أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عبد الحميد - الثالوث غير المقدس يعيد بناء جدار الخوف















المزيد.....

الثالوث غير المقدس يعيد بناء جدار الخوف


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


افلام رعب تحبس الانفاس، تلك التي تقدم مشاهد دموية ابطالها قوى خارقة للطبيعة، أرواح شريرة وأشباح خرافية، وأكلة لحوم البشر. ماذا يعني تحول شخص الى مخلوق شرس دموي يطارد ضحاياه ويجلب الذعر لهم ثم يقتلهم ؟ ماذا يعني طغيان شهوة القتل على فطرة الانسان؟ أفلام إثارة وخوف وترويع من خيالات وانتاج هوليوود يتحول فيها الانسان الى وحش يولغ بالدم بلا أي رحمة. يحضر نموذج "دراكولا" مصاص الدماء في ثقافة الرعب، الذي اشتهر بقتل خمسة آلاف من الفقراء للقضاء على الفقر، وابتدع الخازوق الذي يُدَقُ في مؤخرة الضحية حتى يخرج من عنقها، وقتل به اكثر من 40 الف انسان، وكان دراكولا "يزين" الطريق الى قلعته بجثث ضحاياه. الرعب لا يقتصر على خيال مخرجين في هوليوود يضخون عنفا بصريا متواصلا ، بل هو موجود في الواقع، ويقدم في قوالب فنية تؤجج الدهشة وتستدرج الفضول والمتابعة. الرعب ينتجه أمثال رامبو في حرب الابادة في فيتنام، و دراكولا مخترع الموت بالخازوق ، ومجموعات القمصان السوداء الفاشية، والقمصان البنية النازية، والبلاك ووترز ، والشبيحة، وداعش والنصرة، وبول بوت، وبينوشيه، وارهاب الدولة الامريكية والاسرائيلية وحروبهما التدميرية في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين، وأنظمة الاستبداد العربية والاسلامية.
عندما يشعر الناس انهم مهددون بالموت ، يسكنهم خوف شديد، فيقبلون ظلم واستبداد السلطات كأحد ميكانزمات الدفاع ، ويضحون بحريتهم وحقوقهم. الخوف من الموت والعذاب يطفىء الحلم والامل والطمأنينة، ويحيل الناس الى حالة من الاستلاب، وتكون النتيجة سيطرة الطغاة على عقولهم التي ما بعد السيطرة على حريتهم.
يبدي تنظيم "داعش" هَوَسًا مرضيا بترويع الناس عبر طرق قتل وحشية وبدائية " كقطع الرؤوس بالسيوف وحرق البشر والرجم بالحجارة، مستخدما أحط وأبشع وأقسى انواع العنف للرد على دول التحالف التي اعتمدت بدورها العنف سبيلاً وحيداً للقضاء على القتلة، يرد يرد تنظيم داعش على عنف الطائرات والصواريخ الذكية والبوارج الحربية بعنف بدائي وحشي بربري، وتستخدم داعش في الوقت نفسه الابهار البصري على الطريقة الهوليودية وهي وسيلة العصر الاكثر انتشارا. تلك كانت مفاجأة داعش. ولكن بين سيطرة على السلطة والثروة بالعنف الحديث، وسيطرة على السلطة والثروة والبشر بعنف بدائي، باستخدام إبهار بصري متبادل هذه المرة مع اختلاف الرموز والقيم.
داعش أول تنظيم ارهابي يقدم جرائمه والرسالة التي يريد ايصالها للاخرين، في بناء مليء بالمفاجئات، مستخدما تقنيات الصورة وإضاءتها وتصوير المشهد من عدة زوايا وعرضها في وقت واحد، واستخدام المؤثرات الصوتية والعرض البطيء في تنفيذ القتل، كل ذلك لاحداث الابهارالبصري الذي يعاظم الانشداد والتأثير. يقدم التنظيم قتلته بأجسام ضخمة وطويلة، وبزي موحد مصنوع من أحدث الاقمشة الغربية، يضعون ساعات "رولكس" الثمينة على معاصمهم، يخفون وجوههم بلثام اسلامي ويسيرون بخطوة واحدة، يحملون السلاح والحراب الحديثة كانهم جيشا حديثا يجمع بين الحداثة والربانية - جند الله يستمدون قوتهم من السماء ويحاربون في سبيل الله-. هكذا يُقَدِمُ القتلة أنفسهم بصورة واثقة قوية متفوقة من جهة، وبصورة مصاصي دماء مرعبين مرضى ساديين يتلذذون بتعذيب وبقتل ضحاياهم من جهة اخرى. مقابل ذلك يقدم التنظيم ضحاياه كأشخاص أصغر حجما منسوبا لمقاتلي النخبة الذين يرافقونهم، يظهر الضحايا كمنصاعين ضعفاء، على النقيض من قاتليهم، يبدون فاقدي الثقة مستسلمين، يسيرون بخطى متثاقلة بأزياء برتقالية اللون هي الازياء البرتقالية ذاتها التي استخدمت في معتقل غوانتينامو، في مسعى رمزي لتبادل الادوار. ضحايا مقيدون بالسلاسل بمثل ما قيد اسرى غوانتينامو ايضا، موجودون داخل اقفاص حديدية تكثف السيطرة على الضحية وتجردها من أدنى قيمة انسانية. قدم داعش مشاهد حاطة من الكرامة الانسانية، تلخص طرائق تعامله مع منتسبي الديانات والمذاهب والقوميات والمنتمين الى عرق آخر، وتلخص طرائق تعامله مع النساء – السبي والبيع والاغتصاب- كل هذا يحيل المشاهدين والمتابعين الى عصر العبودية الغابر. إن مضمون الرسالة التي يقدمها تنظيم داعش هو: شطب كل التقدم الذي حققته البشرية في مجال حقوق الانسان والحريات وتقرير المصير والتعايش والتعدد وانفتاح الحضارات الانسانية على بعضها البعض. واستبقاء تراث الطغيان منذ العبودية الاولى والرق والاقطاع والجشع الرأسمالي وصولا الى هذا النوع من العبودية الجديدة. رسالة استبدال طغيان النظام المستبد وطغيان الهيمنة الامبريالية والاحتلال وكل توحشهم، بطغيان نظام عبودي غرائزي قديم ومتوحش "بوكالة من السماء".
أرادت داعش أن تقدم رسالة أخرى هي بمثابة نداء الى الاجيال الجديدة في العالمين العربي والاسلامي وفي العالم، ينطوي على إبهار الشباب بقوتها الاسطورية المتفوقة بفعل الدعم الرباني، الذي جعلها تقف صامدة أمام تحالف يضم 60 بلدا بقيادة دول عظمى وبوارج وطائرات وموازنات ضخمة. تلك القوة التي هزمت قبل ذلك الجيش العراقي في ساعات واستولت على ترسانته العسكرية التي أنفق في بنائها أكثر من 10 مليارات دولار خلال العقد الماضين وهزمت كذلك الجيش السوري ومعارضيه على حد سواء في معظم محافظات الشمال. أرادت داعش هنا ان تحث الشباب والشابات للتطوع في جيشها الاسلامي ومزاولة الجهاد المقدس من أجل معاظمة الانتصارات وحسم المعركة. ترغيب يترافق مع ترهيب المشاركين في القتال ضدها وترهيب الذين يرزحون تحت حكمها، وإنذار الشعوب المستهدفة لتوسعها ووضعها بين خيار الموت والمذلة أو مبايعتها والالتحاق بها.هل نجحت داعش في ايصال الرسالة وهل حققت نوعا من الاستجابة. يتفق كثيرون بأنها حققت نجاحا كبيرا، وهو يجر العالم الى سجال مفتوح حول طبيعته وأهدافه وعقيدته الدينية ووسائله في الحكم. نجح داعش في الحرب الاعلامية بمستوى أعلى من الحرب على الارض، بل نجح في تعويض خسارته على الارض في "كابوني" والقرى المحيطة بها شمال سوريا بكسب إعلامي ودعوي كبير.
اعتمد تنظيم داعش على الحرب النفسية والاعلامية لترويج افكاره بالاستناد الى كوادر إعلامية وسينمائية عصرية متخصصة، وبالاستناد الى أحدث استراتيجيات الاعلام. وامتلك تقنيات وأدوات عالية الجودة. ويخوض الطاقم الاعلامي حربا الكترونية حققت نجاحات ملموسة. وقد أسس مواقع الكترونية خاصة بالتنظيم، نجحت في استقطاب آلاف المتطوعين والمتطوعات. استخدم الطاقم الاعلامي الذي يضم جنسيات اوروبية وامريكية "اليوتيوب" في نشر الفيديوهات، واعتمدوا "التويتر" و"الاندو ريد" بعد انحسارهم في مواقع الفيس بوك. سيطر الطاقم على "مؤسسة الفرقان" التابعة للقاعدة سابقا وصدرت عنها مجلة "دابق" الورقية التي تضاهي أحدث المجلات في التصميم والاخراج والورق الفاخر. وانتج الطاقم الفني لعبة الكترونية قتالية تحاكي عمليات داعش القتالية، إضافة الى انتاج اكثر من 26 فيلما وثائقيا اهمها " فرحة المسلمين بقيام دولة الموحدين" و"شفاء الصدور" وفرسان الشهادة 5 أجزاء، وصليل الصوارم 4 أجزاء، وهدى وبشرى للمؤمنين" وغيرها من الافلام التي تنتجها مؤسسة متخصصة باسم "الاعتصام".
