أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - ارفعوا ايديكم عن حماة!














المزيد.....

ارفعوا ايديكم عن حماة!


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 3446 - 2011 / 8 / 3 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استباحة دبابات النظام السوري مدنَ حماة ودرعا ودير الزور وغيرها وقتل وإصابة المئات واعتقال الآلاف من الشبان والمواطنين في يوم دموي واحد، عشيّة شهر رمضان، كانت محاولةً يائسةً أخرى، محاولةً حمقاء أشد وأقسى، علّ وعسى أن يعود الشعب المنتفض إلى بيت طاعة النظام، إلى عهد العبودية والاستبداد. لقد صعّد النظام من قمعه الدموي وتمادى في تقديم الروايات الكاذبة إيماناً منه بأن ما لم يتم تحقيقه بالقوة سيتم تحقيقه بمزيد من القوة، وأن تكرار الروايات الكاذبة يؤدي إلى تصديقها، وهو الأسلوب المتبع من كل قوى الاستبداد والقهر في أربعة أركان الأرض.
إن إصرار النظام السوري على وجود جماعات مسلحة وعصابات قتل داخل المدن المنتفضة، يساوي إصراره على الحل الأمني الذي يُخضِعْ بموجبه الشعب لحكمه الديكتاتوري الدموي. اختلاق عنف العصابات أو استدراج المنتفضين للعنف هو الذي يسوّغ للنظام استخدام الدبابات والمدافع وأقصى قوة لديه. فهذه القوة تروّع نسبةً كبيرةً من المواطنين وتدفعهم لانتظار ومراقبة ما ستنتهي إليه الأوضاع عوضاً عن المشاركة في النضال السلمي الديمقراطي من أجل الانعتاق.
دعونا نفترض توقف النظام السوري عن البطش وسحب الدبابات من المدن والبلدات وتوقف مليشيا النظام (الشبيحة) عن التنكيل بالمواطنين. ماذا سيحدث؟ سيخرج الشعب السوري بأكثريته الساحقة ليعبّر عن مطالبه في الحرية والكرامة والعدالة وفي وطن خال من الاحتلال. ولن تسفك نقطة دم واحدة، بل ستنثر الورود على الجيش وسيحافظ المنتفضون على الأمن ومؤسسات الدولة جنباً إلى جنب مع رجال الشرطة والجيش. سيقدم الشعب مطالبه وهي حكومة انتقالية وموعد لانتخابات رئاسية وبرلمانية ووضع دستور جديد وتشكيل لجان تحقيق في جرائم القتل والفساد بالاستناد للقانون.
النظام للأسف رفض وأغلق كل الطرق أمام الحل السلمي، والنضال السلمي الذي يتطابق مع مصالح السواد الأعظم من الشعب، ويصون سورية من كل تدخل وأطماع خارجية، ويوقف هدر واستنزاف الاقتصاد السوري. النظام اختار الحل الأمني الذي يكلف الشعب السوري الدم والعذاب والمعاناة، ويدمر الاقتصاد، ويفتح الأبواب أمام التدخل الخارجي، وكل ذلك مقابل مصالح طغمة أمنية واقتصادية مستبدة فقط لا غير.
النظام يقايض مصلحة الطغمة بمصلحة الوطن والشعب السوري تماماً كما فعلها العقيد القذافي الذي ضرب عرض الحائط بانتفاضة الشعب الليبي السلمية ومطالبها المشروعة، وذهب إلى الخيار الأمني - الإخضاع بالقوة - معرضاً شعب ليبيا والوطن الليبي إلى مخاطر لا حصر لها، كان في مقدمتها نزيف الدم الذي لم يتوقف منذ ستة شهور، إضافة إلى التدخل الخارجي وأطماعه وجشعه في النهب والهيمنة. كان من شأن استجابة النظام للمطالب المشروعة والاحتكام للشعب واحترام إرادته وتوقه للحرية، تجنيب ليبيا كل تلك الكوارث.
الغريب والعجيب أن النظام السوري ومن قبله النظام الليبي طرحا وقدما هذا الاحتمال بالمقلوب، فكلاهما طالب شعبه بالتجديد لسلطتهما الاستبدادية، وبتجديد الخضوع المذل لأجهزتهما الفاشية، وذلك لتفادي نزف الدم والمخاطر الأخرى. إنها مقايضة شبيهة بالمقايضة التي قدمها الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، والمقايضة التي قدمها الاستعماران الفرنسي والإيطالي للشعبين السوري والليبي في العهد الاستعماري البائد. الشعبان مطالبان بالتنازل عن حقهما المشروع بالحرية والكرامة والعدالة مقابل وعود كاذبة بإصلاحات شكلية لا تمس مصالح الطغمتين. الشعبان مطالبان بالالتزام بعبودية تحت جزمة النظام والعائلة المورثة للحكم إلى الأبد. ولم يكن شعار "إلى الأبد يا حافظ الأسد" ولقب "ملك ملوك إفريقيا" بلا مغزى. شعاران يلخصان مرحلة العبودية..
الشعب السوري تحدى النظام وتحمل كل ألوان البطش والتنكيل والعذاب والعقوبات الجماعية، وبقي مصراً على خياره السلمي الديمقراطي. والشعب السوري رفض الانزلاق في اللعبة الطائفية والإثنية التي حاول النظام استخدامها كسلاح لتخويف الأقليات الدينية والإثنية ودفعها إلى طلب حمايته وبقائه، وبقي مصراً على الالتزام المبدئي الثابت بالوحدة الوطنية الجامعة.
الانتفاضة للشهر الرابع على التوالي كشفت عن قوة وشجاعة وصبر شباب سورية الأحرار، كشفت عن الوعي الوطني المميز والإرادة الحرة، والثقافة الوطنية الديمقراطية، واحترام التعدد الديني والإثني. أحرار سورية الذين كسروا جدار الخوف وضعوا نصب أعينهم الدفاع عن شعبهم وتحريره من الخوف وحققوا نجاحات باهرة.
لكن شعب سورية للأسف لم يحظ بالدعم والمساندة التي يستحق، الصمت والانتظار الشعبي شكلا الغطاء لمواصلة القمع الدموي. وكان من شأن الدعم الشعبي الواسع للشعب السوري واستنكار وإدانة جرائم النظام، وممارسة الضغوط على الأنظمة العربية للتدخل والضغط للحد من قمع النظام، أن تقيّد استخدامه القوة الوحشية. إن نجاح الثورة في سورية سيعزز نجاح الثورات العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا، والعكس صحيح.
الجامعة العربية لم تحرك ساكناً، والأنظمة منفردة لم تمارس أي ضغط على النظام السوري. والسبب يعود إلى الموقف الدولي المخزي الذي يصمت على انتهاكات وجرائم النظام. والذي اكتفى بعقوبات رمزية. إن أية قراءة للموقف الدولي مقارنة بالموقف من النظام الليبي يعزز الاعتقاد بإعطاء ضوء أخضر دولي للنظام كي يسحق المنتفضين. الموقف الدولي ليس غريباً وهو الذي يستند إلى المصالح والأطماع ولا تعنيه مصلحة وحقوق ومطالب الشعوب.
الشعب السوري كان السباق إلى رفض كل تدخل أجنبي، التدخل المطلوب هو تدخل المحكمة الدولية ومنظمة العفو ومنظمات حقوق الإنسان، والرأي العام المناهض للحرب والاحتلال والهيمنة والعولمة المتوحشة. الشعب السوري مع تدخل الشعوب والثورات العربية فقط.
إن مجازر النظام السوري عشية رمضان تطرح تحدياً كبيراً أمام الثورات والشعوب العربية والشعب الفلسطيني، تطرح مهمة الانتصار للشعب السوري المكافح العنيد المصمم على انتزاع حريته، وحرية الشعب السوري من حرية الشعوب العربية.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم اصدقاء النظام السوري؟
- إنطفاء .....اليسار !
- نداء آية براذعية * ما زال يطن في الأذن!!
- اللا معقول في تصفيق الكونغرس ....ومبايعة نصر الله
- فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا
- هل تجاوزت حماس وفتح اختلالاتهما؟
- هل يملك النظام السوري حلا للأزمة؟
- جول خميس وفوتوريو اريغوني ....شجاعة ونبل
- اغتيال جوليانو خميس ...اغتيال لثقافة الحرية
- القذافي هو المسؤول عن استدعاء التدخل الخارجي
- ثقافة ثورية إنسانية ...وثقافة فاسدة
- اربعة مشاهد دراماتيكية مخزية
- الثورة المصرية والتغيير الفلسطيني المأمول
- ظاهرة دحلان...... الى اين؟
- التفكير الآمن أولا !!!
- التفكير الآمن ......!!!
- استقلال المرجعية الثقافية..... ام تبعيتها!!
- القرضاوي عالم دين ام رجل سياسة؟
- مكانة الدولة في الفكر السياسي الفلسطيني
- قمة بدون قاعدة....!


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - ارفعوا ايديكم عن حماة!