل ماء، احتياجات العرب من الماء ستزداد مع ازدياد أعدادهم ...سيضطرون لفعل ذلك ونحن لدينا هذا الكنز الذي يزن ذهبا فمن حقنا أن نساوم ونقايض كما أن تركيا ستنتج ما يفيض عنها من مختلف أنواع الحبوب والخضروات والفواكه و التي تتطلب تقنية وترشيدا في استعمال ثروتنا المائية وهم كذلك بحاجة اليها فصحرائهم لن تنتج سوى الشوك والعوسج حتى النخيل عندهم لن يقاوم شح ونضوب ماء آبارهم فحاجتهم الى الماء والغذاء ستزداد يوما بعد يوم ونحن بحوزتنا هذا الكنز ... و سيضطرون لدفع برميل من النفط مقابل سطل ماء وسلة من الخيار والطماطم .." ..

=أردوغان يريد أن يلتف على المصريين باختراق بلدان حوض النيل و عرض خبرته في تدبير المياه و انشاء السدود وتقنية استعمال الماء في الانتاج الزراعي والحيواني والتأثير على السياسة المائية و توجيهها بهذه المنطقة من شرق افريقية وفق تصوراته وأمانيه ومن بين عروض ومقترحات أردوغان بناء مدارس تركية ببلدان حوض النيل تعنى بتعليم تلامذة و طلبة هذه البلدان الثقافة واللغة التركية فاللغة جسر هام من جسور التعاون الاقتصادي ( أو لنقل في الحالة التركية للسيطرة والتحكم في سياسات المنطقة والحاق الأذى بمصر ) و على ذكر اللغة فالعديد من بلدان حوض النيل تعمل على تعليم أبنائها اللغة العربية و هناك مسؤولون كبار يتحدثون بها بطلاقة فالرئيس الاريتيري مثلا يتحدث عربية فصيحة في حين يتلعثم الخلايجة في النطق بجملة واحدة صحيحة ...على القائمين على الحقل التربوي بمصر العمل على ادخال اللغة الأمهرية مثلا لمقررات تعليمها فبين اثيوبيا ومصر روابط روحية وتاريخية فضلا على روابط نهر جميل ومقدس ...

= قادة تركيا نصابون في تعاملهم و شراكاتهم فهم يغلفون سلعتهم القبيحة بغلاف لامع منمق ، الترك لا يبيعون سوى الغش و الخديعة فقد سبق أن خدعت شركة " نورول " التركية المغاربة باستعمال مواد مغشوشة غير مطابق لبنود الصفقة في انجاز طريق سيار جنوب المغرب بضواحي مدينة "آسفي" وهذه الشركة يدعمها الوزير المغربي وزير التجهيز المحسوب على الحزب الاسلامي "عبدالعزيز الرباح " والمعجب بالرئيس التركي أردوغان و بتجربة تركيا في تدبير الشأن العام و بسياستها الخارجية (...) وقد تم تسجيل 35 مخالفة غير مطابقة لشروط صفقة بناء طريق آسفي السيار كلها لها علاقة بمخالفات في معايير الجودة والسلامة( ....)




= غدا سينهي مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي أعماله و سيخرج بنتائج وتوصيات ...وان الجذب ألاستثماري والبيئة الحاضنة له لن يكتملا الا بانخراط مصر في فضاء اقتصادي يضم كل بلدان حوض النيل بلدان المنبع والمعبر والمصب أولا لوئد مخطط أردوغان التخريبي الذي بادر فيه بمعية كلاب قطر والرامي الى تجفيف نهر النيل على المصريين، ثانيا لوضع استراتيجية لقفزة اقتصادية نوعية والانخراط في مشاريع عملاقة تعود بالنفع على شعوب بلدان حوض النيل حينها ستتربع مصر على عرش العالم و سيفقد أردوغان لب عقله ليخرج عاريا كما ولدته أمه الى ساحة تقسيم يغني و يبكي و يضحك كالمسطول ...

=ان أكبر خطأ بل أكبر جريمة ارتكبها الضباط الأحرار محمد نجيب ورفاقه عند انقلابهم يوم 23 يوليوز 1952 هو توجههم العروبي الزائد على حده على حساب البعد الافريقي ، أنا هنا لا أدعو مصر الى التملص من محيطها الاقليمي سواء كان عربيا أو متوسطيا والذي يفرضه التاريخ و الجوار و الجغرافيا لكن ليس على حساب بعد حيوي في غاية الأهمية حيث منابع نهر عظيم اسمه النيل ينبع من قلب افريقية الرائعة قامت على ضفافه أروع و أعظم حضارة انسانية ...

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل