أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - لا رجم في القرآن !!















المزيد.....



لا رجم في القرآن !!


هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)


الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يقول قائل مالك ولهذه المواضيع وهل أنت متخصص لتحشر نفسك فيها ؟

أقول :
إن هذا لأمر يمس ديني وقرآني الذي أؤمن به ونبيي الذي جاء رحمة للعالمين, والعالمين هو كل شيء مادون الله فكيف أسكت على هذه الفرية وهذه الفعلة الشنيعة التي يُدمى لها الجبين , فكيف نتصور هذه الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه والذي تكلم عن نفسه فقال ( إنما انارحمة مهداة ) فهو كتلة من الرحمة بكل ماتعني الرحمة من معنى وهو كذلك في كل أفعاله وصفاته حتى على الكفار الذين قاتلوه و أرادوا قتله في معركة أُحُد، وكسروا رباعيّته وشجّوا وجهه ورأسه الشريف صلى الله عليه وسلّم،قالوا : يا رسول الله ادعُ عليهم، قال: "لم أُبعَث لعنةً إنما بُعثتُ رحمة"؟. هكذا كان أخلاقه مع من يريدون بتر الاسلام , وكذلك من وصفُهُ في كتاب الله في سورة الأعراف: {الذين يتّبعون الرسول النبي الأُمّي الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث وَيَضَـــعُ عَنْهُمْ إِصْـرَهُمْ وَالأَغْـلاَلَ الَّتِي كَـــانَتْ عَلَيْهِمْ (16)}أي يمتاز هذه الشريعة من شرائع السابقين بأنها وضعَت عنا وعمّن أتبع هذه الشريعة بتخفيف الآصار والأغلال التي كانت عليهم، أي جاءت تشريعاته مُخفّفةً؟

ثم أنني أردت الكتابة بسبب تحويل هذه العقوبة المجحفة الى أفلام ومقاطع فيديو يتم نشرها من قبل أشباه البشر؟ , الذين يَدَّعون تطبيق شرع الله ويفتخرون بنشرها مقابل تحجج آخرين ببيان تطرف الإسلام , كل الإسلام عن طريق نشر هذه الصورة والمقاطع في المجلات والجرائد العالمية أو في مواقع التواصل الإجتماعي ؟
وحقيقة أنا كذلك أخجل من نفسي عندما أسمع عن هذا الحد وهذه العقوبة المفجعة لأنه موقف غير إنساني بل يقترب من الوحشية فبدأت أبحث عن هذه القضية فإذا القرآن لم يأتي بهذا الحدّ لامن قريب ولامن بعيد ؟
أما في كتب الفقه والمرويات فقد كثر فيه مع الأسف وفيها من المغالطات الكارثية التي تتهم (من غير قصد )حتى في مصداقية القرآن العظيم ؟؟
ثم إننا نعلم أن هناك مجموعة من العلماء يُخفون ما الله مُبديه، ويخشون مواجهة الرأي العام ومصادمة الموروث الفقهي , وهو ما ساهم في بقاء تلك العقوبات إلى يومنا هذا منتشراً. وهناك علماء من المعتزلة أجلاء أنكروها ومعاصرون أمثال
الفقيهُ المُفسّرُ الأصوليُّ أبو عبدِ اللهِ مُحمدُ بنُ محمّد المختار ِ بنِ أحمد مزيد الجكني الشنقيطيُّ عضو هيئة كبار العلماء السعودية والمدرس بالحرمين الشريفين
وقد وجدت في هذا الصدد أن الشيخ يوسف القرضاوي ذكر أن الشيخ محمد أبو زهرة، أحد كبار علماء الأزهر الراحلين ويعتبرهو أعلم الناس بالفقه ومدارسه في القرن العشرين كيف أنه أخفى رأيه في حد رجم الزاني المحصن 20 عاما؟، ثم أعلنه أمام مجلس لعلماء مختصصين، منهم الشيخ مصطفى الزرقا، والدكتور صبحي الصالح، والدكتور حسين حامد حسان في ندوة عن «التشريع الإسلامي» في ليبيا عام 1972. وكان الشيخ أبو زهرة يرى أن رجم الزاني المحصن كان شريعة يهودية ! أقرها الرسول في أول الأمر، ثم نسخت بحد الجلد في سورة النور ؟؟
فلقد قال الشيخ "إني كتمت رأيًا فقهيًّا في نفسي من عشرين سنة، وكنت قد بحت به للدكتور عبد العزيز عامر، وآن لي أن أبوح بما كتمته، قبل أن ألقى الله تعالى، ويسألني: لماذا كتمت ما لديك من علم، ولم تبينه للناس "؟
فهل يعقل أن لا يأتي القرآن بأي عقوبة للقتل – ماعدا مسألة القصاص- في الوقت الذي "يجتهد فيه" الفقه من أجل المزيد من عقوبات القتل " !!!!.

لذلك قررت أن أتجرء وأبين هشاشة الموضوع ليفهم كل أحد أن هذا القرآن لم يأتي للرجم والسحق ,,,,
فمن الطبيعي أن هناك عقوبات في القرآن فكل قانون ونظام لها قوانين وعقوبات وقصاص وكما يقول المولى المتعال ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 179 سورة البقرة ,,
فالقصاص مهم جداً فبدونها لاتدوم الحياة لكن حتى العقوبات لها حدود وهناك تفاصيل موجودة بوضوح في القرآن خاصة العقوبات الكبرى
ولكي يُفهم من البداية أننا لانُنقلل من شأن العلماء الأجلاء ولانُشكك في نواياهم حاشا , فهم قد أبدعوا في توصيل كم ليس بالهين من أحاديث الرسول الواضحة و الجلية وفقهوا في الدين وأجتهدوا , لكنهم ليسوا معصومين وليسوا بأنبياء ورسل يرشدهم الله في كل زلل أو عدم إدراك أمر ما ......
ومن ذلك تجد أحد مثل ما يسمى بأمير المؤمنين في الحديث وهو لقب لم يصل إليه إلا ندراً من الرجال وهو الإمام ( الحافظ ابن حجر العسقلاني ) يقول في كتابه الجامع فتح الباري للبخاري والذي أمضى 40 عاماً لاستكماله يكثر فيه هذا القول ( وقد صححه فلان واسناد هذا الحديث صحيح عن فلان فيقول له لماذا لاتصححه أنت وهو من هو امير المؤمنين في الحديث اي يحفظ كل شيء بسندة ومتنه وعن علم الرجال بالكامل ؟ فيقول : كلا فإنني أخاف من الله فقد يكون في متن أحد الأحاديث علل او ما الى ذلك ؟
والغريب أنك تجد المقلدون يستبشعون رد أحاديث الرجم الواردة في البخاري ومسلم، ولا يعرفون أن الدارقطني رد 200 من أحاديثهما، ورد ابن تيمية والألباني بعضها؟؟

ومن المعلوم أن التاريخ يكاد يخلوا من حدوث العمل بهذا الحد , بل يكاد من المستحيل إقامته إلا للذي يعترف على نفسه ,, كما هو مذكور في حديث الغامدية وماعز وسنشرحها .....
ولكن قد تم تجديد هذا الحد والعمل به في العصرالحالي في السعودية وباكستان وأفغانستان والصومال دون الأخذ الكامل لكل شروطها التي تكاد تكون مستحيلة ؟ وها هو الآن يتم إستخدامها من قبل الحركات والجماعات المتشددة والمتطرفة ويفتخرون بها بل ويصورونها للعامة فقبل عقود من الزمن كانوا يعتبرون الصورة بحد ذاتها حرام , بل ولحد الآن ؟
ولكن الآن نرى كيف يصورون بشاعة المنظر وبتنيات متقدمة وكأنك تشاهد فلم هوليودياً !! وينشرونها للعالم أجمع !!
فكان لا بد لنا من وقفة لنبين هذه الشبهة والفرية منذ القِدَم على دين العــدل والرحمة والرأفــة .


مـقــــــــــدمـــــة :


وهنا أبين قبل البدأ بنفي الرجم أنه لا يمكن أن نتهم قانون من القوانين إلا بأن يتم تطبيق كل منظومته وفلسفته القيمية ومن ثم يتم الحكم عليها سلبا ً أو إيجاباً , فتجزئة الحدود ثم الحكم على جزئية من الجزئيات لا يجوز فكل حد وضعه القرآن يجب أن يمر عبر سلسلة من القوانين وسلسلة من الواجبات والحقوق وبعد الإتيان بكل الحقوق المكفولة من قبل المنظومة حينها له الحق في تطبيق قانون الردع وهكذا,,,,
لذلك نجد أن عمربن الخطاب قام بوقف حد السرقة في عام المجاعة لأن الدولة لم تستطع أن تلبي حاجات الأُمة في الضروريات من الحياة وخفف حينها العقوبات وهكذا,,
وأما عندما يتجرء فئة ما -بحجة تطبيق الشرع - وكأن الشرع مجرد عقوبات هو بذلك يشوه الاسلام فمثلاً السعودية تتجرء على قطع اليد مع أن أكثر من نصف شعبها تحت مستوى الفقر ؟والجاليات التي تعمل عندها لا تمتلك حتى حقوق البهائم ؟ وغالبية شعبها تحت مستوى الفقر ماعدا السلاطين وعلماء الدين ؟ بينما يتم تصدير يومي لملايين البراميل النفطية من ثروتها ولا أحد يعلم أين تذهب هذه الثروة !!!

******* ******* ********

أما قانون حد الزنا المبين في القرآن كما سأفصله فله عقوبة, لكن عندما يلبي الدولة والنظام كل ماهو موجود في منظومته من الرفاهية في المعيشة المكفولة بالعدل للكل وبعد خلق وتهيئة مجتمع يتمتع بخلق رفيع كما هو مبين في النظام الخلقي للإسلام الذي أكَّدَه القرآن بكل ما تعني الأخلاق من معنى وبعد تلبية إحتياجات الشباب بالزواج مع توفير السكن لهم , التي هي من لوزام وحقوق افراد الشعب والواجب على حكومتها تكفلها مع تهيئة مجتمع خلقي راقي لايُحَفِّز على البغاء , ويبني مجتمعاً يسود فيه العفة والستر مع الجمال الطاهر والنقي من كل المغريات ,,
حينها عندما يقدم أحد ما في هذه الدولة الفاضلة بخرق نسيج المجتمع ويُداوَم عليها !,حينها فقط تقام الحدود المبينة كما قلت في القرآن وليس في كتب الفقه ؟ وإلا فكل الحدود ستتوقف عن التنفيذ والعمل به بدون هذا التسلسل من قبل الدولة وليس من قبل جماعات من هناك أو هناك ,,, وإلا,,, فالإسلام بريء من كل هذه التصرفات .....

******* ******* ********

وهناك أمر آخر أنه حتى إن وصل الأمر الى تطبيق كل شيء لكن تبين أن أعراف الناس لاتقبل هذه الحدود فليس ضرورياً أن تَحُدَّ الحدود بل قد تخفف أو تُغير بسبب ضوابط وقوانين وأعراف لاتسمح بذلك و كما فعله النبي نفسه للمذنب الذي أرتكب فحشاً فأمره بالستر وعدم الكشف بل التوبة من هذا العمل؟
وكما فعل أنس بن النضر كما هو في صحيح البخاري عندما أراد نساء أن تقتص من أخته بكسر أحد أسنانها مقابل فعلتها مع إمرأة ما وأن الرسول أمر بذلك كون العين بالعين والسن بالسن فقال أنس:
والله لا تكسر !!فردد الرسول ثلاث مرات وقال لأنس :" ياأنس كتاب الله القصاص "؟ورد أنس أن : " لا والذي بعثك بالحق لاتُكسر " ؟؟ ولم تكسر ورضوا بالديَّة ؟؟ وهذا في عصر الرسول ومع الرسول ورضي الرسول والآخرين بحكم أنس !! بل ذكره الرسول الله فيه بالمدح لا بالذم وقال فيه : " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه " ؟ لمعرفة الرسول أن هذا الرجل مُلهم وأنه لايتحدث هكذا,,

فما بالنا بمن أنكر حديثاً قد لايكون فعلاً منسوباً للرسول؟ لكفَّروه ولرموه بأبشع الصفات والألفاظ ,,ولم يدركوا أنه بوجود الرسول وفي مجلسه ردَّ أنس بن النضر حكم الرسول وحكم الله في القرآن !! ولم يُكفر بل أمتدح وأثنى عليه الرسول ؟؟
وما بالنا في زمن غير زمانهم , وعن هذا يقول العلامة (الشيخ ناصرالدين سبحاني الكوردي الشهيد بقوله : إن القرآن يصلح لكل زمان ومكان ولكنه لم ينزل في كل زمان ومكان !!)

******* ******* ********

وكذلك هناك قضية أخرى, ومن وجهة نظر أخرى, وهي أن فطرة الانسان مجبولة ومغروسة فيها صفة الغيرة , فكل الناس لها هذه الصفة
لذلك تجد أنه حتى في الدول الغربية المتحضرة يقدم كثير من الرجال بقتل أزواجهن أو عشيقاتهن ( يعني بدون زواج رسمي ) يقدمون على قتلهن عندما يعرفون أنهم خانوا العِشرة مع أحد ما ! بل هناك إحصائيات رهيبة عن نسبة اللاتي يُقتلن من قبل عشيقاتهن بسبب الغيرة ؟ وهناك دراسات وبحوث مطولة بهذا الامر ومن يهمه فاليتابع هذه الدراسات النفسية في قضية الغيرة من كلاالطرفين وخاصة الرجل فأغلب صفات الرجل هو الحرص على أن لا يشاركه أحد في سريره وأن لايكون له أدنى شك بهذا الأمر بينما المرأة حريصة كل الحرص على أن يبقى الرجل مرتبطاً بها فقط دون غيرها .. وهذا يؤكد أنه مهما زاد الوعي عند الشعوب وزادت الحريات وحقوق الانسان إلا أنه هناك صفة الغيرة الذي يمتلكه كِلا الطرفين ذكراً أم أنثى تجاه بعضهم البعض وبأوجه متباينة...
لهذا تجد القتل بالرجم منتشر في كل الشرائع الموضوعة بل [قد] يكون موجوداً فعلاً في بعض الشرائع لأسباب سنذكرها ؟ إلا في القرآن فلم يتكلم الله عن هذه العقوبة بتاتاً !!
وهذا إنما يدل على عظمة الكتاب المبين ,, وأنه حكم عليها بالجلد كعقوبة معنوية أكثر مماهو جسدي وكرادع مرتبط بمجتمع تميز بأعراف وعادات لهذا المجتمع فهو ملزم من هذا القبيل أما مادون ذلك فالأمر مفتوح لهم وهذا منتهى الحكمة الإلهية في هذا الأمر المريب.................

هذه مقدمة الموضوع حتى يكون لكم إلمام بقضية الأحكام والأعراف وصفات البشر واليكم البيان بالتفصيل للرد على هذه القضية الشائكة.........................


الإسلام بريء من هذه العقيدة وهوموروث قد تَسَلَّلَ إلى هذا الدين في فترة مالله مبديه !!
وهي عقيدة يهودية توراتية ليس لها أصل في الإسلام

وإليــكـم البـيـــــان :

1- جاء الإسلام بشريعة الرحمة وجاء تخفيفاً لِما كان في الشرائع السابقة لذلك قال الله تعالى {ماجَعَل عليكم في الدِّينِ من حَرَج يُريدُ الله ليُخفّف عنكم و خُلِقَ الإنسانُ ضعيفا}الحج،16. فالتخفيف هي شريعة الاسلام ومن العجيب أن شريعة الرجم موجودة عند اليهود وهي لاتفرق بين المحصن وغير المحصن فكل من يزني يرجم , ذكراً كان أم أُنثى بل حتى من نهب أموالاً في شريعتهم يتم رجمه ؟

بل لهم أمثلة كثيرة منها أنهم كانوا في شرعهم يوجبون قطع المكان الذي مسَّته النجاسة من الثـَّوب، وفي بعض الأحيان يقطعون الجزء النجس من البدن أيضاً !! لكن ما لدينا يكون التطهيربالماء ويبقى الثوب، فانظروا الى ما يَدَّعيه الإنجيل على لسان عيسى عليه السلام:(إذا عَثَرتك عينك فاقلعها و إرمها، فهذا خير لك من ان تُرمى كلّك في النار)؟؟....
أما الاسلام فقد جاء بالتخفيف كما بينت ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت في الشرائع الأخرى
فكيف يأتي بهذا الحد والذي لم يذكره القرآن لامن قريب أو بعيد ؟



2- من المعروف أن أكبر عقوبة بإجماع كل العلماء هي عقوبة القتل ومع جرم هذا الفعل الشنيع والقصاص الذي هو النفس بالنفس مع ذلك بيَّن القرآن أنَّ قتل الخطأ لا يوجد فيها قِصاص القتل , بل الكفّارة في قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: ]92.
، وأما قتل العمد في شَرعِنا الرّحيم {ومآ أرسلنــآكَ إلا رحمة للعالمين} ،ففيه مجال العفو والصّلح و أخذ الدِّيـَة أيضاً في قوله تعالى ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ-;- ذَٰ-;-لِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ-;- )البقرة،178 أي أن الله يقول لنا :هذا القاتل أخوك؟ وإن قتل أخاك وإن قتل أباك، وإن قتل ابنك لكنه يبقى أخوك ..أخوك في الملّة والدين والإنسانية ، اُعفُ عنه ليكون فعلك هذا مَحْمَدَة لك في الدنيا والآخرة، وستمتلك أكبر أجر ألا وهي كما قال الله تعالى {ومن احيآها فكأنما أحيا الناس جميعا}المائدة،32 أنت أحيَيتَهُ حين عَفوتَ عنه فكأنك أحييت الناس من عند آخرهم ! كم أجرك؟ اجرٌ لا يُقدَر أجرُه، ولايعلم قدره إلا الذي أمَر بالعفوِ والصّفحِ والتجاوز والتسامح الذي لا إله الا هو
مع أن الشرائع الأخرى لاتقبل الدية بل النفس بالنفس ولو كان مخطئاً , أما في القرآن فقد بيّن الله عزوجل القصاص في القتل العمد فقط مع فتح مجال للعفو ؟ ولكن أبى الفقهاء إلا ان يدخلوا في شؤنه وأن يقوموا بالبحث عن أحاديث لكي يكون القرآن العظيم تابعاً لهم ؟ ويخالفوا قول الله تعالى في قوله( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ ) 176 النساء . أي الإفتاء يكون من الله الى الرسول ومنها الى البشر وليس إتباع العكس لذلك هدَّد الله أنَّ من يفعل ذلك سيلقى عقاباً شديداً في قوله تعالى( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44)--;-- 45 لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) ) الحاقة .
وأكَّد أن القرآن هو تبيان لأمور إختلفوا فيه وليس العكس؟ فقال عز من قائل ( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ-;-وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) 64 النحل وهو القائل أيضاً في محكم كتابه
(مَا فَرَّطنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيءٍ )الأنعام:38



3- إن المتأمل للأحاديث الواردة من الرسول الكريم والرحمة للعالمين يجد تناقضاً واضحاً بين أحاديث الرجم كما سأبينه وبين رحمته ورأفته حتى بالحيوانات وكيفية ذبحها فقد فصّلها تفصيلا فهو القائل :
(أن الله كتب الإحسان في كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة , وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة , وليحد أحدكم شفرته , وليرح ذبيحته ) رواه مسلم , حتى في الذبح يجب أن نحد الشفرة ونريح الذبيحة، ,,,,, وحتى في قصاص القتل يجب ألا يتم تعذيب المقتصّ منه بل إراحته بقتلة سريعة، فهل من المعقول أن يطالب النبي الرجم بالحجارة حتى الموت ؟؟ إذ فكيف لدين يدعو إلى الذبح الرحيم للذبيحة، أن يسمح بقتل رجل أو امرأة بالحجر، فالذي يرجم بالحجر لا يموت بسرعة بل يتعذب قبل أن يفقد روحه، فلا يستقيم أن يكون هذا ديناً وإنما هو محظ افتراء على الله وعلى هذا الدين؟ فالمرتد عند جماهير العلماء وعند الفقهاء له توبة، فإن تاب خُلِّيَ و تُرِك. و للقـــــاتل توبة وحثَّ على أصحاب المقتول بالعفو عنه وأخذ الديَّة ، أما الزاني والزانية المحصنيين لاتوبة لهما !!! بل رجم بالحجارة حتى الموت،..... بل حتى حكم الحِرَابة المذكورة في القرآن الكريم ، أي بمعنى السرقات الكبرى والثقيلة ،أو قاطع الطريق الذي فيه إعتداء على الأعراض و قتل الأنفس وأخذ الممتلكات والأموال وهي من الجرائم المرعبة والمخيفة فهم يمثلون الإفساد في الأرض , طبعاً كان هذا الفِعل سابقاً متمثلاً بقطاع الطرق الذين كانوا يهاجمون على القوافل والقرى لذلك كان القصاص رادعاً لكي يردع كل من يفكر في ذلك ولكي يحافظ على إستقرار الكيانات والمجتمعات بما في ذلك أموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم فالله قال في جزاءهم : { إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ-;---;-- ذَٰ-;---;--لِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ-;---;-- وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة،33، الآية معروفة بآية الحِرَابَة لكن ماذا قال الله بعدها؟ قال: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ-;---;-- فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة،34، لماذا قال: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ) هؤلاء كانوا محاربين وعملوا أشياء فظيعة لكن الله بيَّن أنه إذا تابوا قبل القدرة عليهم أي قبل وقوعهم في قبضة القانون، فإن الله غفور رحيم لأن هذا هو دين الرحمة ، فمن المعلوم أن فلسفة العقوبة في هذا الدين الرّدع والزَجَر.. لــــكن الأهم من هذا أن غايته التهذيب وإصلاح الناس، فمن الممكن أن يكون قاطع الطريق مجرماً ولكن بعد ذلك يتوب ويصبح صالحاً, طبعاً قبل القبض عليه ! .... إذاً غاية الشرع في القصاص هو للردع وتغلبها الرحمة والرأفة والعودة والإقلاع عن الجرم



