أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند عبد الحميد - نوستالجيا باب الحارة














المزيد.....

نوستالجيا باب الحارة


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 09:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لماذا حصد باب الحارة اكبر نسبة من المشاهدين وأوسع حالة من الجدل ؟ ظاهرة تحتاج الى التوقف والتفسير. بداية يجوز القول ان هذه الدراما الاجتماعية اختبرت المستوى الفكري الثقافي والحالة النفسية للمجتمعات العربية ونخبها على حد سواء.
فالمجتمع العربي الذي يعيش حالة من الخواء الروحي كان ينتظر من يضمد جراحه، من يحتضنه ويجلب له الأمان والطمأنينة، فظن انه وجد مفقوداته في منظومة قيم الحارة الدمشقية التي قدمها باب الحارة.
الشيء الذي لا خلاف عليه هو ان الناس يبحثون عن فسحة أمل واستراحة، عن تجاوز لواقع مرير يكرهونه. وعندما لا يجد الناس حلولا لمشاكلهم الواقعية في الحاضر، ويتوقفون عن محاولات التغيير، فانهم يحنون للماضي بحثا عن حلول فيه. انها حالة "النوستالجيا". وهنا كانت نقطة اللقاء مع باب الحارة التي قدمت الحل بالنكوص الى الماضي والتثبيت عليه.
ولكن اي ماضي؟ فثمة فرق جوهري بين الذهاب الى نقاط مضيئة في تجربة الماضي والاستقواء بها، وبين الذهاب الى نقاط مظلمة كانت عنوانا للتخلف، بين خضوع للماضي كما هو وبين نقد يميز الغث من السمين.
يمكن الادعاء أن باب الحارة استحضر تخلف الماضي الى حيزنا الراهن، أعاد انتاجه وتماهى معه بدون نقد. المسلسل يقدم سطوة المجتمع الذكوري، والطاعة العمياء في إطار تقسيم عمل بين من يقرر ومن ينفذ، هيمنة مطلقة للزعيم الذي بيده الحل والربط، وخضوع المرأة المهين الذي يحدث برضاها، فهي تُزوّج وتُطّلق وتعنّف وتُحبس، وليس لها غير استرضاء السلطة الذكورية وتلبية مطالبها. الحارة تتوحد بعيدا عن التمايز ونوازع الصراع بين مكوناتها، فالشر يأتي من الاغراب، والمقاومة هي اشبه بطقس منعزل، يعطي الاولوية لنجدة الاشقاء في فلسطين، وتفوز المقاومة على الانتدابين بضربة معلم.
المسلسل مَوَّه عناصر التخلف العتيقة، بالمقاومة و التضامن والتكافل الاجتماعي، وشجاعة معتز" فتى احلام الفتيات " والقباضايات الذين ينتظرون شارة التدخل، وبحكمه الزعيم المغدور، ورجولة ابوشهاب، وصبر أبو عصام، تلك المواصفات التي دغدغت المشاعر لكنها افتقدت لمضمون.
باب الحارة عزل الحارة عن المدينة العريقة، وعزل القبيلة عن المجتمع ، وفصل كل الاحداث عن السياق الاجتماعي الثقافي، وعن حداثة ذلك الزمان، كالتعليم والصحف والسيارة والمذياع وسكة الحديد، بمعزل عن دور رجال الفكر أمثال الكواكبي والزهاوي وخالد العظم، وصالون ثريا الحافظ النسائي الادبي ومسرح خيال الظل وكركوز وعيواظ.
ابتعد باب الحارة عن الحراك السياسي الاجتماعي الفكري القائم وأخذ بعناصر التخلف، إنها انتقائية مريبة.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمران وخريف واحد
- إذا فشل انابوليس..هل نملك خيارا آخر؟
- إذا فشل انابوليس ..هل نملك خيارا آخر؟
- الملك الاسد وصناعة الكراهية
- إنقلاب أسود
- أجمل الزهور لتانيا رينهارت
- معركة الحجاب
- السيكولوجية الفلسطينية
- الجندي الذهبي
- الترابي بين نارين
- الحريات العامة ..مخاوف ومحاذير
- جرائم الشرف
- ارفعوا ايديكم عن اطفالنا
- لم ينتصــروا.. ولم ننهزم
- يوم واحد للمرأة ... لا يكفي
- الطيارون الرافضون: نقطة مضيئة في ظلام اسرائيلي
- ماذا لو فشلت خارطة الطريق؟
- النجاح والإخفاق في عامي الانتفاضة
- الصمت المريب


المزيد.....




- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند عبد الحميد - نوستالجيا باب الحارة