أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - الخَمر وحُكمه في الإسلام















المزيد.....



الخَمر وحُكمه في الإسلام


هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)


الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 01:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن إشكالية الخمر في الإسلام هل هو محرم بنص قطعي أو غير وارد فيه؟ وما الحكم الشرعي لمن يتعاطا شرب الخمور ؟ وهل ذكره القرآن صراحة ؟ حيث حاول البعض بشتى الطرق أن يبينوا للعامة أنه لا يوجد نص صريح للتحريم ؟وعندما قمت بالبحث لأقوم بدراسة موضوعية لهذه القضية كنت أظن أنه أمر في غاية السهولة لكنني أصطدمت بإشكاليات عِدة منها ماأختلف فيه الفقهاء في نوعية التحريم وكمية التحريم أوالتحريم المطلق مع الإختلاف في عقوبة التحريم وقيمته الإجرامية في مجتمعاتنا ؟
والأكبر من ذلك كلها هي قضية الناسخ والمنسوخ في القرآن الذي أستحدثه علمائنا وقاموا بنسخ آيات وآيات أي بمعنى تعطيلها بالكامل؟ ومنها مايعرف بنسخ آيات الخمر لكي يبرروا التدرج في تحريم الخمر ؟
لذلك قررنا بيان هذا الأمر مع محاولة تسهيل أيصال أفكار علماء مجددين الى العامة في هذه القضية حتى تكون شاهداً على كل من يؤمن بدين الحق المبين .

المقــــــدمــــــــــة :


أولاً/ يجب أن نعلم جيداً أن القرآن هو كلمة الله العليا الذي هو المصدر الأول والأوحد لكل أمور الدين الكبرى , وكلماته لاتبديل لها ولا تحويل وهو كتاب مبين وهو برهان وهو نور وهو الكتاب المهيمن على كل الكتب ولا يوجد نص قطعي أن فيه نسخاً ولا يوجد فيه إختلافاً حتى نجبر على نسخ بعضها لكي يستقيم فهمه في أذهاننا بل كان الأجدر على العلماء أن يتوقفوا في أمور لايفهمونها أو لم تصل ملكاتهم الذهنية إليها لا أن يقوموا باستحداث فكرة النسخ في القرآن ويحرجوا الأُمَّة في أزمان لاحقة ..
أما معنى الآية القرآنية
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة 106
فهي تتكلم عن نسخ آية وليس عن نسخ حكم آية ؟؟ والآية لايعني بالضرورة آية قرآنية !!كما يتبين في آيات قرآنية كثيرة ؟وهو يشير هنا الى نصوص لشرائع وأحكام أهل الكتاب السابقين !أي بمعنى أن القرآن جاء ناسخة لماقبلها من آيات الموجودة في الكتب الماضية
وقد جاءت هذه الآية في سياق الرد على أهل الكتاب عندما عزَّعليهم أن تنسخ وتستبدل آيات كتابهم بالقرآن ؟ووعدهم بإتيان ماهو خير لهم !!
والقرآن فعلاً جاء ناسخاً للكتب السابقة ....
وهذه الآية تبين أيضاً للمشركين من أهل مكة الذين كانوا يظنون أنهم على ملة إبراهيم عليه السلام أن هذا القرآن النازل على النبي هو أفضل مما يعتقدونه !,,,,هكذا يُفهم الآية وليس تقطيع وتعطيل ونسخ آيات قرآنية
حاشا الله ....
ومن الضروري المعرفة أن المسلمون ملزمون بتدبر القرآن فقط , دون الدخول في أسباب النزول حسب مرويات ظنية أو معرفة أية آية سبقت الأُخرى ...

ثانياً/ كل مابيًّنه الفقهاء عبر الزمان لايعنينا والذي يتحجج به من يتسترون بجلابيب إسلامية لكي ينقلوا آراء مبتورة ومتقطعة والذي يتناقض مع دين الحق والقرآن المبين سواءاً برَّروا الإباحة لبعض الأنواع بإجتهادات واهية أو شاذة أو مرتبطة بزمن معين أبتلى بمرويات ظنية قد لايكون لها أصل أو قد يشوبها التناقضات فيما بينها
وكذلك بين تناقضات المرويات التي تبين عقوبة شارب الخمر !

ثالثاً / بيان حكم شارب الخمر في حدود الدولة العصرية التي تتخذ الإسلام مرجعاً لها .


الدخـــول في صـــلب الموضـــوع :

الجــــزء الأول


سنبين الآيات التي بيَّنت وعالجت موضوع الخمر بالتسلسل وبيان أنها آيات متناسقة ومتكاملة ولا يوجد فيها آيات منسوخة بل هي آيات فاعلة الى يوم الدين لكونها كما قلناه كلام رب العالمين الذي لايحق لأحد ما أن يلغي آيات أو ينسخها أويعطلها :

قال الله تعالى
1- (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)67 النحل
2- (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ219) البقرة.
3- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)43 النساء.
4- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 90 المائدة.

************* ************* **************

كل هذه الآيات لانسخ فيها وهي آيات سارية المفعول وقد بقيت حكمها وستبقى الى يوم الدين , وقد أخطء من قام بتسميتها أنها آيات الخمر كون هذه الآيات تعالج أمور أُخرى غيرقضية الخمر :

فالآية الأولى /
(وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)67 النحل

تبين أن الثمرات تعتبر رزقاً حسناً أما عندما يستخدمها للسَكَروذلك بتخمير الثمرات وإفسادها وتحويلها الى خمور ضارة للصحة يصاب من يتعاطاها بالسَكَر فسييكون سبباً لرزق غيرحسن فالآية تبين أخباراً عن استخدمات الثمرات والحذر من أن يفسدوا رزقهم , لذلك أكَّد الله تعالى في نهاية الآية أن المعنيون بها هم الذين يعـــقلـــون أي الذين يميزون بين الرزق الحسن والأضرار الموجودة فيها عند سوء إستخدامها ؟فهل الإخبار عن شيء يستنسخ ويُعَطَّل وبالتالي يُكذَّب ؟حاشاه

والآية الثانية /
(يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ219) البقرة
تبين كون الخمر فيها منافع لكن الإثم الموجود فيها أكبر بكثير من منافعها وهذه الآية أيضاً صحيحة وهي حقيقة موجودة ولايمكن أن تنسخ !
وعندما يكون الإثم الموجود فيها أكبر من منافعها فهي حتماً تبين تحريمها كون الإثم تعني التحريم كما في الآيات المكية البيّنة والواضحة أي نزلت في مكة قبل الهجرة أي في بديات سنوات نزول الوحي :

(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)الأعراف33
(وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ)الأنعام120
(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)الشورى37
(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)النجم 32
فالخمركما هو معلوم فيها إثم كبير والله قد بيَّن فيه هذه الآيات البينة أن الإثم حرام بصريح العبارة وبالتالي يكون الخمر محرم قطعاً ثم أنه كما قلنا أن هذه الآيات تتضمن أمورأً أُخرى قد بيَّنها المولى المتعال وبالتالي لايمكن مطلقاً ان تسمى بآيات الخمر فقط ولايمكن مطلقاً أن تنسخ !بل من قالها او أعتقد ذلك فقد أرتكب إثماً عظيماً؟
خاصة وأن هذه الآية أبتدأ بسؤال عن الخمر وعن الإنفاق فكان الرد الإلهي في هذه القضايا , فمن يمتلك الحق أن ينسخ جواباً إلهياً !!!

والآية الثالثة /

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)43 النساء

تبين في عدم التقرب من الصلاة وهم سكارى , وهذه الآية أيضاً لايمكن أن يستنسخ بل هي باقية كون هناك فرق بين شرب الخمر وبين أن يصاب المرء بالسَكَر , أي بمعنى لا يعي مايقوله , وهي إجابة أيضاً للذين يبررون شرب الخمرفي حالات عدم إقامة الصلاة وقولهم هذا هو إفتراء وبهتان مبين ..