4- نأتي الى الدليل القطعي في عدم وجود الرجم وهي ســـورة النور فقد بينت هذه السورة التي من أسمها يتبين أنه نور ففيه البيان التام وفيها كل شيء بالتفصيل لذلك قال الله تعالى في بداية السورة مباشرة ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) النور 1 . فهي مفروضة ولاتحتاج الى تأويل أو تفسير من عند أحد ؟ ثم أكمل فقال (وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) أي هي بينة وواضحة وقد اخبرنا بذلك فلماذا نقول أنها ليست بيّنة وواضحة ونحتاج الى دعمها بأسانيد وتأويلات ؟وفي سياق الآيات أكّد القرآن في المرة الثانية أن هذه الآيات بيّنة لاتحتاج الى تأويل في قوله ( وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ )النور34، وأكَّد مرة ثالثة أن هذه الآيات مبيَّنة ولاتحتاج الى تأويل بقوله تعالى(لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )النور46 ؟ وكأن القرآن يلمح أن هناك من سيوءول الآيات البيّنة !!
ثم بين الله عزوجل العقوبة للزناة بآية بيّنة محكمة مفروضة وقطعية الدلالة وواضحة فقال (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) النور2
وهي كما قلت واضحة وبيّنة (الزانية والزاني ) من ألفاظ العموم خاصة وأن الألف واللام تفيد عدم التمييز وتشمل المحصن وغير المحصن ذكراً أو أُنثى ,,!!
كذلك [ لام ] التعريف في الكلمتين [ الــزانية والــزاني ]توضح أن الفاعل هو معلوم ومشهور ومعروف عنه فعل ذلك أي بما معناه أنه ليس كل من زنى ؟؟
وهي تشبه عقوبة قطع يد السارق الذي لايطبق إلا على الذين يمارسون هذه الحالة , مع التأكيد على عدم التفرقة بين كون السارق فقير أم غني ؟...........
لذلك عقوبة الزنا كعقوبة قائمة يكون على المحصن وغير المحصن
إنتهى كل شيء وتبينت العقوبة ولا يجوز تقييد آية صريحة قطعية بمرويات , وهي عقوبة زاجرة ورادعة , لذلك أكّد القرآن بقوله أن (وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ )!!..


لــــــكـــــــــــن .............

فقهاءنا أكدوا أنها ليست واضحة وليست شاملة بل ولا بد أن ننسخ منها أشياء وأن هناك آية نسخت وكتم الرسول عنها بالأدلة الثابتة ؟؟ ورأفة بالأمة لم يحفظها القرآن !!وكل من يتكلم بضد هذا يتهمومه أنه يشكك في الأحاديث ومنها أن يشككوا في هذا الدين ؟؟
ولهذا نرى أن النبي كان يدرك جيداً ما يقوله عندما قال : (لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، ومن كتب عني شيئاًغير القرآن فليَمحُه)وهذا حديث في صحيح مسلم !!،
لأنه كان يعلم أنه بإسم الأحاديث سيُكذَب عليه وعلى اصحابه وعلى كتاب ربه ؟
والنبي ماكتم شيئا من كتاب الله.
ففي حديث مسروق ابن عبد الرحمن ابي عائشَ الكوفي..تلميذ أُم المؤمنين عائشة (رض) قالت له: في حديث أختصره " ,,,,,,,, مَن حدّثك أن محمداً كتمَ شيئاً من كتاب الله فقد أعظَمَ على الله الفِرْيَة والله يقول (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ-;- وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ,,,,,,," رواه مسلم أيضاً !

* لذلك نجد من المصائب الموجودة في المرويات هو ما نقله لنا ابن الضُرَيْس في كتابه [فضائل القرآن] يروي عن عبدالله بن عمر وبالسّنَد.. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: " لايقولنّ احدكم قرأتُ القرآن كُلَّهُ ومايدريك ماكله :قد ذهب قرآن كثير ولكن ليقل قد أخذت منه ماظهر )؟؟أي القرآن كله لايعرفه الا الله،وفيه أشياء رُفِعَت منه؟ وما أدراكم ؟إنه كلام لا أصل له ؟
[و عبدالله وعمر الفاروق بريئون مما نُسِبَ اليهما ] .

* ومن المؤسف أيضاً هو وجود أحاديث تدعم حد الرجم في صحيح البخاري ومسلم وهو ما جعل الأُمة تتشبث بهذا الحكم الجائر ففي ذكره : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب صعد المنبر فخطب الجمعة ، وكان مما قال رضي الله عنه فقال : " إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا ، وَعَقَلْنَاهَا ، وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ ، أَوْ الِاعْتِرَافُ " . وزاد أبو داود (4418) : " وَايْمُ اللَّهِ ، لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لَكَتَبْتُهَا " وصححه الألباني في صحيح أبي داود ومعاذ الله من أن يقول عمر أمراً كذلك .وهل عُمر بن الخطاب يخاف من الناس أكثر من مخافته الله ؟
ثم هل يحق لأحد حتى النبي أن يُدخل أو يُخرج آيات الله حسب الظرف والزمان !!.
وهذه المروية مخالفة تماماً لقول الله تعالى ( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )الحجر9.
ثم لماذا يؤكد على الرجم مع أنه هناك آيات أخرى قالوا أنها نسخت لفظاً – كما هم يَدَّعون- ؟
هل هناك من إنتقد الرجم حينها أم أن هناك من إنتقد هذا الحد في زمن تدوين الحديث فأدخل هذا القول كي يمرر ويكون له الحجة الدامغة ؟؟ لا ندري حقيقة !!

