أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود طرشوبي - الشرع و تعيين المرأة في مجلس الدولة














المزيد.....

الشرع و تعيين المرأة في مجلس الدولة


محمود طرشوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 15:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان إذاعة بيان أمانه المرأة بالحزب الوطني علي إذاعة القرآن الكريم المصرية يوم السبت 6/3 لهو الدليل القاطع ‘لي أن سيدة القصر أصبحت يدها تصل إلي كل شيء , حتى إذاعة القرآن الكريم التي لا تتدخل في أي موقف سياسي كان أو شأن من الشئون المثارة علي مستوي الشارع المصري , فلماذا إذاعة البيان الذي تندد فيه المرأة بموقف قضاة مجلس الدولة من تعيين المرأة , أهي تعليمات عليا مثل التعليمات الذي فرضت من السيدة الأولي علي المستشار الحسيني لتغير موقفه و لإعلان قرار بجواز دخول المرأة إلي المجلس " المصريون " , أم السبب الذي أراه أنه تم إذاعة البيان علي إذاعة القرآن الكريم : هو إضفاء الشرعية الدينية علي البيان و النظر إليه علي أنه غير مخالف لأحكام الدين , و كأن الإذاعة أصبحت مصدر للفتوى , أو أنها أصبحت تملك حق الإفتاء الشرعي , فإن كان هذا المقصد فقد اختار الطريق الأعوج , فكل جماهير مصر و العالم الإسلامي لا يعتبر إذاعة القرآن الكريم منبر للفتوى في كل ما يخص علاقة الدولة بمواطنيها , و ما عدا ذلك من أمور العبادات فهي عند البعض منبر للفتوى .
أما بالنسبة لتعين المرأة في مجلس الدولة و مدي شرعيته من عدمه , فهذا لا يحتاج إلي طول نظر , فالقضاء المصري ليس قضاءاً شرعياً , أي أن الشرع ليس له فيه أي دخل فلماذا إقحام الشرع في نظام قضائي ليس شرعي .
إن القضاء في الإسلام هو " الإخبار بالحكم الشرعي علي سبيل الإلزام " و من هذا المفهوم يعتبر القضاء في الإسلام هو حكم نهائي ليس فيه درجات , و لا يوجد فيه أستنئاف , أو نقض , أما القضاء المدني المطبق في مصر فيوجد به عدة درجات للحكم , و هذا لا يتطابق مع مفهوم القضاء في الإسلام ,. ما يسمي بمحكمة النقض لا توجد في الإسلام لأن الحكم القضائي في الإسلام , هو إخبار عن حكم الله في الواقعة المراد الحكم فيها , و هذا لا يجب أن ينقض , و من الممكن أن يختلف الحكم من قاضي إلي أخر , تبعاً لاختلاف الآثار الواردة في الموضوع الواحد و الذي نشأ عنه تعدد المذاهب و الآراء و لكن ليس ذلك معناه أن يكون هناك نقضاً للحكم , فلم يثبت في عصر النبوة و لا في عصور الخلفاء الراشدين إن حدث أي نقض لحكم القضاء رغم الاختلافات المشهورة بين بعض الصحابة حول بعض الآراء الفقهية .
هذا بالنسبة لاختلاف درجات التقاضي في النظام الحالي عن النظام الإسلامي علي عجلة , الثاني ما يسمي بمجلس الدولة , و هو المختص بالفصل بين الدولة و مواطنيها , و هو عمل يشبه كثيراً في النظام الإسلامي " ما يسمي بمحكمة المظالم " مع الفارق أيضاً في إن الفصل في مجلس الدولة يتم فيه علي أساس القانون الوضعي و ليس الشرع الإسلامي كما يحدث في محكمة المظالم , بالإضافة إلي إنها تتمتع بنظام الدرجات القضائية و هذا غير مطابق للشرع , و إن كان من يريد قياس شروط أحكام محكمة المظالم علي شروط مجلس الدولة , خاصة بالنسبة لشروط الذكورة الذي وضعه علماء المسلمين , فهذا قياس فاسد , فلا يصح أن أتي بنظام غير إسلامي و أطبق فيه أحكام الإسلام , فإن الحكم لا يحسب بالإدعاء و المظهر الخارجي ً بمعني أن الحكم يحسب إسلامه أو عدم إسلامه علي حسب الأحكام التي تطبق فيها , فهب أننا جئنا بحاكم و اسمينه خليفة المسلمين و هو لا يطبق من الإسلام غير القشور , فهل يصح أن أقول إن هذا البلد يحكم بالإسلام ؟ بالتأكيد لا ,
إن النظام الإسلامي هو حكم شامل لجميع مناحي الحياة , و لا يصح أن احتكم إلي قوانين الإسلام في أحكام و في وقت أخر أترك أحكام الإسلام . فلا معني أن أقول أن مجلس الدولة لا يجوز فيه النساء , مع أن كل قوانين مجلس الدولة لا علاقة من بعيد بالشرع أو من قريب .
إن النظام المصري بدستوره و قوانينه و سلطاته لا يمس الحكم الإسلامي و لا علاقة به , بل هو نظام علماني يستند إلي القوانين الوضعية , و الشرائع الغربية , و لا يجب أن يقحم الإسلام في قضية الإسلام ليس طرفاً فيها , فالإسلام هو عقيدة و نظام فإذا أردنا تنفيذ الإسلام فالواجب أن تكون كل أحكامه منبثقة من عقيدته .



#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. سعاد صالح : تفتي علي ذهب المعز أم علي سيفه
- ولاية المتغلب : حكم فقهي لا يرضي الله عنه
- الاخوان المسلمون , من الدولة الاسلامية إلى الدولة الوطنية
- و ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه
- متى تَشرب كَلماتي من دِمائي ! قراءة في العقلية الجهادية المس ...
- ختام القمة العربية المنعقدة في دار الندوة
- رسالة إلى دعاة الفتنة.. أوقفوا إشعال الحرائق
- القبض علي مجدي قلادة بتهمة إثارة الفتنة الطائفية : عصر الشهد ...
- صناعة الإرهاب الأميركي
- قراءة فى رسالة أبو محمد المقدسي الجديدة : بيت المقدس فى القل ...


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود طرشوبي - الشرع و تعيين المرأة في مجلس الدولة