أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند عبد الحميد - هل هزمت المرأة السعودية ؟














المزيد.....

هل هزمت المرأة السعودية ؟


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 21:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نظمت نساء سعوديات "حملة حق قيادة السيارة" في اكتوبر / تشرين أول الماضي، وسرعان ما تفاعلت الحملة داخل المجتمع السعودي بين معارضين ومؤدين، وقبل أن تكتمل المباراة الديمقراطية جرى قطع الاستقطاب ووقف الحملة السلمية بإجراءات صارمة، كمنع الموقع الالكتروني الذي استخدم لدعم حق المرأة في قيادة السيارة، وكان 17 الف مؤيد ومؤيدة قد مهروا توقيعهم في الايام الاولى للحملة. واتخذت وزارة الداخلية قرارا بمنع الفعالية قبل موعدها المقرر .
النساء السعوديات تفوقن في كل السجالات التي خضنها مع آراء ذكورية معارضة.. قدمن حججا منطقية وهن واثقات من انفسهن وعملهن في سياق الدفاع عن حقهن. ونجحن في تفكيك بدعة المنع والتبرير التي بدت متهافة وهشة. ففي غياب نص قانوني يحظر قيادة النساء للسيارة ، وفي غياب تشريع ديني يُحَّرِم ذلك أسقط بيد مجادليهن. وإذا ما أضيف الى ذلك حاجة النساء العملية وحقهن الطبيعي بحرية الحركة وبالمساواة أسوة بنساء العالم فإن الكفة رجحت لمصلحة مطلبهن الذي تحول الى مطلب مشروع وعادل.
لم يحتمل المحافظون السعوديون التفوق المعنوي للسعوديات، في البدء رفضوا فكرة المباراة الديمقراطية معهن، وسرعان ما استخدموا آلة الدعاية المضادة التي لها باع طويل في حرمان النساء من أبسط حقوقهن. لقد حوروا موضوع الخلاف ونفخوا في تأثيراته. تحدثوا عن "الاخلال بالسلم الاجتماعي" "وفتح باب الفتنة" و"احلام مريضة لمغرضين ودخلاء ومتربصين" و"تهديد الامن والاستقرار ". كانت المبالغات الخيالية التي ارتقت الى مستوى وجود مؤامرة تعبر عن جزع المحافظين وخشيتهم من المس بسلطتهم الذكورية الغاشمة. فكان الرد بالمنع والترهيب والتهديد واستنفار جهاز الشرطة الدينية (هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) والزعم بأن قرار المنع "يلبي رغبات المجتمع". وتقديم ذرائع واهية كالقول : "إن قيادة السيارة تضر بمبايض المرأة"، والقول "إن النساء غير مؤهلات جسميا ومهنيا" مع ان الطالبات السعوديات يقدن سياراتهن في العواصم الاوروبية وفي امريكا بلياقة عالية. كان اسوأ ما في موقف المحافظين هو الاختباء خلف رفض المجتمع في الوقت الذي يحرم فيه هذا المجتمع من الحوار والتعبير عن رأيه، باستثناء الجهة التي تتبنى مواقف السلطة الذكورية، كموقف "ناشطات وأكاديميات" اللواتي عبرن عن اعتراضهن على حق المرأة السعودية في قيادة السيارة. كان ثمة حرص على ابراز موقف نسائي سعودي مناهض للحملة في محاو لة لكسر المبادرات والمؤيدين ولنزع الشرعية عن كل نضال اجتماعي من اجل الحرية والحقوق والمساواة اسوة بكل نساء العالم.
هُزِم المحافظون وانتصرت النساء السعوديات الشجاعات. القمع والتشويه والتحوير هو عنوان هزيمة المحافظين، والمطالب المشروعة وتحدي عشرات النساء للمنع والخروج بسياراتهن في يوم الحملة والاصرار على مواصلة النضال وسط تأييد نساء من كل انحاء العالم، كان عنوان انتصار النساء السعوديات.