* ومن المؤسف أكثر وأكثر عندما جاءت أحاديث بالآية الموجودة والتي يقولون أن لفظها نسخ مع بقاء الحكم ؟؟ ففي مسند الإمام مالك عن سعيد بن المسيب أنه سمع عن عمربن الخطاب(حاشاه)عندما بين الآية المنسوخة في نهاية الحديث وفيها(,,,,ثم قال إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل لا نجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله تعالى لكتبتها ((الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة )) ؟؟ فإنا قد قرأناها,,,)!!!
مع العلم أن علماء الجرح والتعديل بيّنوا أن سِن سعيد بن المسيب لما استشهد عمربن الخطاب كان سنتين فقط ؟ -وهناك روايات عدة لهذه الآية ! ,,,,, والغريب أن الشيعة أيضاً يؤمنون بهذه الآية وهي موجودة في كتاب الكافي ولكن بزيادة كلمة ( لذة ) !! وهي كلمة لاتلييق مطلقاً ؟؟
ومن العجيب أن كل من يقرأ هذه الكلمات يعلم أنه ليس بقرآن , فكلامه ركيك وحاشاه أن يقول الله هذه الكلمات ؟ ولماذا يخفيه الله عنّا وهل يستحي الله من كلامه حاشاه ؟
فبرَّروا وقالوا ( لأن العقاب مخيف و فضيع )!!
وهذا كلام لايعقل ,وكما قاله العلامة الفقيه(ابن حجر الهَيْتمي) في شرحه[ تُحفة المحتاج ] على منهاج الإمام النووي في قوله " فما هي الحكمة أن يبقى الحكم وينسخ اللفظ فقط ؟ فأين التخفيف؟؟" ...
ثم الأعجب أنه لو كانت الآية صحيحة -حاشا القرآن- فكيف علِم الفقهاء أن هذه الشيخة محصنة وهذا الشيخ محصن ؟
ألا يمكن أن يكونا قد شاخا ولم يكتب لهم الزواج فلماذا يرجمون ماداموا غير محصنين ؟؟ ماهو الدليل أن هذا الشيخ والشيخة كانوا متزوجين حتى يحكم الرجم بهم !!

* وفي رواية غريبة أوردها البخاري من باب المناقب تقول " حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال : رأيت في الجاهلية قردة أجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم "!!
فكأنما مجموعة من القرود مكلفة بشريعة الزواج , وهي التي ستعلمنا كيف يتم معاقبة من يقيم علاقة جنسية خارج إطار الزوجية !!
وهل القرود تفعل ذلك في كل مرة ؟ فليجربوا فالقردة موجودة الى الآن ؟ ,,,
بالطبع لاتفعل ذلك في كل حالة !!

* ومن غرائب أحاديث الرجم الأثر الذي يقول " أتيَ عمر بمجنونة قد زنت، فاستشار فيها أُناسا، فأمر بها عمر أن تُرجم حتى أقنعه علي بن ابي طالب بتركها" !! ,,أبو داود وأحمد

* والأكثرسخرية هي ماوردت عن عائشة (رض)- حاشاها- من أن تنقل مثل هذه الاحاديث يرويه محمد بن إسحاق :" آية الرجم ورضعات الكبير عشر فكانت في ورقة تحت السرير في بيتي فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشاغلنا بأمره ودخلت دويبة لنا فأكلتها " ؟؟ وفي رواية احمد في مسنده وابن ماجة في السنن لفظة " فلما مات رسول الله صلى الله علي وسلم تشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها " !!
أهكذا يحفظ القرآن المحفوظ من رب العالمين؟ بأن تأكل الآيات الدواب أو داجن تحت السرير !! ..وإن أنكره بعض من العلماء,,, لكن لماذا يكتبه أمثال هؤلاء الراسخون في مسانيدهم عن أم المؤمنين عائشة!!
كل هذا ليؤكدوا أن الرجم قد أقرَّه رب العالمين؟
وهو كلام باطل ولا يبنى عليه أي أساس في الحكم , والحزن ينتابنا عندما نرى كل هذه المرويات والأحاديث لكي يبرروا حد الرجم ..................



5- والدليل القاطع الذي لم ينتبه إليه الفقهاء أن عقوبة المحصنة كماهم يقولون الرجم وان عقوبة الأَمَة ( أي المرأة المملوكة يعني الجارية ) هي نصف عقوبة المرأة الحرة كما أخبرنا الله في قرآنه بوضوح في قوله تعالى (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ [فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ] مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )النساء 25.

فإذا كان عقوبة الجارية المحصنة هي نصف عذاب الحرة فكيف تكون عقوبة الزنا لها ؟
فالحرة عقوبتها الرجم أي الموت – حسب قولهم - فهل تكون عقوبتها نصف الرجم أي نصف الموت !! فهذا دليل باطل على عدم وجود الرجم مطلقاً.




6- وللتأكيد فإن من يتتبع آيات سورة النـــور كماهو مبين في
قوله تعالى ( الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) النور3 هنا حرّم الله الزانية على المؤمن وهذا يدل على بقائها حية من بعد إقامة الحدعليها وهو مائة جلدة ، ولو كان الحد هو الرجم لما كانت قد بقيت من بعده على قيد الحياة؟وكل عقوبات العذاب المذكورة بعد هذه الآيات في شأن الزوج والزوجة والإتيان بالشهود مقابل شهادة كلاهما على الآخر ورد الشهادة هي راجعة الى حد الجلد مائة جلدة المذكورة في أول سورة النور , أي أن سياق آيات حد الزنا هي للمتزوجين ؟
فالآيات التالية تبين ذلك بوضوح ولا حاجة لشرحها ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {7} وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8} ) النور إذاً العذاب و درء العذاب هو ماذكر في بداية السورة وهي الجلد فالجلد هو العذاب المَعّني بالزوجة المحصنة التي شهد عليها زوجها بأربعة شهادات ؟ فأين حكم الرجم !!
وللعلم العذاب في الآية الآتية هو أيضاً نفس العذاب المذكور في آية النور بالنسبة للمحصنة في قوله تعالى
(يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)
الأحزاب30
والزنا هو فاحشة كما في قوله تعالى
(وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا) الإسراء32





7- وللعلم أن القرآن في قضية العقوبات الكبيرة لم يتركها لكي يجتهد فيها أحد كقضية القتل والسرقة والحِرابة فلا يُعقل أن يُبَيَّن حد الخفيف ولم يذكر الحد الثقيل كما في بيان حد قذف المحصن الذي يشهد شهادة الزور في قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ-;---;-- وَأُولَٰ-;---;--ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) النور 4 هنا ذكر حد القذف ثمانين جلدة بعد ذكره حد الجلد مائة مرة وذكره الحد الخفيف الثمانون ثم حد المائة جلدة مع عدم ذكر الحد الثقيل الرجم يدل على أن الرجم غير مشروع لأنه لو كان كذلك لكان أولى بالذكر في القرآن من حد القذف أي بمعنى أن حد الثقيل هو
مائة جلدة !.




8- إن صح هذا الحديث المروي عن ابن عمر يتضح أن الرجم لم يكن أمراً ربانياً بل هي شريعة يهودية لم يعرفه الرسول وأنه أخبر اليهود في كتاب التوراة عن عقوبة الزاني والزانية في شريعتهم ولقضية تمس المجتمع اليهودي في المدينة المنورة وأن الآية القرآنية البيّنة الواضحة في بداية سورة النور هي الناسخة لبعض أحكام والشرائع السابقة ومنها ماكان موجوداً في شريعة اليهود ! وهذا هو الحديث:
حَدَّثَنَا مَالِك عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ جَاءَتْ الْيَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ فَقَالُوا نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ ثُمَّ قَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَابَعْدَهَا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ فَقَالُوا صَدَقَت يَا مُحَمَّدُ فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَحْنِي عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ قَالَ مَالِك يَعْنِي يَحْنِي يُكِبُّ عَلَيْهَا حَتَّى تَقَعَ الْحِجَارَةُ.
نلاحظ من خلال هذه القصة أن الرسول لم يكن على علم بعقوبة الزنا، ولم يسأل اليهود عن هوية المرأة أو الرجل هل هما متزوجان أم لا. فكيف اكتشف الفقه أن عقوبة الجلد تعود على غير المحصن بينما عقوبة الرجم تعود على المحصن؟
ولو أن هناك من يقول أن هذا الحديث يناقض نصوص القرآن كون أن الرجم لم يكن من تشريعات التوراة الحقيقية حيث يقول الله تعالى عن التوراة وأحكامها بقوله
(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)المائدة 45 وفيه بيان أن حكم التوراة الحقيقي لايجوز فيه قتل النفس إلا قصاصاً فقط أي مقابل قتله نفساً بدون وجه حقو لم يبين فيه عقوبة القتل مقابل إرتكاب جريمة الزنا مثلاً .....


المــهم

يجب معرفة أنه ,, إن كان قد تم تحريفه أم لا فالرجم كان عقوبة مقررة في شريعة بني إسرائيل، ولم يلغها السيد المسيح صراحة عندما قال: "من كان منكم بلا خطيئة فليكن أول رام"، وفي قول آخر: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"، وهو كان يريد إقامة الحجة على رجال الكهنوت المنافقين الذيم كانوا يقصدون الإيقاع إمّا بمنعه من إقامة الحد فيتهم بالخيانة ؟ أو أمره بتطبيق الشريعة وحينها يكون قد تم تشويه سمعته المشهودة له بالصفح والسماحة والعفو !!
ولكن من أسباب ومبررات تغليظ العقوبة على بني إسرائيل [ إن كانت موجودة فعلاً ] هو منع الإفساد في الأرض وفي مجتمع بدائي صغير تحيط به الاعداء أي هو مهدد بالفناء ، فشيوع الفواحش في داخل هذا المجتمع هو تهديد صارخ على إنهيار في بنية هذا المجتمع !!، ولكن يجب معرفة أنه [ لو وجد هذا الحد عندهم] فهوبالتأكيد كانت تطبق في مَن أحترف الفواحش وكان يجاهر بها؟؟
لذلك فسواء وجد هذا النوع من القصاص في العقيدة التوراتية وشرائعها أم قد تم إدخالها فيما بعد وتعامل معها اليهود, فالقرآن بيَّن في آية محكمة وقطعية وواضحة هذا الحد ولا يوجد مطلقاً حد الرجم وهي الناسخة للعقيدة التوراتية فلا يجوز الاخذ بها .

ومن المحزن أن نرى ماورده كتاب البخاري عن هذه القضية وعن قصص الرجم حيث (سئل عبد الله بن أبي أوفى عن الرجم : أكان قبل سورة النور أو بعدها؟ ( يريد السائل بذلك أن تكون آية سورة النور منسوخة بحديث الرجم أو العكس ، أي أن الرجم منسوخ بالجلد ) فقال ابن أبي أوفى : لا أدري,,
ولكن السؤال هو هل فِعْل الرسول ينسخ حكم القرآن ؟؟ لا يمكن ذلك ..............
ولذلك جاءوا بآيات منسوخة لفظياً لكي يكون حكمها باقي ؟و لكي يمرروا المسالة لأنه لولا ذلك لكان مخالفاً لصريح القرآن !!
ومنهم من خالف الرجم بقولهم إن حكم الرجم كان قبل مجيء أيات سورة النور وأنه كان يحكم بشريعة اليهودفي قوله تعالى (وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ ) آل عمران , وكما هو معلوم أن الألف واللام في كلمة [الناس] هو للعموم وعلى أنهم مكلفين بها في التشريعات غير الموحية بعد الى الرسول ولما جاءت آيات الحد بالجلد ألغيت ونسخت حد الرجم !
ولو سلّمنا بهذا الامر يكون حد الرجم قد ألغيت تماماً ولاداعي للكلام عنه.






9- في رواية قصة الغامدية المشهورة والتي وجد في موطأ الامام مالك وهي غير موجودة في كتاب البخاري بينما حفل بها كتاب مسلم حيث سميت في رواية ب" الغامدية" أي أنها من غامد، وقيل في رواية أخرى أنها من جُهينة وإختلف العلماء في هذه الروايتين أهي من جهينة ام غامد فهو مضطرب من حيث معرفة من أين هي المرأة ؟ فبرروا أن غامد هي بطن من بطون جهينة لكن كتاب (جمهرة أنساب العرب لأبن حزم) تبين أن غامد من بطون الأزد ؟؟
ونجد في القصة امرأة تعترف بالزنا وتريد من الرسول أن يطهرها في الدنيا - رغم أن فكرة الطهارة الدنيوية غير موجودة في الإسلام، وإنما يؤجل الإسلام العقاب إلى الآخرة!! , بينما فكرة الطهارة الدنيوية معروفة لدى المسيحية؟ - فلما جاءت إلى النبي أمهلها أن تلد ابنها ثم ترضعه، فأمر بحفر حفرة لها الي صدرها ، وأمر الناس فرجموها ، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمي به رأسها فتطايرت دماؤها على وجه خالد فشتمها خالد ، فقال النبي " إنها تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له " . نلاحظ هنا، أيضا، أن مصطلح "صاحب المكس"- وهو من يجمع الضرائب عند المنافذ التجارية أو بتعبير عصرنا هو رجل الجمارك - قد ورد في الانجيل مقترنا بظلم [ المكاسّون ] او
[العشّارون ] فلماذا ضرب النبي بهذا المثل وهو ما لم يتعاهده أهل الجزيرة العربية .؟أم تم إقحام هذا الكلام وانتسابه له ؟
وتحليل المروية من جانب آخر هو أنه يظهر من القصة أن الرسول حاول تجنب إقامة الحد على هذه المرأة لولا إصرارها !! وهو ما يتناقض مع مايتناقله العلماء عن النبي أنه كان شديد الحرص على إقامة الحدود [طبعا" حسب تعبيرهم هم ]فموقف النبي واضح في الحدود وهو القائل: "لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"؟؟
وأخيراً تبين قوة الحديث فيما بيَّناه من حيث مَتن الحديث , أما من حيث السند، فالقصة تعتبر من خبر الآحاد؟ ، حسب تعبير الفقهاء، أي أنها لم تكن متواترة عن الرسول، رغم أنها من المفروض أن تتواتر، لأن فعل الرجم شارك فيه جمع من الناس وشاهده جمع من الناس، فكيف يروي القصة آحاد من الناس؟





10- أدعوا كل قاريء لهذه الأدلة ولم يقتنع بها بعد ,, أن يتمعن في هذا الحديث الوارد في كتاب البخاري - باب إذا أقر بالحد ولم يتبين ؟ هل للإمام أن يستر عليه؟؟
- "حدثني عبد القدوس بن محمد: حدثني عروة بن عاصم الكلابي: حدثنا همَّام بن يحيى: حدثنا إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله، إني أصبت حداً فأقمه علي، قال: ولم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قام إليه رجل فقال: يا رسول الله، إني أصبت حداً، فأقم فيَّ كتاب الله، قال: (أليس قد صليت معنا). قال: نعم، قال: (فإن الله قد غفر لك ذنبك، أو قال: حدَّك)". أي أن الصلاة تغفر الذنب وتمحو عقوبة الذنب إن لزم إقامة الصلاة على أتمّها ، وهذا ما يتناقض مع الأحاديث الاخرى .

وأخـــــــيــــــــــراً :

الرجم عقوبة جاهلية توارثها المسلمون من ثقافة جاهلية و عقائد توراتية وما كان لها بالقرآن صلة وهي عقيدة يهودية تسللت إلينا كما صّرح به الشيخ محمد أبو زهرة وهكذا ورد في التوراة في سفر التثنية كحكم لعقوبة الزاني والزانية
( 20-21- ( 20-21- وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ
-22- -22- إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ
-23- - 23- إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا-24-فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ )

ملاحـــظة:

لقد ذكرت كلمة الرجم خمس مرات في كتاب الله , عن شعوب سابقة قبل نزول التحكيم الإسلامي وهو كالآتي :
(قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ
وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيز)ٍ هود91
( إنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً )الكهف20
( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً )مريم46
(قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ )يس18
(وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ )الدخان20

كل هذه الآيات الكريمة القرآنية تثبت أن الرجم غير مقبول في الإسلام كوسيلة ردع المنحرف عن شريعة الله ومن تكبَّده أو هُدِّد به عبر التاريخ البشري قبل نزول القرآن وبعده كان تسلطا وطغيانا كما تنص الآيات الصريحة !!
والســــــلام على مَنِ التَّبــع الهُـــدى .......



#هفال_عارف_برواري (هاشتاغ)       Havalberwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دحض ما رُوج في السير النبوية (الدراما التاريخية عن هولوكُست ...
- الرد على حرق الأسير والإثخان به والإستدلال بأدلة موروثة ؟؟
- من هو الشهيد في القرآن
- المفاهيم الصحيحة للجهاد والقتال في القرآن !
- الرد على من إتهم المسلمين بالإرهاب وبشَّرَ بسماحة المسيحية ؟
- هل أسقط عُمر الإمبراطورية الكوردية أم الفارسية وهل ظلم شعوب ...
- رسال الى عيسى عليه السلام ......من باب الخيال الوجداني
- حقيقة ميلاد المسيح والمسيحية والموروث الثقافي للطقوس المسيحي ...
- ملك اليمين
- نشأة الدولة السعودية المتغلفة بالحركة الوهابية وفرضها على ال ...
- الرقيق في الإسلام هل هو تحرير وعتق أم إستعباد؟
- يبدوا ان العلاقة الامريكية الايرانية تحول من زواج التمتع الى ...
- تيار الحركة الكوردية في غرب كوردستان أتخذ المسار الخطء وعليه ...
- لاتجعلوا الحليم المغوار يثور.......!!
- يبدوا أنه قد آن الأوان لتحقيق وثيقة كيفونيم الصهيونية !!
- الديانة السيسية الجديدةالقديمة ......!!
- إحذروا المداخلة ....المتشددون المدنيون الجدد !!
- المصيدة الإلكترونية ؟
- الصناعة الأكثر رواجا- في مصر ,, صناعة الفرعونية !!
- التيار السلفي والتيار الصوفي وراء كسر ارادة كل نهضة بتحالفهم ...


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - لا رجم في القرآن !!