أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود طرشوبي - حروب طواحين الهواء














المزيد.....

حروب طواحين الهواء


محمود طرشوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدور في مصر اليوم معارك كثيرة أشبه ما تكون بمعارك طواحين الهواء , فمعركة علي عودة البرلمان و معارك ضده بمنع العودة , و معركة ضد اللجنة التأسيسية للدستور و معارك في داخل اللجنة داخلها , و معارك مع القضاء و بين القضاء و بعضه , و تشعر إن مصر أصبحت ساحة حرب بين المجلس العسكري و بين الثورة , و بين الثورة و الدولة العميقة , ثم المعركة المشتعلة علي ساحات الفضائيات بين أشباه الإعلاميين و بين الرئيس الإخواني , حتي المعركة التي تدور بين الأحزاب القديمة و الأحزاب التي نشأت بعد الثورة معركة تكاد لا تعرف ما السبب ؟ حتي المعركة الرئيسية و هي معركة الدستور لا تجد فيها طرف له فكر و رؤية محددة بل ما تراه نوع من الإزدواجية الفكرية التي تجعل من المشاركين في كتابته نوع جديد من الممثلين يقومون بدور تمثيلي في مشهدسينمائي لم يكتب , فتراه إرتجالياً , فيظهر داخل المشهد كم هو التناقض الموجود بداخل كل شخصية , فمن يصف نفسه إسلامياً لاتجده إسلامياً كاملاً بل مطعم ببعض من بقايا فكر آخر , و من هو ليبرالي لا تجده كذلك بل به شوائب من فكر آخر , و هكذا تستمر الحرب من أجل دستور لا يعبر عن عقيدة و فكر هذا البلد .
من ضمن هذه الحروب هناك حرب غريبة علي الحس السياسي في العالم كله , و هي الحرب المختصرة في شعار ترفعه بعض الجهات الغير دارسة لسيكلوجيه الحركة الإسلامية و هو (يسقط حكم المرشد ) فرافعين هذا الشعار غير دارسين للعمل الحركي داخل التيارات الإسلامية . إن من يردد هذا الشعار لا يدرك أن العمل و الانضمام إلي أي من الحركات السياسية الإسلامية , لا يكون بمجرد كتابة الأسماء و عمل بطاقات العضوية , بل يتم عن طريق حمل الفكر و السير به و الدعوة إليه أي إن الطريق إلي الانضمام هو إثبات كونك أصبحت جزء من الجماعة بكونك تحمل فكره و قضيته و تسعي إلي تحقيق أهدافه و علي إستعداد لتحمل الصعاب و المشاق في سبيل ذلك بغض النظر عن صحة أو خطأ هذا الفكر بل نتكلم بصفة عامة , و بناء علي هذا فإن وصول الدكتور مرسي إلي رئاسة حزب الحرية و العدالة و من قبلها مسئول سياسي عن بعض الملفات داخل جماعة الإخوان ,يعني أن الرجل معتنق للفكر و يدعو له و سجن بسببه و لا يكاد وجود إختلاف جوهري بين أعضاء الجماعة و بعضها سواء علي مستوي القيادات أو الكوادر إلا إختلافات بسيطة, و علي هذا فإن الدكتور مرسي نفسه يحمل نفس فكر و عقلية المرشد فمن يقول بإسقاط المرشد لا يدرك أن مرسي و بديع لا يختلفان , بل هل كان من المستبعد أن يكون مرسي نفسه في يوم من الأيام مرشداً للجماعة ؟ فإسقاط حكم المرشد هو نوع من الحرب في الهواء لأن العقلية واحدة و المنبع الذي تستقي منه الأفكار واحد ,الأمر الآخر هو استقالته من حزب الحرية و العدالة بناء علي طلب النخبة منه و هو نوع من ممارسة السياسة بشكل مصري , أي مختلف عن أي سياسة تمارس في العالم . فلم يحدث في أي دولة أن ينجح رئيس في الإنتخابات و هو علي رأس حزب ثم يتخلي عن الحزب بعد نجاحه , فهل معني ذلك أنه اصبح بلا فكر حزبه الذي دخل به الإنتخابات , إنه نوع من السخف السياسي الذي تحيا فيه مصر منفرده عن باقي الدول و ليس ذلك لأنها تبدع في نوع جديد من التصرفات السياسية , و من طرح طريقة جديدة في العمل السياسي , أو من طرح النظام المتوافق مع عقيدة و نفسية المجتمع المصري و عليه نضرب عرض الحائط بأي ممارسات , بل الحاص إن النظام الحاكم في مصر مازال كما هو لم يتغير و لم يتم طرح نوع جديد من الحكم , و الحاصل في كل الدنيا إن إنتخاب رئيس كان علي رأس حزب له فكر و منهج محدد نستطيع محاسبته بناء علي فكر محدد يتبناه الحزب .
هكذا تستمر الحرب علي أرض المحروسة في معارك وهمية لا تجد فيها من يراعي مصلحة البلاد و العباد , بل أصبحت ممارسة السياسة في مصر نوع من الشخصنه , و حول المصالح الشخصية و الايدلوجية تتمحور الآراء و الدفاع عنها و إعلان الحرب علي الطرف الآخر أيا كان من هو الطرف الآخر .

محمود طرشوبي



#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلي الثوار : الطريق مازال طويل
- جمعة للتطهير
- الدور السعودي في اليمن
- الخونة
- البكاء بقلب عليل
- عار علي الجيوش الإسلامية
- مصر المحتلة ( مقال كان ممنوع من النشر )
- تحت ظلال الموت
- رحل الطاغية و تبقي مصر
- أرحل يا سيادة الفريق
- إلي متي هذا الهوان ؟
- غرفة إسرائيلية داخل رئاسة الأركان التركية
- عندما تصبح المقاطعة واجب وطني
- قلب جديد
- لن نحرق الإنجيل !
- الصين و القدس : فشل جديد للنظام العربي الفاشل
- البكاء علي وطناً يحتضر
- الإخوان المسلمون: حصاد مرير
- بعد زيارة كلينتون : باكستان ولاية أمريكية
- الصراع الأمريكي الإسرائيلي نحو ضرب إيران


المزيد.....




- السعودية.. مدير مكتب محمد بن سلمان يثير تفاعلا بصور تخرج ابن ...
- لحظة تفاجؤ متحدثة خارجية أمريكا عند علمها من مراسلة CNN بتغي ...
- العراق.. فيديو غضب مقتدى الصدر وما فعله على منصة خلال كلمة م ...
- بولتون: الفوضى جزء من حمض ترامب النووي
- مستشار سابق لبوتين: صفقة المعادن استعباد استعماريٌّ جديد لأو ...
- ترامب يعلن -أيام النصر- للحربين العالميتين الأولى والثانية
- -نحن نغرق-.. نداء استغاثة من سفينة -أسطول الحرية- المتجهة لغ ...
- مع حلول شهر مايو.. موسكو وضواحيها تتعرض لموجة قياسية من المط ...
- -ناطقة بالروسية-.. واشنطن تعين قائمة بالأعمال لسفارتها في كي ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة ن ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود طرشوبي - حروب طواحين الهواء