ثمة رمزية لهذه المعركة الديمقراطية التي لا تخص النساء السعوديات وحدهن، بل تعني كل النساء والحركات النسوية وحركات حقوق المرأة وحقوق الانسان وقوى التحرر والمساواة في كل مكان. كم كان موقف وزير الخارجية الامريكي جون كيري مزريا عندما علق على قمع النساء بالقول "إنه شأن داخلي سعودي"! إن المحافظين الرجعيين الذين يخنقون حرية النساء في السعودية هم اصحاب المدرسة الفكرية الرجعية التي قادت التحولات الرجعية في طول وعرض الدول العربية والاسلامية، من خلال احتكار تفسير عجيب غريب للدين الاسلامي الذي كان في ما مضى عنوانا لحضارة انسانية في مختلف المجالات. كان لهذه المدرسة التي غزت العالم العربي بقوة البترو دولار ، دورا في استقالة العقل. وعندما اندلعت الثورات العربية كان لها تأثيرات ملموسة في دعم الثورة المضادة التي جسدها الاسلام السياسي. وكان لها مساعي محمومة هدفها قطع الطريق على تحرر الشعوب العربية السياسي والاجتماعي. و مساعي في القطع مع التراث الثقافي والانساني العربي والعالمي واستبداله بفكر أصولي وهرطقات لا تعني غير فرض سيطرة دائمة لهذه القوى على المجتمعات. على سبيل المثال، إن التقييدات التي تفرضها حماس على النساء والحريات العامة في قطاع غزة هي من صلب هذه المدرسة.
القضية إذا هي ابعد من حق المرأة السعودية في قيادة سيارة. إنها قضية الاشتباك مع منظومة افكار وقيم وتقاليد رجعية معادية لتحرر وتطور المجتمعات وانعتاقها وإفلاتها من براثن الرجعية الداخلية والتبعية لقوى الاستعمار الحديث . ولانها كذلك فمن المفترض ان تشارك جميع قوى ونخب التحرر في معركة الدفاع عن حرية النساء باعتبارها جزء من معركة انتزاع الشعوب لحرياتها.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد العدوانين الداخلي والخارجي في سورية
- عار التبرع بالدم لجيش يقتل شعبه
- محاكمة محمد رشيد بداية مشجعة
- مع مصر الشعب ..ضد الثنائية
- يوم قتلت الطفولة في -الحولة-
- من يحمي الشعب السوري ؟
- قمة بغداد والتحدي المستحيل
- الأدب هو الاشجع في كشف المستور وطرح الاسئلة
- خديعة صناديق الاقتراع
- سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء
- الشعب يريد : محاكمة من قتل جوليانو ؟
- الحراك الاسرائيلي .....الى اين؟
- ارفعوا ايديكم عن حماة!
- من هم اصدقاء النظام السوري؟
- إنطفاء .....اليسار !
- نداء آية براذعية * ما زال يطن في الأذن!!
- اللا معقول في تصفيق الكونغرس ....ومبايعة نصر الله
- فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا
- هل تجاوزت حماس وفتح اختلالاتهما؟
- هل يملك النظام السوري حلا للأزمة؟


المزيد.....




- الاتحاد الإنجليزي يمنع المتحولات جنسيا من المشاركة في منافسا ...
- استطلاع: تزايد مشاعر عدم الأمان لدى النساء المسلمات في بريط ...
- الضفة الغربية: انطلاق فعالية القدس عاصمة المرأة العربية
- اللبنانية حنين الصايغ: رواية -ميثاق النساء- رسالة محبة للمجت ...
- امرأة تتقدم بشكوى ضد رجل مزق حجابها في فرنسا
- المرأة المغربية ومسألة المناصفة
- إقرار قانون العمل المرن عن بُعد.. إنجاز تشريعي ينقصه صياغة إ ...
- الجامعة العربية تبحث خطة الانطلاق الرسمية لمرصد تنمية المرأة ...
- فرنسا: رجل خلع حجاب امرأة في الشارع وعمدة البلدية تصف الاعتد ...
- من -وحام- امرأة حامل إلى ضجة عالمية.. شوكولاتة دبي تتسبب بأز ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند عبد الحميد - هل هزمت المرأة السعودية ؟