فكلمة السَكَر تعني الغطاء المعنوي , وكلمة الخمرتعني الغطاء المادي , وعندما نتعمق في دلالات الكلمتين يتبين أن لكل من الكلمتين دلالاتها الخاصة


* السَــــكــَر بمعنى الغطاء المعنوي :

ففالآية المذكورة بعدم التقرب من الصلاة وهم سكارى ,, تعني كلمة السَكَر التغطية المعنوي أي تغطية الإدراك وسد منافذها وهي تعني الشرود الفكري أيضاً , فالسَكَر ينتج من حالة شرب الخمر عندما لا يعرف مايقول وكذلك تعني الشرود الذهني والفكري في حالات أخرى كأن يكون مهموماً فلا يعلم مايقول في الصلاة أو يصاب بهذه الحالة جراء أخذه الحبوب المخدرة للذهن والإدراك خاصة في حالات الأمراض النفسية أو حتى عندما يتعاطا المخدرات أوبقاء مفعول التخدير من أجل عملية جراحية التي لم يكن معروفاً في الأزمان السابقة فلايجوز التقرب من الصلاة وإقامتها في كل هذه الحالات ,فكيف يقال أن هذه الآية منسوخة ولم تعد لها فاعليتها في الحياة وهو كلام رب العزة الذي لاريب فيه ...
ويتبين ذلك عندما أكَّدَ الله في آيات متعددة أن السَكَر هو إدراك حسي يصاب فيه الفكر والإدراك ويتبين في هذه الآيات , الدلالات الواسعة في القرآن :

و الدليلُ على ذلك قوله تعالى عن [ السُـكارى ] : ( لـعَـمْـرُكَ إنّهُـمْ في - سَــكْرتهـمْ - يعمهُـون ) الحجر 72 ، أيْ : هُـم في حالة ضـياع فكـريّ دائـم
وكذلك في الآية التي توصف حال المرء عندما يتوفاه الله : ( وجـاءتْ سَــكْرةُ المـوت بالحـقّ ) ق 19
وكذلك في هذه الآية التي تبين حال الناس عند نهاية العالم: ( وتـرى الناسَ سُـكارى ومـاهُـم بسُـكارى)الحجّ2 ، أي يكونوا في حـالة ضـياع و شُـرود فكْـري
وكل هذه الآيات تدل على أن هناك بَون شاسع بين كلمة الخمر والسكر فإحدى نتاج تعاطي الخمر هو الَسَكَر لكن هناك حالات عِدة يصاب به المرء بالسَكَر دون شرب الخمر كانواع خاصة من الحبوب أو المخدرات او تعني عندما يُصاب المرء في حالة شرود ذهني لأي سبب كان جراء هموم الحياة وما الى ذلك فلا يمكنه حينها ان يقترب من الصلاة .

* الـخــمــــر بمعنى الغطاء الحسي المادي:

فالله تعالى بيَّن في هذه الآية ( (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) يعني ليضربن بغطائهن.. وهذا الغطاء تعني الغطاءالمادي المعروف
لذلك بيًّن الله تعالى في هذه الآية (ِإنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ) دلالة كلمة الخمر هنا تعني المشروب المعروف وممكن تعني كل آليه او حيثية تفعل فعل الخمر وتغطي العقل, وممكن تعني فيما تعني الحبوب المخدرة او الكيميائية او المخدرات بأنواعها, أي بمعنى كل وسيلة مادية حسية تغطي العقل وتفقده وعيه .
ومن هنا يتبين أن الآية التي تبين عدم الإقتراب من الصلاة وهم سُكارى هي آية جارية المفعول ولايمكن أن يستنسخ ! وهي كما قلنا تحل إشكاليات في كيفية الصلاة وهو الإدراك فالصلاة هو ذكر لله تعالى فكيف سيذكر الله وهو فاقد لوعيه أو مصاب بشرود ذهني ؟
لذلك نرى أن المسلمون قد أبتعدوا عن المعاني العظيمة في إقامة الصلاة الذي هو إرتباط وثيق بالله عز وجل.

والجدير بالذكر أن الآية تحل إشكاليات أُخرى غير السَكَر فتكميل الآية (....تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)يتبين فيه بيان حكم الصلاة بأن يكون طاهراً أي لايكون جُنُباً مع مشروعية التيمم وأحكامها ؟وأهم من ذلك كله هو بيان صفات الله العظيمة وبيان أنه هو العفو وهو الغفور ؟؟ لهذا كان المعنيون بهذه الآية هو المؤمنين دون غيرهم عندما بدأت الآية بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ..) ؟
فهل يستنسخ كل مافي الآية !!!
أما التحجج بالنسخ على أن التحريم جاء بشكل متدرج أي بمعنى كل آية تنسخ التي تليها فهذا غير صحيح بل التدرج كان في التعبير القرآني لفهم النص وكيفية الإستنباط منها فعندما بيَن أن فيها إثم كبير هو تعبير على تحريمه كون الإثم قد حرَّمه الله في بداية نزول القرآن كما ذكرناه ؟

