أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - بين فيروز وبتهوفن















المزيد.....

بين فيروز وبتهوفن


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"اعجب بيتهوفن بنابليون بونابرت رجل الثورة الذى حقق لبلاده الكثير فى ظل مبادىء الثورة الفرنسية فالف سيمفونيته الثالثة وسماها سيمفونية بونابرت. وعندما تنكر بونابرت للحرية والمساواة بين البشر واعتلى عرش فرنسا باسم الامبراطور نابليون. غضب بيتهوفن وجعل يضرب بقلمة على اسم بونابرت حتى أخفى معالمه من الصفحة الاولى للسيمفونية واكتفى بوضع كلمة "ايرويكا" الى جانب العنوان. سيمفونية البطولة لبيتهوفن تقف فى مصاف الاعمال العظيمة فهى اثر خالد وكانت نقطة فاصلة لما قبلها من السيمفونيات وفيما بعدها". منتدى أساطين النغم/ "الايرويكا".
فجر الفنان زياد الرحباني قنبلة داخل الوسط الفني والثقافي اللبناني والعربي حين قال لصحيفة العهد التابعة لحزب الله : إن والدته فيروز "تحب حسن نصر الله كثيرًا". منذ إعلان ذلك "الحب" ساد الجبهة الثقافية هرج ومرج بين المباركين والمستنكرين. المباركون كانوا من المؤيدين والداعمين لتحالف حزب الله ونظام الاسد. أما المستنكرون فكانوا من المؤيدين والداعمين لحرية الشعب السوري ومن جهات أخرى ضد النظام والحزب من منطلق مذهبي وطائفي. الخلاف والاختلاف لم ينطلق من حق الفنانة فيروز في أن تحب او تكره من تريد، ولا في أن تؤيد او تعارض من تشاء. الخلاف واحتدامه جاء لأن إقحام فيروز الفنانة الفائقة الشعبية والمحبوبة في صراع سياسي لم يكن مألوفا في تاريخ الصراعات الداخلية. بل جاء كسابقة استخدامية من العيار الثقيل في محاولة لترجيح كفة على الاخرى. علما ان فيروز لم تتدخل في أوج الحرب الاهلية اللبنانية. اقصى ما قدمته اثناء الحرب "أغنية بحبك يا لبنان" التي تعرضت لنقد ابنها زياد في برنامج إذاعي" بعدنا طيبين" وكان يحتج على حياديتها، لكن الجميع أحب أغنيتها وتفهم موقفها وظلت محط حب وتقدير الناس على اختلاف انتماءاتهم.
كان يمكن تفهم "حب فيروز لنصرالله" لو أعلن أثناء مقاومة حزب الله الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، واثناء صده العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006 . في ذلك الوقت كان نصر الله رمزا وقائدا للمقاومة، وحظي بشعبية لبنانية كاسحة وبشعبية عربية غير مسبوقة. في ذلك الوقت الذي احتل فيه نصر الله مكانة مرموقة لدى الشعوب لم يعلن زياد عن حب فيروز لنصر الله كثيرا ولا قليلا . لكن حزب الله شرع باستخدام سلاح المقاومة في المعادلة الطائفية الداخلية الذي كان من شأنه تكريس الطائفية بأبشع أشكالها. كان الاجدر بحزب يهزم الاحتلال ان يستخدم سلاح المقاومة في محاولة تحرير الشعب اللبناني من أمراء الطوائف وقممها الجشعة وفي محاولة انهاء علاقات التبعية الاقتصادية والسياسية السائدة في لبنان. لم يفعل الحزب المنتصر ذلك وآثر الدخول في نظام المحاصصة الطائفية وبنى تحالفاته على اساس طائفي نفعي. منذ ذلك الوقت بدأ رصيد الحزب المقاوم يتآكل ويضمر، فلا قيمة لحل المسألة الوطنية بمعزل عن التصدي للمشكلات الاجتماعية وبمعزل عن محاولة تغيير قواعد اللعبة السياسية الطائفية وبمعزل عن الديمقراطية. لامعنى لحزب ينتصر وطنيا ويظل حزبا طائفيا مغلقا أمام ابناء الشعب من الطوائف الاخرى. انتقال الحزب من الطائفية الى الوطنية كان يعني الكثير. وكان يحتمل أن يُنْتَخب نصر الله رئيسا للجمهورية، ويُنتَخب البرلمان اللبناني انطلاقا من معايير غير طائفية. لكن بقاء الحزب طائفيا يفسر التزامه "بالولي الفقيه"، ويفسر لماذا وضع الحزب سلاح المقاومة في معركة إيران لتحسين شروط تفاوضها مع الغرب حول سلاحها النووي ومكانتها الاقليمية، يفسر أولوية ايران على لبنان ومصالح شعبه في معادلة نصر الله ، يفسر تبعية حزب الله الكاملة لايران.
إن طائفية الحزب المحلية ورجعيته الفكرية وتبعيته الخارجية لايران ولا ديمقراطيته ، تضعه في موقع النقد والمساءلة، لا الحب الكثير ولا الاعجاب الوفير، وبخاصة من قبل الذين أعجبوا بمقاومته للاحتلال والعدوان الاسرائيلي. فلا يعقل لقوى ديمقراطية وتنويرية واشخاص ديمقراطيين وتنويريين وتقدميين، أن يعجبوا بحزب طائفي رجعي، في زمن لا يستقيم فيه الفصل بين الوطني والاجتماعي والثقافي.ولا يمكن الاجابة على السؤال الثقافي والاجتماعي والديمقراطي بالقول ان الحزب قاوم أومستعد ان يرد على اي عدوان إسرائيلي. ومن غير المنطقي مقايضة الماضي بالحاضر والتثبيت على لحظة المقاومة المضيئة لتبرير الظلام الراهن.
التحول الاسوأ جاء مع انتقال حزب الله للقتال في سورية الى جانب النظام الاسدي. هذا التحول نقل الحزب إلى خندق الانظمة الديكتاتورية المستبدة. وإذا علمنا أن قرار الانتقال للقتال في سورية كان ايرانيا، وصادرا عن ديكتاتورية دينية فإن هذا يضع النقاط على الحروف في كل ما يتعلق بدور الحزب التبعي وغير المستقل. وجه الغرابة يتبدى هنا في مفارقة، فاثناء قتال الحزب في سورية واستياء اكثرية الشعب السوري من انحيازه السافر للنظام ومن معاظمته لخسائرهم ومأساتهم ومعاناتهم، في هذه الاثناء يعلن زياد حب فيروز لنصرالله. إعلان حب فيروز لنصرالله لا ينفصل عن حب الاسد والنظام الذي يقاتل من اجل استدامته. او هكذا احس المنحازون لحرية لشعب السوري. المشكلة لا تقتصر على الذين احبوا بل تشمل الاوساط الثقافية والفنية المؤيدة للحب المعلن. بعضهم لا يستحق الرد، كالفنانة التي طالبت النظام باستخدام السلاح الكيماوي، والممثل القدير الذي غنى "نحنا جنودك يا بشار" والممثلة التي ارتدت الزي العسكري تشجيعا للقتال، والذين يتحدثون عن "سيد الوطن". هؤلاء ينطلقون من الولاء الذي يستجيب لمصالحهم الانانية ولا يكترثون لمعاناة الشعب السوري. الفئة الجديرة بالنقاش هم اصحاب القناعة الخاطئة. القناعة المؤسسة على ثنائية نظام وأصولية إما أو . والمؤسسة على الدور الممانع والمقاوم للنظام. مع ان اوراق الممانعة والمقاومة سقطت مرات عديدة. بتقاعس النظام امام كل الاعتداءات الاسرائيلية، وبالخنوع امام التهديد الامريكي وتسليم ترسانة السلاح الكيماوي بسرعة قياسية. وبحفاظه المتواصل على الامن والهدوء على الحدود مع دولة الاحتلال. وبعجزه المستدام عن حل المسألة الوطنية وبقاء الجولان محتلا منذ 46 سنة قابلة للتمديد. اي وطنية واي ممانعة واي مقاومة هذه. ولنفرض جدلا ان النظام وطني وممانع وداعم للمقاومة. فهل وطنيته وممانعته تبرر لكم تأييده كنظام ديكتاتوري شمولي وراثي عائلي طائفي الى ما لا نهاية؟ والاهم هل تجيز وطنيته وممانعته استخدام كل اسلحة الدمار التي بحوزته لاخضاع شعبه؟ من الصعوبة ان يحترم اي شخص عقله وعقول ملايين السوريين الذين يعيشون المأساة ويؤيد تلك الجرائم التي يندى لها جبين البشرية.
كم كان بتهوفن رائعا وهو يهدي بونابرت الثورة الفرنسية سيمفونيته، وكم كان اكثر من رائع وهو يشطب اسم بونابرت الذي تحول الى امبراطور وطاغية عن السيمفونية ويغير اسمها. فيروز - إن صح حبها- فعلت عكس بتهوفن.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هزمت المرأة السعودية ؟
- ضد العدوانين الداخلي والخارجي في سورية
- عار التبرع بالدم لجيش يقتل شعبه
- محاكمة محمد رشيد بداية مشجعة
- مع مصر الشعب ..ضد الثنائية
- يوم قتلت الطفولة في -الحولة-
- من يحمي الشعب السوري ؟
- قمة بغداد والتحدي المستحيل
- الأدب هو الاشجع في كشف المستور وطرح الاسئلة
- خديعة صناديق الاقتراع
- سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء
- الشعب يريد : محاكمة من قتل جوليانو ؟
- الحراك الاسرائيلي .....الى اين؟
- ارفعوا ايديكم عن حماة!
- من هم اصدقاء النظام السوري؟
- إنطفاء .....اليسار !
- نداء آية براذعية * ما زال يطن في الأذن!!
- اللا معقول في تصفيق الكونغرس ....ومبايعة نصر الله
- فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا
- هل تجاوزت حماس وفتح اختلالاتهما؟


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - بين فيروز وبتهوفن