بعد ان نجحت الانتفاضات العربية في كسر جدار الخوف الذي صنعته الانظمة المستبده، تقوم داعش بإعادة بنائه بأساليب اكثر وحشية ودرامية ، يشاركها في بنائه الانظمة المستبدة والحلف الدولي ضد الارهاب. الثلاثي المقدس يتحالف موضوعيا ضد حرية الشعوب ويغلق كل الابواب والمنافذ أمامها وفي سياق تلك المهمة يحارب بعضه البعض في سبيل حصة أكبر وأكبر.
المؤسسة الدينية ومذاهبها الاربعة السائدة في العالمين العربي والاسلامي، نشرت ثقافة التكفير والارهاب الفكري وتمخض عنها نتيجتين مأساويتين الاولى: إقالة العقل في الاسلام والثانية : "تنظيم داعش". هذه المؤسسة تعيش تناقضا حادا بين رفض جرائم داعش وتأمين الغطاء الديني لها في الوقت نفسه. لقد سقطت هذه المؤسسة البائسة مع النظام المستبد شالذي لا ينتج إلا الارهاب والتبعية .
افلام رعب تحبس الانفاس، تلك التي تقدم مشاهد دموية ابطالها قوى خارقة للطبيعة، أرواح شريرة وأشباح خرافية، وأكلة لحوم البشر. ماذا يعني تحول شخص الى مخلوق شرس دموي يطارد ضحاياه ويجلب الذعر لهم ثم يقتلهم ؟ ماذا يعني طغيان شهوة القتل على فطرة الانسان؟ أفلام إثارة وخوف وترويع من خيالات وانتاج هوليوود يتحول فيها الانسان الى وحش يولغ بالدم بلا أي رحمة. يحضر نموذج "دراكولا" مصاص الدماء في ثقافة الرعب، الذي اشتهر بقتل خمسة آلاف من الفقراء للقضاء على الفقر، وابتدع الخازوق الذي يُدَقُ في مؤخرة الضحية حتى يخرج من عنقها، وقتل به اكثر من 40 الف انسان، وكان دراكولا "يزين" الطريق الى قلعته بجثث ضحاياه. الرعب لا يقتصر على خيال مخرجين في هوليوود يضخون عنفا بصريا متواصلا ، بل هو موجود في الواقع، ويقدم في قوالب فنية تؤجج الدهشة وتستدرج الفضول والمتابعة. الرعب ينتجه أمثال رامبو في حرب الابادة في فيتنام، و دراكولا مخترع الموت بالخازوق ، ومجموعات القمصان السوداء الفاشية، والقمصان البنية النازية، والبلاك ووترز ، والشبيحة، وداعش والنصرة، وبول بوت، وبينوشيه، وارهاب الدولة الامريكية والاسرائيلية وحروبهما التدميرية في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين، وأنظمة الاستبداد العربية والاسلامية.
عندما يشعر الناس انهم مهددون بالموت ، يسكنهم خوف شديد، فيقبلون ظلم واستبداد السلطات كأحد ميكانزمات الدفاع ، ويضحون بحريتهم وحقوقهم. الخوف من الموت والعذاب يطفىء الحلم والامل والطمأنينة، ويحيل الناس الى حالة من الاستلاب، وتكون النتيجة سيطرة الطغاة على عقولهم التي ما بعد السيطرة على حريتهم.
يبدي تنظيم "داعش" هَوَسًا مرضيا بترويع الناس عبر طرق قتل وحشية وبدائية " كقطع الرؤوس بالسيوف وحرق البشر والرجم بالحجارة، مستخدما أحط وأبشع وأقسى انواع العنف للرد على دول التحالف التي اعتمدت بدورها العنف سبيلاً وحيداً للقضاء على القتلة، يرد يرد تنظيم داعش على عنف الطائرات والصواريخ الذكية والبوارج الحربية بعنف بدائي وحشي بربري، وتستخدم داعش في الوقت نفسه الابهار البصري على الطريقة الهوليودية وهي وسيلة العصر الاكثر انتشارا. تلك كانت مفاجأة داعش. ولكن بين سيطرة على السلطة والثروة بالعنف الحديث، وسيطرة على السلطة والثروة والبشر بعنف بدائي، باستخدام إبهار بصري متبادل هذه المرة مع اختلاف الرموز والقيم.
داعش أول تنظيم ارهابي يقدم جرائمه والرسالة التي يريد ايصالها للاخرين، في بناء مليء بالمفاجئات، مستخدما تقنيات الصورة وإضاءتها وتصوير المشهد من عدة زوايا وعرضها في وقت واحد، واستخدام المؤثرات الصوتية والعرض البطيء في تنفيذ القتل، كل ذلك لاحداث الابهارالبصري الذي يعاظم الانشداد والتأثير. يقدم التنظيم قتلته بأجسام ضخمة وطويلة، وبزي موحد مصنوع من أحدث الاقمشة الغربية، يضعون ساعات "رولكس" الثمينة على معاصمهم، يخفون وجوههم بلثام اسلامي ويسيرون بخطوة واحدة، يحملون السلاح والحراب الحديثة كانهم جيشا حديثا يجمع بين الحداثة والربانية - جند الله يستمدون قوتهم من السماء ويحاربون في سبيل الله-. هكذا يُقَدِمُ القتلة أنفسهم بصورة واثقة قوية متفوقة من جهة، وبصورة مصاصي دماء مرعبين مرضى ساديين يتلذذون بتعذيب وبقتل ضحاياهم من جهة اخرى. مقابل ذلك يقدم التنظيم ضحاياه كأشخاص أصغر حجما منسوبا لمقاتلي النخبة الذين يرافقونهم، يظهر الضحايا كمنصاعين ضعفاء، على النقيض من قاتليهم، يبدون فاقدي الثقة مستسلمين، يسيرون بخطى متثاقلة بأزياء برتقالية اللون هي الازياء البرتقالية ذاتها التي استخدمت في معتقل غوانتينامو، في مسعى رمزي لتبادل الادوار. ضحايا مقيدون بالسلاسل بمثل ما قيد اسرى غوانتينامو ايضا، موجودون داخل اقفاص حديدية تكثف السيطرة على الضحية وتجردها من أدنى قيمة انسانية. قدم داعش مشاهد حاطة من الكرامة الانسانية، تلخص طرائق تعامله مع منتسبي الديانات والمذاهب والقوميات والمنتمين الى عرق آخر، وتلخص طرائق تعامله مع النساء – السبي والبيع والاغتصاب- كل هذا يحيل المشاهدين والمتابعين الى عصر العبودية الغابر. إن مضمون الرسالة التي يقدمها تنظيم داعش هو: شطب كل التقدم الذي حققته البشرية في مجال حقوق الانسان والحريات وتقرير المصير والتعايش والتعدد وانفتاح الحضارات الانسانية على بعضها البعض. واستبقاء تراث الطغيان منذ العبودية الاولى والرق والاقطاع والجشع الرأسمالي وصولا الى هذا النوع من العبودية الجديدة. رسالة استبدال طغيان النظام المستبد وطغيان الهيمنة الامبريالية والاحتلال وكل توحشهم، بطغيان نظام عبودي غرائزي قديم ومتوحش "بوكالة من السماء".
أرادت داعش أن تقدم رسالة أخرى هي بمثابة نداء الى الاجيال الجديدة في العالمين العربي والاسلامي وفي العالم، ينطوي على إبهار الشباب بقوتها الاسطورية المتفوقة بفعل الدعم الرباني، الذي جعلها تقف صامدة أمام تحالف يضم 60 بلدا بقيادة دول عظمى وبوارج وطائرات وموازنات ضخمة. تلك القوة التي هزمت قبل ذلك الجيش العراقي في ساعات واستولت على ترسانته العسكرية التي أنفق في بنائها أكثر من 10 مليارات دولار خلال العقد الماضين وهزمت كذلك الجيش السوري ومعارضيه على حد سواء في معظم محافظات الشمال. أرادت داعش هنا ان تحث الشباب والشابات للتطوع في جيشها الاسلامي ومزاولة الجهاد المقدس من أجل معاظمة الانتصارات وحسم المعركة. ترغيب يترافق مع ترهيب المشاركين في القتال ضدها وترهيب الذين يرزحون تحت حكمها، وإنذار الشعوب المستهدفة لتوسعها ووضعها بين خيار الموت والمذلة أو مبايعتها والالتحاق بها.هل نجحت داعش في ايصال الرسالة وهل حققت نوعا من الاستجابة. يتفق كثيرون بأنها حققت نجاحا كبيرا، وهو يجر العالم الى سجال مفتوح حول طبيعته وأهدافه وعقيدته الدينية ووسائله في الحكم. نجح داعش في الحرب الاعلامية بمستوى أعلى من الحرب على الارض، بل نجح في تعويض خسارته على الارض في "كابوني" والقرى المحيطة بها شمال سوريا بكسب إعلامي ودعوي كبير.
اعتمد تنظيم داعش على الحرب النفسية والاعلامية لترويج افكاره بالاستناد الى كوادر إعلامية وسينمائية عصرية متخصصة، وبالاستناد الى أحدث استراتيجيات الاعلام. وامتلك تقنيات وأدوات عالية الجودة. ويخوض الطاقم الاعلامي حربا الكترونية حققت نجاحات ملموسة. وقد أسس مواقع الكترونية خاصة بالتنظيم، نجحت في استقطاب آلاف المتطوعين والمتطوعات. استخدم الطاقم الاعلامي الذي يضم جنسيات اوروبية وامريكية "اليوتيوب" في نشر الفيديوهات، واعتمدوا "التويتر" و"الاندو ريد" بعد انحسارهم في مواقع الفيس بوك. سيطر الطاقم على "مؤسسة الفرقان" التابعة للقاعدة سابقا وصدرت عنها مجلة "دابق" الورقية التي تضاهي أحدث المجلات في التصميم والاخراج والورق الفاخر. وانتج الطاقم الفني لعبة الكترونية قتالية تحاكي عمليات داعش القتالية، إضافة الى انتاج اكثر من 26 فيلما وثائقيا اهمها " فرحة المسلمين بقيام دولة الموحدين" و"شفاء الصدور" وفرسان الشهادة 5 أجزاء، وصليل الصوارم 4 أجزاء، وهدى وبشرى للمؤمنين" وغيرها من الافلام التي تنتجها مؤسسة متخصصة باسم "الاعتصام".
بعد ان نجحت الانتفاضات العربية في كسر جدار الخوف الذي صنعته الانظمة المستبده، تقوم داعش بإعادة بنائه بأساليب اكثر وحشية ودرامية ، يشاركها في بنائه الانظمة المستبدة والحلف الدولي ضد الارهاب. الثلاثي المقدس يتحالف موضوعيا ضد حرية الشعوب ويغلق كل الابواب والمنافذ أمامها وفي سياق تلك المهمة يحارب بعضه البعض في سبيل حصة أكبر وأكبر.
المؤسسة الدينية ومذاهبها الاربعة السائدة في العالمين العربي والاسلامي، نشرت ثقافة التكفير والارهاب الفكري وتمخض عنها نتيجتين مأساويتين الاولى: إقالة العقل في الاسلام والثانية : "تنظيم داعش". هذه المؤسسة تعيش تناقضا حادا بين رفض جرائم داعش وتأمين الغطاء الديني لها في الوقت نفسه. لقد سقطت هذه المؤسسة البائسة مع النظام المستبد شالذي لا ينتج إلا الارهاب والتبعية .



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانت تسمى رام الله ..صارت تسمى رام الله
- فصل مدرسة العلوم في رام الله بتهمة شرح نظرية داروين
- خطاب ديني : النساء فيه عدو أول
- بين فيروز وبتهوفن
- هل هزمت المرأة السعودية ؟
- ضد العدوانين الداخلي والخارجي في سورية
- عار التبرع بالدم لجيش يقتل شعبه
- محاكمة محمد رشيد بداية مشجعة
- مع مصر الشعب ..ضد الثنائية
- يوم قتلت الطفولة في -الحولة-
- من يحمي الشعب السوري ؟
- قمة بغداد والتحدي المستحيل
- الأدب هو الاشجع في كشف المستور وطرح الاسئلة
- خديعة صناديق الاقتراع
- سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء
- الشعب يريد : محاكمة من قتل جوليانو ؟
- الحراك الاسرائيلي .....الى اين؟
- ارفعوا ايديكم عن حماة!
- من هم اصدقاء النظام السوري؟
- إنطفاء .....اليسار !


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عبد الحميد - الثالوث غير المقدس يعيد بناء جدار الخوف