* والآيات التي تلتها هي للتأكيد على تحريمه بمعنى أن الناس ملزمون بكل الآيات الى يوم القيامة ؟
* ولايجوز التحجج بنسخ الآيات القرآنية كون أن هناك من كان يشرب الخمر حتى نزلت آيات الإجتناب النهائي؟
* لأن الصحابة كانوا متفاوتين في مستوى التفكير وفهم رسائل الوحي وحتى في المستوى الإيماني فهناك من السابقين الذين أقترفوا ذنوباً ليست أقل من تعاطي الخمر لكن الله عفا عنهم ؟
* ومن المهم القول أننا غير ملزمين بالسياق الزمني التاريخي الذي طبق كسنة من سنن التدرج في قضية الخمر بل كان الأجدر أن نعتبر لمفهوم التدرج في القرآن لكي نستفيد في كيفية التعامل مع الذين يرغبون بدين الإسلام أو إستخدام هذه السنة في كيفية توعية الأجيال اللاحقة لا أن نحكم عليهم بإحكام ما أنزل الله بها من سلطان ؟
* لذلك يجب معرفة كون أن فيها منافع متعددة ولكن إثمها أكبر من نفعها, وقد بيّن الله تعالى أن الإثم محرم وإجتناب كبائر الإثم هو من أركان هذا الدين المبينة في الآيات المكية القطعية الدلالة آنفة الذكر نذكرها للتذكير ..
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)الأعراف33
(وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ)الأنعام120
(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)الشورى37

* أما بيان العِلّة في تكرار الآيات بتحريمها فهو من باب التذكرة وكذلك بيان جوانب متعددة لقضية ما , فصفة التكرار موجودة بكثرة في القرآن بل هناك آيات تكررت بنصها للتاكيد على تذكرة هذا الأمر !

فهل بعد ذلك يستطيع أحد أن يتجرء ويقول أن هناك آيات منسوخة ؟ أو أن السَكَر هو الخمر بعينه !

* وهناك معلومة هامة أن الإسلام جاء للتأكيد على الحنفية السمحة للملة الإبراهيمية والذي كان الخمرأصلاًً محرم عندها لذلك لم تستقل آية معينة تبين صراحة تحريمها بل جاء التحريم في سياق آيات تبين مفاهيم متعددة من ضمنها بيان إثمها ورجسها الشيطاني وإجتنابها ؟؟


الآية الرابعــة /

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 90 المائدة

وجاءت هذه الآية الفيصلية لتضيف الى الآيات السابقة – لاتلغيها- وتستخدم أسلوب التدرج في تحريم الخمر وذلك بالتشديد على نهيه وإجتنابه بعد ان ألِفَ الأوئل هذه المعصية فهذا التدرج تشمل الرعيل الأول فقط دون غيرهم ,حتى تستقيم الأجيال اللاحقة ويتم القضاء نهائياً على هذه الفعلة الذميمية والتي أُبتليَ بها الأُمم لغاية الآن ,, فالقرآن كتاب هداية للناس لذلك كان الله رؤوفاً بهم عندما تدرج في حرمته فهو يتضمن منهجية إصلاحية متكاملة , فقد كان شرب الخمر حالة مستشرية في مجتمعاتهم وعندما بيّن الله تعالى أن فيها إثم كبير تركه الكثيرون لكن لم يكن النص قطعي ثم بين المولى المتعال أن المسكر منهي عنه الإقترب من إقامة الصلاة , ادى ذلك أن تركه شريحة كبيرة من هذا الجيل وأصبحوا مهيئين للأمر الإلهي القطعي في النهي والتحريم فنزلت هذه الآية التي تبين الإجتناب من هذه الفِعلة الذميمة الآثمة في قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 90 المائدة
وتمت القضاء الالهي على شرب الخمر بالآية التي تلت آية الإجتناب بقوله تعالى :
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ-;- فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) 91 المائدة
وهي آية واضحة تبين أن الله يريد لهذا الأُمة أن تجتنب نهائياً من شرب الخمر لأنه رجس وعمل من أعمال الشيطان يريد بها ان يخلق أزمات داخل المجتمع تؤدي بالضرورة الى عداواة وبغضاء والأكبر من ذلك هو الصد والمنع من ذكر الله فكيف بفكر شارد وعقل غائب أن يكون من الذاكرين لله !

