نحن والقومية

ماجد عايف

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من طبيعة الحياة التنوع بكل شيء ... من أصغر الاشياء الى أكبرها .. ما هو مرئي وما هو متخفي ...هكذا وجدت وهكذا تستمر الحياة إذا كان يراد لها الاستمرار ... التنوع من الماديات الى المفاهيم ،،،لا لون واحد...وكذلك نحن البشر ، القيمة الاغلى في ما هو موجود ،،اللواننا تختلف مثلما تختلف لغاتنا ،،، قومياتنا ،،لباسنا ،،،حتى نحن البشر كافراد نختلف ،،وما المزاج الا مثلاً على ذلك ،،نشترك ونختلف ،، ما يوحدنا هو ،،المكان ( الجغرافية ) ، لاننا مجبرون ان نعيش سوية ، سواء شئنا ام أبينا ،،،نتلاقح مع الاخر نأخذ ونعطي ، هكذا علمنا التأريخ ، وعلمتنا المصالح والحاجات ،،،،الخ
ولدت محددات اللغة والدين وما فرضته الجغرافية وغيرها على مجموعة من الناس ، والتي أخذت مصطلح القومية ، والتي ولدت مفهوم التعصب القومي ليأخذ شكلاً مقيتاً احياناً وخاصة عندما يكون عنصرياً لالغاء القوميات الاخرى او العلو عليها ، ومن هذا التعصب تولدت الامم الارقى ، والجنس النقي . وجائت النازية كاسوأ مثال للتعصب القومي ، وقسمة البشر الى درجات بسلم بايلوجي مقيت ، كنا نحن العرب في خانة القرود ، والتي هي الاخيرة في هذا السلم ،،، وولد البعث ( العظيم ) والذي هو نتاج لمرحلة صعود المد القومي النازي في اوربا في الثلاثينات ، وتبنى البعث الفكر القومي لتأثره بالنازية وكرد فعل على صعود الافكار اليسارية المتمثلة بالشيوعية والتي سخر نفسه ليكون عدوها اللدود والتي كان يطلق عليها الشعوبية ، وحتى فكرة القومية هي مستوردة، ومثلها الشيوعية ايضاً ، كما هي العادة فنحن شعوب مستوردة دائماًالى هذه اللحظة حتى افكارنا ومفاهيمنا ،،
ووصل ( او هناك من اوصله ) البعث الى السلطة في العراق ، مرتين كانت كارثيتين ،،،الاولى 1963قصيرة ، وهي عبارة عن حفلة قتل وتعذيب، بطلها الحرس القومي ، والثانية ( الرهيبة ) 1968 ، وهذه معروفة نتائجها وضحياها على العراق والعراقيين ،،،فترة البعث القومي لاتزال فصولها وابطالها احياء يرزقون ، وهي مستمرة بنتائجها الكارثية الى اليوم ..شعار القومية ( امة عربية واحده ) كان هو القاسم الاعظم في سياستها وسلوكها ، وقد تحمل العراقيون الويلات من جراء ذلك ،، وادخلتهم السلطة في حرب الثمانينات مع ايران كانت بدايتها شيء ومن ثم بعد ان اصبح ايقافها عصي ، تحولت الى معركة قومية بين العرب ، الذين هم خير امةٍ اخرجت الى الناس ،وبين الفرس المجوس عبدة النار..ولذلك فأن هذه الحرب يجب ان تكون قومية دينية حتى تأخذ صفة الشمول لذلك كانت قادسية جديدة مشؤومة ، وقائدها بطل تحرير قومي ،،هذه القادسية اكلت الاخضر واليابس كان شعار القومية هو المحرك الرئيسي لها( مثلما كان هتلر يتخذ من هذا الشعار )...
ومن نتائج القادسية تولدت حرب اخرى ( ام الهزائم ) التي اراد بها النظام ( صدام حسين ) ان يبلع الكنز العظيم ( الكويت ) ،،ومال قارون ،،،وباقي القصة معروف ،،، لكنه عاد مهزوماً وبلد مدمر ينعق هو والغربان فيه ، لتبدأ فصول اكبر كارثة انسانية حلت بالعراق والعراقيين وهي فترة الحصار...
هذه الحروب والتي هي لحظة جنون الفعل الانساني في عقل مريض ، عانيننا الويلات منها الى اليوم كان قاسمهما المشترك مفردتين مقيتتين هما العرب والفرس ، نتائجهما الكارثية ، التي حول بلدنا الى مقبرة كبيرة وخراب ،،
اليوم تطل علينا هاتين المفردتين العرب والفرس ، وخاصة في الفيس بوك ، لغة ابطالها مثقفين علمانيين تنويريين ، والمثقف والفنان هم أكثر الناس قدرة في المجتمع على صياغة افكارهم وتوصيلها بطرق شتى وهذه تعمل على تاسيس وألغاء مفاهيم يتبناها المجتمع او يرفضها ،،،هؤلاء المثقفين الذين اقصدهم عرفنا عنهم دائماً يدافعون عن قيم التسامح والعيش مع الاخر المختلف لغة وديناً وفكراً ، وفي لحظة لاتفسير لي عنها سوى الدهشة نراهم يسوقون لنفس ما كان النظام السابق يسوق له من مفردات العرب والفرس ،،، وهذا يؤسس الى عنصرية جديدة نحن كعراقيين وكعراق بغنى عنها ولا يستفيد منها سوى اعوان النظام البائد وحلفائهم الداعشيين الذين يتربصون بيننا ويوعدوننا بالويلات ،والذين مارسوا معنا ابشع ما يتفتق عنه العقل البشري من وسائل قتل ودمار بدأت بقطع الرؤوس وآخرها الحرق والتهجير والسبايا ...
هناك مفردات ارى انه يجب ان يحرم وتشرع قوانين يحاسب عليها عند الحديث عنها بصيغة المقارنة لاعلاء جهة أوطائفة أوقومية او دين ضد اخرى من اجل الترويج لفكر وقومية ودين وطائفة اخرى،،،كما هو محرم ويحاسب عليه القانون الان في اوربا كل ما يمثل النازية وتراثها ..

#ماجد_عايف (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل