أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - ثقافة ثورية إنسانية ...وثقافة فاسدة














المزيد.....

ثقافة ثورية إنسانية ...وثقافة فاسدة


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبرعت نجمتا (البوب) المغنيتان الأميركيتان (بيونسيه) و(ماريا كاري) بمليوني دولار كانتا تقاضتاهما من أسرة العقيد القذافي.. الأسرة المالكة في ليبيا، لقاء إحياء حفلات فاتنة على شرفها لمناسبة رأس السنة. والسبب من وجهة نظر النجمتين يعود إلى عدم قبولهما الأموال من حاكم يقصف شعبه بالمدافع والطائرات". وقد انضمت الفنانتان إلى المغنية الكندية (نيللي فورتادو) التي تبرعت بمليون دولار كانت قد حصلت عليها مقابل الغناء لمدة 45 دقيقة أمام أسرة القذافي في إيطاليا العام 2007".
الثورات في عالمنا العربي أنهت كل خلط وكل تماهٍ بين موقف وآخر بين إبداع وآخر بين فكر وآخر، ووضعت الخطوط الفاصلة بين ثقافة النظام المستبد الفاسد وبين ثقافة الشعوب الحرة الثائرة من أجل العدالة والكرامة والحرية. الثورة دفعت بالاستقطاب إلى مداه بين منتسبي الثقافتين المتنافرتين في كل مكان، وذلك بعد أن كشفت عن المستور ووضعت النقاط على الحروف.
الثقافة الثورية مهدت الطريق أمام قوى التغيير وسلحتها بالوعي، حرضت بالكلمة والصورة والأغنية ضد الظلم والنهب والفساد والخنوع، وزوّدت القوى الحية داخل المجتمعات بمواقف شجاعة ومتفانية غلبت مصلحة الشعب على المصلحة الفردية الخاصة، وكشفت عن عناصر قوة المجتمع وعناصر ضعفه. لم تأت الثورة إلا كحصيلة تراكم السخط المرتبط بوعي أطلقه مثقفون ومبدعون ملتزمون بقضايا شعوبهم، أمثال: أبو القاسم الشابي، عبد الله العروي، إدوارد سعيد، محمد أركون، نصر حامد أبو زيد، أسامة أنور عكاشة، الطيب صالح، محمود درويش يوسف إدريس، جورج طرابيشي، أدونيس، الشيخ إمام عيسى، أمل دنقل، عمر اميرالاي، إبراهيم نصر الله، مارسيل خليفة.... وعشرات بل مئات من المثقفين والمبدعين الذين حولوا مشاعر وأحاسيس الناس إلى فكر وإبداع يحرض على أفعال وثورة تقود إلى التغيير.
وما إن اندلعت الثورة حتى لازمها مثقفون ومبدعون في الميدان لم يبرحوا مواقعهم حتى اللحظات الأخيرة. يستوقفنا، الدور المميز للفنان خالد يوسف، عمر واكد، عبد الرحمن الأبنودي، علاء الأسواني الذي ساهم بسجاله الطويل والشجاع في دفع رئيس الحكومة اللواء شفيق إلى الاستقالة، نوال السعداوي، عمرو سلامة، بهاء طاهر، شريهان، حمدي قنديل، رامي دنجوان، محمد منير، والإعلامية الرائعة سهى النقاش التي قدمت استقالتها من التلفزيون الرسمي والتحقت بميدان التحرير .. وغيرهم من المبدعين والمبدعات البواسل الذين وضعوا ثقلهم المعنوي والأخلاقي والإبداعي مع شباب وشابات الثورة ومطالبهم المشروعة.
وفي الجهة الأخرى، وقف كم كبير من المثقفين والفنانين مع النظام، بعضهم عبر عن انتمائه العاطفي للنظام بمشاعر فياضة، وتمسك بمواقفه وحاول التأثير في الرأي العام لمصلحة النظام في اللحظة الحاسمة، دون أن يلتفت لحصاد النظام في النهب والتشويه والإفقار والترهيب والتخلف. وبعد الحسم حاول الانتقال إلى خندق الثورة، مقدماً تبريرات واهية، دون نقد موقفه المخزي والاعتذار للشعب وللثوار. لا غرابة في ذلك فهؤلاء ينتمون إلى ثقافة النظام بعد أن غلبوا مصالحهم الأنانية الخاصة على مصلحة شعبهم. كان أبرز هؤلاء جابر عصفور الذي قبل بحقيبة وزارة الثقافة في الحكومة التي شكلها حسني مبارك قبل تنحيه بأسبوع وكانت محط رفض الشعب المصري وثورته. ومع عصفور اصطف: عادل إمام، حسن يوسف، سماح أنور، غادة عبد الرازق، يسرا، أحمد بدير، إلهام شاهين، تامر حسني... وغيرهم. وكان من اللافت موقف الأديب الليبي إبراهيم الكوني الذي اتجهت نحوه الأنظار مع اندلاع الثورة الليبية كي يتعرف إلى موقفه لكنه التزم الصمت، واهتم بمهاجمة منتقديه وتقريعهم أكثر من اهتمامه بتوضيح موقفه.
تخندق هذا الطراز من المثقفين والمبدعين مع النظام عندما اعتقدوا أن سيطرته أبدية. وكان جذر الاعتقاد يتأتى من فقدان ثقتهم بالشعوب وبقدراتها على التغيير، فذهبوا إلى مشاريعهم الخاصة في كنف النظام والأنظمة الشقيقة، أغرتهم الامتيازات وجوائز التقدير والأموال، استبدلوا الهم الجمعي بالهم الفردي وحدثت القطيعة مع نبض شعوبهم ومع الاحتياجات والمصالح الجمعية.
هل سيعودون إلى خندق الثقافة الملتزمة بالمصالح الجمعية؟ لا شك في أن المدخل الجدي للعودة يبدأ بنقد التجربة السابقة ونقد الذات بجرأة ومسؤولية. أما الانتقال من خندق إلى آخر دون توضيح فلن يؤدي إلى مصالحة من موقع الانحياز لثقافة كانت رافعة للثورة. وخاصة أن دور الثقافة ما زال في غاية الأهمية لجهة طرح الأسئلة ومحاولة الإجابة عنها، ولجهة رؤية التحولات وحراسة كل تقدم وقطع الطريق على كل محاولات سرقة الثورة.
يبقى سؤال المثقف الفلسطيني حول رؤية التحولات وانعكاسها على القضية الفلسطينية، هل تجاوزنا خرافة خمول الشعوب العربية وعجزها؟ هل انتهى النظام الإقليمي التابع للسياسة الأميركية؟ وما هو الدور الفلسطيني في ظل نظام إقليمي عربي جديد؟
عوضاً عن قبول المثقف لهذا التحدي، انصب الاهتمام الفلسطيني على إشغال منصب وزير الثقافة القادم! وانهالت عروض الترشيح والتنافس، وجرت المفاضلة بين قدرات وأخرى، وبين فئة عمرية وأخرى؟ في غياب المعايير الضرورية، وفي لحظة يتقرر فيها مصير شعوب وأنظمة ودول.
الوضع الجديد في ظل الثورات الشعبية والتحولات، يتطلب استجابة من نوع مختلف، لسنا بحاجة إلى إعادة إنتاج الصيغة القديمة، بحاجة إلى أشكال جديدة، عوضاً عن وزارة ثقافة، لماذا لا يتشكل مجلس أعلى للثقافة كهيئة مستقلة يضم كفاءات ثقافية مجربة ولديها هم ومشروع ثقافي ديمقراطي، تشمل مختلف المناطق داخل وخارج الوطن بما في ذلك داخل الخط الأخضر، فليس للثقافة حدود. وفي هذه الحالة سيتم وضع الثقافة لدى جهة اختصاص مسؤولة بعيداً عن الكوتا والتغيير المتكرر للوزراء وسياساتهم المرتجلة والتجريبية البعيدة عن الدور الثقافي المنشود. نظرياً تبقى الثقافة رافعة كبيرة، وعملياً يتم تهميش الثقافة ووضعها في آخر سلم الاهتمامات الرسمية، فإلى متى؟.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اربعة مشاهد دراماتيكية مخزية
- الثورة المصرية والتغيير الفلسطيني المأمول
- ظاهرة دحلان...... الى اين؟
- التفكير الآمن أولا !!!
- التفكير الآمن ......!!!
- استقلال المرجعية الثقافية..... ام تبعيتها!!
- القرضاوي عالم دين ام رجل سياسة؟
- مكانة الدولة في الفكر السياسي الفلسطيني
- قمة بدون قاعدة....!
- الحريم.. صراع العقل والجسد
- انفصالنا عن الرموز
- جورج حبش.. حي في ذاكرتنا
- غزة الأبية.. تستحق محاسبة الذات
- فيلم مغارة ماريا..ثورة ضد المسكوت عنه
- استعادة عرفات رمزا ...
- نوستالجيا باب الحارة
- مؤتمران وخريف واحد
- إذا فشل انابوليس..هل نملك خيارا آخر؟
- إذا فشل انابوليس ..هل نملك خيارا آخر؟
- الملك الاسد وصناعة الكراهية


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - ثقافة ثورية إنسانية ...وثقافة فاسدة