* وللعلم فإن كلمة [ اجتنبوه ] أقوى من كلمة [ حرام ] اي بمعنى لايجوز الإقتراب منها , لذلك تجد أن القرآن بيَّن في آية أُخرى على لسان إبراهيم عليه السلام عن [ عبادة الأصنام ] بقوله ( و اجْـنبْني و بَـنيّ أنْ نعـبُد الأصــنام ) إبراهيم 35 ؟ وهذا دليل أن كلمة الإجتنباب أبلغ في التعبير عن النهي من كلمة التحريم فمن المعلوم أن من أكبر الذنوب هو الشرك بالله .

* ثم بيَّن المولى المتعال أن هذه الأفعال المذكورة في الآية ومن ضمنها الخمر هو رجــس
والرجس : هو كل فعل نجس قبيح وقذرتوجب التنفر والتجنب منه ....
وهي تشمل القذارة والرجاسة المعنوية كالشرك والكفر وأثر العمل السيء أي أدراك شعوري وإعتقادي كما في قوله تعالى
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَتهُم رِجساً إِلَى رِجسِهِم وَمَاتُوا وَهُم كَافِرُونَ) التوبة 125
(فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجعَلُ اللَّهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤمِنُون)الانعام 125َ

وكذلك تشمل القذارة والرجاسة المادية كما في قوله تعالى
أَو لَحمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ ) الأنعام 145 )
وقد تاتي بالمعنى المعنوي والمادي عندما تسبق الكلمة ب[الـ] التي تفيد العموم كما في قوله تعالى
( لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ)الأحزاب 33

* ثم أن الآية بدأت بخطاب للمؤمنين وبيَّنت أن هذه الأفعال من أعمال الشيطان ؟؟ فهل يرضى بأعمال الشيطان أم بالذين يعملون الصالحات !! والله يأمرنا أن نعمل الصالحات ’ ثم ختمت الآية بالفلاح لمن يجتنب هذه الأفعال , أي إن لم يفعلوا فلن يكون من الفالحين ......

أخيــــرأً /

يجب معرفة أنه يجب إستعمال الإستقراء والإستنباط من القرآن وكذلك العلوم في التحريم ..
وبما أنه قد أثبت العلم الحديث أن تأثير المُسْكر إنما يعود لوجود مادة الكحول والذي يسمى بالخمر، لذلك فإنه يلزم التحريم من تعاطي أي شيء يحتوي على الكحول مهما كانت صورة هذه المادة (طعاماً كان أم شرابا)، كذلك لا يجوز تعاطي الكحول بأية صورة من الصور,,, وشرب الكحول محرم لأنه ثبت بالعلم أنه هو العنصر المؤدي إلى السكر حتى لا يعلم الإنسان ما يقول .

الجـــــزء الثـــــانــي

ما هي عقوبة شارب الخمرفي الشرع الإسلامي وفي الدولة العصرية ذو المرجعية الإسلامي ؟
هذه القضية أيضاً تشغل بال الكثيرين فالذي يتأمل القرآن سيجد أنه بيَّن :

1- حكم جريمة القتل
2- حكم السارق
3- حكم الزاني والزانية
4- حد الحِرابة
5- حد القذف
وهذه ما تسمى بالعقوبات الشرعية تولى أمر تقديرها الله تعالى ولم تسمى بـ( الحد ) كما بيَّنها الفقهاء فالحدود في القرآن قد بيَّنها الله تعالى في قرآنه في الآياتين بمعنى الإشياء التي بيَّن الله تحريمها وتحليلها وهي تعد فاصلاً بين الحلال والحرام كما في قوله تعالى :

(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُون)َ229 سورة البقرة
(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا)187البقرة أي في قضايا المواريث والطلاق وما الى ذلك ولم تأتي بيان
"حدود الله " مقرونة بالعقوبات .......

لذلك لم يتطرق القرآن الكريم الى حكم شــارب الخمر , ومن المؤسف أنه يوجد في المرويات مايناقض بعضها بعضاً وعلى غرار هذه التناقضات أختلف الفقهاء في حكم شارب الخمر ضمن الحكم الإسلامي ومن هذه التناقضات هو :
1- حد شارب الخمر 80 جلدة حسب رواية البخاري ( 6281 ) حسب ترقيم العالميّة وهو يبين أنه كان بضع جلدات في عهد الرسول وأبوبكر أي لم يحدد العدد ,, وفي عهد عمربن الخطاب جعل العقوبة 40 ثم حولها الى 80 جلدة ؟
2- حد شارب الخمر40 حسب رواية مسلم ترقيم ( 3219) هو قيام الرسول بإقامة الحد بـ 40 جلدة وفي عهد أبوبكر أيضاً وفي عهد عمر جعل الجلد 80 جلدة ؟

وهناك روايات تقو ل بقتل شارب الخمر ؟ وهذا مناقض تماماً للهدي النبوي في التعامل مع المذنب مع أنه يوجد مرويات تبين وجود صحابة تعاطوا شرب الخمر ولم يقتلوا بل عوقبوا فقط ,,, المهم هذه الرواية طعن الروات في صحة متنها وكذلك في تناقضها مع أحاديث أخرى وروايات كثيرة لكن وجود هذه الرويات المتناقضة كانت سبباً في جعل آراء الفقهاء مختلفاً في حد شارب الخمر.

إذاً ليس للفقهاء أي دليل على أنه يوجد دليل قطعي في ثبوت حد لشارب الخمر ؟ والآيات القرآنية لم تبين مطلقاً حد شارب الخمر , بل أكتفى فقط بتحريمها !
لكنهم مع ذلك أصابوا وأحسنوا في إثبات العقوبة لشــارب الخمر ؟
سوءاً أنطلاقاً من االمرويات أو إجتهاد خاص بهم , فمع تناقض المرويات لكنها تبين أن النبي قد عاقب شارب الخمر ليس من منطلق حد من حدود الله ؟ لكن من منطلق مايسميه الفقهاء ( التعزيرات ) أو ما يسمى حالياً بـ ( العقوبات المدنية ) الذي يشرعه ولي الأمر, والنبي بصفته ولي أمر الأمة فبالتالي يجوز لحاكم أي دولة وولي أمرها أن يفرض عقوبات مدنية لأي جرم كان .

فالعقوبات المدنية ترك الله أمر تقديرها الى الهيئة التشريعية للأُمة[ وكذلك ينطبق على مايسمى في العصر الحالي بالدولة] أو ترك أمرها لعرف المجتمع أو إجتهاد القاضي إذا لم يجد نصاً شرعياً يتبعه ويقومون بتحديد العقوبة وفق روح الشرع وهذه التقديرات في نوع وكيفية الحد تعرف في الفقه بـ ( العقوبات التعزيرية ) وهي تعني بلغتنا المعاصرة ( العقوبات المدنية ) ! التي تتغير بتغيير الزمان والمكان والأحوال ....وحينها يستقيم الأمر

ولذلك نرى أن الله تعالى لم يبين حكم عقوبة شارب الخمر لكي تقوم الأُمة أو - دولة- [ بمفهومنا المعاصر]التي ستكون ذات مرجعية إسلامية ودين الحق والتي يجب أن تتمتع بمبدأ الحرية كمبدأ شرعي لها وأن تكون شعارها , هو ما أقره الله تعالى في كتابه المكنون تحت بند الآية الواضحة أن
( لا إكراه في الدين )المقرر في الكتاب المبين ,, مع وجوب قيام هذا الكيان بدور الإرشاد وتزكية نفوس المجتمع والعمل على توعيته وبيان الزجر القرآني جراء من يتعاطا شرب الخمروالتأكيد على الجانب العلمي والصحي على كيان الفرد مع الإضرار الناجمة منها على مجتمعهم وعلى إقتصاد الدولة , ومن ثم إقرار قوانين من قبل ولاة الأمر المتمثلة بالسلطة التشريعية المنتخبة والسلطة التنفيذية المنبثقة منها والمراقبة المستمرة من قبل سلطة قضائية مستقلة تكون رقيبة على السلطتين وبالتالي فأي أقرار أو تشريع قانوني ينبثق من هذ السلطة الشرعية التي تكون بمثابة ولي الأمر والواجب السمع والطاعة لها من قبل المجتمع ؟
بحيث تسن قوانين تمنع تعاطي شرب الخمرأو صناعتها أو بيعها أ والترويج لها ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وإن كانت غير قادرة على فعل ذلك كون المجتمع لم يمربمراحل التزكية والترقية الإيمانية بحيث يستوعبوا وينضبطوا للاوامر الإلهية فعلى ولاة الامر إستخدام أسلوب التدرج القرآني في التخلي عن هذه الظاهرة بأن يقوموا بإقرار قوانين بعدم الشرب علناً او أثناء العمل مثلاً او أثناء سياقة السيارة ووضع قوانين صارمة تغرم صاحبه مع أمكانية وضع ضرائب ثقيلة على من يريد المتاجرة بها بحيث يصعب على كل فرد شراءه ووضع أماكن محددة لمن يتعاطاه وهكذا ,, وهذا ما أقره العديد من الدول الغربية المدنية التي إعتبروا أن حالة شرب الخمر المستشري قد أدت الى إنتكاسات إقتصادية وخسارات بشرية ومشاكل مجتمعية لاتعد ولاتحصى مما اجبرهم على إلجام المجتمع بقيود غليظة لمن يتعاطاها...

