أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود طرشوبي - هل ننتظر موجه ثانية من الربيع العربي !!!














المزيد.....

هل ننتظر موجه ثانية من الربيع العربي !!!


محمود طرشوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ننتظر موجه ثانية من الربيع العربي !!!

يمضي عام و يأتي عام , و في بلادنا العربية لا يتغير شيء و كأن التاريخ توقف بنا عند ما يسمي زوراً بعصر الإستقلال ، و هو العصر الذي خرجت القوي الإستعمارية من المنطقة العربية لتظل بنفوذها السلطوي و تواجدها الفكري داخل أورقة الحكم ، بل و أشد من ذلك فقد أوجدت لها رجالاً يحكمون بإسمها قبل خروجها , و استمر الحال إلي اليوم , لا تجد نظام عربي نابع من صميم الشعب الذي يحكمه، بل جاءت القوة المهيمنه في المنطقة و جعلت منه حاكم و أمير و رئيس , و عندما يموت يأتي من جنسه شخص آخر يحكم , و في هذه المتاهه نحن سائرين منذ خمسينات القرن الماضي و إلي متي الله أعلم .
أنظمة تولد، تنمو، تترعرع، تصل الى نقطة الانحدار ثم تتهاوى، وتموت، لتحل محلها أنظمة أخرى، ثم تنتهي هي الاخرى في دورة الزمن المطلق، إنها تشبه الكائن الحي في رحلتها من نقطة الولادة، الى لحظة الموت. و لكننا هنا فيما بين الخليج و المحيط لا ينطبق علينا هذا .
و خرج الربيع العربي ، و سار الشعب العربي يهتف في الشوارع و الأزقه و الحارات ( الشعب يريد إسقاط النظام).و لم يهدأ بال الدول الكبري و تابعيهم في بلاد العرب إلا إنهم جعلوا من الشعار وهم نعيشه و انطلقت الثورات العربية تشق طريقها نحو العودة للخلف , و كره رجل الشارع الثورة و نظرت الجماهير المتعطشة للحرية و للبحث عن لقمة العيش للثورة علي إنها مؤامرة كبري يجب التخلص منها و ذلك بفعل الآله الإعلامية الرهيبة التي كادت تفقد نفوذها مع هبوب رياح الربيع العربي الذي كشف خداعهم للشعوب , و إنهم مجرد ترس داخل الأنظمة العربية , و هم مجرد أبواق لصنع نجومية و أموال لحفنة من الإعلامين الخونه لقضايا أمتهم .

إن الاشكالية التي لم يستطع الحكام العرب عبورها، أو معالجتها، تتمثل بعدم قراءتهم الصحيحة لتجارب التأريخ القريب والبعيد معا، وحتى لو سلّمنا بقراءتهم لها، فإنهم أخفقوا تماما في استيعابها، وتوظيف دروسها لصالحهم، فظلّ هؤلاء كما هم، لا يرون الحياة إلا بعين السلطة، التي لاترى ولا تتعامل بدورها، إلا مع السبل والطرائق التي تحافظ على العروش، والكراسي من الاهتزاز أو السقوط، والمشكلة أن السلاح العتيد والوحيد لهؤلاء الحكام، في تدعيم الكراسي والعروش، هو القمع، والتهميش، والاقصاء، والسرقة، والاختلاس، والسطو على أموال وثروات الشعب.
دعونا نؤكد إن دولة العواجيز هي من تسيطر وتحكم غالبية البلدان العربية، بحجة الخبرة، والاستقرار.
لقد دأبت منظومة الحكم العربي، على تكريس السلطة بيد القائد الأعلى، والحزب الأوحد، أو الاقوى، وكأنها تمثّل هيكلا واضحا، لعصابة يرأسها الحاكم، أو القائد الأعلى ويديرها، أما العصابة، فهي الحزب القائد او الأقوى، وهكذا تكون المنافع المادية والمعنوية، محصورة بالحاكم الاعلى وعائلته، وحاشيته، وحزبه، وما يتبقى من فتات، فهو حصة باقي المنتفعين من الشعب، ومن يعترض او يرفع صوته أو يطالب بحقه، فإن الموت او التهميش، والاقصاء، والتشريد، والنفي سيكون له بالمرصاد، لهذا يلجأ الضعفاء والشعوب المنهكة الى الصمت، والقبول على مضض بتجاوزات الحكام.

أنظمة الحياة كافة، تمر كذلك بهذا الخط البياني، الفاصل بين الولادة والموت، ومنها الانظمة السياسية العربية، التي حكمت شعوبها بالحديد والنار، والتي وُلدت وجُبلت على القمع والتسلط، لكي تحمي نفسها من الموت، ناسية أن الزمن كفيل بإزاحتها، والاتيان بالجديد الذي يتواءم وروح العصر، وهكذا تصل منظومة الحكم العربي، الى مرحلة او نقطة المشارفة على الزوال والموت، وهي لاتختلف بهذا عن غيرها، من الانظمة العاجزة عن اللحاق بسمات العصر، لتحلّ محلها دماء جديدة هي دماء الشباب الواعي المنتفض.
وها نحن على أعتاب عام جديد، هو عصر السقوط الحتمي لأنظمة التسلط القمعية، التي سوف تتساقط تباعها، وهو أيضا عصر الشباب العربي الواعي، الذي استطاع أن يقتحم حصون الحكام العتاة، من خلال العالم الافتراضي لوسائل الاتصال المعاصرة، و يقيم ثورات الربيع العربي و إن كانت فشلت في الموجه الأولي منها فلا أظنها تفشل في الموجه الثانية منها , و هي الموجه التي يتم الإعداد لها بفعل شيطنة الأنظمة العربية التي تقف ضد شعوبها في أن ينال حريته , و تتعامل معه كإنسان له مطالب و طموحات يريد أن يحصل عليها و أقلها العيش تحت سماء وطنه بحريه , وان يتساوي مع باقي الفئات الحاكمة في الحصول علي ما يكفل له سبل له العيش الكريم .
و لا أظن أن الوقت سيطول بنا في إنتظار الموجه الثانية من الربيع العربي .

محمود طرشوبي



#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملوك تحت التاج البريطاني
- من وراء استقاله هيجل : الاسد أم تنظيم الدولة
- رواية من التاريخ : الداعشية الأوربية أشد إيلاماً
- رسالة إلي أهل الفيس بوك و أقرانه
- كلمات قصيرة في وفاة ابو متعب
- قطر :كأس العالم و دموع الندم
- لمن تفتح قلبك
- جنازة لايجب أن تحضرها !
- بكاء علي أمة المليار
- أنا إرهابي
- هل حول «تنظيم الدولة» مسار الحرب في سوريا إلى قضية أمنية دول ...
- حروب طواحين الهواء
- إلي الثوار : الطريق مازال طويل
- جمعة للتطهير
- الدور السعودي في اليمن
- الخونة
- البكاء بقلب عليل
- عار علي الجيوش الإسلامية
- مصر المحتلة ( مقال كان ممنوع من النشر )
- تحت ظلال الموت


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود طرشوبي - هل ننتظر موجه ثانية من الربيع العربي !!!