أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود طرشوبي - إلي الثوار : الطريق مازال طويل















المزيد.....

إلي الثوار : الطريق مازال طويل


محمود طرشوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 14:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد قامت في مصر ثورة عظيمة بكل المقاييس البشرية و الكونية , سالت فيها دماءاً طاهرة من أبناء هذا البلد , لقد كانت التضحيات عظيمة و لكن كانت النتائج باهته , لقد كانت كانت الأهداف سامية , و لكن ما تحقق منها تافهاً . هكذا بات ما يعرف بالربيع العربي ليس في مصر وحدها و لكن في كل البلاد التي تمردت علي واقعها الأليم و نقضت غبار الظلم و الجبروت , لقد وقفت الشعوب موقفاً مهيباً حتمته ظروف البلاد التي أشتعلت فيها الثوارت و لكن العيون علي الجانب الآخر لم تنام و شمرت عن ساعدها و راحت تقيم الدنيا من خلال سفارتها و رجالها العسكريين و المدنيين لخطف ثمار جهد السنين من شباب الأمة , و الإنحراف بالثورة عن طريقا المستقيم إلي الطريق الذي يعود بها إلي التبعية مرة أخري , و بدل من الوقوف في وجه الجماهير الثائرة تظاهرت بأنها معهم و ان الثورة هي الطريق الذي يجب أن تسلكه البلاد الواقعة تحت نيران الظلم و الديكتاتورية لكي تستطيع تحويل الثورات عن مسارها المنشود و هي إقامة حياة عادلة يرضي عنها رب السماء و الأرض , إن الغرب و أذياله في بلاد الإسلام لا يريد أبدا لهذه الأمة أن تقوم من كبوتها و تستعيد أيام عزتها و هو لهذا السبب جند كل مقومات أسلحته الإعلامية و المخابراتية و السياسية و السفارت الدبلوماسية و علاقاته بكل القوي الإقليمية و الدولية لكي تصل الثورات العربية إلي ما وصلت إليها , من ثورة فاشلة في جبهة و ثورة مسروقة في جبهة اخري . إن الجيوش الذي انتفضت عن نفسها لكي تعلن حماية الثورة و الذود عنها هي من إستخدمها الغرب أو أذياله في الداخل لكي تعيد قطار الثورة إلي القضبان القديم , إننا في هذا البلد الذي تزعم قيادة هذه الأمة ضد أعدائها بات و شيكاً أن تعود الثورة فيه إلي النظام السابق , من خلال صندوق إنتخاب مزور من خارج الصندوق من خلال أساليب ما سمي باللجنة العليا لتزوير الآنتخابات ’ و لن نختلف علي جدوي الانتخابات في بلدنا في ظل سيطرة أنظمة حكم عفنه و قوانين صنعت علي عين أعدائنا و حصانه لمن لا حصانه له لا أمام الناس أو أمام الله , هكذا تم تزوير إرادة الناس من خارج صندوق الانتخابات و مازال مسلسل التزوير مستمر من خلال تحريض كل أجهزة الدولة علي إنتخاب مرشح مضاد للثورة , و لقد وصلتنا معلومات مؤكدة علي وجود أستنفار داخل الوزارة المعينة بحماية الانتخابات و حماية الشرعية الفاشلة لكي ينجح مرشح الثورة المضادة من خلال الاستعانه بكل سلطاتها و علاقاتها القديمة مع الحزب الوطني المنحل اسماً , و علاقاتها بكل أصحاب المصالح و رجال الأعمال و التأكيد علي وجوب نجاح مرشح الفساد.
إن اشباه الرجال من الحزب الوطني يخوضون معركتهم الأخيرة و الدامية لو وصل الأمر إلي ذلك , إن الصراع الدائر في مصر بين ثورة و لا ثورة فلا يجب أن يعود الثوار إلي النقطة صفر , إن تصرفات المجلس العسكري خلال المرحلة الإنتقالية أفصحت عن كان ما يدور في الكواليس الخلفية خلال الحقبة الماضية من تاريخ مصر منذ ثورة يوليو و تولي العسكر حكم مصر , و إن توجيه مسار البلاد كان يتم عن عقيدة راسخة لدي القادة العسكريين لكي تظل مصر بعيدة عن أي بارقة امل في أن تعيش هذا البلاد في أجواء من الحرية المنشودة لكي تحقق حلمها بعودة أيام نهضتها و عزها كما كانت علي مر تاريخها
لقد تسلم العسكر حكم مصر من ملك فاسد و أوصلها إلي مجموعة من العسكريين حكموا مصر بالحديد و النار علي مدار أكثر من نصف قرن , و قامت مصر بثورة تعيد حقها المسلوب في اختيار حاكمها بإرداتها , و لكن العسكر انفسهم اليوم هم الذين سوف يسلمون السلطة لفاسد آخر لكي تستمر معركة التزوير في تعيين رئيس ليس علي هوي الناس و لا اختيارهم و تعود مصر إلي أيام عهدها الأسود . من التنكيل بالمعارضين و خاصة الاسلاميين منهم . و أعتلاء المناصب من قبل شخصيات فاشلة في كل أمور البلاد خاصة الجهاز الإعلامي منها الذي بدأ الأن في عودته لدوره القديم و بدأت تظهر رائحته النتنه الذي اعتدناها و لأول مرة منذ عدة أيام اسمع في التلفزيون الرسمي من يطالب بسحق ميدان التحرير إن ثار علي نتيجة الانتخابات المعروفة سلفاً .
لا يجب أن نتصور أن انتخاب المرشح الآخر سوف يصب في مصلحة الثورة لأن هذه الاصوات هي مجرد تكملة لديكور مناسب لعودة حكم مصر إلي التبعية الأمريكية المباشرة , خاصة بعد اللقاء الذي كشفت عنه الأخبار بمقابلة شفيق لمسئول كبير في الإدارة الأمريكية جاء إلي زيارة مصر سراُ , بالإضافة إلي رسائل الطمأنينه الذي أرسل بها شفيق إلي الأمريكان من خلال لقائه بمجموعة من رجال الأعمال الأمريكان , و تصوره إلي المرحلة القادمة التي سوف تنفذ فيها خطة لتصفية كل المعارضة سواء من الاخوان او السلفيين او الحركات السياسية الآخري , مع اضافة الي ما سبق الحملة المنظمة التي تقودها وسائل الإعلام الإسرائيلية لكي يتم قبول شفيق في المجتمع الدولي و الذي بدوره يحرك رجاله داخل البلاد لتأمين نجاحه
إن الحديث قد يطول علي تأكيد أن الثورة المصرية في طريقها الي الفاشل , و الحديث الدائر عن نجاحها في بعض المواقع هو مخدر سوف يزول بعد قليل , و لكن ما أريد التأكيد عليه هو أن الطريق مازال طويل و السير فيه مطلوب بل أصبح واجب لكي نتم ما بدأناه , حقاُ إن العقبات كثيرة و سوف تظهر عقبات أكبر في المرحلة القادمة و سوف تنصب أعواد المشانق و ستفتح السجون و سوف تصب كل القوانين في المرحلة القادمة لوأد أي بوادر ثورة محتملة , و هنا سوف يكون التمحيص الأكبر للثورة و رجالها وسوف ينتفض عنها كل المنافقين و الراكبين للموجه و عندئذ سوف تنتصر الثورة و تحقق حلمها في الحرية الذي سوف تأتي برجال يحبهم الله و يحبونه يكتب الله لهم النصر جزاء لما قدموه .
التحدي المطروح الآن امام أهل بلادنا والمؤمنين بالثورة وقيمها على وجه الخصوص، هو التصرف بحكمة وعقل، ومواجهة انقلاب المجلس العسكري الابيض بمثله، لان البديل هو العودة للتبعية والاذلال وسحق كرامة مصر وبيت الطاعة الامريكي ـ الاسرائيلي.

محمود طرشوبي



#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعة للتطهير
- الدور السعودي في اليمن
- الخونة
- البكاء بقلب عليل
- عار علي الجيوش الإسلامية
- مصر المحتلة ( مقال كان ممنوع من النشر )
- تحت ظلال الموت
- رحل الطاغية و تبقي مصر
- أرحل يا سيادة الفريق
- إلي متي هذا الهوان ؟
- غرفة إسرائيلية داخل رئاسة الأركان التركية
- عندما تصبح المقاطعة واجب وطني
- قلب جديد
- لن نحرق الإنجيل !
- الصين و القدس : فشل جديد للنظام العربي الفاشل
- البكاء علي وطناً يحتضر
- الإخوان المسلمون: حصاد مرير
- بعد زيارة كلينتون : باكستان ولاية أمريكية
- الصراع الأمريكي الإسرائيلي نحو ضرب إيران
- الشرع و تعيين المرأة في مجلس الدولة


المزيد.....




- رئيس الأركان الإيراني يتصل بوزير الدفاع السعودي.. ما السبب؟ ...
- ترامب: نتنياهو-بطل- ومحاكمته -مهزلة- قد تؤثر على المفاوضات م ...
- جندي إسرائيلي رفض الخدمة بغزة: يريدون تدمير حماس لكنها لا تز ...
- محارب ذكي وواقعي… أول مسلم يقترب من قيادة نيويورك
- جيش الاحتلال يعلن اغتيال حكم العيسى
- صحف عالمية: إسرائيل انقسمت مجددا بشأن غزة وترامب خلق وضعا هش ...
- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود طرشوبي - إلي الثوار : الطريق مازال طويل