إذاً الله تبارك وتعالى ترك أمر عقوبة شارب الخمر الى الهيئة التشريعية التي هي بمثابة ولي الامر ولم يبينها مطلقاً في القرآن ولا يجوز لأحد التحجج بمرويات متناقضة , وآراء فقهية جاءت على أسس عقوبات تعزيرية لفترات تاريخية مرتبطة بملابسات وظروف وأعراف ذاك الزمن ,ويحق للهيئات التشريعية المعنية في الدولة المدنية وضع عقوبات مناسبة لمن يتعاطا كما هي تراه على إعتبارهم ولاة أمر - وهي توازي تعزيرات الفقهاء- , اما حسب دين الحق والقرآن المبين فلا عقوبة لشارب الخمر سوى الرسالة الإلهية التي من مهامها تزكية النفوس وتربيتها وبيَّن أنها من حدود الله فلايجوز لنا أن نتعدى حدود الله وأن نتقرب إليها بإجتنابها نهائياً , هذا في الدنيا .....
أما في الآخرة فقد بيَّن المولى المتعال أن من يتعدى حدود الله فأولئك هم الظالمون ؟ وبيَّن أيضاً أنه إثم عظيم وبذلك بعد أن تدرجوا في التزكية النفسية للأوامر الإلهية فإنهم في الآخرة سيجزون العذاب بما كانوا يقترفون .



#هفال_عارف_برواري (هاشتاغ)       Havalberwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان معنى كلمة( الضرب ) ومفهوم (القِوامة) في القرآن !
- هل نحن أمام تشكيل محور أقليمي جديد برعاية سعودية بعدالإنقلاب ...
- لا رجم في القرآن !!
- دحض ما رُوج في السير النبوية (الدراما التاريخية عن هولوكُست ...
- الرد على حرق الأسير والإثخان به والإستدلال بأدلة موروثة ؟؟
- من هو الشهيد في القرآن
- المفاهيم الصحيحة للجهاد والقتال في القرآن !
- الرد على من إتهم المسلمين بالإرهاب وبشَّرَ بسماحة المسيحية ؟
- هل أسقط عُمر الإمبراطورية الكوردية أم الفارسية وهل ظلم شعوب ...
- رسال الى عيسى عليه السلام ......من باب الخيال الوجداني
- حقيقة ميلاد المسيح والمسيحية والموروث الثقافي للطقوس المسيحي ...
- ملك اليمين
- نشأة الدولة السعودية المتغلفة بالحركة الوهابية وفرضها على ال ...
- الرقيق في الإسلام هل هو تحرير وعتق أم إستعباد؟
- يبدوا ان العلاقة الامريكية الايرانية تحول من زواج التمتع الى ...
- تيار الحركة الكوردية في غرب كوردستان أتخذ المسار الخطء وعليه ...
- لاتجعلوا الحليم المغوار يثور.......!!
- يبدوا أنه قد آن الأوان لتحقيق وثيقة كيفونيم الصهيونية !!
- الديانة السيسية الجديدةالقديمة ......!!
- إحذروا المداخلة ....المتشددون المدنيون الجدد !!


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - الخَمر وحُكمه في الإسلام